ابوبكر أسن أصحاب النبي











ابوبکر أسن أصحاب النبي



أخرج ابن سعد والبزار بسند حسن عن أنس قال: کان أسن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله أبوبکر الصديق وسهيل بن عمرو بن بيضاء.

وأخرجه أبوعمر في الاستيعاب 1 ص 576، وابن الاثير في اسد الغابة 2 ص 370.

[صفحه 281]

وذکره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 60 فقال: رواه البزار واسناده حسن، و رواه ابن حجر في الاصابة 2 ص 85. وفيه: سهل بدل سهيل وهو أخوه. أو هو السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 73 نقلا عن ابن سعد والبزار.

قال الاميني: کنا نعتقد أن المغالاة يمکن أن تقع في النفسيات التي لا تدرک بالحواس الظاهرة کالعلم والتقوي وأمثالهما، وأما الغلو في المشهودات فلم يدع المنطق له مساغا فسرعان ما يظهر فيه کذب الغالي، ويفتضح به المائن حتي أوففنا السير علي أمثال هذه الاقاويل، فرأينا الرجل يقول بملا فيه: إن أبابکر أسن أصحاب النبي صلي الله عليه وآله و هو يجد في معاجم الصحابة کثيرين هم أسن منه بکثير وإليک أسماء امة منهم:

1- أماناة بن قيس بن شيبان الکندي. أسلم وقد عاش دهرا، ويقال: أنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة کما في الاصابة 63:1.

2- أمد بن أبد الحضرمي. أدرک هاشم بن عبد مناف وامية بن عبد شمس و يقال: إنه کان في عهد معاوية له ثلاثمائة سنة. صب 63:1.

3- أنس بن مدرک أبوسفيان الخثعمي. قتل مع علي کان سيد خثعم في الجاهلية عاش مائة وأربعا وخمسين سنة. صب 73:1.

4- أوس بن حارثة الطائي والد خرام صاحب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم عاش مائتي سنة، وأکثر هذه المدة من أيام الجاهلية. صب 82:1.

5- ثور- ثوب- بن تلدة. أنشد له الکلبي:


وإن امرأ قد عاش تسعين حجة
إلي مائتين کلما هو ذاهب


قال: ولا أدري ما عاش بعد ما أنشد هذا لمعاوية. وقد يقال. إنه کان له يوم بدر عشرون ومائة عاما. صب 205:1.

6- الجعد بن قيس المرادي. أسلم، وکان قد بلغ مائة سنة. صب 235:1.

7- حسان بن ثابت الانصاري. عاش في الجاهلية ستين وفي الاسلام ستين عاما صب 326:1.

8- حکيم بن حرام الاسدي ابن أخي خديجة زوج النبي صلي الله عليه وآله وسلم ولد قبل عام الفيل بثلاثة وعشرين سنة، وتوفي وهو ابن عشرين ومائة سنة. صب 349:1.

[صفحه 282]

9- حمزة بن عبدالمطلب عم النبي الاعظم ولد قبله صلي الله عليه وآله بسنتين أو بأربع صب 353:1.

10- حنيفة بن جبير بن بکرالتميمي. أدرک أحفاده النبي صلي الله عليه وآله ولهم صحبة وکانوا يوم ذاک ذا لحي کما في الاصابة 359:1.

11- حويطب بن عبدالعزي بن أبي قيس العامري المتوفي سنة 54 له مائة و عشرين عاما. صب 364:1.

12- حيدة بن معاوية العامري. مات وهو عم ألف رجل وامرأة وأدرک عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلي الله عليه وآله وکان بالغا مبلغ الرجال. صب 365:1.

13- خنابة بن کعب العبسي. کان له علي عهد معاوية بن أبي سفيان مائة و أربعون سنة وله قوله في الاصابة 463:1:


حويت من الغايات تسعين حجة
وخمسين حتي قيل: أنت المقزع


14- خويلد بن مرة الهذلي أبوخراش، أدرک الاسلام شيخا کبيرا. صب 465:1.

15- ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم أبوأروي الهاشمي. کان أسن من عمه العباس الآتي ذکره. صب 506:1.

16- سعيد بن يربوع القرشي المخزومي المتوفي 54 وله 24-120 عاما. صب 52:2.

17- سلمة السلمي، أقبل إلي النبي صلي الله عليه واله وسلم وأسلم وهو شيخ کبير

18- سلمان أبوعبدالله الفارسي مات سنة 6-3-32 روي أبوالشيخ عن العباس بن يزيد انه قال: أهل العلم يقولون: عاش سلمان ثلثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشکون فيها. صب 62:2.

19- ابوسفيان القرشي الاموي. کان أسن من أبي بکر باثني عشر عاما وعدة أشهر. صب 179:2.

20- صرمة بن أنس ابوقيس الاوسي. أدرک الاسلام فأسلم وهو شيخ کبير عاش نحوا من مائة وعشرين عاما وهو القائل کما في الاصابة 183:2.


بدالي أني عشت تسعين حجة
وعشرا وما بعدها لي ثمانيا

[صفحه 283]

فلم ألفها لما مضت وعدتها
يحسبها في الدهر إلا لياليا


21- صرمة بن مالک الانصاري، أدرک الاسلام فأسلم وهو شيخ کبير. صب 22. 183:2- طارق بن المرقع الکناني، کان في حجة الوداع شيخا کبيرا. 221:2.

23- الطفيل بن زيد الحارثي، هو الذي أخبر عمر بأمر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في الجاهلية، وکان يوم ذاک قد أتت عليه مائة وستون سنة. صب 224:2.

24- عاصم بن عدي العجلاني توفي سنة خمس وأربعين وله مائة وعشرون سنة. صب 246:2.

25- العباس بن عبدالمطلب عن النبي الاعظم، ولد قبل رسول الله بسنتين أو ثلاث صب 271:2.

26- عبدالله بن الحارث بن امية، أدرک الاسلام وهو شيخ کبير. صب 291:2

27- عدي بن حاتم الطائي، مات بعد الستين وبلغ مائة وثمانين کما قاله أبوحاتم السجستاني، أو مائة وعشرين کمافي قول خليفة. صب 468:2.

28- عدي بن وداع الدوسي، من رجال الجاهلية أدرک الاسلام فأسلم وغزا وتوفي وله ثلاثمائة سنة. صب 472:2.

29- عمرو بن المسبح[1] الطائي، مات وله مائة وخمسون عاما. قال ابن قتيبة: لست أدري أقبض قبل وفاة النبي أم بعده. صب 16: 3.

30- فضالة بن زيد العدواني، سأله معاوية: کم أتت لک يافضالة؟ قال: عشرون ومائة سنة. صب 214:3.

31- قباث بن أشيم، سأله عثمان بن عفان: أنت أکبر أم رسول الله؟ فقال رسول الله أکبر مني وأنا أسن منه. صب 221:3.

32- قردة بن نفاثة السلولي، أدرک الاسلام وهو شيخ کبير وعاش ومائة وخمسين

[صفحه 284]

سنة وله کما في الاصابة 231:3 من أبيات:


بان الشباب فلم أحفل به بالا
وأقبل الشيب والاسلام إقبالا


33- لبيد بن ربيعة بن عامر الکلابي الجعفري، توفي سنة 41 وهو ابن مائة و أربعين أو مائة وسبع وخمسين سنة أو مائة وستين سنة. صب 326:3.

34- اللجاج الغطفاني، وفد إلي النبي صلي الله عليه وآله وهو ابن سبعين وعاش ومائة وعشرين سنة. صب 328:3.

35- المستوعز بن ربيعة بن کعب، کان من فرسان العرب في الجاهلية عاش إلي أيام معاوية وکان له 30-320 سنة. صب 492:3.

36- معاوية بن ثور البکائي، أسلم بيد النبي وهو شيخ کبير صب 156:1. وفي بعض المعاجم کان ابن مائة سنة.

37- منقذ بن عمرو الانصاري، کان قد أتي عليه مائة وثلاثون في حياة رسول الله صلي الله عليه وآله کما في اسد الغابة.

38- النابغة الجعدي، عاش في الجاهلية مائتي سنة، ومات وهو ابن 30-225. عاما وهو القائل کما في الاصابة 538:3:


ألا زعمت بنو أسد بأني
أبوولد کبير السن فاني؟


فمن يک سائلا عني؟ فاني
من الفتيان أيام الختان


أتت مائة لعام ولدت فيه
وعشر بعد ذاک وحجتان


وقد أبقت صروف الدهر مني
کما أبقت من السيف اليماني


وقال أبوحاتم: عاش مائتي سنة وهو القائل:


قال: أمامة کم عمرت زمانه
وذبحت من عنز علي الاوثان؟


ولقد شهدت عکاظ قبل محلها
فيها وکنت اعد من الفتيان


والمنذر بن محرق في ملکه
وشهدت يوم هجائن النعمان


وعمرت حتي جاء أحمد بالهدي
وقوارع تتلي من القرآن


ولبست في الاسلام ثوبا واسعا
من سيب لا حرم ولا منان


39- نوفل بن الحرث بن عبدالمطلب الهاشمي إبن عم النبي الطاهر. کان أسن من

[صفحه 285]

أسلم من بني هاشم حتي من عميه حمزة والعباس المذکورين صب 577:3.

40- نوفل بن معاوية بن عروة الدئلي، کان ممن عاش في الجاهلية ستين وفي الاسلام ستين سنة. صب 578:3.

وقبل هؤلاء کلهم أبوقحافة والد الخليفة فانه کان أبکر سنا من الخليفة لا محالة إن لم تصغره المعاجز من إبنه کما صغرت رسول الله صلي الله عليه وآله وجعله غلاما وشابا لا يعرف بين يدي أبي بکر وهو أکر منه.

راجع في تراجم هؤلاء المذکورين المعارف لابن قتيبة، معجم الشعراء للمرزباني،الاستيعاب لابي عمر، اسد الغابة لابن الاثير، تاريخ ابن کثير، الاصابة لابن حجر، مرآة الجنان لليافعي، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي. ونحن إقتصرنا منها بذکر الاصابة مرموزا ب (صب) روما للاختصار.

هؤلاء جملة ممن وقفنا علي أسمائهم ممن أربوا علي أبي بکر في السن من الصحابة الاولين، وهب أنا غضضنا الطرف عن کل ذلک فهلا نسائل القوم عن وجه الفضيلة في کبر السن؟ أو ليس في الامم والاجيال من طعنوا في السن فبلغوا من العمر عتيا، وفيهم الحالي بالفضائل والعاطل عنها، وإذا مدح أحدهم فانها يمدح بمآثره لا بطول عمره، ومهما طال عمر الخليفة فإن أکثره إنقضي في الجاهلية، بعث النبي صلي الله عليه وآله وسلم و للخليفة ثمان وثلاثون سنة وقد مر في الجزء الثالث ص 220 انه صلي الله عليه وآله وسلم صلي سبع سنين ولم يصل معه غير علي أميرالمؤمنين. إذن فلابي بکر عند إسلامه خمس وأربعون عاما و توفي وهو ابن ثلاث وستين، فقد اشغل في الاسلام ثمان عشرة سنة، وهذه المدة الاخيرة هي التي يمکن أن تزدان بشئ من المناقب فهل أزدانت أولا؟

وفي الغابة أحسب انه ليس للقوم غاية يعتد بها في کبر السن والاهتمام بذلک غير انهم جعلوا الحجر الاساسي للخلافة الراشدة أشياء منها: ان أبابکر قدم علي أميرالمؤمنين لانه شيخ محنک لاترة لاحد عنده فيبغض، وعلي هذا الاساس جعلوه تارة أکبر سنا من النبي صلي الله عليه وآله وقد عرفت حاله في صفحة 270 واخري أنه کان شيخا يعرف والنبي شابا لا يعرف، وأوقفناک علي حقيقة الحال في ص 257. وآونة انه أسن الصحابة ليحسموا مادة النقض بشيوخ في الصحابة کلهم أکبر من الامام أميرالمؤمنين عليه السلام

[صفحه 286]

وفيهم رؤساء وأعاظم، وما عرفوا ان المستقبل الکشاف سيوقف الباحثين علي اناس هم أکبر من الرجل سنا، وأوفر علما، وأبلغ حنکة، وأقدم شرفا، وأسبق إسلاما.


صفحه 281، 282، 283، 284، 285، 286.








  1. بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الموحدة کما في الاصابة 16:3، وفي المعارف لابن قتيبة 136.