حرق الخليفة الفجاءة











حرق الخليفة الفجاءة



قدم علي أبي بکر رجل من بني سليم يقال له: الفجاءة وهو اياس بن عبدالله بن عبد باليل بن عميرة بن خفاف فقال لابي بکر: إني مسلم وقد أردت جهاد من ارتد من الکفار فاحملني وأعني فحمله أبوبکر علي ظهر وأعطاه سلاحا فخرج يستعرض الناس

[صفحه 157]

المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم ومعه رجل من بني الشريد يقال له: نجبة بن أبي الميثاء فلما بلغ أبابکر خبره کتب إلي طريفة بن حاجز:إن عدو الله الفجاءة أتاني يزعم أنه مسلم ويسألني أن اقويه علي من ارتد عن السلام فحملته وسلحته ثم انتهي إلي من يقين الخبر ان عدو الله قد استعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم فسر إليه بمن معک من المسلمين حتي تقتله أو تأخذه فتأتيني به فسار إليه طريفة فلما التقي الناس کانت بينهم الرميا بالنبل فقتل نجبة بن أبي الميثاء بسهم رمي به فلما رأي الفجاءة من المسلمين الجد قال لطريفة: والله ما أنت بأولي بالامر مني أنت أمير لابي بکر وأنا أميره، فقال له طريفة: إن کنت صادقا فضع السلاح وانطلق إلي أبي بکر فخرج معه فلما قدما عليه أمر أبوبکر طريفة بن حاجز فقال: أخرج به إلي هذا البقيع فحرقه فيه بالنار. فخرج به طريفة إلي المصلي فأوقد له نارا فقذفه فيها. وفي لفظ الطبري: فأوقد له نارا في مصلي المدينة علي حطب کثير ثم رمي فيها مقموطا. وفي لفظ ابن کثير: فجمعت يداه إلي قفاه والقي في النار فحرقه وهو مقموط.[1] .

قال الاميني: القول في هذا کالذي سبقه من عدم جواز الاحراق بالنار والتعذيب بها، علي أن الفجاءة کان متظاهرا بالاسلام وتلقاه الخليفة بالقبول يوم أعطاه ظهرا و سلحه، وإن کان فاسقا بالجوارح علي ما انتهي إلي الخليفة من يقين الخبر، ولم يکن سيف الله مشهورا هاهنا حتي يتورع عن اغماده، ولا يدعي مثله لطريفة حتي يکون معذرا في مخالفة النص الشريف، ولعل لذلک کله ندم أبوبکر نفسه يوم مات عن فعله ذلک کما في الصحيح الآتي انشاء الله تعالي. فإلي الملتقي.

والعجب کل العجب من دفاع القاضي عضد الايجي عن الخليفة بقوله في المواقف. إن أبابکر مجتهد، إذ ما من مسألة في الغالب إلا وله فيها قول مشهور عند أهل العلم، وإحراق الفجاءة لا جتهاده وعدم قبول توبته لانه زنديق ولا تقبل توبة الزنديق في الاصح وجاء بعده القوشجي مدافعا عن الخليفة بقوله في شرح التجريد ص 482: إحراقه فجاءة بالنار من غلطة في اجتهاده فکم مثله للمجتهدين؟

[صفحه 158]

اقراواضحک او ابک زه زه بالاجتهاد تجاه نص الکتاب والسنة، ومرحبا مجتهد يخالف دين الله.


صفحه 157، 158.








  1. تأريخ الطبري 3 ص 234، تأريخ ابن کثير 6 ص 319، الکامل لابن الاثير 2 ص 146، الاصابة 2 ص 322.