خاتم النبي وسجله











خاتم النبي وسجله



روي أن النبي صلي الله عليه وسلم دفع خاتمه إلي أبي بکر وقال: اکتب عليه: لا إله إلا الله، فدفعه أبوبکر إلي النقاش وقال: اکتب عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. فکتب عليه. فلما جاء به أبوبکر إلي النبي صلي الله عليه وسلم وجد عليه لا إله إلا الله محمد، رسول الله، أبوبکر الصديق. فقال: ما هذه الزيادة يا أبابکر؟ فقال: ما رضيت أن افرق

[صفحه 245]

اسمک عن اسم الله، وأما الباقي فما قلته فنزل جبريل وقال: إن الله سبحانه وتعالي يقول: إني کتبت اسم أبي بکر لانه ما رضي أن يفرق اسمک عن اسمي، فأنا ما رضيت أن افرق إسمه عن اسمک. نزهة المجالس للصفوري 2 ص 185 نقله عن تفسير الرازي، مصباح الظلام للجرداني ص 25.

قال الاميني: المتسام عليه بين المحدثين ان نقش خاتم رسول الله صلي الله عليه وآله کان «محمد رسول الله» بلا أي زيادة ففي الصحاح عن أنس انه صلي الله عليه وسلم صنع خاتما من ورق ونقش فيه: محمد رسول الله. وقال: فلا ينقش أحد علي نقشه.

صحيح البخاري 309:8، صحيح مسلم 215 و 214:2، صحيح الترمذي 324:1. سنن ابن ماجة 385 و 384:2، سنن النسائي 173:8.

وفي رواية البخاري والترمذي عن انس قال: کان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: محمد، سطر.ورسول، سطر. والله سطر. «صحيح البخاري 309:8، صحيح الترمذي 325:1». وروي ابن سعد في طبقاته من مرسل ابن سيرين ان نقشه کان: بسم الله محمد رسول الله. وقال ابن حجر: ولم يتابع علي هذه الزيادة. ذکره عنه الزرقاني في شرح المواهب 39:5.

وأخرج أبوالشيخ في الاخلاق النبوية من رواية عرعرة بن البرند عن انس قال: کان مکتوبا علي فص خاتم رسول الله صلي الله عليه وسلم لا إله إلا الله. محمد رسول الله. قال ابن حجر في فتح الباري 270:10: عرعرة ضعفه ابن المديني وزيادته هذه شاذة. وقال الزرقاني في شرح المواهب 39:5: کان نقش الخاتم النبوي کما في الصحيحين وغيرهما. محمد رسول الله. فلا عبرة بهذه الرواية کرواية انه کان فيه کلمتا الشهادة معا، ورواية ابن سعد عن أبي العالية أن نقشه: صدق الله. ثم ألحق الخلفاء: محمد رسول الله.

فما قيمة ما جاء به من النقش صواغ القرون المتأخرة، وصاغته يد الافک والغلو بعد لاي من وفاة النبي الاعظم وانقطاع الوحي عنه، ولا يوجد في تآليف الاولين منه عين ولا أثر؟ وأنت تري السلف حاکمين في حديث زيادة کلمة الاخلاص والبسملة بالشذوذ وانه لا عبرة به ولا يتابع عليه، ولا يبحث أي متضلع في الفن عن هذه الزيادة المختلفة التي لا صلة لها بالموضوع، وليست هي إلا إستهزاء بالله ونبيه ووحيه وأمين وحيه.

[صفحه 246]

ثم قد صح عند القوم ان ذلک الخاتم المنقوش الخاص بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم «وکان يتختم به ويختم صلي الله عليه وآله ولم يکن له خاتم غيره ولم يحتمل التعدد قط. أحد في رفع اختلاف أحاديث النقش» کان عند أبي بکر في يمينه بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، وبعده في يد عمر، و بعده عند عثمان في يمينه وسقط سنة ثلاثين من يده أو: من يد غيره. في بئر أريس[1] واتخذ له خاتما آخر[2] وفي رواية ابن سعد عن الانصاري کما في فتح الباري 270:10 وسنن النسائي 179:8: انه کان في يد عثمان ست سنين من عمله. فو کانت تلکم الاسطورة صحيحة وکان إسم الخليفة منقوشا في خاتم کان يلبسه النبي الاقدس طيلة حياته وتنظر اليه الصحابة من کثب وتري بريقه في خنصره کما في صحيح البخاري 309 و 308:8 کان حقا علي الخليفة والخاتم بيده أن يحتج بها يوم تسنم عرش الخلافة، وکان هناک حوار وصخب، لکنه لم يحتج لان ذلک الخاتم ما کان مصوغا بعد ولا منقوشا، ولم يعط من المغيب انه يستنحت له ذلک بعد قرون متطاولة. وکان حقا علي الصحابة الملتاثين به أن يحتجوا بذلک النقش المصنوع في عالم الملکوت، فإن الاحتجاج به أولي من الاحتجاج بکبر السن وأمثاله، لکنهم ترکوا الحجاج لان هذا المولود لم يکن يولد بعد، وإنما ولدته ام الغلو في الفضائل في آخر الدهر.

ولا يتأتي لاحد عرفان سر ما جاء به جبريل الخيالي من القرآن بين اسم النبي الاعظم وبين اسم أبي بکر في ذلک النقش المصوغ في عالم الغيب، أکان أبوبکر نفس النبي الاعظم بنص القرآن الکريم؟ أم کان قرينه في العصمة والقداسة في الذکر الحکيم؟ أم نزلت فيه آية التبليغ مع ذلک الارهاب؟ ام أکمل الله به الدين، وأتم به النعمة کما بدء بالنبي الطاهر؟ ام کان رديف النبي الاقدس في الاسلام والدعوة إلي الله من أول يومه؟ أم کان وصيه وخليفته المنصوص عليه من بدء الدعوة؟ أم قرنت طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته کما في صحاح جاءت عنه صلي الله عليه وآله؟ أم کان نظيره في امته بنص منه

[صفحه 247]

صلي الله عليه وآله؟ أم؟ أم؟ إلي مائة أم. لماذا ذلک القران؟ أنا لا أدري، ومختلق الرواية ايضا لا يدري.


صفحه 245، 246، 247.








  1. هي ميلين من المدينة وهي من أقل الآبار ماء.
  2. صحيح البخاري 306:8، صحيح مسلم 214:2، سنن النسائي 179:8، تاريخ الطبري 65:5، تاريخ ابن کثير 155:8، تاريخ الخميس 269 و 223:2 تاريخ ابي الفدا ج 168:1.