غديرية ابن داغر الحلي
قصدت أميرالمؤمنين بقبة وفدت علي خير الانام بحضرة الفتي وابن الفتي وأخو الفتي فله الفخار قديمه وحديثه مولي البرية بعد فقد نبيها وإذا القروم تصادمت في معرک وتري القبائل عند مختلف القنا والشوس تعثر في المجال وتحتها فکأن منتشر الرعال لدي الوغا ورماحهم قد شظيت عيدانها[3] . والشهب تغمد في الرؤس نصولها فتري هناک أخا النبي محمد مترديا عند اللقا بحسامه [صفحه 25] عضد النبي الهاشمي بسيفه واخاه دونهم وسد دوينه وحباه في (يوم الغدير) ولاية فغدا به (يوم الغدير) مفضلا قبلت وصية أحمد وبصدرها حتي إذا مات النبي فأظهرت منعوا خلافة ربها ووليها واعصو صبوا في منع فاطم حقها وتوفيت غصصا وبعد وفاتها وغدا يسب علي المنابر بعلها ولقد وقفت علي مقالة حاذق (أعلي المنابر تعلنون بسبه يا آل بيت محمد يا سادة أنتم مصابيح الظلام وأنتم فضلاءها علماءها حلماءها أما العباد فأنتم ساداتها تلک المساعي للبرية أوضحت وإليکم من شاردات (مغامس) کملت بوزن کمالکم وتزينت ناديتها صوتا فمذ أسمعتها نفقت لدي لانها في مدحکم رحم الاله ممدها أقلامه [صفحه 26] فتشفعوا لکبائر أسلفتها جرما لو أن الراسيات حملنه هيهات تمنع عن شفاعة جدکم صلي الآله عليکم ما أرعدت وله قوله من قصيدة تناهز الاثنين والتسعين بيتا: کيف السلامة والخطوب تنوب إن البقاء علي اختلاف طبائع العيش أهونه وما هو کائن والدهر أطوار وليس لاهله ليس اللبيب من استغر بعيشه يا غافلا والموت ليس بغافل أبديت لهوک إذ زمانک مقبل فمن النصير علي الخطوب إذ أتت علل الفتي من علمه مکفوفة وتراه يکدح في المعاش ورزقه إن الليالي لا تزال مجدة من سر فيها ساءه من صرفها عصفت بخير الخلق آل محمد اما النبي فخانه من قومه من بعد ما ردوا عليه وصاته ونسوا رعاية حقه في حيدر فأقام فيهم برهة حتي قضي ومنها قوله في رثاء الامام السبط عليه السلام: بأبي الامام المستظام بکربلا [صفحه 27] بأبي الوحيد وماله من راحم بأبي الحبيب إلي النبي محمد يا کربلاء أفيک يقتل جهرة ما أنت إلا کربة وبلية لهفي عليه وقد هوي متعفرا لهفي عليه بالطفوف مجدلا لهفي عليه والخيول ترضه لهفي له والرأس من مميز لهفي عليه ودرعه مسلوبة لهفي علي حرم الحسين حواسرا حتي إذا قطع الکريم بسيفه لله کم لطمت خدود عنده ما أنس إن أنسي الزکية زينبا تدعو وتندب والمصاب تکظها ءاخي بعدک لا حييت بغبطة ءاخي بعدک من يدافع جاهلا حزني تذوب له الجبال وعنده
حيا الاله کتيبة مرتادها
يطوي له سهل الفلا ووهادها
يبني علي هام السماک عمادها
عند الاله مکرم وفادها فيها
أهل الفتوة ربها مقتادها
والفاضلات طريفها وتلادها[1] .
وإمامها وهمامها وجوادها
والخيل قد نسج القتام طرادها
منه يحذر جمعها آحادها
جرد تجذ إلي القتال جيادها[2] .
زجل تنشر في البلاد جرادها
وسيوفهم قد کسرت أغمادها
والسمر تصعد في النفوس صعادها[4] .
وعليه من جهد البلاء جلادها
متصديا لکماتها يصطادها
حتي تقطع في الوغا أعضادها
أبوابهم فتاحها سدادها
عام الوداع وکلهم أشهادها
برکاته ما تنتهي أعدادها
تخفي لآل محمد أحقادها
أضغانها في ظلمها أجنادها
ببصائر عميت وضل رشادها
فقضت وقد شاب الحياة نکادها[5] .
قتل الحسين وذبحت أولادها
في أمة ضلت وطال فسادها
في السالفين فراق لي إنشادها
وبسيفه نصبت لکم أعوادها)[6] .
ساد البرية فضلها وسدادها
خير الانام وأنتم أمجادها
حکماءها عبادها زهادها
أما الحروب فأنتم آسادها
نهج الهدي ومشت به عبادها
بکرا يقر بفضلها حسادها
بمحاسن من حسنکم تزدادها
لبت ولم يصلد علي زنادها
فلذاک لا يخشي علي کسادها
ورجاؤه أن لا يخيب مدادها
قلقت لها نفسي وقل رقادها
دکت وذاب صخورها وصلادها
نفس وحب أبي تراب زادها
سحب وأسبل ممطرا أرعادها
ومصائب الدنيا الغرور تصوب؟
ورجاء أن ينجو الفتي لعصيب
حتم وما هو واصل فقريب
إن فکروا في جالتيه نصيب
إن المفکر في الامور لبيب
عش ما تشاء فانک المطلوب
زاه وإذ غض الشباب رطيب
وعلا علي شرخ الشباب مشيب
حتي الممات وعمره مکتوب
في الکائنات مقدر محسوب
في الخلق أحداث لها وخطوب
ريب له طول الزمان مريب
نکباء إعصار لها وهبوب[7] .
في أقربيه مجانب وصحيب
حتي کأن مقاله مکذوب
في «خم» وهو وزيره المصحوب
في الغيظ وهو بغيظهم مغضوب
يدعو وليس لما يقول مجيب
يشکو الظما والماء منه قريب
ومحمد عند الآله حبيب
سبط المطهر؟ إن ذالعجيب
کل الانام بهولها مکروب
وبه اوام فادح ولغوب[8] .
تسفي عليه شمال وجنوب
فلهن رکض حوله وخبيب[9] .
والشيب من دمه الشريف خضيب
لهفي عليه ورحله منهوب
شعثا وقد ريعت لهن قلوب
لم يثنه خوف ولا ترعيب
جزعا وکم شقت عليه جيوب؟
تبکي له وقناعها مسلوب
بين الطفوف ودمعها مسکوب[10] .
واغتالني حتف إلي قريب
عني ويسمع دعوتي ويجيب
يسلو وينسي يوسفا يعقوب
صفحه 25، 26، 27.