الله يستحيي من أبي بكر











الله يستحيي من أبي بکر



عن انس بن مالک قال: جاءت امرأة من الانصار فقالت: يا رسول الله رأيت في المنام کأن النخلة التي في داري وقعت، وزوجي في السفر. فقال: يجب عليک الصبر

[صفحه 248]

فلن تجتمعي به أبدا. فخرجت المرأة باکية فرأت أبابکر، فأخبرته بمنامها ولم تذکر له قول النبي صلي الله عليه وسلم، فقال: إذهبي فانک تجتمعين به في هذه الليلة. فدخلت إلي منزلها وهي متفکرة في قول النبي صلي الله عليه وسلم وقول أبي بکر، فلما کان الليل وإذا بزوجها قد أتي، فذهبت إلي النبي صلي الله عليه وسلم وأخبرته بزوجها، فنظر إليها طويلا فجاءه جبرئيل وقال: يا محمد الذي قلته هو الحق، ولکن لما قال الصديق إنک تجتمعين به في هذه الليلة إستحيا الله منه أن يجري علي لسانه الکذب، لانه صديق فأحياه کرامة له.

نزهة المجالس 2 ص 184

قال الاميني: ليتنا کنا نقف علي رجال هذا الخيال النبهاء الذين أرادوا کسح معرة الکذب عن ساحة الصديق فجروها إلي الساحة النبوية، فکأن الله لم يبال بأن يجري الکذب علي لسان نبيه الصادق المصدق، حيث انه لم يخبر عن موت الرجل وإنما أخبر امرأته بأنها لن تجتمع به أبدا بکلمة لن المفيدة لتأبيد النفي المؤکد بقوله أبدا فظهر خلافه، لکنه إستحي من أبي بکر بعد أن رجم بالغيب إفکا ظاهرا فأراد أن يرحض عنه ذلک باحياء الرجل وعدم إماتته کرامة له، وهل يرحضه ذلک بعد أن وقع الکذب؟ أنا لا أدري.

وهل کانت کرامة أبي بکر علي الله أعظم من کرامة رسوله عليه؟ حيث لم يرض بظهور الکذب عليه ورضية علي مصطفاه، ولم يکن في انتشاره عنه کسر للاسلام لکن إنتشاره عن النبي صلي الله عليه وآله فت في عضد الدين.

ثم اعجب من تعليل الرواية بأن ابابکر کان صديقا. أو لم يکن رسول الله صلي الله عليه وآله سيد الصديقين أجمع؟ وهب ان وحي هذه المزعمة خفف عن ساحة النبوة شيئا يمکن أن يفوه به من اختلقها بأن الامر کان کما أخبر به رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لکن أحيي الله الرجل للغاية التي ذکرها فلا کذب صلي الله عليه واله وسلم لکن يدفعه ما قدمناه من انه صلي الله عليه واله وسلم لم يخبر عن موت الرجل وإتما أخبر عن أنها لن تجتمع به أبدا وقد وقع خلاف ما أنبأ به. نعم: لعل ما مر من رأي الخليفة من جواز تقديم المفضول علي الفاضل، أو الغلو في الفضائل، يرخصان بکل ما ذکر.

[صفحه 249]


صفحه 248، 249.