توسل الشمس بأبي بكر











توسل الشمس بأبي بکر



قال النبي صلي الله عليه وسلم: عرض علي کل شيئ ليلة المعراج حتي الشمس فاني سلمت عليها وسألتها عن کسوفها فأنطقها الله تعالي وقالت: لقد جعلني الله تعالي علي عجلة

[صفحه 288]

تجري حيث يريد فأنظر إلي نفسي بعين العجب فنزل بي العجلة فأوقع في البحر فأري شخصين أحدهما يقول: أحد أحد. والآخر يقول: صدق صدق. فأتوسل بهما إلي الله تعالي فينقذني من الکسوف، فأقول: يارب من هما؟ فيقول: الذي يقول: أحد أحد هو حبيبي محمد صلي الله عليه وسلم. والذي يقول: صدق صدق هو أبوبکر الصديق رضي الله عنه.

«نزهة المجالس 2 ص 184»

أنا لا أحکم في هذه الرواية إلا علماء علم الفلک سواء في ذلک القدماء منهم والمحدثون. وقد تکلمنا في صحيفة 238 عن العجلة التي حملت الشمس وبحثنا عنها بحثا ضافيا، وليت الهيئيين درسوا هذه الرواية فأخذوا عنها علما غزيرا، وعرفوا أن الکسوف يکون بغمس الشمس في البحر عقوبة علي نظرها إلي نفسها بعين العجب وإن إنجلائها يتم بالتوسل، ولعل المستقبل الکشاف يأتي بمن يعلم الامة بسر خسوف القمر وتتأتي به للمجالس نزهة بعد نزهة، وهنا أسؤلة جمة:

1- ليس الکسوف يخص بهذه الامة فحسب، ولا بأيام حياة ابي بکر خاصة، فمن ذا الذي کان يقول: صدق صدق. قبل ميلاد أبي بکر؟ ومن ذا الذي يقولها بعد وفاته؟ وبمن کانت الشمس تتوسل قبل ذلک؟ وبمن تتوسل به بعده؟.

2- أين کان يقول أبوبکر: صدق صدق؟ أيقولها وهو في محلة بمرأي من الناس ومسمع فيسمعها الشمس بالاعجاز؟ أو کان يحضر علي ذلک البحر الذي لم يحدد بأي ساحل فيغيب عن الناس وتطوي له المسافة بخرق العادات؟ فلم لم يحدث عنه ذلک ولو مرة واحدة؟ أو انه يذهب هو ويدع قالبه المثالي بين الناس فيحسبونه هو هو؟ أو انه يثبت في مکانه فيرسل قالبه ذلک فتحسبه الشمس أنه هو؟

3- هب ان الشمس تحمل حياة روحية فهل تحمل معها نفسا أمارة بالسوء بها تعجب بنفسها؟ أنا لا أدري. وعلي فرض ثبوت النفس الامارة فما بالها تدأب علي المعصية وهي تري استمرار العقوبة مع کل عصيان؟ فهل هي تتوب بعد کل معصية ثم تعود إليها بنسيان العقاب أو غلبة الشهوة؟ ومن المعلوم ان الکسوف لم ينقطع ليلة المعراج فهو من الکائنات المتجددة إلي انقراض العالم فکأن الشمس حينئذ کانت

[صفحه 289]

تخبر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بتصميمها علي الاستمرار علي المعصية منذ کل کسوف فمتي تتوب هذه العاصية الشاعرة؟ أنا لا أدري. وفي ذمة الصفوري صاحب الکتاب الخروج عن عهدة هذه الاسؤلة. فهل يخرج؟ أنا لا أدري، وهذا ايضا من الغلو في الفضائل والحب المعمي والمصم.


صفحه 288، 289.