نظرة في ثروة أبي بكر











نظرة في ثروة أبي بکر



نعم لنا حق النظر في ثروة أبي بکر التي منحوه بها، فکانت من جرائها له المنن علي رسول الله وعلي الدين والمسلمين، تلک الثروة الطائلة التي هيئت له ألف ألف أوقية- کما جاء فيما أخرجه النسائي[1] عن عائشة قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية وکان ألف ألف

[صفحه 50]

أوقية[2] ونضدت له ثلثماة وستين کرسيا في داره، وأسدلت علي کل کرسي حلة بألف دينار، کما سمعته عن الشيخ محمد زين العابدين البکري، وأنت تعلم ما يستتبع هذا التجمل من لوازم وآثار، واثاث ورياش، ومناضد وأواني وفرش، لا تقصر عنها في القيمة، وما يلزم من خدم وحشم، وقصور شاهقة، وغرف مشيدة، وما يلازم هذه البسطة في المال من خيل ورکاب وأغنام ومواشي وضيعة وعقار، إلي غيرهامن توابع الجاه والمال.

أنالاأدري أي باحة کانت تقل ذلک کله؟ ولم يفز بمثلها يومئذ أحد من ملوک الدنيا، وهل کانت الکراسي المذکورة منضدة في غرفة واحدة؟ فما أکبرها من غرفة؟ تضاهي ميادين القتال، ومفازات البراري، وماأکبر الدار التي هي إحدي غرفها؟ و أي يوم کان يوم قبول أبي بکر؟ تزدلف اليه فيه الرجال فتجلس علي تلکم الکراسي، ولم لا نسمع من السير والتواريخ عن ذلک اليوم رکزا؟ أکان في أفواه الجالسين عليها أوکية عن نقل شئ من حديثه؟ وطبع الحال يقضي أن يکون في ذلک المحتشد العظيم المتکرر في کل أسبوع، وعلي الاقل في کل شهر. وأقل منه في کل سنة، ولا أقل من إنعقاده في العمر مرة، من الانباء مالا يلهو التاريخ عن ذکره، ولا يستسهل المؤرخ ترکه، لکنک بالرغم من ذلک کله لا تجد عنه إلا همسا يتخافت به العبيدي بعد لاي من عمرالدهر.

ومن أي حرفة أو مهنة أو صنعة أوضياع حصل علي الرجل مليون أوقية من النقود؟ وکان يومئذ يوم فاقة لقريش، وکانوا کما وصفتهم الصديقة الطاهرة في خطبتها مخاطبة أبابکر والقوم معه: کنتم تشربون الطرق[3] وتقتالون الورق، أذلة خاشعين تخافون أن يتخطفکم الناس من حولکم فأنقذکم الله برسوله.[4] .

ولعل في ذلک اليوم کان مارواه الماوردي في أعلام النبوة ص 146 من طريق مالک بن أنس انه بلغه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم دخل المسجد فوجد أبابکر وعمر رضي الله

[صفحه 51]

عنهما فسألهما فقال: ماأخرجکما؟ فقالا: أخرجنا الجوع. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: و أنا أخرجني الجوع فذهبوا إلي أبي الهيثم بن التيها فأمرله بحنطة أوشعير عنده يعمل. الحديث.

ثم متي أدرکت عائشة العهد الجاهلي؟ وقد ولدت بعد المبعث بأربع أوخمس سنين[5] وهل کانت تفخر في دور الاسلام بثروة بائدة في الجاهلية وصاحبها جائع في الحال الحاضر؟.

ولست أدري ما الذي قضي علي تلکم الآلاف المؤلفة؟ وماالذي أفناها وأبادها وأفقر صاحبها؟ حتي أصبح ولا يملک شيئا، أو کان لا يملک يوم هجرته إلا أربعة أو خمسة أو ستة آلاف من الدراهم- إن کان ملکها- ولو کان أنفق أي أحد عشر معشار ذلک المال لدوخ العالم صيته، وکان يومئذ يعد في الرعيل الاول من أجواد الدنيا ولم يوجد في صحيفة التاريخ ذکر من تلکم الآلاف والکراسي والحلل، هب أن الذهبي قال في حديث عائشة: ألف الثانية باطلة قطعا فان ذلک لا يهيأ لسلطان العصر. وأقر ابن حجر تعقيبه في تهذيب التهذيب[6] فأين قصة ألف أوقية الصحيحة في صحائف التاريخ؟.

وإن صحت الاحلام، وصدقت هذه القصص الوهمية، وکان لابي بکر ذلک المال الطائل الخيالي لما افتقر أبوقحافة والده لان يکون أجير عبدالله بن جذعان للنداء علي طعامه، ولم يکن يقتني بتلک الخسة لماظة من العيش کما قاله الکلبي في المثالب وأشار إليه أمية بن الصلت في قصيدة يمدح بها ابن جذعان بقوله:


له داع بمکة مشمعل
وآخر فوق دارته ينادي


إلي ردح من الشيزي عليها
لباب البر يلبک بالشهاد[7] .


قال الکلبي: المشمعل هو: سفيان بن عبدالاسد. وآخر: أبوقحافة، وفي تعليق مسامرة الاوائل ص 88: يقال: إن الداعي هو أبوقحافة والد الصديق.

[صفحه 52]

بل يحق علي صاحب ألف ألف أوقية، وثلثمائة وستين کرسيا محلي بالديباج أن ينادي علي الطعام في دور ضيافته عشرة مثل أبي قحافة فضلا عن أن يکون أجير اناس آخرين بدراهم زهيدة، أو بشبع من الطوي.

وإن کان لابي بکر عندئذ ما حسبوه من الثروة أوشطر منها لما احتاح إلي أن يبتاع للهجرة مع صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم راحلتين بثمانمائة درهم[8] ثم قدم إحديهما لرسول الله صلي الله عليه وآله فلم يقبلها إلا بالثمن، وقال صلي الله عليه وآله: إني لا أرکب بعيرا ليس لي، قال أبوبکر: فهو لک يارسول الله بأبي أنت وأمي قال: لا، ولکن ماالثمن الذي إبتعتهابه؟ قال: کذا وکذا قال: قد أخذتها بذلک[9] .

ولم يکن رد رسول الله صلي الله عليه وآله إياها إلا لضعف حال أبي بکر من ناحية المال، أو انه لم يرقه أن يکو لاحد عليه منة حتي لا يفتعل عليه بعد ملاوة من الدهر بقول من افتعل عليه: إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبوبکر. کما مر في ص 33 من هذا الجزء.

علي ان للنظر في رواية الراحلتين مجالا واسعا بما رواه ابن الصباغ في الفصول المهمة والحلبي في السيرة 44: 2 من أن رسول الله صلي الله عليه وآله أمر أسماء بنت أبي بکر أن تأتي عليا وتخبر بموضعهما وتقول له: يستأجر لهما دليلا ويأتي معه بثلاث من الابل بعد مضي ساعة من الليلة الآتية وهي الليلة الرابعة، فجاءت أسماء إلي علي کرم الله وجهه فأخبرته بذلک، فأستأجر لهما رجلا يقال له: الاريقط بن عبدالله الليثي، وأرسل معه بثلاث من الابل، فجاء بهن إلي أسفل الجبل ليلا فلما سمع النبي صلي الله عليه وسلم رغاء الابل نزل من الغار هو وأبوبکر فعرفاه.

وفيه صراحة بأنه لم تکن هناک راحلتين لابي بکر معبأتين برکوبهما، وإنما جئ بالرواحل مستأجرة، وقد جمع الحلبي بين هذا وبين حديث الراحلتين بأن المراد باستيجار علي رضي الله عنه إعطاؤه الاجرة. وهذا الجمع يأباه لفظ الحديثين کماتري.

[صفحه 53]

ولقد روي کما يأتي إن الذي استصحبه أبوبکر من المال يوم هاجر من المدينة وهو کل ما يملکه أربعة أو خمسة أو ستة آلاف درهم، فأين هذا من الالف ألف اوقية؟ والکراسي المذکورة وحللها المقومة بثلاثمائة وستين ألف دينار وما يتبعها؟ و أي نسبة بين صاحب تلک الثروة وبين مالايملک إلاهذه الدراهم المعدودة؟

وأي نسبة بينها وبين ايامه وأيام أبيه بمکة وبين ما کان يحترف به في المدينة من بيع الابراد والاقمشة علي عنقه وعلي صاعده وحرفة ضئيلة يدور بها في الازقة و الاسواق من دون أن يستقر في متجر أو حانوت.

أخرج ابن سعد من طريق عطاء قال: لما استخلف أبوبکر أصبح غاديا إلي السوق وعلي رقبته أثواب يتجر بها فلقيه عمر بن الخطاب وأبوعبيدة الجراح فقالا له: أين تريد ياخليفة رسول الله؟ قال: السوق. قالا: تصنع ماذا؟ وقد وليت أمر المسلمين. قال: فمن أين أطعم عيالي؟ قالا له: انطلق حتي نفرض لک شيئا. فانطلق معهما ففرضوا له کل يوم شطر شاة وماکسوه في الرأس والبطن.

وروي من طريق عمير بن اسحاق: إن رجلا رأي علي عنق أبي بکر الصديق عباءة فقال: ما هذا؟ هاتها أکفيکها. فقال: إليک عني لا تغرني أنت وابن الخطاب من عيالي.

وفي لفظ آخر لابن سعد أيضا: إن أبابکر لما استخلف راح إلي السوق يحمل أبرادا له وقال: لا تغروني من عيالي. وفي لفظ الحلبي. لما بويع أبوبکر بالخلافة أصبح رضي الله عنه علي ساعده قماش وهو ذاهب إلي السوق فقال له عمر: أين تريد؟. الخ[10] .

ثم متي کان إنفاقه لثروته الطائلة علي النبي صلي الله عليه وآله وفي مناجحه ومصالحه، حتي کان به أمن الناس عليه بماله؟ وکيف أنفق ولم يره أحد ولارواه أي ابن أنثي؟ ولم لم يذکر التاريخ موردا من موارد نفقاته؟ وقد حفظ له تقديم راحلة واحدة للنبي صلي الله عليه وآله مع رده إياها وأخذه ثمنها، کما حفظ لکل من أنفق شيئا في مهمات الرسول

[صفحه 54]

صلي الله عليه وآله وسلم وغزواته ومصالح الاسلام والمسلمين.

ولم يکن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يحتاجه في شخصياته وما يتعلق بها بمکة قبل الهجرة فان عمه أباطالب سلام الله عليه کان متکفلا لذلک کله قبل زواجه بخديجة، وبعده کان مال خديجة تحت يده وهي في طوعه، وإنما وقعت الحاجة بعد الهجرة لتوسع نطاق الاسلام، وتمطط أمره فکان يحتاج إلي تجهيز الجيوش وقيادة العساکر، وهؤلاء رجال بني سالم بن عوف، ورجال بني بياضة، ورجال بني ساعدة وفي مقدمهم سعيد بن عبادة، ورجال بني الحرث بن الخزرج، ورجال بني عدي أخوال رسول الله الاکرمين کل منهم رفع عقيرته يوم دخوله صلي الله عليه وآله المدينة بقوله هلم إلينا إلي العدد والعدة والمنعة[11] .

ولم يکن عند أبي بکريومئذ من المال غير ماجاء به من مکة أربعة أوخمسة أوستة آلاف درهما- إن کان جاء به وأني لک باثباته؟- وما عساها أن تجدي نفعا وماهي وما قيمتها تجاه ذلک السلطان العظيم؟ لکنا مع غض النظر عن ذلک نسائل أيضا مدعي الانفاق انه متي أنفقها؟ وفي أي مصرف أدرها؟ وفي أي أمر بذلها؟ ولاي حاجة سمح بها؟ ولم خفي ذلک علي خلق الله من اولئک الصحابة؟ ولماذا عزب عن المؤرخين؟ فلم يسطروها في صحائف التاريخ ولا ذکروها في فضائل الخليفة، وهل قام عمود الاسلام وتم أمره بهذه الدريهمات المجهول مصرفها؟ وعاد أبوبکر أمن الناس علي رسول الله بماله؟.

والعجب کل العجب إن أميرالمؤمنين عليا عليه السلام کانت له أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم جهرا، فأنزل الله فيه القرآن فقال: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون[12] سورة البقرة 274.

[صفحه 55]

وهو سلام الله عليه تصدق بخاتمه للسائل فذکره تعالي في کتابه العزيز بقوله: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون[13] سورة المائدة: 55.

وأطعم هو وأهله مسکينا ويتيما وأسيرا فأنزل الله فيهم قوله: ويطعمون الطعام علي حبه مسکينا ويتيما وأسيرا «سورة هل أتي» وقد أسلفنا تفصيل أمرهم هذا في الجزء الثالث ص 111-106 ط 2.

وأما أبوبکر فينفق جميع ماله في سبيل الله ويراه النبي الاعظم أمن الناس عليه في صحبته وماله، ولم يوجد له مع ذلک کله ذکر في الکتاب العزيز، هذا لماذا؟ أنت تدري

والاعجب: أن أبابکر غدا أمن الناس علي رسول الله صلي الله عليه وآله بانفاق أربعة أو خمسة أو ستة آلاف درهما- إن کانت له- ولم يکن عثمان کذلک وقد أنفق أضعاف ماأنفقه أبوبکر، وبعث إلي رسول الله في غزوة بعشرة آلاف دينار کما جاء في مکذوبة أبي يعلي[14] فوضعها بين يديه فجعل صلي الله عليه وآله وسلم يقلبها ويدعو له بقوله: غفر الله لک ياعثمان ماأسررت وما أعلنت وماأخفيت وما هو کائن إلي يوم القيامة،[15] مايبالي عثمان ما فعل بعدها.

وإني أري الانجح للمدعي أن يسحب کلامه ويقول: لاأعلم بشئ من ذلک، ولا أثبت شيئا منه، وإنما اختلقه الغلو في الفضائل.

ولعل الباحث يقف علي ماأخرجه الحافظان: الحاکم وأبونعيم أو علي ما جاء به البيضاوي والزمخشري، فيقع ذلک منه موقعا حسنا ويطالبني المخرج منه، فاليک البيان:

أما الاخيران فقد ذکر البيضاوي في تفسيره 185: 1، والزمخشري في الکشاف 286: 1: ان قوله تعالي: الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم

[صفحه 56]

عند ربهم. الآية. نزلت في أبي بکر حين تصدق بأربعين ألف دينار، عشرة بالليل،و عشرة بالنهار، وعشرة بالسر، وعشرة بالعلانية.

هذه المرسلة التي لم أعرف قائلها ومن الصحابة والتابعين ولم أقف علي عزوهاإلي أحد من السلف في کتب القوم إلا سعيد بن مسيب المعروف بانحرافه عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام، اختلقتها يدالوضع تجاه ماأخرجه الحافظ من نزولها في علي أميرالمؤمنين ومنحت فيها لابي بکر أربعين الف دينار لتقريب نزول الآية فيمن انفق کمية کبيرة کهذه إلي فهم بسطاء الامة دون منفق أربعة دراهم، ذاهلا عما هو المتسالم عليه عند القوم من أخذ أبي بکر يوم هجرته إلي المدينة أربعة أو خمسة أو ستة آلاف درهم، و هي جميع ماکان بمکة. والآية المذکورة في سورة البقرة، وقدأصفقت أئمة الحديث والتفسير علي نزولها بالمدينة في أوليات الهجرة.[16] قال ابن کثير في تفسيره: هکذا قال غير واحد من الائمة والعلماء والمفسرين، ولا خلاف فيه. فأني لابي بکر عند نزول الآية الاربعون ألف دينارا؟ تصدق بها أم لم يتصدق، ولم يکن يملک إلا دريهمات إن صح حديثها أيضا، وستعرف انه لايصح

و تعقب السيوطي هذ، المرسلة بقوله: خبرإن الآية نزلت فيه لم أقف عليه، و کأن من ادعي ذلک فهمه مما أخرجه ابن المنذر عن ابن اسحاق قال: لما قبض أبوبکر رضي الله تعالي عنه واستخلف عمر خطب الناس فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس إن بعض الطمع فقر، وإن بعض اليأس غني، وإنکم تجمعون مالا تأکلون، وتؤملون مالا تدرکون، واعلموا أن بعضا من الشح شعبة من النفاق، فانفقوا خيرا لانفسکم، فأين أصحاب هذه الآية؟ وقرأ الآية الکريمة، وأنت تعلم أنها لا دلالة فيها علي المدعي. اه[17] .

وجاء مختلق آخر[18] فروي عن سعيد بن المسيب مرسلا من الطرفين: ان الآية

[صفحه 57]

المذکورة نزلت في عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف في نفقتهم في جيش العسرة يوم غزوة تبوک.

وذکر الرازي في تفسيره 347: 2 فقال: إن اللتي نزلت في عثمان لانفاقه جيش العسرة هي قوله تعالي: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذي. الآية.

وقد أعمي الحب بصائر القوم، فحرفوا الکلم عن مواضعه، وقالوا في کتاب الله ما زين لهم الشيطان، خفي علي المغفلين ان الآيتين من سورة البقرة آية 262 و 274 وهي أول سورة نزلت بالمدينة المشرفة کماقاله المفسرون[19] وقد نزلت قبل غزوة تبوک و جيشها- جيش العسرة الواقعة في شهر رجب سنة تسع- بعدة سنين، فلا يصح نزول أي من الآيتين في عثمان.

(وأما ماأخرجه الحافظان)

1- فأخرج أبونعيم في الحلية 33: 1 عن محمد بن أحمد بن محمد الوراق عن ابراهيم بن عبدالله بن أيوب المخرمي عن سلمة بن حفص السعدي عن يونس بن بکير عن محمدبن اسحق عن هشام بن عروة عن يحيي بن عبادبن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن اسماءبنت أبي بکر قالت: کانت يدالنبي صلي الله عليه وسلم في مال أبي بکر ويد أبي بکر واحدة حين حجا.

(رجال السند)

1- محمد بن أحمد الوراق. کذبه أبوبکر بن اسحاق قاله الحاکم. لسان الميزان 51: 5.

2- إبرا هيم بن عبدالله المخرمي قال الدار قطني: ليس بثقة حدث عن الثقات بأحاديث باطلة. لسان الميزان 72: 1.

3- سلمة بن حفص السعدي، شيخ کوفي قال ابن حبا ن: کان يضع الحديث فذکر له حديثا منکرا. وقال: لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه. وروي عنه حديثا فقال: لاأصل له. لسان الميزان 67: 3.

[صفحه 58]

2- أخرج الحاکم في المستدرک 3: من طريق أحمد بن عبدالجبار عن يونس بن بکير عن محمد بن اسحاق عن يحيي بن عباد عن أسماء بنت أبي بکر رضي الله عنهما قالت: لما توجه رسول الله صلي الله عليه وآله من مکة إلي المدينة ومعه أبوبکر حمل أبوبکر معه جميع ماله خمسة ألف أو ستة ألف[20] درهم فأتاني جدي أبوقحافة وقد ذهب بصره فقال: إن هذا والله قد فجعکم بماله مع نفسه، فقلت: کلا ياأبت قد ترک لنا خيرا کثيرا، فعمدت إلي أحجار فجعلتهن في کوة البيت، وکان أبوبکر يجعل أمواله فيها وغطيت علي الاحجار بثوب ثم جئت فأخذت بيده فوضعتها علي الثوب فقال: أما إذاترک هذا فنعم قالت: ووالله ماترک قليلا ولا کثيرا.

(رجال السند)

1- أحمد بن عبدالجبار أبوعمر الکوفي. قال ابن أبي حاتم: کتبت عنه و أمسکت عن الرواية عنه لکثرة کلام الناس فيه، وقال مطين: کان يکذب. وقال أبو أحمد الحاکم: ليس بالقوي عندهم ترکه ابن عقدة. وقال ابن عدي: رأيت أهل العراق مجمعين علي ضعفه، وکان ابن عقدة لايحدث عنه. وکان أحمد يلعب بالحمام الهدي[21] .

2- محمد بن اسحاق. أسلفنا في الجزء السابع صفحة 319 ط 2 کلمات الحفاظ فيه وانه کذاب دجال مدلس لايحتج به.

3- أخرج أبونعيم في حلية الاولياء 32: 1: من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أرقم عن أبيه قال: سمعت عمربن الخطاب رضي الله عنه يقول: أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلک مال عندي فقلت: اليوم اسبق أبابکر إن سبقته يوما قال: فجئت بنصف مالي قال: فقال لي رسول الله صلي الله عليه وآله: ما أبقيت لاهلک؟ قال: فقلت: مثله و أتي أبوبکر بکل ما عنده. فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما أبقيت لاهلک؟ قال أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لااسابقک إلي شئ أبدا.

ورواه من طريق عبدالله بن عمرالعمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر. کفي الاسناد ضعفا هشام بن سعد أبوعباد المدني. کان يحيي بن سعد لايروي عنه

[صفحه 59]

وعن أحمد قال: ليس هو محکم الحديث. وقال حرب: لم يرضه أحمد، وقال ابن معين: ضعيف، ليس بذالک القوي. ليس بشيئ حديثه مختلط، وقال أبوحاتم: يکتب حديثه ولايحتج به. وقال النسائي: ضعيف. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن سعد: کثير الحديث يستضعف وکان متشيعا. وقال ابن المديني: صالح وليس بالقوي. وقال الخليلي: أنکر الحفاظ حديثه في المواقع. وذکره ابن سفيان في الضعفاء[22] .

وأما عبدالله بن عمر العمري فقال أبوزرعة الدمشقي عن أحمد: کان يزيد في الاسانيد ويخالف وکان رجلا صالحا. وقال ابن المديني: ضعيف. وعن يحيي بن سعيد: لايحدث عنه. وقال صالح جزرة: لين مختلط الحديث. وقال النسائي: ضعيف الحديث. وقال ابن سعد. کثير الحديث يستضعف. وقال أبوحاتم: يکتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حبان: کان ممن غلب عليه الصلاح حتي غفل عن الضبط فاستحق الترک. وقال البخاري: کان يحيي بن سعيد يضعفه. وقال أبواحمد الحاکم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن شيبة: يزيد في الاسانيد کثيرا[23] .

وأما زيد بن أرقم فالصحيح: زيدبن أسلم مولي عمر ففي النسخة تصحيف.

لقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذکرون

وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولکم أعمالکم

سلام عليکم لا نبتغي الجاهلين

«القصص: 155 و 51»

[صفحه 60]



صفحه 50، 51، 52، 53، 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60.





  1. ميزان الاعتدال 341: 2، تهذيب التهذيب 325: 8.
  2. الاوقية: أربعون درهما.
  3. الطرق بفتح المهملة: الماء المجتمع الذي خيض فيه وبيل وبعر فکدر. لسان العرب.
  4. بلاغات النساء ص 13، أعلام النساء 1208: 3.
  5. الاصابة 359: 4، ويستفاد ذلک من صحيح البخاري في باب زواج عائشة، وتاريخ ابن عساکر 304: 1، والاستيعاب.
  6. ميزان الاعتدال للذهبي 341: 2، تهذيب التهذيب 325: 8.
  7. مثالب الکلبي، الاغاني لابي الفرج الاصبهاني 4: 8، مسامرة الاوائل ص 88.
  8. طبقات ابن سعد 212: 1 تاريخ ابن کثير 178 و 184: 3.
  9. صحيح البخاري 47: 6 تاريخ الطبري 245: 2، سيرة ابن هشام 100 و 98: 3، طبقات ابن سعد 213: 1، تاريخ ابن کثير 184: 3 و 188.
  10. راجع طبقات ابن سعد ط ليدن 130: 3 و 131، صفة الصفوة لابن الجوزي 97: 1، السيرة الحلبية 388: 2.
  11. أسلفنا حديثه في الجزء السابع ص 269.
  12. أخرجه عبدالرزاق وعبدبن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساکر وابن جرير. راجع تفسير القرطبي 347: 3، تفسير البيضاوي 185: 1، تفسير الزمخشري 286: 1، تفسير الرازي 369: 2، تفسير ابن کثير 326: 1، تفسير الدر المنثور 363: 1، تفسير الخازن 208: 1، تفسير الشوکاني 265: 1، تفسير الآلوسي 48: 3.
  13. راجع ما مر في الجزء الثاني ص 47 وج 163 -155: 3 ط 2.
  14. أخرجه باسناد واه وذکره ابن کثير في تاريخه 612: 7.
  15. هذه الجملة توهن متن الرواية، وتعرب عن انها مکذوبة علي رسول الله:.
  16. تفسير القرطبي 132 و 1، تفسير ابن کثير 35: 1، تفسير الخازن 91: 1، تفسير الشوکاني 61: 1.
  17. راجع تفسير الالوسي 48: 3.
  18. راجع تفسير الشوکاني 265: 1، تفسير الالوسي 48: 3.
  19. راجع تفسير القرطبي 132: 1، تفسير الخازن 19: 1، تفسير الشوکاني 16: 1.
  20. کذا في الموضعين والصحيح: آلاف. کما في جميع المصادر.
  21. تاريخ الخطيب 263: 4، تهذيب التهذيب 51: 1.
  22. تهذيب التهذيب 40: 11.
  23. تهذيب التهذيب 327: 5.