الانصار في البعتين
فکلمهم رسول الله صلي الله عليه وآله ودعاهم إلي الله، وعرض عليهم الاسلام، وتلا عليهم القرآن فأجابوه فيما دعا إليهم ثم انصرفوا عنه صلي الله عليه وآله راجعين إلي بلادهم وقد آمنوا وصدقوا. فلما قدموا المدينة إلي قومهم ذکروا لهم رسول الله صلي الله عليه وآله ودعوهم إلي الاسلام حتي فشا فيهم، فلم تبق دار من دور الانصار إلا وفيها ذکر من رسول الله صلي الله عليه واله وسلم حتي إذا کان العام المقبل وافي الموسم من الانصار إثنا عشر رجلا فلقوه بالعقبة الاولي فبايعوا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بيعة النساء وذلک قبل أن يفترض عليهم الحرب. وهم: [صفحه 263] أبوامامة أسعد بن زرارة. وعوف بن عفراء. ومعاذ بن عفراء. ورافع بن مالک. وذکوان بن عبد قيس. وعبادة بن الصامت. ويزيد بن ثعلبة. والعباس بن عبادة. وعقبة بن عامر. وقطبة بن عامر. وابوالهيثم بن التيهان. وعويم بن ساعدة. قال عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ليلة العقبة الاولي: علي أن لا نشرک بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف. فلما إنصرف القوم عنه صلي الله عليه وسلم بعث رسول الله معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف وأمره أن يقرأهم القرآن، ويعلمهم الاسلام، ويفقههم في الدين، ويقيم فيهم الجمعة والجماعة، وکان مصعب يسمي بالمدينة: المقرئ، وکان منزله علي أسعد بن زرارة أبي أمامة. النجاري وکان يصلي بهم الجمعة والجماعة فأقام عنده يدعوان الناس الاسلام حتي لم تبق دار من دور الانصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون. ثم إن مصعب بن عمير رجع إلي مکة، وخرج من خرج من الانصار من المسلمين إلي الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرک حتي قدموا مکة فواعدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق. قال کعب: فلما فرغنا من الحج وکانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لها ومعنا عبدالله بن عمرو بن حرام أبوجابر سيد ساداتنا وشريف من أشرافنا أخذناه معنا، ثم دعوناه إلي الاسلام فأسلم وشهد معنا العقبة، و کان نقيبا، فنمنا تلک الليلة مع قومنا في رحالنا حتي إذا مضي ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن ثلاثة وسبعون رجلا، ومعنا امرأتان من نسائنا: نسيبة بنت کعب ام عمارة. وأسماء بنت عمرو أم منيع. قال: فتکلم رسول الله صلي الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلي الله ورغب في الاسلام ثم قال: أبايعکم علي أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءکم وأبناءکم.فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم والذي بعثک بالحق لنمنعنک عما نمنع منه أزرنا[1] فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحروب، وأهل الحلقة، ورثناها کابرا عن کابر فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أخرجوا إلي [صفحه 264] منکم إثني عشر نقيبا ليکونوا علي قومهم بما فيهم. فأخرجوا منهم إثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس وهم: 1- أبوأمامة أسعد بن زرارة الخزرجي. 2- سعد بن الربيع بن عمرو الخزرجي. 3- عبدالله بن رواحة بن امرؤ القيس الخزرجي. 4- رافع بن مالک بن العجلان الخزرجي. 5- البراء بن معرور بن صخر الخزرجي. 6- عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي. 7- عبادة بن الصامت بن قبس الخزرجي. 8- سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي. 9- المنذر بن عمرو بن خنيس الخزرجي. 10- أسيد بن حضير بن سماک الاوسي. 11- سعد بن خيثمة بن الحرث الاوسي. 12- رفاعة بن عبدالمنذر بن زنبر الاوسي. وقد يعد بمکانه أبوالهيثم ابن التهيان. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم للنقباء: أنتم علي قومکم بما فيهم کفلاء ککفالة الحواريين لعيسي بن مريم وأنا کفيل علي قومي: يعني المسلمين. قالوا: نعم. قال العباس بن عبادة بن نضلة الانصاري: يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم. قال: إنکم تبايعونه علي حرب الاحمر والاسود من الناس، فان کنتم ترون انکم إذا نهکت أموالکم مصيبة، وأشرافکم قتل استلمتموه؟ فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن کنتم ترون أنکم وافون له بما دعوتموه إليه علي نهکة الاموال وقتل الاشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة. قالوا فانا نأخذ علي مصيبة الاموال قتل الاشراف، فمالنا بذلک يا رسول الله إن نحن وفينا؟ قال: الجنة. قالوا: ابسط يدک فبسط يده فبايعوه. فقال له العباس بن عبادة: والله الذي بعثک بالحق إن شئت لنميلن علي أهل [صفحه 265] مني غدا بأسيافنا؟ قال: فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لم نؤمر بذلک ولذلک ولکن ارجعوا إلي رحالکم. فرجعوا إلي مضاجعهم. فلما قدموا المدينة أظهروا الاسلام بها وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم علي دينهم من الشرک. وکان أهل بيعة العقبة الآخرة ثلاثة وسبعين رجلا و امرأتين وهم: اسيد بن حضير النقيب، أبوالهيثم بن التيهان النقيب، سلمة بن سلامة الاشهلي، ظهير بن رافع الخزرجي، أبوبردة بن نيار بن عمرو، نهير بن الهيثم الحارثي،سعد بن خيثمة النقيب، رفاعة بن عبدالمنذر النقيب، عبدالله بن جبيربن النعمان معن بن عدي بن الجلد، عويم بن ساعدة الاوسي، أبوأيوب خالد الانصاري، معاذ بن الحارث الانصاري، أسعد بن زرارة النقيب، سهيل بن عتيک النجاري، أوس بن ثابت الخزرجي، أبوطلحة زيد بن سهل، قيس بن أبي صعصعة النجاري، عمرو بن غزية الخزرجي، سعد بن الربيع النقيب، خارجة بن زيد الخزرجي، عبدالله بن رواحة النقيب، بشير بن سعد الخزرجي، خلاد بن سويد الخزرجي، عقبة بن عمرو الخزرجي، زياد بن لبيد الخزرجي، فروة بن عمرو الخزرجي، خالد بن قيس الخزرجي، رافع بن مالک النقيب، ذکوان بن عبد قيس الخزرجي، عبادة بن قيس الخزرجي، الحارث بن قيس الخزرجي، البراء بن معرور النقيب، بشر بن البراء الخزرجي، سنان بن صيفي الخزرجي، الطفيل بن النعمان الخزرجي، معقل بن المنذر الخزرجي، يزيد بن المنذر الخزرجي، مسعود بن يزيد الخزرجي، الضحاک بن حارثة الخزرجي، يزيد بن خزام الخزرجي، جبار بن صخر الخزرجي، الطفيل بن مالک الخزرجي، کعب بن مالک الخزرجي، سليم بن عمرو الخزرجي، قطبة بن عامر الخزرجي، يزيد بن عامر الخزرجي، کعب بن عمرو الخزرجي، صيفي بن سواد الخزرجي، ثعلبة بن غنمة السلمي،عمرو بن غنمة السلمي، عبدالله بن أنيس السلمي، خالد بن عمرو السلمي، عبدالله بن عمر النقيب، جابر بن عبدالله السلمي، ثابت بن ثعلبة السلمي، عمير بن الحارث السلمي، خديج بن سلامة بن الفرافر، معاذ بن جبل الخزرجي، أوس بن عباد الخزرجي، عبادة بن الصامت النقيب، غنم بن عوف الخزرجي، العباس بن عبادة الخزرجي، [صفحه 266] أبوعبدالرحمن بن الخزرجي، عمرو بن الحرث الخزرجي، رفاعة بن عمرو الخزرجي، عقبة بن وهب الجشمي، سعد بن عبادة النقيب، المنذر بن عمرو النقيب، عوف بن الحارث الانصاري، معوذ بن الحارث الانصاري، عمارة بن حزم الانصاري، عبدالله بن زيد مناة الخزرجي.
کان رسول الله صلي الله عليه وآله يعرض نفسه علي القبائل في المواسم إذا کان يدعوهم إلي الله ويخبرهم انه نبي مرسل فعرض نفسه علي کندة. وعلي بني عبدالله بطن من کلب. وعلي بني حنيفة. وعلي بني عامر بن صعصعة. وعلي قوم من بني عبدالاشهل. فلما أراد الله عزوجل إظهار دينه، وإعزاز نبيه صلي الله عليه وآله وإنجاز موعده له خرج صلي الله عليه وآله وسلم في الموسم الذي لقي فيه النفر من الانصار فعرض نفسه علي قبائل العرب کما کان يصنع في کل موسم فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا وفيهم: أسعد بن زرارة أبوامامة النجاري. وعوف بن الحرث بن عفراء. ورافع بن مالک. وقطبة بن عامر بن حديدة. وعقبة بن عامر بن نابي. وجابر بن عبدالله.
صفحه 263، 264، 265، 266.