شهادة أبي بكر وجبرئيل











شهادة أبي بکر وجبرئيل



ذکر النسفي ان رجلا مات بالمدينة فأراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يصلي عليه فنزل جبريل وقال: يا محمد لا تصل عليه. فامتنع فجاء أبوبکر فقال: يا نبي الله صل عليه فما علمت منه إلا خيرا. فنزل جبريل وقال: يا محمد صل عليه، فإن شهادة أبي بکر مقدمة علي شهادتي، مصباح الظلام للجرداني 2 ص 25، نزهة المجالس 2 ص 184.

قال الاميني: هلم معي نناقش راوي هذه السفسطة الحساب بعد أن لم نقف لها علي اسناد نناقش رجاله، ونسائله عن أن ما أداه جبريل من الشهادة أکان من عند نفسه؟ ولم يکن لامين الله علي وحيه أن يأتي رسوله بشئ من قبل نفسه فحابا أبا بکر بتقديم شهادته أم کان وحيا من المولي سبحانه؟- وهو المطرد في کل هبوط له إلي الرسول الامين- فأبطل ذلک الوحي المبين مجازفة لمحض ان أبابکر شهد بضد ما جاء به؟ وأيا ما کان فإن اخباره کان لا محالة عن عدم تأهل الرجل في الواقع للصلاة عليه في صورة نهي مفيد للتحريم، ومؤداه ان الله سبحانه يبغض أن ترفع اليه صلاة علي مثله من نبيه والمحبوب، فهل يکون قول أبي بکر بتأهله المستنبط من ظاهر الحال الذي يخطأ ويصيب، ولا شک انه مخطأ في هذه المورد بالخصوص لنزول الوحي بخلافه، فهل يکون قول هذا شأنه مبطلا للوحي المبين؟ تبصر واحکم.