لفت نظر في مناقب عثمان











لفت نظر في مناقب عثمان



وضعت يد الامانة الخائنة علي ودائع الاسلام المقدس هذه الرواية تجاه ماصح عن النبي الاقدس في صنوه الطاهر أميرالمؤمنين في حديث طويل عن ابن عباس من قوله صلي الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

أخرجه أحمد في مسنده 331:1 باسناد صحيح رجاله کلهم ثقات کمامر الايعاز

[صفحه 301]

إليه في الجزء الاول ص 50، وفي الجزء الثالث ص 195 ط 2، رجاله:

1- يحيي بن حماد أبوبکر البصري، أحد رجال الصحيحين، وثقه ابن سعد و أبوحاتم وابن حبان والعجلي.

2- أبوعوانة الوضاح اليشکري، من رجال الصحيحين. وثقه أبوزرعة وأبو حاتم وأحمد وابن حبان وابن سعد والعجلي وابن شاهين. وقال ابن عبدالبر: أجمعوا علي انه ثقة ثبت حجة

3- أبوبلج يحيي بن سليم الواسطي. وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي و الدار قطني وابن حبان وأبوالفتح الازدي.

4- عمرو بن ميمون أبوعبدالله الکوفي، أدرک الجاهلية ولم يلق النبي صلي الله عليه واله وسلم وثقه العجلي وابن معين والنسائي وغيرهم. عن ابن عباس.

وأخرجه جمع من الحفاظ وذکره غير واحد من المؤلفين ومنهم.

1- الحافظ أبوعبدالرحمن النسائي المتوفي 303 في الخصائص ص 7.

2- الحافظ أبوالقاسم الطبراني المتوفي 360 کما في الفرايد والمجمع وغيرهما

3- الحافظ أبويعلي النيسابوري المتوفي 374 کما في البداية والنهاية.

4- الحافظ أبوعبدالله الحاکم المتوفي 405 في المستدرک 132:3 وصححه

5- الحافظ أبوبکر البيهقي المتوفي 458 کما في المناقب للخوارزمي.

6- أخطب خوارزم أبوالمؤيد المتوفي 568 في المناقب ص 75.

7- الحافظ أبوالقاسم ابن عساکر المتوفي 571 في الاربعين الطوال والموافقات

8- الحافظ أبوعبدالله الکنجي المتوفي 658 في کفاية الطالب ص 115.

9- الحافظ المحب الطبري المتوفي 694 في الرياض النضرة 203:2، ذخائر العقبي ص 87.

10- شيخ الاسلام الحموئي المتوفي 722 في فرائد السمطين.

11- الحافظ ابن کثير الدمشقي المتوفي 774 في البداية والنهاية 337:7.

12- الحافظ أبوالحسن الهيثمي المتوفي 807 في مجمع الزوائد 108:9 وصححه من طريق أحمد.

[صفحه 302]

13- الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفي 852 في الاصابة 509:2.

14- أبوحامد محمود الصالحاني کما في (توضيح الدلائل) لشهاب الدين أحمد.

15- السيد شهاب الدين أحمد في (توضيح الدلائل علي ترجيح الفضائل)

16- الشيخ أحمد بن الفضل باکثير المتوفي 1042 في وسيلة المآل.

17- ميرزا محمد البدخشاني المتوفي 1123 في نزل الابرار ص 16 ومفتاح النجا

18- شاه ولي الله الهندي المتوفي 1126 في إزالة الخفا 261:2.

19- الامير محمد بن اسماعيل اليمني الصنعاني في الروضة الندية.

20- المولوي ولي الله الهندي المتوفي 1270 في مرآة المؤمنين. وغيرهم هذا ما صح عن النبي الاعظم من قوله: أنت وليي في الدنيا والآخرة. فبدل الذين ظلموا منهم قولا غيرالذي قيل لهم.

12- أخرج البزار من طريق خارجة بن مصعب عن عبدالله بن عبيد الحميري البصري عن أبيه قال: کنت عند عثمان حين حصر فقال: هاهنا طلحة؟ فقال طلحة: نعم. فقال: انشدتک الله أما علمت أنا کنا عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: ليأخذ کل رجل منکم بيد جليسه فأخذت بيد فلان، وأخذ فلان بيد فلان، حتي أخذ کل رجل بيد صاحبه وأخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بيدي وقال: هذا جليسي في الدنيا ووليي في الآخرة؟ قال: أللهم نعم.

وذکره ابن حجر في فتح الباري 315:5 عن ابن منده من طريق عبيد الحميري المذکور ساکتا عما في إسناده من العلة، کأنه ليس هو الذي حکي تلکم الآراء الواردة في جرح خارجة بن مصعب عن الحفاظ وأئمة الجرح والتعديل قال في تهذيب التهذيب 78:3 قال الاثرم عن أحمد: لا يکتب حديثه. وقال عبدالله بن أحمد: نهاني أبي أن أکتب عنه شيئا من الحديث. وقال الدوري ومعاوية وعباس عن ابن نمير: ليس بثقة، ليس بشئ، کذاب، ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال يحيي بن يحيي: يدلس وقال النسائي: متروک الاحاديث، ليس بثقة، ضعيف. وقال ابن سعد: إتقي الناس حديثه فترکوه. وقال ابن خراش وأبوأحمد: متروک الحديث. وقال الدار قطني: ضعيف. وقال يعقوب: ضعيف الحديث عند جميع أصحابنا. وقال ابن المديني: هو عندنا ضعيف.

[صفحه 303]

وقال أبوداود: ضعيف ليس بشئ. وقال ابن حبان: وقع في حديثه الموضوعات عن الاثبات لا يجوز الاحتجاج بخبره. وذکره ابن الجارود والعقيلي وابن السکن وأبوزرعة وأبوالعرب وغيرهم في الضعفاء.

وقال السيوطي في اللئالي 317:1: قال ابن حبان: خارجة يدلس عن الکذابين ووقع في حديثه الموضوعات.

ولعلنا أو قفناک علي مقياس صحيح في أمثال هذه الرواية في ذيل الروايتين اللتين تشبهانها قبيل هذا، فإنک إذن لا تجد مقيلا لها من الصحة والاعتبار نظراإلي متنها قبل أن تقف علي ضعف إسنادها، فدعها ومر بها کريما، وذرالوضاعين في غلوائهم يرمون القول علي عواهنه.

ولو کان طلحة سمع هذه المزعمة منه صلي الله عليه وآله واعتراف بها يوم الحصار في ملا الصحابة لما کان يأخذ بخناق الرجل ويشدد عليه، وما کان يثير عليه نقع الفتن حتي يورده مورد المنية، ولم يک يمنع عنه ايصال الماء إليه، ولم يرض بانهاء أمره إلي القتل الذريع، ولم يرضه دفنه في مقابر اليهود.

لو کان طلحة يعرف شيئا من هذه الرواية لما استسهل رکوب ذلک المرکب الصعب الجمو ح وهو صحابي عادل أحد العشرة المبشرة کما يحسبون.

13- أخرج ابن ماجة في سننه 53:1 عن أبي مروان محمد بن عثمان الاموي العثماني عن أبيه عثمان بن خالد حفيد عثمان بن عفان عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الاعرج عن أبي هريرة: ان النبي صلي الله عليه وسلم لقي عثمان عند باب المسجد فقال: يا عثمان! هذا جبريل أخبرني إن الله قد زوجک ام کلثوم بمثل صداق رقية علي مثل صحبتها. ورواه ابن عساکر کما في تاريخ ابن کثير 211:7.

قال الاميني: أسلفنا فيما مر صفحة 290 ان محمد بن عثمان يخطئ ويخالف و يروي عن أبيه مناکير، وإن أباه ليس بثقة وأحاديثه غير محفوظة، وانه حدث بأحاديث موضوعة لا يجوز الاحتجاج به، ومر في صفحة 295 ان عبدالرحمن بن أبي الزناد: ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث وانه ضعيف مضطرب الحديث لايحتج بحديثه وعليک بمراجعة مافصلناه في الجزء الثامن ص 231 تا 234 ط 2.

[صفحه 304]

14- أخرج ابن عدي قال: حدثنا محمد بن داود بن دينار حدثنا أحمد بن محمد ابن حباب البصري حدثنا عمرو بن فائد البصري عن موسي بن سيار البصري عن الحسن البصري عن أنس مرفوعا: إن لله تعالي سيفا مغمودا في غمده مادام عثمان بن عفان حيا، فإذا قتل جرد ذلک السيف فلم يغمد إلي يوم القيامه. ورواه ابن عساکر بالاسناد.

قال السيوطي في اللئالي 316:1: موضوع آفته عمرو بن فائد وشيخه کذاب أيضا.

قال الاميني: ألا تعجب من السيوطي؟ يحکم هاهنا علي الرواية بالوضع ويکذب راويه ويذکرها في تاريخ الخلفاء ص 110 في عد فضائل عثمان ويقتصر علي قوله: تفرد به عمرو بن فائد وله مناکير. نعم هکذا يموهون علي الحقايق ويغرون الناس بالجهل، کان علي الرجل أن يلغيها عن سياق عد الفضائل- التي من طبعها أن يحتج بها- بعد ما رآها موضوعة رواها کذاب عن کذاب، غير أنه لو اقتصر علي ما يحتج به في باب الفضائل، وألغي مالا يصح منها سندا أو متنا، لما يجد هو وغيره فضيلة قط لعثمان، وهذا مما لا يروقه هو ولا يحبذه قومه.

وللدار قطني، وابن المديني، والعقيلي، وابن عدي، والنسائي، والذهبي، کلمات في جرح عمرو بن فائد وبطلان حديثه. راجع لسان الميزان 372:4.

وليحيي القطان، وأبي حاتم، وابن عدي، وابن معين، والذهبي، أقوال في تفنيد موسي ابن سيار البصري وتکذيبه وبطلان حديثه. راجع ميزان الاعتدال 211:3، ولسان الميزان 120:6.

وفي الاسناد محمد بن داود الفارسي، قال الذهبي في الميزان 54:3: من شيوخ ابن عدي ذکره فقال: کان يکذب. وذکرا بن حجر في اللسان 161:5 حديثا في فضل علي أميرالمؤمنين فقال: هو من وضع محمد بن داود بن دينار.

هذا شأن هذه المکذوبة غيرأن اناسا من الغالين في الفضائل کالسيوطي و القرماني[1] وأحمد زيني دحلان[2] إتخذوها حجة عند ذکر هم فضائل عثمان مرسلين

[صفحه 305]

إياها إرسال المسلم شأنهم في الموضوعا ت المفتعلة في الثناءعلي رجالاتهم.

15- وأخرج الحاکم في المستدرک 103:3 من طريق أحمد بن کامل القاضي عن احمد بن محمد بن عبدالحميد الجعفي عن الفضل بن جبير الوراق عن خالدبن عبدالله الطحان المزني عن عطاء بن السائب عن سعد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: کنت قاعدا عند النبي صلي الله عليه واله وسلم إذ أقبل عثمان بن عفان رضي الله عنه فلما دنا منه قال: ياعثمان! تقتل وأنت تقرأ سورة البقرة فتقع قطرة من دمک علي «فسيکفيکهم الله وهو السميع العليم» وتبعث يوم القيامة أميرا علي کل مخذول يغبطک أهل الشرق والغرب، وتشفع في عدد ربيعة ومضر.

قال الاميني: سکت الحاکم عن صحة الحديث وأنصف الذهبي فقال في تلخيصه: کذب بحت، وفي الاسناد أحمد بن محمد بن عبدالحميد الجعفي وهو المتهم به. اه د. وشيخ الجعفي أيضا لا يتابع علي حديثه کما قاله العقيلي وحکاه عنه الذهبي في الميزان وابن حجرفي لسانه 438:4.

إن مما يقضي منه العجب أن أحدا من الصحابة العدول لم يسمع هذا الحديث عن النبي صلي الله عليه واله وسلم، کأن المجلس الذي ألقي صلي الله عليه واله وسلم فيه هذه الکلمة کان خلوا عنهم جميعا ومن العجيب أيضاانه لم يروه أحدمنهم لصاحبه- إن کان سمعه أحد- حتي تتداوله الالسن فعسي أن يکون رادعا عن التجمهر علي عثمان والاتفاق علي نبذه والجرأة علي قتله، نعم: لم يسمعه أحد منه صلي الله عليه واله وسلم عدا ابن عباس الذي کان صبيا في عهد النبوة لم يبلغ الحلم وقد توفي صلي الله عليه واله وسلم وابن عباس ابن ثلاثة عشر سنة کما قاله الواقدي و الزبير وصححه أبوعمر في «الاستيعاب» أو عشر سنين کما روي عن ابن عباس نفسه من وجوه[3] أو أکثر منها، وربما يشک في أنه هل کان يحسن التحمل عنذئذ أولا؟ ولعله هوأيضا کان شاکا في تحمله هذا الحديث حيث جاءته استغاثة عثمان[4] وهو يخطب الحاج يوم عرفة فتلاها نافع بن طريف فلما أتمها مضي ابن عباس في خطبته غير مکترث لاستغاثة الخليفة وهو بين الناب والمخلب، علي حين انه کان منصوبا من قبله لامارة

[صفحه 306]

الحاج، فلم يعرض لشئ من شأنه ولا للزوم الدفاع عنه، وما ذلک إلا لاصفاقه مع المجهزين عليه في الرأي وإلا لکان من واجبه الحث علي الذب عنه، وبيان وجوب إغاثته، وملا سمعه هذا الحديث الذي عزي إليه وملا فيه روايته- وحاشاه عن راويته- وکأن الحضرة النبوية نصب عينيه يتلقي فيه الرواية، وهو الذي يقتضيه عدله وتقواه.

وهناک شاهد آخر لعدم إخباته إلي مضمون هذه الرواية وهو انه لما بعثه عثمان أميرا علي الحاج لقيته عائشة في بعض المنازل فقالت له: يا ابن عباس! إن الله قد آتاک عقلا وفهما وبيانا فإياک أن ترد الناس عن هذا الطاغية[5] تعني عثمان، فلم يبد ابن عباس لها تجاه تلک الشدة تجهما ولا قولا لينا کمن يوافقها علي النزعة، کما رد عليها في حثها علي عدم التخذيل عن طلحة وجنوحها إلي توليه الامر، فلو کان ابن عباس يعرف في شأن عثمان شيئا من هذه الرواية لرواه لها واتخذه مستندا في الدفاع عنه، فجامع القول إن الحبر لم يسمع مما تقول عليه شيئا، وإنما هو من مواليد العهد الاموي بعد عهد ابن عباس.

وليس من المستسهل الکشف عن إمارة المخذولين يوم القيامة، کما أن من المستصعب جدا عرفان أعيانهم وأشخاصهم، أفيهم أولئک الصفوة الابرار من الصحابة والتابعين أمثال أبي ذر وعمار وابن مسعود ومالک الاشتر وزيد وصعصعة ابني صوحان وکعب بن عبدة وعامر بن قيس وآخرين من صلحاء المدينة والکوفة والبصرة الذين خذلهم عثمان وأبناء بيته؟.

ولعل في المخذولين الحکم ومروان وآلهما وعبدالله بن أبي سرح وأبا سفيان وولده وأضرابهم الذين خذلهم الاسلام وآواهم عثمان وعزرهم وسلطهم علي صلحاء الامة من الصحابة الاولين والتابعين لهم بإحسان.

ونحن علي يقين من أن الشفاعة المزعومة التي لا تصدقها سيرة عثمان ولا تساعدها البرهنة ويضادها نداء الکتاب الکريم إن حققت تدنس ساحة الجنة المقدسة بإدخال عثمان أرجاس آل امية فيها کما يعرب عنه قوله الثابت المذکور في الجزء الثامن ص 291 ط 2: لوأن بيدي مفاتيح الجنة لاعطيتها بني امية حتي يدخلوا من عند آخرهم.

[صفحه 307]

16- أخرج الحاکم المستدرک 103:3 عن عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم العدل[6] عن يحيي بن أبي طالب عن بشار بن موسي الخفاف البصري عن الحاطبي عبد الرحمن[7] بن محمد عن أبيه عن جده قال: لما کان يوم الجمل خرجت أنظر في القتلي قال: فقام علي والحسن بن علي وعمار بن ياسر ومحمد بن أبي بکر وزيد بن صوحان يدورون في القتلي قال: فأبصر الحسن بن علي قتيلا مکبوبا علي وجهه فقلبه علي قفاه ثم صرخ ثم قال: إنالله وإناإليه راجعون فرخ قريش والله. فقال أبوه: من هو يابني قال: محمد بن طلحة بن عبيدالله. فقال: إنالله وإنا إليه راجعون، أما والله لقد کان شابا صالحا ثم قعد کئيبا حزينا فقال له الحسن: يا أبت قد کنت أنهاک عن هذا المسير فغلبک علي رأيک فلان وفلان. قال: قد کان ذاک يا بني! ولوددت اني مت قبل هذا بعشرين سنة. قال محمد بن حاطب: فقمت فقلت: يا أمير المؤمنين! إنا قادمون المدينة والناس سائلونا عن عثمان فاذا نقول فيه؟ قال: فتکلم عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بکر فقاما وقالا فقال لهما علي: يا عمار ويا محمد! تقولان: إن عثمان استأثرو أساء الاثرة وعاقبتم والله فأسأتم العقوبة، وستقدمون علي حکم عدل يحکم بينکم ثم قال: يا محمد بن حاطب! إذا قدمت المدينة وسئلت عن عثمان فقل: کان والله من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين وعلي الله فليتوکل المؤمنون.

قال الاميني: سکت الحاکم عما في إسناد هذه الاکذوبة من العلل ولم يصححه ولم ينبس فيه بکلمة غمز ولا تصحيح، واکتفي الذهبي فيه بقوله: بشار بن موسي واه: ونحن نقول:

عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم. قال الدار قطني فيه لين، وذکره بذلک الخطيب البغدادي في تاريخه 414:9.

ويحيي بن أبي طالب قال فيه موسي بن هارون: أشهد انه يکذب عني. وقال مسلمة بن قاسم: تکلم فيه الناس. «لسان الميزان 262:6».

[صفحه 308]

وبشار بن موسي البصري، قال ابن معين: ليس بثقة. وقال: انه من الدجالين. وقال أبوحفص: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منکر الحديث وقد رأيته وکتبت عنه وترکت حديثه. وقال أبوداود: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبوزرعة: ضعيف. وقال أبوأحمد الحاکم: ليس بالقوي عندهم. وذکر عند الفضل بن سهل فأساء القول فيه[8] .

وعبدالرحمن الحاطبي ضعفه أبوحاتم الرازي کما في ميزان الاعتدال للذهبي. ووالده عثمان لم أقف علي ثناء عليه في معاجم التراجم.

فأي عبرة بما يرويه أو يرتأيه أمثال هؤلاء الدجالين؟ علي أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام کان علي بصيرة من مسيره إلي حروبه کلها ومنقلبه عنهاوفي جميع ما ارتکبه فيها أو ترکه، وکل ذلک کان بأمر من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وعهد منه إليه عليه السلام، وقد عد ذلک من فضائله، وکان صلي الله عليه وآله وسلم يحث أصحابه علي مناصرته يومئذ کما مر تفصيله في الجزء الثالث ص 188 تا 195 ط 2 وکان صلي الله عليه وآله ويلم يقول: سيکون بعدي قوم يقاتلون عليا علي الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلک بشئ[9] وکان أبوأيوب الانصاري وغيره من الصحابة يقول: عهد إلينا رسول الله صلي الله عليه وآله أن نقاتل مع علي الناکثين[10] .

وکان رسول الله صلي الله عليه وآله يحذر أم المؤمنين عايشة عن ذلک التبرج تبرج الجاهلية الاولي ويقول لها: يا حميراء! کأني بک تنبحک کلاب الحوأب تقاتلين عليا وأنت له ظالمة[11] وقد صح عنه صلي الله عليه وآله وسلم کما مر في ج 3 ص 191 ط 2 قوله للزبير: إنک تقاتل عليا وأنت ظالم له.

فکان مولانا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه مندفعا إلي ما ناء به من أعباء تلکم الحروب بالامر النبوي، ولم يکن قط قد غلب علي رأيه فلان وفلان، ولم يکن الامام المجتبي المعصوم عن کل زلة وهفوة بالذي ينهي أباه عما أمر به جده الذي لا ينطق

[صفحه 309]

عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي، ولا أميرالمؤمنين عليه السلام بالذي يندم علي ما نهض به من قم جذور الفساد وقلع جذومه، ولو سوغنا عليه الندم في هذه لسوغنا عليه فيما قتله في مغازي الرسول صلي الله عليه وآله من أشياع الکفر وزبانية الشرک والالحاد، فإذ کان سلام الله عليه في المقامين جميعا منبعثا بباعث إلهي ومصلحة دينية من استئصال شأفة العيث وقطع جراثيم الالحاد، فلا يطرق ساحته المقدسة الندم في أي من الحالين.

وأي صلاح في محمد بن طلحة؟ وقد شهر سيفه يحارب إمام المسلمين وقد أمر بنصرته والجهاد معه، فحاله حال أبيه في الزيغ والنکوص عن السنن اللاحب. هذه حقيقة الامر لکن مهملجة الخلاف الوضاعين شاءوا أن يختلقوا ما يبرر أعمال الواثبين مع الهودج فقالوا، ولکن أين؟ وأني؟...

وکيف يصح عن مولانا أميرالمؤمنين ما اختلقوا عليه من قوله لمحمد بن حاطب؟ وقد صدر عنه من فعل وقول قبل هذا الموقف وبعده ما يعرب عن رأيه في عثمان، ولا يصدق الخبر الخبر، راجع ما مر في هذا الجزء ص 69 تا 77، وفي الجزء الثامن ص 287 و 298 و 300 و 301 ط 2، وفي الجزء السابع ص 81 ط 2.

وهل تساعد سيرة الرجل أن يراه أميرالمؤمنين من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا. الآية. وهي التي أرکبته النهابير، وسقته کأس المنية، وکانت تخالف الکتاب والسنة، والصحابة الاولون وفي مقدمهم سيدنا الامام عليه السلام کانوا مطبقين عن النکير والنقمة عليها، ولاجلها تمخضت البلاد عليه، وهي التي أقعدت الصحابة عن نصرته والذب عنه، وهي التي زحزحت الامة الصالحة عن تجهيزه وتکفينه والصلاة عليه، وهي التي دفنته في مقابر اليهود بعد مابقي جثمانه في مزبلة أياما وليالي تمر به عواصف الذل والهوان والملا الديني ينظر إليه من کثب، والناس قد بايع أميرالمؤمنين عليا عليه السلام وبيده مقاليد الامور يسمع قوله ويطاع، وهو الذي يتحمس لامر ما، يراه الناس هينا وهو عنده عظيم، فيعاتب أصحابه ويقول في خطبته له: لقد بلغني أن الرجل منهم کان يدخل علي المرأة المسلمة والاخري المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها[12] ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام ثم انصرفوا

[صفحه 310]

وافرين، ما نال رجلا منهم کلهم، ولا اريق لهم دم، فلو أن إمرء مسلما مات من بعد هذا أسفا ما کان به ملوما بل کان به عندي جديرا[13] هذا أميرالمؤمنين وهذا مبلغ غيرته علي الاسلام وأهله ولکن:


وابن عفان حوله لم يجهز
ه ولا کف عنه کف أذاها


لست أدري أکان ذلک مقتا
من علي؟ أم عفة ونزاها؟


فاحکم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوي فيظلک عن سبيل الله. ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءک من العلم ما لک من الله من ولي ولا واق.

17- أخرج ابن أبي الدنيا من طريق فرج بن فضالة الدمشقي عن مروان بن أبي امية عن عبدالله بن سلام قال: أتيت عثمان لا سلم عليه وهو محصور فدخلت عليه فقال: مرحبا بأخي، مرحبا بأخي، رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم الليلة في هذه- الخوخة قال: و خوخة في البيت- فقال: يا عثمان! حصروک؟ قلت: نعم. قال: عطشوک؟ قلت: نعم، فأدلي دلوا فيه ماء فشربت حتي رويت حتي اني لاجد برده بين ثديي وبين کتفي وقال لي: إن شئت نصرت عليهم، وإن شئت أفطرت عندنا، فاخترت أن أفطر عنده، فقتل ذلک اليوم[14] .

قال الاميني: هذه السفسطة من آفات فرج بن فضالة الدمشقي قال أحمد: يحدث عن الثقات أحاديث مناکير. وقال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني: ضعيف لا احدث عنه. وقال البخاري ومسلم: منکر الحديث. وقال النسائي: ضعيف وقال أبوحاتم: لا يحتج به. وقال أبوأحمد: حديثه ليس بالقائم. وقال الدار قطني: ضعيف الحديث. وذکر البرقاني حديثا للدار قطني من طريق فرج بن فضالة فقال: الدار قطني: هذا باطل. فقال البرقاني: من جهة الفرج؟ قال: نعم. وقال عبدالرحمن ابن مهدي: حدث بأحاديث منکرة مقلوبة. وقال الساجي: ضعيف الحديث. وقال الخطيب: لا يغتر أحد بالحکاية المروية في توثيقه عن ابن مهدي فانها من رواية سليمان بن أحمد وهو الواسطي وهو کذاب، وقد قال البخاري: ترکه ابن مهدي. و

[صفحه 311]

قال ابن حبان: فرج بن فضالة يقلب الاسانيد ويلزق المتون الواهية بالاسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به. وقال الحاکم: هو ممن لا يحتج به[15] .

هذا فرج بن فضالة وأما شيخه مروان فلست أدري أي هي بن بي هو[16] لم أقف في المعاجم علي ترجمته ولم أجد له ذکرا لا في مشايخ ابن فضالة ولا فيمن يروي عن ابن سلام، ولعله لم يولد بعدوکم في سلسلة أسانيد الفضائل أمثاله من اناس لا تعرفهم ام الدنيا، وما صورهم فلم التصوير، وإنما اختلق أسمائهم الغلو في الفضائل.

ولست أدري هل أسر عثمان بهذه المکرمة إلي ابن سلام فحسب؟ أو أخبربها هو أو ابن سلام جمهور الصحابة فوجدوها رؤيا لا تنهض للحجة، أو بلغتهم حينما مس الحزام الطبيين، وبلغ السيل الزبي، واتسع الخرق علي الراقع، حينما فاتت الخليفة نهزة الحجاج، وتمت عليه الحجة وأصبح محجوجا، والامة مجتمعة علي مقته، و قطع اصول حياته وهي لا تجتمع علي خطأ.

وفي الرواية موقع نظرأيضا من ناحية صوم عثمان عند من أرخ قتله بثاني أيام التشريق- کما في رواية أبي عثمان النهدي في أنساب البلاذري 86:5، وقد رواه الواقدي أيضا، واختاره المبرد في «الکامل» 241:2، وذکره أبوعمر في «الاستيعاب» 477:2، وابن الجوزي في صفة الصفوة 117:1، وابن حجر الهيثمي في الصواعق ص 66، والعسقلاني في تهذيب التهذيب 141:7، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 109 والدياربکري في تاريخ الخميس 258:2 و 264، ومن مؤلفي اليوم الاستاذ علي فکري في أحسن القصص 164:3 وذلک ان الصوم في أيام التشريق محظور عند القوم، و هو قول أبي حنيفة والشافعي وعند مالک لغير المتمتع[17] وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات 41:1: قوله: قال لي النبي صلي الله عليه وسلم: وتفطر عندنا. معناه أول شئ تستعمله علي الريق يکون عندنا لا انه فطر صائم إذ لم يکن يومئذ صائما، فإن يوم قتله کان ثاني أيام التشريق ولا يجوز صومه. اه.

[صفحه 312]

وهذا التأويل يخالف ما أثني به المؤرخون علي عثمان من انه کان يوم قتله صائما، وهو من المتسالم عليه عند القوم سلفا وخلفا حتي اليوم کما ذکره الاستاذ علي فکري في أحسن القصص 164:3. ويضاد أيضا صريح ما أخرجه ابن کثير في تاريخه 182:7 من طريق ابن عمر عن عثمان قال: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في المنام فقال: يا عثمان! افطر عندنا. فأصبح صائما وقتل من يومه.

وکذلک لا يلتئم هو وما أخرجه الهيثم بن کليب بالاسناد عن نائلة بنت الفرافصة «إمرأة عثمان» قالت: لما حصر عثمان ظل اليوم الذي کان فيه قتله صائما، فلما کان عند إفطاره سألهم الماء العذب فأبوا عليه، وقالوا: دونک ذلک الرکي- ورکي في الدار الذي يلقي فيه النتن- قالت: فلم يفطر فرأيت جارا علي أحاجير متواصلة- وذلک في السحر- فسألت الماء العذب. فأعطوني کوزا من ماء فأتيته فقلت: هذا ماء عذب أتيتک به، قالت: فنظر فإذا الفجر قد طلع فقال: إني أصبحت صائما، قالت فقلت: ومن أين ولم أر أحدا أتاک بطعام ولا شراب؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم اطلع علي من هذا السقف ومعه دلو من ماء فقال: اشرب يا عثمان! فشربت حتي رويت ثم قال: ازدد فشربت حتي نهلت، ثم قال: أما إن القوم سينکرون عليک فإن قاتلتهم ظفرت، وإن ترکتهم أفطرت عندنا. قالت: فدخلوا عليه من يومه فقتلوه[18] .

نعم: إن الحديثين لا يعول عليهما أيضا لما في إسنادهما من داعية إلي الارجاء يبغض أهل بيت نبيه، ومن مجهول منکر لايعرف، ومن متحامل علي أميرالمؤمنين من الفئة الباغية، فالحديثان کرواية ابن أبي الدنيا باطلان، وما ذهب إليه القوم من أن الرجل کان يوم قتله صائما منقبة مفتعلة لا تصح لاستنادهم فيها إلي تلکم الاباطيل التي اختلقتها يد الغلو في الفضائل.

18- أخرج الحاکم وابن عساکر وغيرهما من طريق محمد بن يونس الکديمي أبي العباس البصري، عن هارون بن إسماعيل الخزاز أبي الحسن البصري، عن قرة ابن خالد السدوسي البصري، قال: سمع الحسن البصري عن قيس بن عباد البصري قال: شهدت عليا رضي الله عنه يوم الجمل يقول کذا: أللهم إني أبرأ إليک من دم عثمان،

[صفحه 313]

ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنکرت نفسي وأرادوني علي البيعة فقلت: والله إني لاستحيي من الله أن ابايع قوما قتلوا رجلا قال له رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائکة. وإني لاستحيي من الله أن ابايع وعثمان قتيل علي الارض لم يدفن بعد، فانصرفوا فلما دفن رجع الناس إلي فسألوني البيعة فقلت: أللهم إني مشفق لما اقدم عليه ثم جاءت عزيمة فبايعت فلقد قالوا: يا أميرالمؤمنين! فکأنما صدع قلبي، فقلت: أللهم خذ مني لعثمان حتي ترضي.وفي لفظ ابن کثير: فلما قالوا: أميرالمؤمنين. کان صدع قلبي وأمسکت[19] .

قال الاميني: ألا تعجب من الحاکم يذکر مثل هذه الاضحوکة ويعدها مما استدرک به علي الصحيحين ويمر بما فيها من اللغو کريما، ولعل الذهبي عرف بطلانها غير انه لما وجدها في منقبة عثمان سکت عنها نهائيا ولم يلخصها ولم ينبس فيها ببنت شفة، ويدخر ما في علبة علمه أو في کنانة جهله إلي تزييف حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وأمثاله من الصحيح الوارد في فضائل مولانا أميرالمؤمنين فيجابهها بکل جلبة ولغط، ولا تقصر عن أشواطهما خطي ابن کثير في تاريخه فيستند إليها مستدلا علي ما يرومه من دحض الحق وترصيف الباطل، ونحن أسلفنا في الجزء الخامس ص 266 ط 2 في سلسلة الکذابين والوضاعين نزرا من أقوال الحافظ في جرح محمد بن يونس الکديمي وانه کان يضع الحديث علي النبي صلي الله عليه وآله وقد وضع أکثر من ألف حديث وهاهنا نبسط القول فيها:

قال الآجري: سمعت أبا داود ابن الاشعث يتکلم في محمد بن سنان وفي محمد بن يونس يطلق فيهما الکذب. وقال ابن التمار: ما أظهر أبوداود السجستاني تکذيب أحد إلا في رجلين: الکديمي وغلام خليل. وقال أبوسهل القطان: کان موسي بن هارون ينهي الناس عن السماع من الکديمي ويقول: قد تقرب إلي بأني کتبت عن أبيک في مجلس محمد بن القاسم الاسدي وما حدث أبي قط عن محمد بن القاسم الاسدي. و عن موسي بن هارون انه کان يقول وهو متعلق بأستار الکعبة: أللهم إني اشهدک ان الکديمي کذاب يضع الحديث. وقال الشاذ کوني: الکديمي وأخو الکديمي وابن

[صفحه 314]

الکديمي بيت الکذب. وقال أبوبکر الهاشمي: کنا يوما عند القاسم المطرز وکان يقرأ علينا مسند أبي هريرة فمر في کتابه حديث عن الکديمي فامتنع عن قراءته فقام إليه محمد بن عبدالجبار- وکان قد أکثر عن الکديمي- فقال: أيها الشيخ احب أن تقرأه فأبي وقال: أنا أحاسبه بين يدي الله يوم القيامة وأقول: إن هذا کان يکذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي العلماء. وقال الدار قطني: الکديمي يتهم بوضع الحديث وقال: ما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله. وقال ابن حبان: کان يضع الحديث لعله قد وضع علي الثقات أکثر من ألف حديث. وقال ابن عدي: قد اتهم بالوضع وادعي الرواية عمن لم يرهم، ترک عامة مشايخنا الرواية عنه، ومن حدث عنه نسبه إلي جده لئلا يعرف[20] وقال ابن عدي أيضا: روي الکديمي عن أبي هريرة عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر حديثا باطلا، وکان مع وضعه الحديث وادعائه مالم يسمع علق لنفسه شيوخا. وکان ابن صاعد وعبدالله بن محمد لا يمتنعان من الرواية عن کل ضعيف کتبا عنه إلا عن الکديمي فانهما کانا لا يرويان عنه لکثرة مناکيره، ولو ذکرت کلما أنکر عليه وادعائه ووضعه لطال ذلک. وقال الحاکم أبوأحمد: الکديمي ذاهب الحديث ترکه ابن صاعد وابن عقدة وسمع منه خزيمة ولم يحدث عنه، وقد حفظ فيه سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث[21] .

وذکر السيوطي في اللئالي المصنوعة عدة أحاديث في شتي الابحاث من طريق الکديمي فحکي فيها عن الحفاظ الحکم بوضعها وقولهم: إن آفتها الکديمي وانه کذاب وضاع. وکأنه نسي کل ما ذکر هنالک فأورد هذه الاکذوبة في تاريخ الخلفاء ص 110 محذوفة الاسناد وقال: أخرجه الحاکم وصححه. ألم تکن تلک الاقوال الجارحة في الکديمي نصب عينه عند عد فضائل عثمان؟ أم أن فضائل الرجل لها حساب آخر يسوغ الغلوفيها کل کذب واختلاق؟ علي أن الحاکم سکت عن هذه الاکذوبة ولم يصححها فنسبة التصحيح إليه لمحض إخراجه إياها في مستدرک الصحيحين وإلا فلا صراحة فيه بالتصحيح.

[صفحه 315]

وبعد هذه کلها فان المعلوم من نظرية مولانا أميرالمؤمنين في عثمان کآراء بقية الصحابة فيه يفند نسبة هذه الاقاويل المختلقة إليه، أليس من المضحک ما ينسب إليه صلوات الله عليه من قول: ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان.. الخ؟ ليته عليه السلام بدل هذه الکلمة کان يخطو خطوة في التحفظ علي حرمة الرجل وکرامته، ويأمر ولده وذويه بتجهيزه وتکفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين، وليته کان يقيم له مأتما ويأبنه ويذکره بالخير بعد ما تسنم منصة الخلافة، أو کان يحضر عند تربته ويقوم علي قبره ويقرأ له الفاتحة ويأتي بسنة الله التي جاءت في زيارة قبور المسلمين، وأي مسلم لم تکن له معاظم واجبة المراعاة[22] .

وليته کان يسکت عنه يوم قام به وقعد[23] وقال علي رؤس الاشهاد: قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع، إلي أن انتکث فتله، وأجهز عليه عمله، وکبت به بطنته.

وقال في اليوم الثاني من بيعته في خطبة له: ألا إن کل قطيعة أقطعها عثمان، وکل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شئ ولو وجدته قد تزوج به النساء، وفرق في البلدان، لرددته إلي حاله. الخ.

وليته کان لم يجابهه بقوله: ما رضيت من مروان ولا رضي منک إلا بتحرفک عن دينک وعقلک، وإن مثلک مثل الظعينة سار حيث يسار به.

وليته کان لم يکتب إلي المصريين بقوله: إلي القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه وذهب بحقه، فضرب الجور سرادقه علي البر والفاجر، والمقيم الظاعن، فلا معروف يستراح إليه، ولا منکر يتناهي عنه.

وليته کان لم يقل: ما أحببت قتله ولا کرهته، ولا أمرت به ولا نهيت عنه. أو کان لم يقل: ما أمرت ولا نهيت، ولا سرني ولا ساءني.

وليته کان لم يخطب بقوله: من نصره لا يستطيع أن يقول: خذله من أنا خير منه، ومن خذله لا يستطيع أن يقول: نصره من هو خير مني.

[صفحه 316]

وليته کان لم ينفر أصحابه إلي قتال طالبي دم عثمان بقوله علي صهوة المنبر: يا أبناء المهاجرين انفروا إلي من يقاتل علي دم حمال الخطايا. الخ.

وليته لما قال له حبيب وشرحبيل: أتشهد أن عثمان قتل مظلوما. کان لم يجب بقوله: لا أقول بذلک[24] وليته وليته...

والعجب کل العجب من قول علي صلوات الله عليه» فلما قالوا: أميرالمؤمنين صدع قلبي «لماذا صدع قلبه صلوات الله عليه ولم تکن لهذه التسمية جدة؟ وإنما سماه رسول الله صلي الله عليه وآله بذلک وحکاه عن الله تعالي وعن جبرئيل عليه السلام وما صدع قلبه يوم ذاک، فعلي من أول يومه هو أميرالمؤمنين بنص من الصادع الامين، وما أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها[25] .

19- أخرج ابن سعد في الطبقات 47:3 ط ليدن عن محمد بن عمر عن عمرو بن عبدالله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان عن ابن لبيبة قال: إن عثمان بن عفان لما حصر أشرف عليهم من کوة في الطمار فقال: أفيکم طلحة؟ قالوا: نعم. قال: انشدک الله هل تعلم أنه لما آخي رسول الله صلي الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار آخي بينه وبين نفسه؟ فقال طلحة: أللهم نعم. فقيل لطلحة في ذلک فقال: نشدني وأمر رأيته ألا أشهد به؟

رجال الاسناد:

1- محمد بن عمر. هو الواقدي، راجع ترجمته في ميزان الاعتدال 110:3.

2- عمرو بن عبدالله الاموي حفيد عثمان، لم أجد له ذکرا في المعاجم، ولعل فيه تدليس.

3- محمد بن عبدالله الاموي حفيد عثمان، قال البخاري: عنده عجائب، وقال ابن الجارود: لايکاد يتابع علي حديثه. وقال النسائي مرة: ثقة. واخري: ليس بالقوي. راجع تهذيب التهذيب 8:9.

4- ابن لبيبة ويقال: ابن أبي لبيبة محمد بن عبدالرحمن. قال ابن معين: ليس

حديثه بشئ. وقال الدار قطني: ضعيف. وقال آخر ليس: بالقوي[26] علي أن ابن لبيبة لم يشهد حصر عثمان ولم يرو عن صحابي فحديثه عن عثمان وعلي وسعد مرسل، يروي عن سعيد بن المسيب و عبدالله بن عمرو بن عثمان وطبقتهما، فالرواية مرسلة، وابن سعد جد عليم بأن مثل هذه المفتعلة لا يخفي بطلانه علي أي أحد سواء أرسله أو أسنده.

وهلا يعلم مفتعل هذه الاضحوکة ان أئمة الحديث وحفاظه ورجال التاريخ أصفقت علي أن رسول الله صلي الله عليه وآله لم يتخذ لنفسه أخا يوم المؤاخاة بين المهاجرين والانصار إلا ابن عمه علي بن أبي طالب؟ وهذا الذي يقتضيه الاعتبار بعد ما نص الکتاب العزيز علي أن عليا سلام الله عليه نفس النبي الاقدس. وإنهما من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وإن ولاية علي مقرونة بولاية الله ورسوله[27] .

وبعد ما ثبت انه سلام الله عليه صنو النبي الاعظم في الفضائل، وشاکلته في النفسيات، ورديفه في الملکات الفاضلة، ونظيره من امته کما جاء عنه صلي الله عليه وآله سلم[28] وهو منه صلي الله عليه وآله بمنزله رأسه من بدنه نصا منه صلي الله عليه وآله[29] وهو منه صلي الله عليه وآله بمنزلته من ربه کما ورد عن أبي بکر مرفوعا[30] وهما من شجرة واحدة وساير الناس من شجر شتي کما روي عنه صلي الله عليه وآله[31] وهو الذي ثبت فيه قوله صلي الله عليه وآله: أنت مني وأنا منک[32] وهو الذي أنزله صلي الله عليه وآله من نفسه بمنزلة هارون من موسي ولم يستثن له مما اختصه الله به إلا النبوة[33] .

[صفحه 318]

لقد أدينا البحث عن حديث المؤاخاة حقه في الجزء الثالث ص 112 تا 125 وذکرنا هنالک خمسين حديثا مما وقفنا عليه من أحاديث الاخاء الثابت بين النبي الاعظم و أخيه أميرالمؤمنين، وقد صح عنه صلي الله عليه وآله قوله: أنت أخي في الدنيا والآخرة. من طريق عمر وأنس وابن أبي أو في وابن عباس ومحدوج بن زيد الذهلي وجابر بن عبدالله و عامر بن ربيعة وأبي ذر وغيرهم.

إنما فدحت هذه المأثرة أهل الاهواء کبقية مآثر الامام صلوات الله عليه فوضعوا تجاها اکذوبة في أبي بکر وانه هو أخو رسول الله صلي الله عليه واله وسلم[34] واخري في عثمان و إن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم آخي بينه وبين نفسه. وثالثة في علي عليه السلام ان النبي صلي الله عليه وسلم آخي بينه وبين عثمان[35] ورواة السوء يعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وآله آخي بين أبي بکر و بين عمر في المؤاخاة الاولي بمکة[36] وبينه وبين خارجة بن زيد الانصاري في المؤاخاة بين المهاجرين والانصار بالمدينة[37] وآخر بين عثمان وبين عبدالرحمن بن عوف في المؤاخاة بمکة[38] وبينه وبين أوس بن ثابت يوم المؤاخاة بالمدينة[39] .

فعثمان قط لا ينشد بالمکذوب، وطلحة لا يدعي رؤية ما لم يره، ولايشهد بخلاف ما شاهده وعاينه، إن کانا من عدول الصحابة صدقا، ومن المبشرين بالجنة حقا، وأنت تعرف حکم هذه الدعاوي من الصحيح الثابت عن مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام انه کان يقول: أنا عبدالله وأخو رسوله لا يقولها أحد غيري إلا کذاب. قال ابن کثير في تاريخه 335:7: وقد جاء من غير وجه. وقال ابن حجر: رويناه من وجوه[40] و

[صفحه 319]

کان قول أمير المؤمنين هذا أخذا بما قال له رسول الله صلي الله عليه واله وسلم من قوله: أنت أخي وأنا أخوک فإن ناکرک أحد- وفي لفظ فإن حاجک- أحد فقل: أنا عبدالله وأخو رسول الله لا يدعيها بعدک إلا کذاب[41] .

وأول من فتح باب التجري بمصراعيه علي هذه الفضيلة الرابية هو عمر بن الخطاب يوم قادوا صاحب الفضيلة إلي البيعة کما يقاد الجمل المخشوش، وقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذن والله الذي لاإله إلا هو نضرب عنقک. قال: إذن تقتلون عبدالله وأخا رسوله. قال عمر: أما عبدالله فنعم وأما أخو رسوله فلا[42] .

أنا لست أخدش العواطف بالاعراب عن حکم إنکار عمر الاخوة الثابتة بتلکم النصوص الصريحة الاکيدة وقد سمعها هو من الصادع الکريم في ذلک اليوم المشهود غير أني جد عليم بأن حجاج مولانا أميرالمؤمنين کان أخذا بما مر قبيل هذا عن رسول الله صلي الله عليه وآله من قوله: فإن ناکرک أحد فقل: أنا عبدالله وأخو رسول الله. وهل قرع هذا سمع عمر أيضا وجابهه مع ذلک بالشدة في النکير عليه؟ أنا لا أدري، فإن جاءوک فاحکم بينهم أو أعرض عنهم، وإن تعرض عنهم فلن يضروک شيئا، وإن حکمت فاحکم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين «المائدة 42».

20- أخرج ابن عدي من طريق مصعب بن سعيد المصيصي عن عيسي بن يونس عن وائل بن داود عن البهي عن الزبير رضي الله عنه مرفوعا: لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرا إلا قاتل عثمان فإن لم يفعلوا فابشروا بذبح مثل ذبح الشاة.

قال الاميني: ذکره الذهبي في الميزان 173:3 مع حديثين من طريق مصعب ابن سعيد فقال: ما هذه إلا مناکير وبلايا.

وقال ابن عدي: يحدث مصعب عن الثقات بالمناکير ويصحف وهو حراني[43] نزل المعصيصة[44] وله غير ماذکر والضعف علي رواياته بين. وقال ابن حبان: کان

[صفحه 320]

مدلسا. وقال صالح بن جزرة: شيخ ضرير لايدري ما يقول[45] .

وفي الاسناد عيسي بن يونس قال الدارقطني: مجهول. والبهي هو عبدالله أبومحمد مولي مصعب بن الزبير ولا يصح روايته عن الزبير بل يروي عن عبدالله بن الزبير، وقال أبوحاتم في العلل: لا يحتج بالبهي وهو مضطرب الحديث.

21- أخرج أبونعيم في حلية الاولياء 57:1 من طريق حامد بن آدم المروزي عن عبدالله بن المبارک عن سفيان عن عثمان بن غياث البصري عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسي الاشعري قال: کنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في حائط من تلک الحوائط إذ جاء رجل فاستفتح الباب فقال: افتح له وبشره بالجنة علي بلوي تصيبه. فإذا هو عثمان فأخبرته فقال: الله المستعان.

قال الاميني: هلا يعرف أبونعيم مفتعل هذه الاکذوبة حامد بن آدم؟ أو يعرفه بعجره وبجره غير أن الغلو في الفضائل يسوغ له ولقومه رواية کل کذب مختلق في فضائل المستخلفين بالانتخاب الدستوري الذي لم تره عين الدنيا صحيحا قط.

أني يخفي علي مثل أبي نعيم ان حامد بن آدم کذ به الجوزجاني وابن عدي، وعده أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث. وقال أبوداود السبخي: قلت لابن معين: عندنا شيخ يقال له: حامد بن آدم. الخ. فقال: هذا کذاب لعنه الله[46] .

علي أن عثمان لو کان مبشرا بالجنة ومصدقا بوعد النبي الاقدس لما کان في نفسه خيفة من أن يکون هو ذلک الملحد بمکة الذي أخبر صلي الله عليه واله وسلم بأن عليه عذاب نصف أهل الارض کما مر في صحيحة أحمد. وأعجب من هذا مهزأة جاء بها الخطيب ألاوهي:

22- أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 157:8 من طريق الحسين بن حميد ابن موسي العکي قال: حدثنا حماد بن المبارک البغدادي قال: حدثنا إسماعيل بن أمية عن ابن جريج عن عطاء عن جابر قال: ما صعد النبي صلي الله عليه وسلم المنبر قط إلا قال: عثمان في الجنة. قال: قال الدارقطني: کذا قال حماد بن المبارک عن عبدالله بن ميمون عن إسماعيل بن أمية عن ابن جريج، وهذا الحديث إنما يعرف من رواية إسماعيل بن

[صفحه 321]

يحيي بن عبيدالله التيمي عن ابن جريج والله أعلم. وقال الذهبي في الميزان 281:1: خبر غير صحيح. راجع لسان الميزان 353:2.

قال الاميني: لاتعجب من الخطيب يذکر مثل هذه السفسطة بهذا الاسناد الوعر ولم ينبس ببنت شفة، ولم يعرب عن حال رجاله عادته في فضائل کل من أعماه حبه وأصمه، وأنت تجد نقضه وإبرامه، وجرحه وتعديله، وتصويبه وتصعيده في مناقب آل الله صلوات الله عليهم.

أيخفي علي مثل الخطيب قول مسلمة بن قاسم في الحسين العکي: إنه مجهول؟ أم لا يهمه وجود حماد بن المبارک في الاسناد؟ وهو المجهول الذي لايعرف[47] أم عزب عنه قول البخاري في عبدالله بن ميمون: إنه ذاهب الحديث؟ وقول أبي زرعة: إنه واهي الحديث؟ وقول أبي حاتم والترمذي: إنه منکر الحديث؟ وقول ابن عدي: إن عامة مايرويه لايتابع عليه؟ وقول النسائي: انه ضعيف؟ وقول أبي حاتم أيضا: يروي عن الاثبات الملزقات، لايجوز الاحتجاج به إذا انفرد؟ وقول الحاکم: إنه يروي أحاديث موضوعة؟ وقول أبي نعيم: انه روي المناکير؟[48] .

أم لايروق الخطيب الجرح في اسماعيل بن امية العبشمي الاموي وهو ابن عم عثمان وقد جاء بالرواية مختلقة في ابن عمه الخليفة؟ أم لا ينبهه ما حکاه عن الدارقطني إلي أن اسماعيل لايروي عن ابن جريج؟ وإنما الراوي إسماعيل بن يحيي التيمي. أم أراد حفظ سمعة الصديق أبي بکر في حفيده اسماعيل بن يحيي التيمي[49] والستر علي قول صالح بن جزرة فيه: إنه کان يضع الحديث. وقول الازدي: انه رکن من أرکان الکذب لاتحل الرواية عنه. وقول أبي علي النيسابوري والدارقطني والحاکم إنه کذاب. وقول الحاکم: روي أحاديث موضوعة. وقول الدارقطني: إنه کان يکذب علي مالک والثوري وغيرهما. وقول ابن حبان: انه کان يروي الموضوعات عن الثقات لاتحل الرواية عنه بحال؟[50] .

[صفحه 322]

نعم: هذه کلها بين يدي الخطيب غير أن الغلو في الفضائل أبکمه فبکم[51] .

وذکر الذهبي هذه الرواية في «ميزان الاعتدال» في ترجمة حماد بن المبارک، وقال: خبر غير صحيح.

ولو کان لهذا الخيال مقيل من الصحة لاستدعي أن يکون ما اختلق فيه من کون عثمان في الجنة أهم ما صدع به رسول الله صلي الله عليه واله وسلم من المعارف والاحکام والحکم فإنا لم نجد ولا وجد واجد شيئا منها يهتم صلي الله عليه واله وسلم له هذا الاهتمام ويصدع به علي کل منبر صعده، نعم کان يکرر بعض ما يصدع به في عدة مقامات للکشف عن أهميته غير انها مما تعده الانامل، حتي أن الصلاة التي هي عماد الدين لم يکررها هذا التکرار الممل.

وليت شعري هل کون عثمان في الجنة من أصول الدين وأسس الاسلام التي لاتتم الشريعة إلا بها فطفق صلي الله عليه واله وسلم يبالغ في تبليغه هذه المبالغة في کل حين؟ فهل هو حکم شرعي؟ أو حکمة بالغة؟ أو ملکة فاضلة؟ أو ناموس إلهي يستحق هذا التأکيد والاصرار؟

ثم لوکان عثمان من المؤمنين لکفاه تبشير الآيات الکريمة والاحاديث الشريفة الجمة لهم بالجنة، فما الحاجة إلي هذا التهالک في تخصيصه بالذکر تهالکا لم يشاهد له نظير في شئ مما بلغه صلي الله عليه واله وسلم عن ربه؟

علي أنه لو کان صلي الله عليه واله وسلم مرتکبا ذلک لوجب أن يسمعه منه جميع الصحابة حتي من حظي بالاصاخة إلي قيله ولو مرة واحدة طليلة حياته، ووجب أن يتواتر الحديث منه صلي الله عليه واله وسلم فلا يختص بعزوه المختلق جابر، ولم يک يسنده عنه أناس دجالون، وإن من أهم تلکم المنابر منبر يوم الغدير وقد حضره مائة ألف أو يزيدون، فهل سمع أحد من أحدهم من الاعالي والساقة يحدث انه صلي الله عليه واله وسلم هتف عليه بأن عثمان في الجنة؟ و هذه خطب النبي الاعظم هل تجد في شئ منها عما تقولوه حسيسا أو تسمع منه رکزا؟ وهل هؤلاء الصحابة البالغون مئات الالوف الذين سمعوا هذا المقال ووعوه ترکوه

[صفحه 323]

وراء ظهورهم يوم الدار؟ يوم قالوا له: والله أحل الله دمک[52] يوم کتبوا إليه يدعونه إلي التوبة وحاجوه وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يمسکون عنه أبدا حتي يقتلوه[53] يوم سلم عليهم فما سمع أحدا من الناس يرد عليه، وکان فيهم من عمد الصحابة من فيهم[54] يوم رفعت أمهم عقيرتها وهي تقول: اقتلوا نعثلا قتله الله فقد کفر، إلي أيام قصصنا عليک حوادثها، أو انهم کلهم نسوه فنالوا من الرجل ما نالوا؟ وهل حصل لهم مذکر من عند أنفسهم فلم يوافقوه علي السماع؟ أولم يعيروا له أذنا مصغية؟ هذا وهم عدول، وان ممن سمع بطبع الحال هاتيک الکلمة نفس عثمان فلماذا کان يخاف من القفول إلي مکة حذارأن يکون هو الذي سمع فيه عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم مامر من أنه يلحد بمکة رجل عليه عذاب نصف أهل الارض؟

23- ذکر ابن کثير في تاريخه عند عد مناقب عثمان عن إسماعيل بن عبدالملک عن عبدالله بن أبي مليکة عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم رافعا يديه حتي يبدو ضبعيه إلا لعثمان بن عفان إذا دعا له.

قال الاميني: حذف ابن کثير وغيره ممن ذکر هذه المهزأة إسنادها وأرسلوها إرسال المسلم ذاهلين عن أن في ذکر إسماعيل بن عبدالملک کفاية من عرفان بقية رجاله قال ابن عمار وأبوداود: ضعيف. وقال ابن الجارود وابن معين والنسائي وأبوحاتم: ليس بالقوي. وقال عبدالرحمن بن مهدي: أضرب علي حديثه. وقال الفلاس وأبوموسي: کان عبدالرحمن ويحيي لا يحدثان عنه. وقال ابن حبان: کان يقلب ما يروي[55] .

وأنا لا أدري أن عائشة متي روت هذه الرواية، قبل تکفيرها الرجل وتأليب الناس عليه، ثم نسيتها؟ وسرعان ما تنسي أم المؤمنين ما حفظته کما نسيت أقوال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لها في مناوئة أميرالمؤمنين علي عليه السلام وعن کلاب الحوأب ونباحها، أم أنها روتها حين کانت تثير العواطف علي عثمان وترهج عليه نقع الحروب حتي أوردته موارد

[صفحه 324]

الهلکة؟ فاعجب إذن بالمناقضة بين روايتها وعملها دواليک وهي صحابية عادلة أم الصحابة العدول کما يزعمون.

أم أنها أسندتها بعد تلکم المعامع؟ بعد أن سول لها الناکثان النهضة للطلب بثاراته. فخرجا يجران حرمة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم کما تجر الامة عند شرائها متوجهين بها إلي البصرة، فحبسا نساءهما في بيوتهما، وأبرزا حبيس رسول الله صلي الله عليه واله وسلم عن خدرها[56] فثارت لتتدارک ذلک الحوب بما هو أکبر منه، فخالفت القرآن الکريم فيما خص زوجات النبي صلي الله عليه واله وسلم بقوله: «وقرن في بيوتکن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي» فکان من استقرارها في بيتها أن رکبت الجمل وقادت العساکر، وباشرت الحرب بنفسها، وعاشرت الرجال الاجانب، ونبذت الکتاب وراء ظهرها، ولم ترع لبعلها حرمة ولاکرامة

وخالفت رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في نواهيه المتعاقبة عن خصوص موقف الجمل کما مرت في الجزء الثالث ص 188 تا 191 ط 2، وعن مطلق مناوءة أميرالمؤمنين عليه السلام ومحاربته فيما روي عنه صلي الله عليه واله وسلم مستفيضا کما أسلفنا نزرا منه في ج 336:1 و 337 وج 300:2 تا 303، وج 26:3 و 182 تا 188 وج 322:4 تا 325 ط 2.

نعم خالفت رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في وصاياه المؤکدة بوصيه الطاهر حتي جاء في حديث معمر: عائشة کانت لا تطيب نفسا لعلي بخير. وفي حديث آخر: لکنها لاتقدر علي أن تذکره بخير[57] .

والحديث صحيح رجاله کلهم ثقات أخرجه أحمد في مسنده 228:6 من طريق معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عتبة ان عائشة أخبرته قالت: أول ما اشتکي رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها فأذن له قالت: فخرج ويد له علي الفضل بن عباس، ويد علي رجل آخر، وهو يخط برجليه في الارض. قال عبيدالله فحدثت به ابن عباس فقال: أتدرون من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ هو علي، ولکن عائشة لاتطيب له نفسا.

وأخرجه البخاري في صحيحه في باب جد المريض أن يشهد الجماعة، غير أنه

[صفحه 325]

حذف منه قول ابن عباس: «ولکن عائشة لاتطيب له نفسا» وهذا شأن البخاري في کل ما لا يروقه.

نعم عائشة لاتقدر أن تسمي عليا وتذکره بخير، غير أنها کانت تصيخ إلي من نال من علي عليه السلام وتأنس بالوقيعة فيه ولا تنهي عنها کما في صحيحة رجالها کلهم ثقات أخرجها أحمد في مسنده 113:6 من طريق عطاء بن يسار قال: جاء رجل فوقع في علي وفي عمار رضي الله تعالي عنهما عند عائشة فقالت: أما علي فلست قائلة لک فيه شيئا، وأما عمار فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما.

لم يا أماه لست قائلة شيئا في علي؟ أما سمعت أذناک من بعلک حديثا واحدا في فضله مثل ما سمعت في عمار؟ أما تجدين في کتاب الله مما نزل في علي ما يعادل حديثک في عمار؟ وفضل علي عليه السلام علي عمار کما قال حذيفة اليماني: فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد مابين التراب والسحاب، وإن عمارا من الاخيار[58] .

لم يا أماه لاتکرهين أن يقذع عندک علي عليه السلام، وأنت التي کنت کارهة أن يسب عندک حسان بن ثابت؟ وقد أخبر بذلک عروة قال: کانت عائشة تکره أن يسب عندها حسان وتقول: إنه الذي قال:


فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منکم وقاء[59] .


أما کانت عندک لمواقف علي المشکورة في مغازي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ولمبيته علي فراشه ليلة هجرته من مکة وقد باهي الله به ملائکته، قيمة وکرامة مقدار بيت شعر لحسان؟ وحسان أنت أدري به مني. اي يا أماه؟ شنشنة أعرفها من أخزم.

ومن رشحات ما کانت تحمله أم المؤمنين بين جنبيها من الضغينة علي أول المسلمين وأولاهم لهم بهم من أنفسهم قولها يوم سمعت بيعة الناس له: لوددت أن السماء إنطبقت علي الارض إن تم هذا. وخالفت العقيدة الراسخة من حرمة قتال خليفة الوقت، وليتني علمت ماذا يکون

×صفحه=326

جواب أم المؤمنين لو أحفيت السؤال عن خطيئتها أيهما أعظم؟ إجهازها علي عثمان أم محاربتها الامام أميرالمؤمنين عليا عليه السلام؟ غير أنها اليوم وقد کشف عنها الغطاء تجيب بأن الخطيئة کانت واحدة مرتکزة علي سنام الجمل وتحت أستار الهودج، وهل کانت روايتها هذه لتبرير عملها الاخير؟ وقد جعلتها معذرة لها في ثورتها أو أنها اختلقت عليها فأخرجتها رواة السفاسف أو حملة الاضغان علي البيت النبوي الطاهر، أو سماسرة البيت الاموي الذين حاولوا نشر الفضيلة لهم ولو بالافائک؟

وکانت أم المؤمنين عالمة جدا بأن قتل عثمان کان هينا عندالله ورسوله في جنب خروجها من عقر دارها کما قال لها جارية بن قدامة السعدي الصحابي: يا أم المؤمنين؟ والله لقتل عثمان بن عفان أهون من خروجک من بيتک علي هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح، إنه قد کان لک من الله ستر وحرمة، فهتکت سترک، وأبحت حرمتک، إنه من رأي قتالک فإنه يري قتلک، إن کنت أتيتينا طائعة؟ فارجعي إلي منزلک، وإن کنت أتيتينا مستکرهة؟ فاستعيني بالناس[60] .

ثم هل کان رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يدعو لعثمان بالثبات علي الحق من إتباع الکتاب والسنة؟ فلماذا لم يستجب ذلک الدعاء فخالفهما؟ وظهر ذلک منه حتي عرفته عامة الصحابة فأنکروه عليه حتي قتلوه.

أو أنه کان يدعو له بالتوفيق للتوبة؟ فلماذا لم يوفق؟ قکلما تاب رجع، وکلما عهد حنث، حتي عرف ذلک الثائرون عليه فلم يجدوا بدا من إعدامه.

أو أنه کان يدعوله بالمغفرة وإن لم تکن توبته نصوحا؟ فذلک إغراء بالجهل، وترخيص في المعصية، وهو محال علي النبي صلي الله عليه واله وسلم.

أو أنه کان يدعو له بدفع عادية الناس عنه علي ماهو عليه من طاعة أومعصية؟ فهبني قلت: إنه جائز لکن الدعاء لم يستجب، وما غناء بقاء رجل هو هکذا سالما؟ وهو لايقتص أثره في صلاح، ولا يقتفي في طاعة، ولايتبع في خير، وإنما تورث سلامته تجريا علي المعاصي وولعا بالميول والشهوات.

أو أنه کان يدعو له باليسار والثروة ليرغد عيشه ويرغد عيش من لف لفه و

[صفحه 327]

احتف به ولو کان بالاثرة لنفسه وذويه علي المسلمين عامة متعديا حدود الله المأثورة في الاموال والصدقات؟ فهل الدعاء لمثل هذا جائز في الشريعة؟ وهل يستسيغ العقل السليم الدعاء للحصول علي المآثم؟

أو أنه کان يدعو له بنيل الخلافة؟ وهذا إن صح فقد استجيب غيرأن النبي الاعظم صلي الله عليه واله وسلم کان بواسع علم النبوة بصيرا بما يؤل إليه أمر الرجل وينوء به مما لا تحمده شريعة أو عقيدة، ولا يستتبع خلافته إلا وهنا في الدين، وذهابا لابهة الامامة وقلقا في مستوي الاسلام وعاصمة النبوة، وتعکيرا لصفو اللالفة بين أفراد المسلمين، وفتا في عضدهم، وهوانا علي صلحاء الا مة في الحواضر الاسلامية، وتعطيلا للاحکام، وتعديا للحدود، ومن يتعد حدود الله فاولئک هم الظالمون، وکل هذه مما عرفته منه الصحابة فتألبوا عليه، فما کان حاجة النبي صلي الله عليه واله وسلم في خليفة هو هکذا؟.

هذه محتملات الدعاء المزعوم، ولنا ها هنا مسائلة اخري عن السبب الموجب لهذا الدعاء أولا وعن ظرفه ثانيا، أهل کان الموجب له أعماله السابقة علي الدعاء؟ أو ماارتکبه في اخريات أيامه؟ فجر علي نفسه ومن اکتنفه الويلات من جرائه، أما الاخيرة فقد عرفت انها لا تنهض موجبا لذلک، وأما سوابقه فسل عنه يوم بدر وتخلفه عنه وکان يعير بذلک طيلة حياته، ووقع فيه عبدالرحمن بن عوف لذلک في اخريات خلافته بملا من الناس فأنهي إليه ذلک الوليد بن عقبة السکير الفاسق بلسان الوحي المبين[61] هنالک نحت له عذرا من تمريض رقية بنت النبي صلي الله عليه واله وسلم[62] لکن الصحابة ماکانوا يعرفون ذلک العذر المفتعل حتي أولي الناس به أخوه بالمؤاخاة بمکة عبدالرحمن بن عو ف، ولو کان ما يقوله صحيحا لعرفوه وهو بين ظهرانيهم غير منتأي عنهم.

وسل عنه يوم احد وفراره من الزحف وقد نزل فيه وفيمن فر قوله تعالي «في سورة آل عمران آية: 155»: إن الذين تولوا منکم يوم التقي الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما کسبوا. الآ ية[63] .

[صفحه 328]

وسل عنه ليلة وفاة ام کلثوم واقترافه الذنب فيها، وهتک رسول الله صلي الله عليه واله وسلم حرمته في صبيحتها بملا من الصحابة بحرمانه من دفنها وهي زوجته وهو أحق الناس بدفنها، راجع ما أسلفناه في الجزء الثامن ص 231 ط 2.

وسل عنه ايواءه عبدالله بن أبي سرح وقد ارتد عن الاسلام ولحق بالمشرکين فأهدر رسول الله صلي الله عليه واله وسلم دمه يوم الفتح وأمر بقتله ولو وجد تحت أستار الکعبة، لکنه فر إلي أخيه من الرضاعة «عثمان» فآواه وغيبه، وکان من واجبه قتله أينما وجده، لکنه بدلا عن ذلک أتي به إلي رسول الله فاستأ منه له فصمت رسول الله صلي الله عليه واله وسلم طويلا رجاء أن يقتله أحد من الحضورلانه ما کان يروقه صلي الله عليه واله وسلم إسعافه ولا يري لحياة ابن أبي سرح قيمة. راجع ما أسلفناه في الجزء الثامن ص 280 ط 2.

وسل عنه ايواءه ابن عمه المشرک معاوية بن المغيرة بن أبي العاص يوم حمراء الاسد لما ظفر به رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في خروجه منها فأمر بضرب عنقه صبرا فلجأ إلي عثمان فاستأمن له رسول الله صلي الله عليه واله وسلم فأمنه علي أنه إن وجد بعد ثلاث قتل فأقام بعد ثلاث و تواري فبعث صلي الله عليه واله وسلم عمار بن ياسر وزيدبن حارثة وقال: إنکما ستجدانه بموضع کذا وکذا فوجداه فقتلاه[64] .

وما أشبه فعلته هذه بايوائه الحکم وابنه مروان في خلافته وهما طريدا رسول الله ولعيناه[65] فأمره سواسية في المبدأ والمنتهي.

هذا کل ما علمناه من سوابق الرجل ولوا حقه، وشئ منها لا يصلح أن يکون باعثا للحب والدعاء کما أن شيئا منها لا يترک للدعاء المزعوم ظرفا يستساغ له الدعاء فيه، فزبدة المخض أنه من مختلق الدور الاموي الذي لم يأل العبشميون فيه جهدا في وضع الفضائل أو الرذائل.

نعم ذکروا له صلي الله عليه واله وسلم دعوات عديدة لعثمان عند تجهيزه جيش العسرة، ولعل المتهالک في حب عثمان ينحته موجبا لتلکم الدعوات، والباحث جد خبير بأنه لا

[صفحه 329]

يعدو شيئا منها وهن في الاسناد لضعف في رجاله أو إرسال فيه، علي اضطراب الروايات في کيفية التجهيز وکمية ما أنفقته يده فيه، اضطرابا لا يعدوه الحکم بالبطلان في جميعها:

قال ابن هشام في السيرة 172:4: أنفق عثمان بن عفان في ذلک نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها. حدثني من أثق به أن عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوک ألف دينار. إلي آخر ما يأتي من حديثه.

وأخذ الطبري الجملة الاولي من قول ابن هشام وترک حديثه.

وعند الکلبي مرسلا کما في أسباب النزول للواحدي 61 جهز بألف بعير بأقتابها وأحلاسها.

وعند قتادة مرسلا: حمل علي ألف بعير وسبعين فرسا.

وعند البلاذري باسناد ضعيف مرسل: جهزهم بسبعين ألفا.

وعند الطبراني باسناد ضعيف: مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية من الذهب.

وعند أبي يعلي بسند ضعيف: جاء بسبعمائة أو قية ذهب.

وعند أبي ابن عدي بسند واه ضعيف جدا: جاء بعشرة آلاف دينار.

وعند أبي نعيم باسنادين باطلين: جاء بألف دينار.

وعند أحمد وأبي نعيم باسناد معلول: ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها.

وعند ابن عساکر مرسلا: جهز ثلث ذلک الجيش مؤنتهم.

وعند ابن الاثير ما ذکره الطبري وزاد عليه: قيل کانت ثلثمائة بعير وألف دينار.

وعند عماد الدين العامري دعوي مجردة: أنفق ألف دينار، وحمل علي تسعمائة وخمسين بعيرا وخمسين فرسا.

وعند الحلبي صاحب السيرة قولا بلا دليل: جهز عشرة آلاف دينار غير الابل والخيل وهي تسعمائة بعير ومائة فرس والزاد وما يتعلق بذلک حتي ما تربط به الاسقية.

وعند بعض کما في السيرة الحلبية: أعطي ثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها و خمسين فرسا.

وفي رواية عند الحلبي: جاء بعشرة آلاف دينار إلي رسول الله فصبت بين يديه.

فقال: لعل هذه العشرة آلاف غير الذي جهز بها العشرة آلاف إنسان.

[صفحه 330]

فتري کل واحد يکل ويزن ما أنفقه الرجل في جيش العسرة بکيلة مروءته و ميزان کرامته، وما تستدعيه سعة صدره، ورحب ذات يده.

علي أن هناک أناسا آخرين شارکوا من جهز الجيش وأربوا، فلا أدري ما الموجب لاختصاص عثمان بتلکم الادعية دونهم؟ فمن أولئک المجهزين العباس بن عبدالمطلب فإنه حمل مالا يقال إنه تسعون ألفا[66] وقال صلي الله عليه واله وسلم: العباس عم نبيکم أجود قريش کفا وأحناه عليها. وفي حديث: أوصلهالها «مستدرک الحاکم 328:3» وأول من حمل ماله کله هو أبوبکر علي زعم القوم فإنه جاء بماله کله فقال له رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: هل أبقيت شيئا؟ قال: الله ورسوله[67] .

وهب أن ما حمله أبوبکر کان نزرا يسيرا لکنه أنفق بکل ماله إن صدق الحديث وکمال الجود بذل الموجود. فما الذي أرجأه من الحظوة بالدعاء له ورسول الله صلي الله عليه واله وسلم: يراه أمن الناس عليه بماله؟ وقد جاء عنه صلي الله عليه واله وسلم فيما رواه أحمد في مسنده 270:1 قوله: ليس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بکر بن أبي قحافة.

علي أن طبع الحال يستدعي أن يکون هناک منفقون آخرون لان عدد الجيش کان ثلاثين ألفا وعشرة آلاف فرس وإثنا عشر ألف بعير عند کثير من المؤرخين، وعند أبي زرعة کانوا سبعين ألفا، وفي رواية أربعين ألفا[68] وما ذکروه من النفقات لعثمان وغيره لاتفي بتجهيز هذا الجيش اللجب، فلماذا حرم اولئک کلهم من الدعاء وحظي به عثمان فحسب؟ أنا أنبئک لماذا، وجد عثمان بعد ما خذل وقتل أنصارا ينحتون له الفضائل، وتصرمت أيام اولئک من غير نصير مفتعل.

وإليک جملة مما روي في الباب وافية للنهوض بإثبات بطلان ما يهتف به من المبالغة في أمر التجهيز المذکور، منها: 24 أخرج أبونعيم في حلية الاولياء 59:1 من طريق حبيب بن أبي حبيب أبي

[صفحه 331]

محمد البصري- کاتب مالک- عن مالک عن نافع عن ابن عمر قال: لما جهز النبي صلي الله عليه وسلم جيش العسرة جاء عثمان بألف دينار فصبها في حجر النبي صلي الله عليه وسلم فقال النبي صلي الله عليه وسلم: أللهم لا تنس لعثمان، ما علي عثمان ما عمل بعد هذا.

قال الاميني: أتخفي علي مثل الحافظ أبي نعيم أقوال أئمة الفن من قومه في حبيب کاتب مالک؟ قال عبدالله بن أحمد- إمام الحنابلة- عن أبيه انه قال: حبيب ليس بثقة قدم علينا رجل أحسبه قال من خراسان کتب عنه کتابا. إلي أن قال: قال أبي: کان يکذب، ولم يکن أبي يوثقه ولا يرضاه وأثني عليه شرا وسوء.

وقال أبوداود: کان من أکذب الناس کان يضع الحديث. وقال أبوحاتم: متروک الحديث روي عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة. وقال النسائي والازدي، متروک الحديث. وقال ابن حبان: کان يدخل علي الشيوخ الثقات ما ليس من حديثهم. و قال: أحاديثه کلها موضوعة وذکر له عدة أحاديث عن هشام بن سعد وغيره وقال: کلها موضوعة، وعامة حديثه موضوع المتن، مقلوب الاسناد، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث علي الثقات، وأمره بين في الکذب. وقال أبوأحمد الحاکم: ذاهب الحديث. وقال سهل بن عسکر: کتبنا عنه عشرين حديثا وعرضناها علي ابن المديني فقال: هذا کله کذب، وقال النسائي: متروک أحاديثه کلها موضوعة عن مالک وغيره[69] .

وأخرجه أحمد من طريق ضمرة بن ربيعة الدمشقي الرملي، قال الساجي: صدوق يهم عنده مناکير، وجاء ضمرة عن الثوري عن ابن دينار عن ابن عمر بحديث فأنکره أحمد ورده ردا شديدا، وقال: لو قال رجل إن هذا کذب لما کان مخطئا.

وأخرجه الترمذي وقال: لا يتابع ضمرة عليه وهو خطأ عند أهل الحديث راجع تهذيب التهذيب 461:4. (ومنها):

25 أخرج أحمد في مسنده 74:1 من طريق محمد بن أبي بکر المقدمي البصري عن محمد بن عبدالله الانصاري البصري عن هلال بن حق البصري عن سعيد

[صفحه 332]

الجريري[70] البصري عن ثمامة القشيري قال: شهدت الدار يوم أصيب عثمان رضي الله عنه فطلع عليهم إطلاعة فقال: ادعولي صاحبيکم اللذين[71] ألباکم علي فدعيا له فقال: نشدتکما الله أتعلمان أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله فقال: من يشتري هذه البقعة من خالص ماله؟ فيکون فيها کالمسلمين وله خير منها في الجنة. فاشتريتها من خالص مالي فجعلتها بين المسلمين؟ وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه رکعتين. ثم قال: أنشدکم الله أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يکن فيها بئر يستعذب منه إلا رومة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من يشتريها من خالص ماله فيکون دلوه فيها کدلي المسلمين؟ وله خير منها في الجنة. فاشتريتها من خالص مالي؟ فأنتم تمنعوني أن أشرب منها. ثم قال هل تعلمون أني صاحب جيش العسرة؟ قالوا: أللهم نعم.

وذکره البلاذري في الانساب 5:5 و 6 من طريق يحيي بن أبي الحجاج البصري عن سعيد الجريري وزاد: فانشدکما الله هل تعلمان أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالا: أللهم نعم. قال: انشدکما الله هل تعلمان أن رسول الله صلي الله عليه وسلم کان بثبير، أو قال: بحراء. فتحرک الجبل حتي تساقطت حجارته إلي الحضيض فرکضه برجله فقال: اسکن فما عليک إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ قالا: أللهم نعم.

وأخرجه البيهقي في السنن الکبري 168:6 من طريق يحيي بن أبي الحجاج عن الجريري عن ثمامة.

(رجال الاسناد)

1- محمد بن عبدالله الانصاري: قال العقيلي: منکر الحديث. وقال أبوأحمد الحاکم: روي يحيي بن خذام عنه عن مالک بن دينار أحاديث منکرة والله أعلم الحمل فيه عليه أو علي يحيي. وقال ابن حبان: منکر الحديث جدا يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لايجوز الاحتجاج به وقال: ابن طاهر: کذاب. وقال الحاکم النيسابوري: يروي أحاديث موضوعة. وقال أبوالفضل الهروي: ضعيف. وقال الازدي: منکر الحديث جدا روي عن مالک بن دينار أحاديث معاضيل: تهذيب التهذيب 256:9.

[صفحه 333]

لايحسب الباحث أن محمد بن عبدالله الانصاري هذا هو عبدالله البصري محمد ابن عبدالله بن المثني فإنه يروي عن سعيد الجريري بلا واسطة کما في تهذيب التهذيب 6:4 و ج 274:9 والذي يروي عنه بالواسطة هو هذا الانصاري المترجم له.

2- سعيد أبومسعود الجريري وهو وإن کان ثقة في نفسه لکنه لاتصح روايته لاختلاطه ثلاث سنين من عمره، قال أبوحاتم: تغير حفظه قبل موته فمن کتب عنه قديما فهو صالح. وقال يزيد بن هارون ربما ابتلانا الجريري وکان قد أنکر. وقال ابن معين عن ابن عدي: لا نکذب الله سمعنا من الجريري وهو مختلط. وقال ابن حبان: اختلط قبل أن يموت بثلاث سنين. وقال يحيي بن سعيد لعيسي بن يونس: أسمعت من الجريري؟ قال: نعم. قال: لاترو عنه، يعني لانه سمع منه بعد اختلاطه. وقال ابن سعد: کان ثقة إن شاءالله إلا انه اختلط آخر عمره «تهذيب التهذيب 6:4».

3- يحيي بن أبي الحجاج البصري في طريق البلاذري. قال النسائي وابن معين: ابن أبي الحجاج ليس بشئ. وقال أبوحاتم: ليس بالقوي.

ونحن لو غاضينا العثمانيين علي صحة هذه الرواية وأمثالها فانها تعود وبالا علي عثمان أکثر منها منقبة فإن في صريحها أن الرجلين وهما من العشرة المبشرة ومن الستة أصحاب الشوري وفي الجبهة والسنام من الصحابة العدول «عند القوم» إعترفا له بما استنشدهما لکنهما لم يأبها بما حاوله عثمان من مفاد الرواية فاستمرا علي التأليب عليه والضغط والتشديد، فهل هو مجابهة منهما لما ثبت عن الرسول صلي الله عليه واله وسلم؟ «ويرده عدلهما وکونهما من العشرة» أو أنهما علما أن الشئ حدث بعده شئ أزاح موضوعه؟ وإنما کان قول رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في مرحلة الاقتضاء من آثار تلکم الاعمال الطبيعية إذا استمر صاحبها علي ما هو عليه في هاتيک الاحوال، ولم يحدث موانع فانهما کانا يرتئيان حدوث موانع هنالک سالبة لاثر الاقتضاء. وبهذا الاعتقاد مضيا مصرين علي ما ارتکباه من أمر الخليفة، وهما يريانه حائدا عن الصراط السوي.

ولعل عثمان نفسه ما کان جازما ببقاء تلکم الآثار التي کان نوه بها النبي الاعظم صلي الله عليه واله وسلم نظرا منه لما أحدث بعد ذلک من الحوادث، ولذلک کان يحاذر أن يکون هو الرجل الذي أخبر عنه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم من أنه يلحد بمکة رجل عليه

[صفحه 334]

نصف عذاب أهل الارض کمامر حديثه الصحيح في ص 152 من هذا الجزء.

ويشبه طلحة والزبير بل وعثمان نفسه بقية الصحابة المجهزين عليه فيما بيناه من الاعتقاد في حق الرجل. فراجع ما قدمناه من أقوالهم وأعمالهم المذکورة في الجزء الثامن وفي هذا الجزء ص 69 تا 163، ولا تنس قولهم له في مناشدته المذکورة في ص 204: وأما ما ذکرت من قدمک وسبقک مع رسول الله فانک قد کنت ذا قدم وسلف وکنت أهلا للولاية، ولکن: بدلت بعد ذلک وأحدثت ما قدعلمت.

وقولهم له: وأما قولک: إنه لايحل إلا قتل ثلاثة فإنا نجد في کتاب الله قتل غير الثلاثة الذين سميت: قتل من سعي في الارض فسادا، وقتل من بغي ثم قاتل علي بغيه، وقتل من حال دون شئ من الحق ومنعه ثم قاتل دونه وکابر عليه، وقد بغيت، ومنعت الحق، وحلت دونه، وکابرت عليه. الخ.

ونظير هذه الاقوال الکثير المعرب عن آراء الصحابة فيه وفي أحداثه، وکلها تکذب القول بأن يکون رسول الله صلي الله عليه وآله يسمي الرجل شهيدا. نعوذ بالله من الاختلاق بلاتدبر (ومنها):

26- أخرج سيف بن عمر في الفتوح من طريق صعصعة بن معاوية التيمي قال: أرسل عثمان وهو محصور إلي علي وطلحة والزبير وغيرهم. فقال: احضروا غدا فأشرف عليهم وقال: أنشدکم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ألستم تعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من حفر رومة فله الجنة. فحفرتها؟ ألستم تعلمون انه قال: من جهز جيش العسرة فله الجنة. فجهزته؟ قال: فصدقوه بما قال.

ذکره ابن حجر في فتح الباري 314:5 وقال: وللنسائي من طريق الاحنف بن قيس إن الذين صدقوه بذلک هم: علي بن أبي طالب وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص.

تري ابن حجر هاهنا ساکتا عن الغمز في هذه الرواية وهو الذي جمع أقوال الحفاظ في سيف بن عمر من انه ضعيف، متروک، ساقط، وضاع، عامة حديثه منکر، يروي الموضوعات عن الاثبات، کان يضع الحديث، واتهم بالزندقة «راجع ج 8: ص 84 و 333 من کتابنا هذا

وکأنه أراد من عد من صدق عثمان في دعواه إثبات فضيلة له ذاهلا عن أن کثرة

[صفحه 335]

المصدقين في المقامين علي تقدير صحة الخبر- وأني هي؟- تزيد عارا وشنارا علي الرجل، وتعود وبالا عليه أکثر منها منقبة کمامر بيانه، وإني لا أشک في أن الباحث بعد هذا البيان الضافي لايقيم لهذه المناشدة وزنا وإن خرجه البخاري في صحيحه في کتاب الوصايا باب إذا وقف أرضا أو بئرا ج 4 ص 236[72] وما أکثر بين دفتي هذا الصحيح من سقيم يجب أن يضرب به عرض الحائط کما هو الظاهر لدي من يراجع کتاب «أبوهريرة» لسيدنا الآية شرف الدين وغيره من تآليفه، وسنوقفک علي جلية الحال في الاجزاء الآتية إن شاء الله تعالي. (ومنها):

27- أخرج أسد بن موسي في فضائل الصحابة عن قتادة البصري قال؟ حمل عثمان علي ألف بعير وسبعين فرسا في العسرة. ذکره ابن حجر في فتح الباري 315:5 وقال: مرسل. ولم يسم ابن حجر رجال الاسناد بين أسد بن موسي وبين قتادة وکذلک من قتادة إلي منتهي السند، فالرواية مرسلة من الطرفين، ولعل في مرحلتي السند أناس من الوضاعين المفضوحين ستر عليهم أسد بني مروان بذيل أمانته، وراقه الابقاء علي کرامة الحديث بإسقاطهم، وأسد ابن موسي هو حفيد الوليد بن عبدالملک بن مروان الاموي قال النسائي مع توثيقه: لو لم يصنف کان خيرا له. وقال ابن يونس: حدث بأحاديث منکرة وأحسب الآفة من غيره. وقال ابن حزم: منکر الحديث ضعيف. وقال عبدالحق: لايحتج به عندهم[73] (ومنها):

28- أخرج أبويعلي من وجه آخر فيه قال: فجاء عثمان بسبعمائة أوقية ذهب. ذکره ابن حجر في الفتح 315:5 وقال: ضعيف. وليته کان يذکره بإسناده حتي کنا نوقف الباحث علي ترجمة رجاله الکذابين. (ومنها):

29- أخرج ابن عدي من طريق عمار بن هارون[74] ابي ياسر المستملي عن إسحاق ابن ابراهيم المستملي عن أبي وائل عن حذيفة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بعث إلي عثمان

[صفحه 336]

يستعينه في غزاة غزاها فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار فوضعها بين يديه فجعل يقلبها بين يديه ويدعو له: غفر الله لک يا عثمان! ما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما هو کائن إلي يوم القيامة، ما يبالي عثمان ما فعل بعدها.

ذکره ابن کثير في تاريخه 212:7 ساکتا عما في إسناده من العلل عاداته في فضائل من غمره حبه، وأورده ابن حجر في فتح الباري 315:5 فقال: سند ضعيف جدا. وقال في ج 43:7 سنده واه. وذکره القسطلاني في المواهب اللدنية 172:1 ساکتا عن علله وعقبه الزرقاني بقول إبن حجر راجع شرح المواهب 3:65، و ستوافيک ترجمة بعض رجال الاسناد الضعفاء في هذا الجزء.

وذکر ابن کثير في تاريخه 212:7 وقال: روي الحسن بن عرفة عن محمد بن القاسم الاسدي الشامي عن الاوزاعي الشامي عن حسان بن عطية الدمشقي عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلا انه قال لعثمان: غفر الله لک ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما کان منک وما هو کائن إلي يوم القيامة.

قال الاميني: لولم يکن في إسناد هذه الاکذوبة المرسلة إلا محمد بن القاسم الذي کان عثمانيا کما قاله العجلي لکفاه وهنا، أيخفي علي ابن کثير المحتج بها قول النسائي في محمد بن القاسم: انه ليس بثقة کذبه أحمد؟ أم قول الترمذي: تکلم فيه أحمد وضعفه؟ أم قول أبي حاتم: ليس بقوي لايعجبني حديثه؟ أم قول أبي داود: انه غير ثقة ولا مأمون أحاديثه موضوعة؟ أم قول ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه؟ أم قول البراء: حدث بأحاديث لم يتابع عليها؟ أم قول الدارقطني: کذاب؟ أم قول ابن القاسم: أحاديثه موضوعة ليس بشئ؟ أم قول البخاري عن أحمد: رمينا حديثه؟ أم قوله في موضع آخر: کذبه أحمد؟ أم قول ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لايجوز الاحتجاج به؟ أم قول العقيلي: يعرف وينکر، ترکه أحمد و قال: أحاديثه أحاديث سوء؟ أم قول أبي أحمد الحاکم: ليس بالقوي عندهم؟ أم قول البغوي: ضعيف الحديث؟ أم قول الازدي: متروک[75] .

وهذا کاف في وهن السند وبطلانه، وإن غضضنا الطرف عن بقية ما فيه من

[صفحه 337]

الشاميين أعداء الحق وأضداد العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، وما فيه من الارسال الموهن للرواية، ودع عنک ما في متنه مما يضاد الاصول المسلمة من الترخيص في المعصية مما هو کائن إلي يوم القيامة، فهو يوجب التجري علي المعاصي فيما يستقبل الرجل من الايام، وأي إنسان غير معصوم يقال له: ان کل ما سوف ترتکبه من المآتم مغفور لک. فلا تحدوه شهواته إلي توهين اقترافها، واستسهال رکوبها؟ والشهوة غريزة في الانسان تقوده إلي مهاوي الهلکة کل حين، والمعصوم من عصمه الله تعالي.

نعم حقا يقال: إن سيرة عثمان تصدق هذه الرواية فانها لاتشبه إلا سيرة من رخص بالمآثم، وأذن لاقتحام الطامات والموبقات، وبشر بغفران هناته وعثراته، فکان غير مکترث لمغبة فعاله، ولا مبال بمعرة مقاله.

وهب إن الحسنات يذهبن السيئات من غير حقوق الناس والکبائر المخرجة عن الدين التي سلفت من الانسان، ولکن أي عمل بار في الشريعة «ولا أقول من أعمال عثمان فحسب». يبيح للمکلف السيئات فيما يأتي من عمره إلي يوم القيامة ويبشره بالمغفرة فيها جمعاء؟ وليس في ميزان الاعمال ما هو أرجح من الايمان ومع ذلک فهو غير ممتاز عما سواه بمغفرة ما يأتي به صاحبه في المستقبل، وإنما يجب ما قبله، والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل علي محمد وهو الحق من ربهم کفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم[76] وإلا لبطلت المواعيد والعقوبات المتوجه خطابها إلي المؤمنين أجمع.

وإنا لم نجد في أعمال عثمان عملا بار ايستدعي هذه المغالاة الخارجة عن اصول الاسلام، غير ما أنفقه علي جيش العسرة إن صح من ذلک شئ، وما خسره علي بئر رومة، وقد علمت أن جيش العسرة أنفق عليه غيره ما هو أکثر مما أنفقه هو، وما أکثر من حفر الآبار وکري الانهار وسبل مياهها للمسلمين، فلو کان عمل عثمان هذا يستدعي المغفرة إلي يوم القيامة لوجب أن يغفر لاولئک الاقوام والامم ذنوبهم إلي ما بعد القيامة بفئام، لکن الحظوظ ساعدت عثمان ولم تساعدهم. فتبصر واعجب.

وهل علمت الصحابة بهذا الغفران ثم نقموا عليه ما کان ينجم منه من هنات بعد

[صفحه 338]

هنات فلم يغفروها له مخالفين لله ولرسوله صلي الله عليه واله وسلم وهم عدول؟ أو انهم سمعوا هذه الافيکة ثم أودعوها في محفظة الاباطيل؟ غير أن ظني بها أن ميلادها بعد واقعة الدار وانها کانت في أصلاب الوضاعين عند الحصارين، وفي حش کوکب، وفي مقبرة اليهود ولم تلدها بعد أمها العاقر، حتي فسح المجال لاستيلادها علي أيدي قوابل عهد معاوية فما بعد.

30- أخرج أحمد في مسنده 70:1 عن بهز أبي الاسود البصري عن أبي عوانة الوضاح البصري عن حصين عن عمرو بن جاوان البصري عن الاحنف بن قيس البصري قال: انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة فبينما نحن في منزلنا إذ جاءنا آت فقال: الناس من فزع في المسجد. فانطلقت أنا وصاحبي فإذا الناس مجتمعون علي نفر في المسجد قال: فتخللتهم حتي قمت عليهم فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص قال: فلم يکن ذلک بأسرع من أن جاء عثمان يمشي فقال: أهاهنا علي؟ قالوا: نعم. قال أهناهنا طلحة؟ قالوا: نعم. قال: أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم. قال: أنشدکم بالله الذي لاإله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته فأتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعته. فقال: اجعله في مسجدنا وأجره لک؟ قالوا: نعم. قال: أنشدکم بالله الذي لاإله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من يبتاع بئر رومة. فابتعتها بکذا وکذا فأتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعتها يعني بئر رومة فقال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لک؟ قالوا: نعم. قال: أنشدکم بالله الذي لاإله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال: من يجهز هؤلاء غفر الله له فجهزتهم حتي ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟ قالوا: أللهم نعم. قال اللهم اشهد. أللهم اشهد. أللهم اشهد. ثم انصرف. وأخرجه البيهقي في السنن الکبري 167:6 بالاسناد المذکور.

قال الاميني: زعم البصريون جند المرأة انهم يسعهم تدارک تجمهر صلحاء البصرة علي عثمان بتسطير أمثال هذه الافائک المفتعلة، وحسبوا انهم يبررون ساحة الرجل من تلکم الهنات الموبقة التي سجلها له التاريخ، ذاهلين عن أن صحة هذه الاساطير تزيد عليه وبالا، فبعد ما سمع أعاظم الصحابة حجاجه هذه، وقرعت سمعهم تلکم

[صفحه 339]

المناشدات وما أصاخوا إليها، وما زحزحوا عما کانوا عليه من خذلانه إلي التأليب عليه إلي الوقيعة فيه بکل ما يوهنه ويزريه إلي قتله إلي کسر أضالعه إلي رمي جنازته إلي دفنه في مقابر اليهود، وبعد ما أصرت الامة علي مقته مجمعة علي النقمة عليه وهي لا تجتمع علي الخطأ کما يحسبون، لم يبق للرجل أي قيمة في سوق الاعتبار وإن اخلتقت يد الافتعال له ألف أسطورة.

وتحصل مما قدمناه ان الاجور المذکورة علي تقدير الصحة کانت مرتبة علي الاعمال ولم تکن حقوقا ثابتة للرجال فهي تدور مع الاعمال إن لم يبطلها ماهو أقوي منها کما هو الحال في المقتضيات المقارنة بالموانع، وکان معتقد القوم فيما استنشدهم عثمان انها مقرونة بها، فلذلک لم يقيموا لکل ما استنشدهم فيه وزنا إن کانت للمزاعم حقيقة.

(ومنها):

31- أخرج البيهقي في السنن الکبري 167:6 من طريق أبي اسحاق السبيعي عن أبي عبدالرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان بن عفان رضي الله عنه وأحيط بداره أشرف علي الناس فقال: أنشدکم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم کان علي جبل حراء فقال: اسکن حراء فما عليک إلا نبي او صديق أو شهيد؟ قالوا: أللهم نعم. قال: أنشدکم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في غزوة العسرة: من ينفق نفقة متقبلة. والناس يومئذ معسرون مجهودون فجهزت ذلک الجيش من مالي؟ قالوا: أللهم نعم. ثم قال: أنشدکم بالله هل تعلمون أن رومة لم يکن يشرب منها أحد إلا بثمن فابتعتها بمالي فجعلها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا: أللهم نعم. في أشياء عددها.

في الاسناد أبواسحاق السبيعي وقد مر في الجزء السابع ص 276: انه مدلس أفسد حديث أهل الکوفة، ضعيف جدا لا يحتج بحديثه. وأما أبوعبدالرحمن فهو عثماني لايعول عليه ولايرکن إلي حديثه.

32- أخرج البلاذري في الانساب 10:5 عن المدائني عن عباد بن راشد البصري عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من يجهز هذا الجيش بشفاعة

[صفحه 340]

متقبلة؟ فقال عثمان: يا رسول الله بشفاعة متقبلة؟ قال: نعم علي الله ورسوله. قال: أنا أجهزهم بسبعين ألفا.

قال الاميني: هذا الجيش جهزه الحسن البصري بعد سنين من وفاة النبي الاقدس وقد ولد الرجل بسنتين بقيتا من خلافة عمر، ولعله نظر إلي ذلک الموقف واسترق السمع من وراء ستر رقيق في صلب أبيه، أو أوعز بارسال الرواية إلي بطلانها، وغير بعيد أن يکون عباد بن راشد هو الذي تقول بها علي الحسن وهو برئ منها. قال الدوري عن ابن معين: حديث عباد ليس بالقوي ولکن يکتب (يعني للاعتبار) وقال الدورقي عن ابن معين: ضعيف: وقال البخاري والازدي: ترکه يحيي القطان وقال أبوداود: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن المديني: لا أعرف حاله. وقال ابن البرقي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان کان ممن يأتي بالمناکير عن المشاهير حتي يسبق إلي القلب انه کان المعتمد فبطل الاحتجاج به، روي عن الحسن حديثا طويلا أکثره موضوع[77] (ومنها):

33- أخرج أبونعيم في حلية الاولياء 58:1 من طريق إبراهيم بن سعدان عن بکر بن بکار البصري عن عيسي بن المسيب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: اشتري عثمان بن عفان من رسول الله صلي الله عليه وسلم الجنة مرتين بيع الخلق: حين حفر بئر رومة، وحين جهز جيش العسرة.

(رجال الاسناد)

1- بکربن بکار أبوعمرو البصري قال ابن أبي حاتم: ضعيف الحديث سيئ الحفظ له تخليط. وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أيضا: ليس بثقة. وقال أبوحاتم: ليس بالقوي. وذکره العقيلي وابن الجارود والساجي في الضعفاء[78] .

2- عيسي بن المسيب. قال يحيي والنسائي والدارقطني: ضعيف- وقال أبوحاتم وأبوزرعة: ليس بالقوي. وتکلم فيه ابن حبان وغيره. وقال أبوداود: ضعيف. وقال

[صفحه 341]

يحيي بن معين أيضا: ليس بشئ. وقال ابن حبان: يقلب الاخبار ولا يفهم ويخطئ حتي خرج عن حد الاحتجاج به.

(لسان الميزان 405:4)

والباحث جد عليم بأن الصحابة لم تکن علي يقين من هذا البيع المزعوم وإلا لما تجمهروا علي مقت الرجل وخذلانه، ولم يکن عثمان نفسه علي ثقة بذلک أيضا و إلا لما کان حذيرا من أن يکون هو الملحد بمکة الذي عليه نصف عذاب أهل الارض کمامر حديثه في هذا الجزء ص 153. (ومنها):

34- أخرج أحمد في المسند 75:4، وأبونعيم في الحلية 58:1 من طريقين أحدهما عن عبدالله بن جعفر عن يونس بن حبيب عن أبي داود. والاخر: عن فاروق ابن الخطابي عن أبي مسلم الکجي عن حجاج بن نصر[79] «أبي محمد البصري» قالاثنا سکن بن المغيرة الاموي (البصري مولي آل عثمان) عن الوليد بن أبي هشام البصري عن فرقد بن أبي طلحة عن عبدالرحمن بن أبي خباب[80] السلمي البصري قال: خطب النبي صلي الله عليه وسلم فحث علي جيش العسرة فقال عثمان: علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها. قال: ثم حث فقال عثمان: علي مائة اخري بأحلاسها وأقتابها قال: ثم حث فقال عثمان: علي مائة اخري بأحلاسها وأقتابها. فرأيت النبي صلي الله وعليه وسلم يقول بيده يحرکها ما علي عثمان ما عمل بعد هذا.

قال الاميني: هلا مخبر يخبرني عن هذا الصحابي البصري الذي لا يعرف إلا بحديثه هذا؟ ولا يعلم من تاريخ حياته شئ غير اختلاقه هذه الرواية، ولا يروي عن النبي الاعظم إلا هذه الخطبة المزعومة کما صرح به ابن عبدالبر في «الاستيعاب» و ابن حجر في «الاصابة»، ولم يسمعها صحابي قط غيره منه صلي الله عليه واله وسلم.

ثم يخبرني ذلک المخبر عمن انتهي إليه الاسناد أن فرقد بن طلحة، من هو؟ ومتي ولد؟ وأين وأني کان؟ وما المعروف من ترجمته؟ فکأني به وهو يجيبني بما قاله علي بن المديني: لا أعرفه[81] .

[صفحه 342]

وهل تخفي علي إمام أو حافظ في الحديث آراء رجال الجرح والتعديل في حجاج ابن نصير؟ وقد ورد فيه قول ابن معين: ضعيف. وقول علي بن المديني: ذهب حديثه کان الناس لا يحدثون عنه، وقول النسائي: ضعيف. وقوله ايضا: ليس بثقة ولا يکتب حديثه. وقول ابن حبان: يخطئ ويهم. وقول العجلي: کان معروفا بالحديث ولکنه أفسده أهل الحديث بالتلقين کان يلقن وأدخل في حديثه ما ليس منه فترک. وقول ابن سعد کان ضعيفا. وقول الدار قطني والازدي: ضعيف: وقول أبي أحمد الحاکم: ليس بالقوي عندهم. وقول الآجري عن أبي داود: ترکوا حديثه. وقول ابن قانع: ضعيف لين الحديث[82] .

وإني أحسب أن الآفة من سکن بن المغيرة وأنه أدي حقوق آل عثمان- وهو مولاهم- باختلاق هذه المنقبة لعثمان، ولا ينافي ذلک کونه صالحا إمام جمعة وجماعة، وکم وکم صلحاء وضاعين، ومن أئمة کذابين؟ راجع الجزء الخامس من کتابنا هذاسلسلة الکذابين والوضاعين. (ومنها):

35- أخرج أبونعيم في الحلية 59:1 من طريق عمر بن هارون البلخي عن عبدالله بن شوذب البصري ثم المقدسي عن عبدالله بن القاسم عن کثير بن أبي کثير البصري مولي سمرة[83] عن عبدالله بن سمرة عامل معاوية بن أبي سفيان علي البصرة قال: کنت مع رسول الله صلي الله وعليه وسلم في جيش العسرة فجاء عثمان بألف دينار فنثرها بين يدي رسول الله صلي الله وعليه وسلم ثم ولي قال: فسمعت رسول الله صلي الله وعليه وسلم وهو يقلب الدنانير وهو يقول: ما يضر عثمان ما فعل بعد هذااليوم.

وفي لفظ أحمد في المسند 63:5: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم. يرددها مرارا.

وذکره ابن الجوزي في التبصرة کما في تلخيصها قرة العيون المبصرة 179:1 قال الاميني: ألا تعجب من حفاظ يروون عن کذاب خبيث مرسلين روايته إرسال المسلم يمرون بها کراما؟ أي قيمة في سوق الاعتبار لرواية جاء بها عمر بن هارون؟ وقد جاء فيه قول ابن سعيد: کتب الناس عنه کتابا کبيرا وترکوا حديثه وقول

[صفحه 343]

البخاري: تکلم فيه يحيي بن معين و قال: عمر بن هارون کذاب قدم مکة وقد مات جعفر بن محمد فحدث عنه. وقول ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: تکلم فيه ابن المبارک فدهب حديثه، قلت لابي: إن الاشج حدثنا عنه فقال: هو ضعيف الحديث نخسه ابن المبارک نخسة. و قول قتيبة: قلت لجرير: إن عمربن هارون حدثنا عن القاسم بن مبرور قال: نزل جبريل علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: إن کاتبک هذاأمين (يعني معاوية) فقال جرير اذهب إليه فقل له: کذبت. رواها العقيلي. وعن أحمد إنه قال: لا أروي عنه شيئا وقد أکثرت عنه. وقول ابن مهدي: لم يکن له عندي قيمة حدثني بأحاديث فلما قدم مرة اخري حدث بها عن ابن عباس عن اولئک فترکت حديثه. و قول أبي زکريا: عمربن هارون: کذاب خبيث ليس حديثه بشئ، قد کتبت عنه و بت علي بابه وذهبنا معه إلي النهروان، ثم تبين لنا أمره فحرقت حديثه ما عندي عنه کلمة. وقول ابن محرز عن ابن معين: ليس هو بثقة وبنحوه قال الغلابي عنه. وقال عنه مرة: ضعيف. وقول أبي داود عنه: غير ثقة. وقول ابن أبي خيثمة وغيره عن ابن معين: ليس بشئ: وقول جعفر الطيالسي عن ابن معين: يکذب. وقول عبدالله بن علي بن المديني: سألت أبي عنه فضعفه جدا. وقول ابراهيم بن موسي: الناس ترکوا حديثه. وقول الجوزجاني: لم يقنع الناس بحديثه. وقول النسائي وصالح بن محمد وأبي علي الحافظ: متروک الحديث. وقول الساجي فيه ضعف وقول الدار قطني: ضعيف. وقول أبي نعيم: حدث بالمناکير لاشئ[84] و قول العجلي: ضعيف. وقول ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات ويدعي شيوخا لم يرهم[85] .

وفي الاسناد: کثير بن أبي کثير ذکر العقيلي في الضعفاء، وقال ابن حزم وعبدالحق: انه مجهول، ولو کان لتوثيق العجلي الرجل وزن لما جهله الحافظان ولم يضعفه العقيلي، وأي قيمة لثقة العجلي وهو يوثق عمربن سعد قاتل الامام السبط الشهيد و نظرائه من المهتوکين المفضوحين؟

[صفحه 344]

وفي طريق أحمد مضافا إلي کثير ضمرة بن ربيعة وقد مر فيه قول الساجي: صدوق يهم، عنده مناکير. وروي ضمرة عن الثوري عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر حديثا أنکره أحمد ورده ردا شديد. وقال: لو قال رجل: إن هذا کذب لما کان مخطئا وأخرجه الترمذي وقال: لا يتابع ضمرة عليه وهو خطأ عند أهل الحديث.

فهذه مکانة الرجل من الرواية وإن کان ثقة مأمونا، وأکبرالظن أن الآفة في هذه الرواية من ابن سمرة وانه اختلقها تقربا إلي اعطيات معاوية وهباته التي کانت تصل من دون وزن وکيل إلي وضاعي الاحاديث ورجال الاختلاق الذين لاخلاق لهم. (ومنها):

36- عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله من أول الليل إلي أن طلع الفجر رافعا يديه لعثمان يقول: أللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه.

ذکره ابن الجوزي في کتابه (التبصرة) کما في تلخيصه[86] 179:1 مرسلا إياه إرسال المسلم، وهو أول حديث ذکره في فضائل عثمان، وذکره الواحدي في أسباب النزول مرسلا ص 61 فزاد: فأنزل الله تعالي فيه: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله[87] وذکره ابن کثير في تاريخه 212:7 ولم يذکر من رجال إسناده إلا الثلاثة المذکورة ولعل هو ومن رواه مرسلا وجدوا في سلسلة السند اناسا ساقطين لا يعبأ بهم ولا يحتج بحديثهم، وما راقهم إبطال هذه المنقبة بابداء علله بذکر اولئک الرجال.

ومن العجب العجاب هذا الدؤب منه صلي الله عليه وآله من أول الليل إلي منتهي الفجر علي الدعاء لعثمان الذي فوت عليه مرغباته وفرائضه، فإن صلاة الليل والوتر کانت فريضة عليه صلي الله عليه واله وسلم دون الامة[88] ولا أدري هل نزل عليه صلي الله عليه وسلم وحي جديد يأمره باستبدال نوافله وفرائضه في تلک الليلة بدعاء عثمان؟ أو ماذا کان فيها؟ نعم: الذي يظهر من السيوطي في الخصائص الکبري 170 -164:2، إن ذلک الوحي لم ينزل، وإن الدعاء لعثمان لم يکن فضلا عن استيعابه الليل کله فإنه ذکر فيها کل من دعي له رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم

[صفحه 345]

وسماهم حتي يهوديا سمت لرسول الله صلي الله عليه واله وسلم ولم يعد منهم عثمان.

ولو کان إنفاق عثمان في جيش العسرة موجبا للدعاء المستوعب ليله صلي الله عليه واله وسلم کما يظهر من رواية الواحدي، فانفاق أبي بکر الذي أنفق کل ما کان يملکه ذات يده- کما يحسبه القوم- وکان يراه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم أمن الناس عليه بماله[89] يستوجب دعاء مستغرقا ليله ونهاره، فأين؟ وأني؟ ولو کان کل إنفاق في مهمة يستدعي دعاء الليل فکان عليه صلي الله عليه واله وسلم أن يقضي حياته ليلا ونهارا بالدعاء للمنفقين، وما أکثرهم؟ ولو کان صلي الله عليه وآله رافعا يديه لعثمان فعليه صلي الله عليه وآله وسلم أن يديم رفعهما في الدعاء لابي بکر ولرجال الانصار المکثرين من الانفاق في السلم الحرب ولغيرهم من أهل اليسار الذين بذلوا کنوزا عامرة من الدرهم والدينار في مهام الاسلام المقدس والدعوة اليه والذب عنه. وأما زيادة الواحدي من نزول الآية الکريمة في عثمان فقد فصلنا القول فيه ومانه لا يصح في الجزء الثامن ص 57 (بقية مناقب عثمان)

37- قال ابن کثير في تاريخه 212:7: قال ليث بن أبي سليم (ابن زنيم القرشي مولاهم): أول من خبص الخبيص عثمان خلط بين العسل والنقي ثم بعث به إلي رسول الله صلي الله وعليه وسلم إلي منزل أم سلمة فلم يصادفه فلما جاء وضعوه بين يديه فقال: من بعث هذا؟ قالوا: عثمان. قالت: فرفع يديه إلي السماء فقال: أللهم إن عثمان نترضاک فارض عنه.

وذکره السيوطي في مسامرة الاوائل ص 87 نقلا عن البيهقي وابن عساکر من طريق ليث.

قال الاميني: خبص ابن زنيم هذا الخبيص لعثمان بعد لاي من وفاة رسول الله صلي ا لله وعليه واله وسلم وقد مات الرجل بعد المائة والاربعين من الهجرة، ولم يدرک النبي صلي الله وعليه واله وسلم، ولم نعرف الذي أخذ الرواية منه ممن شهد قصعة الخبيص وحضر مشهد الدعاء کما لا يعرف أحد من بقية رجال الاسناد، فالرواية مرسلة من الطرفين.

وأما ابن زنيم فقد جاء فيه عن عبدالله بن أحمد قال: ما رأيت يحيي بن سعيد أسوأ رأيا منه في ليث وابن إسحاق وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وقال ابن أبي شيبة وأبوحاتم والجوزجاني: کان ضعيف الحديث. وضعفه ابن سعد وابن معين

[صفحه 346]

وابن عيينه. وقال أحمد وأبوحاتم أيضا وأبوزرعة: مضطرب الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. وقال يحيي: عامة شيوخه لا يعرفون. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فکان يقلب الاسانيد ويرفع المراسل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم، ترکه القطان وابن مهدي ابن معين وأحمد. وقال أبوأحمد الحاکم ليس بالقوي عندهم. وقال أبوعبدالله الحاکم: مجمع علي سوء حفظه[90] .

ألا تعجب من حافظ کابن کثير يذکر رواية هذا شأنها وهذه عللها وذلک متنها المعلول ويرسلها إرسال المسلم في مقام الحجاج ويعدها من فضائل عثمان، ويأتي إلي حديث المؤاخاة الصحيح الثبت المتواتر الوارد من طرق مسندة معنعنة في الصحاح ويتخلص منه بقوله:[91] أسانيدها کلها ضعيفة لا يقوم بشئ منها حجة. والله أعلم[92] ويروي في تاريخه 357:7 نزول آية الولاية في علي عليه السلام فقال: هذا لا يصح بوجه من الوجوه لضعف أسانيده، ولم ينزل في علي شئ من القرآن بخصوصيته[93] حيا الله الامانة، وقاتل الله الحب المعمي والمصم.

ولو کان صلي الله عليه وآله يرفع يديه لکل هدية ولو کانت لقمة خبيص؟ للزمه أن لا ينزلهما في أغلب أوقاته لکثرة الهدايا إليه وکثرة مهديها، ولم تکن لعثمان ولخبيصه خاصة توجب أداء حقها دون المؤمنين عامة وهداياهم.

38- أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 321:6 من طريق عبدالله بن الحسن بن أحمد عن يزيد بن مروان الخلال عن إسحاق بن نجيح الملطي عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن لکل نبي خليلا من امته وإن خليلي عثمان بن عفان.

قال الاميني: حسبک من عرفان رجال الاسناد کذابان: الخلال والملطي، أما الخلال فقال يحيي بن معين: الخلال کذاب. وقال الدارمي: وقد أدرکته وهو

[صفحه 347]

ضعيف قريب مما قال يحيي: وقال أبوداود. ضعيف. وقال الدارقطني: ضعيف جدا[94] .

هذا مجمل القول في الخلال وأما الملطي فقال أحمد: إسحاق من أکذب الناس وقال ابن معين: کذاب عدو الله رجل سوء خبيث. وقال ابن أبي شيبة عنه: کان ببغداد قوم يضعون الحديث منهم إسحاق بن نجيح. وقال إبن أبي مريم: إنه من المعروفين بالکذب ووضع الحديث. وقال عمرو بن علي: کذاب کان يضع الحديث وقال الجوزجاني: غير ثقة ولا من أوعية الامانة. وقال ابن عدي: أحاديثه موضوعات وضعها هو وعامة ما أتي عن ابن جريح بکل منکر ووضعه عليه، وهو بين الامر في الضعفاء وهو ممن يضع الحديث. وقال النسائي: کذاب. وقال ابن حبان: دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا. وقال البرقاني: نسب إلي الکذب. وقال الجوزقاني کذاب وضاع لايجوز قبول خبره ولا الاحتجاج بحديثه ويجب بيان أمره. وقال أبو سعيد: مشهور بوضع الحديث. وقال ابن طاهر. دجال کذاب. وقال ابن الجوزي: أجمعوا علي أنه کان يضع الحديث[95] .

ومن العجب سکوت الخطيب عن هذه الرواية وعما في إسنادها من العلل وقد ذکر هو کثير من آراء الحفاظ المذکورة في ترجمة إسحاق ولعله اکتفي بذکرها عن تفنيد الرواية صريحا، وکان مفتعلها لم يقف علي المفتعلة الاخري المرفوعة: لکل نبي خليل وخليلي سعد بن معاذ[96] ويضاد کلاهما ما جاء به البخاري في صحيحه 243:5 من القول المعزو إلي رسول الله صلي الله عليه وآله: لو کنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بکر. وقد قدمنا الکلام حول ذلک في الاجزاء الماضية وانه موضوع مختلق أيضا.

39- روي ابن أبي الدنيا بسنده عن فاطمة بنت عبدالملک قالت إنتبه عمر «ابن عبد العزيز» ذات ليلة وهو يقول: لقد رأيت الليلة رؤيا عجيبة. فقلت: أخبرني بها فقال: حتي نصبح. فلما صلي بالمسلمين دخل فسألته فقال: رأيت کأني دفعت إلي أرض خضراء واسعة کأنها بساط أخضر وإذا فيها قصر کأنه الفضة فخرج منه خارج

[صفحه 348]

فنادي: أين محمد بن عبدالله؟ أين رسول الله؟ إذ أقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي دخل ذلک القصر، ثم خرج آخر فنادي: أين أبوبکر الصديق؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادي: أين عمربن الخطاب؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادي: أين عثمان بن عفان؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادي: أين علي بن أبي طالب؟ فأقبل فدخل، ثم خرج آخر فنادي: أين عمر بن عبدالعزيز؟ فقمت فدخلت فجلست إلي جانب أبي[97] عمربن الخطاب وهو عن يسار رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبوبکر عن يمينه وبينه وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم رجل فقلت لابي: من هذا؟ قال: هذا عيسي بن مريم، ثم سمعت هاتفا يهتف بيني وبينه نور لا أراه، وهو يقول: يا عمربن عبدالعزيز! تمسک بما أنت عليه وأثبت علي ما أنت عليه، ثم کأنه اذن لي في الخروج فخرجت فالتفت فإذا عثمان ابن عفان وهو خارج من القصر وهو يقول: الحمدلله الذي نصرني ربي. وإذا علي في أثره وهو يقول: الحمدلله الذي غفرلي ربي. وذکره ابن کثير في تاريخه 206:9.

قال الاميني: أنا لا أزال ارحب بقوم يحاولون إثبات الحقايق بالاطياف، و يجابهون ماثبت في الخارج بالخيال، فتصور لهم ريشة الاوهام عثمان منزها عن کل وصمة عرفتها فيه الصحابة العدول من امة محمد الناظرين إليه من کثب والمشاهدين أعماله الناقمين عليه بها، وقد أهدروا دمه من جرائها، وهم الذين يقتدي بهم وبأقوالهم وأفعالهم عند القوم ويحتذي مثالهم، وبأمثال هذه السفاسف يجرؤن البسطاء علي التورط في المآثم بالنظر إلي هذا الانسان المغمور فيها في نظارة مکبرة تريه منزها عن دنس کل حوب، منصورا من الله بعد أن خذلته الصحابة جمعاء.

ولهم هناک نظارة اخري تصغر المنظور إليه من إمام المسلمين وسيد الخلفاء خير البشر بعد رسول الله صلي الله عليه واله وسلم أميرالمومنين عليه السلام إلي حد اثبتوا له ذنبا مغفورا له.

ألا من مسائل إياهم عن أنه متي صدر هذا الذنب عن إمام المسلمين؟ أحين عده النبي صلي الله عليه واله وسلم نفسه کما في الذکر الحکيم؟ أم حين طهره الجليل بقوله تعالي: «إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا» أم حين قرن ولايته بولايته

[صفحه 349]

وولاية نبيه صلي الله عليه واله وسلم بقوله سبحانه: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون[98] أم حين أکمل بولايته الدين وأتم نعمته علي المسلمين بقوله عز من قائل: أليوم أکملت لکم دينکم وأتممت عليکم نعمتي و رضيت لکم الاسلام دنيا[99] .

أم حين جعله صلي الله عليه واله وسلم اولي بالناس من أنفسهم کما هو أولي بهم من أنفسهم فرشحه للخلافة الکبري في حديث الغدير المتواتر المقطوع بصدوره؟ أم حين جعله عدل القرآن في حديث الثقلين الثابت المتواتر؟ أم حين أنزله من نفسه بمنزلة هارون من موسي، وفصل بينه وبين نفسه بالنبوة فحسب فقال: إلا أنه لا نبي بعدي؟[100] أم أم إلي ألف أم.

علي أنه سلام الله عليه کان حلس بيته والناس متجمهرون علي عثمان لا يشارکهم في شئ من أمره، ولعل في الفئة المهملجة من يعد ما کان ينوء به الامام عليه السلام من نهي عثمان عما نقم عليه به من هنات وعثرات وأمره إياه بالمعروف والعمل بالکتاب والسنة فلا يجد منه اذنا مصيخة حتي قال: ما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتک، أذهبت شرفک وغلبت علي أمرک[101] ذنبا مغفورا له، ويعده تقوية لجانب الثائرين علي الرجل، وما هو من ذلک بشئ، وإنما أراد عليه السلام کشف المثلات عنه باقلاعه عما کان يرتکبه من الموبقات ولکن علي حد قول الشاعر:


أمرتکم أمري بمنعرج اللوا
فلم تستبين النصح إلاضحي الغد


أو علي حد قوله:


وکم سقت في آثارکم من نصيحة
وقد يستفيد الظنة المتنصح


فزه زه بهذه المعرفة وحيا الله العلم الناجع الذي يري صاحبه الواجب ذنبا و المذنب منصورا.

وأحسب ان الذي إفتعل هذه الا کذوبة الخيالية رجل من بسطاء الاکراد

[صفحه 350]

أو الاعجام البعداء عن العربية وإلا فالعربي الصميم لا يقول: الحمد لله الذي نصرني ربي، والحمد لله الذي غفر لي ربي.

ولعمر بن عبدالعزيز منام أشنع من هذه المهزأة يحوي فصل الخصومات الواقعة بين الامام أميرالمؤمنين ومعاوية بن هند، أخرجه أبوبکر بن أبي الدنيا ايضا بالاسناد عن عمر بن عبدالعزيز قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام وأبوبکر وعمر جالسان عنده فسلمت عليه وجلست، فبينما أنا جالس إذا اتي بعلي ومعاوية، فادخلا بيتا وأجيف الباب وأنا أنظر، فما کان بأسرع من أن خرج علي وهو يقول: قضي لي ورب الکعبة ثم ماکان بأسرع من أن خرج معاوية وهو يقول: غفر لي ورب الکعبة[102] .

ويظهر من الجمع بين المنامين أن موقف أميرالمؤمنين علي من عثمان کان کموقف معاوية من علي صلوات الله عليه، موقف الخروج علي إمام الوقت، موقف البغي والجور، لا ضير إنا إلي ربنا منقلبون، والله هو الحکم العدل يوم لا ينفع طيف ولا خيال.

40- أخرج البلاذري في الانساب 5:3 من طريق سعيد بن خالد عن صالح بن کيسان «أموي النزعة مؤدب ولد عمر بن عبدالعزيز» عن سعيد بن المسيب قال: نظر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي عثمان فقال: هذا التقي المؤمن الشهيد شبيه ابراهيم.

قال الاميني: کأن سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان الاموي أو سعيد ابن خالد الخزاعي المدني المجمع علي ضعفه لم يجد في صحابة النبي الاقدس من يتحمل عب ء هذا السرف من القول والغلو في الفضيلة فترکه مرسلا مقطوعة العري بين سعيد بن المسيب المولود بعد سنتين مضتا من خلافة عمربن الخطاب وبين رسول الله صلي الله عليه وآله.

لعل الباحث بعد قراءة ماسردناه من سيرة الممدوح وآراء الصحابة فيه وإصفاق الامة علي النقمة عليه بافعاله وتروکه الشاذة عن التقوي لا يخفي عليه ان تشبيه الرجل بابراهيم النبي عليه السلام جناية علي المعصومين وسفه من القول وتره، نعوذ بالله من التقول بلا تعقل.

ولو کان التشبيه بمن کان من الانبياء مقتولا لامکن أن يتصور له وجه شبه ولو مع ألف فارق. غير أن نوبة الظلم عند وضع هذا الحديث کانت قد انتهت إلي خليل الله سلام الله عليه.

[صفحه 351]

وإني أحسب أن مصحصح هذه المهزأة قرع سمعه حديث التشبيه الوارد في مولانا أميرالمؤمنين المذکور في الجزء الثالث ص 355 تا 360 ط وراقه من ذلک تشبيهه بخليل الرحمن فحابي الرجل بذلک وقد أعماه الحب عن عدم وجود وجه شبه ولو من جهة واحدة مع التمحل بين نبي معصوم خص بفضيلة الخلة من المولي سبحانه وبين من قتل دون هناته وسقطاته.

أنا لا أدري ان هتاف النبي صلي الله وعليه واله وسلم هذا الذي سمعه سعيد بن المسيب المولود بعده هل سمعته عائشة ومع ذلک کانت تهتف بقولها: اقتلوا نعثلا قتله الله فإنه قد کفر. وبقولها لابن عباس: يا ابن عباس! إن الله قد آتاک عقلا وفهما وبيانا فاياک أن ترد الناس عن هذا الطاغية. وبقولها: وددت والله إنه في غرارة من غرائري هذه وإني طوقت حمله حتي القيه في البحر، وبقولها لمروان: وددت والله إنک وصاحبک هذا الذي يعنيک أمره في رجل کل واحد منکما رحا وإنکما في البحر. وبقولها للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يبل عثمان قد أبلي سنته. وبقولها لما بلغها نعيه: أبعده الله ذلک بما قدمت يداه وما هو بظلام للعبيد. وبقولها: أبعده الله قتله ذنبه. وأقاده الله بعمله. يا معشر قريش! لايسومنکم قتل عثمان کما سام أحمر ثمود قومه[103] .

وهل سمع حديث التشبيه في عثمان اولئک الصحابة الذين سمعت أقوالهم و أفعالهم حول الرجل؟ أو أن الحديث کان باطلا فلم يسمعه أحد منهم؟ الحکم في ذلک أنت أيها القارئ الکريم.

وأخرج رواة السوء من طريق عائشة في التشبيه ماهو أعظم من هذا وأهتک لناموس الاسلام ونبيه الاقدس وإليک نصه:

عن المسيب بن واضح السلمي الحمصي، عن خالد بن عمرو بن أبي الاخيل السلفي الحمصي، عن عمرو بن الازهر العتکي البصري قاضي جرجان، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما تزوج النبي صلي الله عليه واله وسلم أم کلثوم قال لام أيمن خذي بنتي وزفيها إلي عثمان واخفقي بالدف. ففعلت فجاءها النبي صلي الله عليه واله وسلم بعد ثالثة فقال: کيف وجدت بعلک؟ قالت:خير رجل. قال: أما انه أشبه الناس بجدک

[صفحه 352]

إبرإهيم وأبيک محمد[104] .

ذکره الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة عمرو بن الازهر فقال: هذا موضوع. ونحن نقول: رجال الاسناد:

1- المسيب بن واضح، قال أبوحاتم: صدوق يخطئ کثيرا فإذا قيل له لم يقبل وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الساجي: تکلموا فيه في أحاديث کثيرة. وقال عبدان هو وعبدالوهاب بن الضحاک کلاهما سواء[105] وعبدالوهاب کما مر في الجزء الخامس ص 242 ط 2:کذاب يضع الحديث متروک کثير الخطأ والوهم وکان معروفا بالکذب في الرواية.

2- خالد بن عمرو، کذبه الفريابي، ووهاه ابن عدي وغيره، وقال الدار قطني: ضعيف. وقال ابن عدي: له أحاديث مناکير. وذکر الذهبي حديثا من طريقه فقال: باطل ومن بلايا الاخيل حديث کذب في مشيخة ابن شاذان[106] .

3- عمرو بن الازهر العتکي، قال أبوسعيد الحداد: کان يکذب مجاوبة، وعن ابن معين انه ليس بثقة ضعيف، وقال البخاري: يرمي بالکذب. وقال النسائي وغيره متروک، وقال أحمد: کان يضع الحديث. وقال عباس الدوري عن يحيي: کان کذابا ضعيفا. وقال الدولابي: متروک الحديث. وقال الجوزجاني: غير ثقة. ميزان الاعتدال 281:2، لسان الميزان 353:4.

وأعطف إلي هذه المکذوبة ما أخرجه ابن عدي من طريق زيد بن الحريش عن عمرو بن صالح قاضي رامهرمز عن العمري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم.

قال الذهبي: منکر جدا، وقال ابن عدي في ذکر عمرو بن صالح بعد هذا الحديث وله غير هذا مما لا يتابع عليه.

41- أخرج البلاذري في الانساب 7:5 عن الحسين بن علي بن الاسود عن

[صفحه 353]

عبدالرحمن قال: قمت في الحجر فقلت: لا يغلبني عليه أحد الليلة فجاء رجل من خلفي فغمزني فأبيت أن التفت، ثم غمزني فأبيت أن ألتفت، ثم غمزني الثالثة فالتفت فإذا عثمان فتأخرت عن الحجر فقرأ القرآن في رکعة ثم انصرف.

وأخرجه أبونعيم بالاسناد في حلية الاولياء 56:1 و 57 ولفظه: قال عبدالرحمن: لاغلبن الليلة علي المقام، فلما صليت العتمة تخلصت إلي المقام حتي قمت فيه قال: فبينا أنا قائم إذا رجل وضع يده بين کتفي فإذا هو عثمان بن عفان. قال: فبدأ بام القرآن فقرأ حتي ختم القرآن فرکع وسجد، ثم أخذ نعليه فلا أدري أصلي قبل ذلک شيئا أم لا؟.

قال الاميني: سل عن راوي هذه الفضيلة الحافظ ابن عدي انه قال: الحسين بن علي کان يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها. وسل عنه الازدي فانه قال: إنه ضعيف جدا يتکلمون في حديثه. وسل عنه أحمد إمام الحنابلة فإنک تسمع منه ما سعمه أبوبکر المروزي لما سأله عنه من قوله: لا أعرفه[107] .

ثم هلم معي نسائل عبدالرحمن انتيمي هلا کان من واجبه أن يخبر ابن عمه طلحة بن عبيدالله التيمي بهذه السيرة الصالحة يوم ضيق علي صاحبها الخناق، وضاقت عليه الارض بما رحبت، يوم هتک حرمته، وأباح دمه، وأورده المنية، ومنع جنازته عن أن تدفن في مقابر المسلمين.

ولنا أن نسائل الممدوح «عثمان» ألم يکن في الحجر مکانا يسعه إلا موقف عبدالرحمن؟ وهل کان له أن يغمز الرجل مرة بعدأخري وهو في محراب الطاعة؟ أو أن يزيحه عن مکانه والوقف لمن سبق؟ وقد جاء في السنة الشريفة من طريق جابر مرفوعا: لا يقيمن أحدکم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلي مقعده فيقعد فيه ولکن يقول: افسحوا «صحيح مسلم 10:7».

ومن طريق ابن عمر مرفوعا: لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه ولکن تفسحوا وتوسعوا. وزاد في حديث ابن جريج قلت: في يوم الجمعة؟ قال: في الجمعة وغيرها. صحيح مسلم 10:7، مسند أحمد 22:2، صحيح البخار ي 94:2.

[صفحه 354]

وفي لفظ لمسلم: لا يقيمن أحدکم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه. وفي لفظ له أيضأ: لا يقيمن أحدکم أ خاه ثم يجلس في مجلسه.

قال النووي في شرح مسلم هامش إرشاد الساري 479:8: هذاالنهي للتحريم فمن سبق إلي موضع مباح في المسجد وغيره يوم الجمعة أو غيره لصلاة أو غيرها فهو أحق به، ويحرم علي غيره إقامته منه لهذا الحديث

وقال القسطلاني في إرشاد الساري 169:2: ظاهر النهي التحريم فلا يصرف عنه إلا بدليل، فلا يجوز أن يقيم أحدا من مکانه ويجلس فيه، لان من سبق إلي مباح فهو أحق به، ولاحمد[108] حديث ان الذي يتخطي رقاب الناس أو يفرق بين إثنين بعد خروج الامام کالجار قصبه[109] في النار، والتفرقة صادقة بأن يزحزح رجلين عن مکانهما ويجلس بينهما.

وقال الشوکاني في نيل الاوطار 306:3. من سبق إلي موضع مباح سواء کان مسجدا أو غيره في يوم الجمعة أو غيرها لصلاة أولغيرها من الطاعات فهو أحق به، و يحرم علي غيره إقامته منه والقعود فيه.

فإقامة عثمان عبدالرحمن من مکانه الذي کان هو أحق به وغمزه إياه مرة بعد أخري محظور محرم شاذ عن السنة الثابتة.

ثم هل تسع الليلة لقراءة القرآن ختمة واحدة؟ ولعلها تسع بالتمحل من کون الليلة من ليالي الشتاء الطويلة، ومن قدوم عثمان الحجر بعد فريضة العشاء بلافصل، وانه کان طلق اللسان خفيفه، وإن کنا لا نعلم شيئا من ذلک.

أليس عثمان هذا هو الذي صعد المنبر وأرتج عليه وقام مليا لايتکلم فقال: إن أبابکر وعمر کانا يعدان لهذا المقام مقالا وإني لم أزور له خطبة ولا أعددت له کلاما وسنعود فنقول؟[110] أي خطيب يعوزه الکلام ويفتقر إلي تزوير مقال وفي ذاکرته کلام الله المجيد؟ وفيه بلغة وکفاية عن کل تلفيق وترميق وترميغ.

[صفحه 355]

وهلا کان علي الرجل أن يعمل بالقرآن الذي کان يختمه في صلاته؟ ألم يک في قرآنه قوله تعالي: الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اکتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا»[111] أولم يکن أبوذر وعمار وابن مسعود والامة الصالحة أمثالهم من المؤمنين؟ وقد آذاهم بالنفي والضرب والتنکيل وبکل ما کان يمکنه.

أما کان فيه قوله تعالي: «الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم»؟ وقد آذي الرسول في کريمته أم کلثوم باقترافه ليلة وفاتها. وبايواء من طرده ولعنه. وبازراء صحابته الاکرمين وفي مقدمهم ابن عمه الطاهر. وبتبديل سنته والحياد عن محجته.

أما کان فيه قوله تعالي: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منکم»؟ وقد خالف الله ورسوله ولم يطعهما ونبذ الکتاب والسنة وراء ظهره في غير موضع من الاموال والصدقات والزکاة والصلاة والصلاة والقطايع والاوقاف والحج والنکاح والحدود والديات[112] .

أما کان فيه ذکر لحدود الله؟ أولم يکن فيه قوله سبحانه: «ومن يتعد حدود الله فاولئک هم الظالمون»؟ وقد تعدي الحدود، ونسي العهود، ونقض التوبة، وحنث الال، وجاء بما لا يحمد عقباه، وأتي بنهابير أوردته القتل الذريع، وجرت عليه الويلات کما جرتها علي الامة حتي اليوم.

أما کانت في قرآنه آية المباهلة أو آية التطهير؟ والله يعد في الاولي عليا نفس النبي الاعظم، ويطهره من الرجس بالثانية کما طهر نبيه. وکان عثمان يري مروان لعين رسول الله وطريده أفضل منه عليه السلام[113] .

وليت الرجل ترک تلک التلاوة المتعبة والتزم بالعمل بالقرآن الکريم وأقام حدوده واقتصر من التلاوة علي ما تيسر.

42- أخرج البلاذري في «الانساب» 7:5 عن خلف البزار عن عبدالوهاب ابن عطاء[114] الخفاف البصري عن سعيد بن أبي عروبة أبي النضر البصري عن ابن

[صفحه 356]

أخي[115] مطرف بن عبدالله بن الشخير عن مطرف البصري قال: لقيت عليا يوم الجمل فاسرع إلي بدابته فقلت: أنا أحق أن أسرع اليک فقال: أحسب عثمان منعک من إتياننا فأقبلت أعتذر إليه فقال: لئن أحببته لقد کان أبرنا وأوصلنا.

(رجال الاسناد)

1- خلف البزار، الثقة الامين السکير. راجع من الجزء الخامس ص 295 ط 2

2- عبدالوهاب بن عطاء: قال المروزي: قلت لاحمد: عبدالوهاب ثقة؟ فقال: ما تقول: إنما الثقة يحيي القطان. وقال الساجي: صدوق ليس بالقوي عندهم وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم وهو يحتمل. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: ليس عندهم بقوي في الحديث. وقال ابن أبي شيبة: ليس بکذاب ولکن ليس هو ممن يتکل عليه. وقال الميموني عن أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث. وقال البزار: ليس بالقوي وقد احتمل أهل العلم حديثه[116] تهذيب التهذيب 451:6.

3- سعيد بن أبي عروبة. قال أبوحاتم: هو قبل أن يختلط ثقة. وقال دحيم: اختلط. وقال الازدي: إختلط اختلاطا قبيحا. وقال ابن سعد: کان ثقة کثير الحديث ثم اختلط في آخر عمره. وقال ابن حبان: بقي في اختلاطه خمس سنين ولا يحتج إلا بما روي عنه القدماء مثل يزيد بن زريع وابن المبارک، وقال عبدالوهاب (الراوي عنه): خولط سعيد سنة 47 وعاش بعد ما خولط تسع سنين. وقال النسائي: من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيئ. وقال ابن عدي: من سمع منه قبل الاختلاط فإن ذلک صحيح حجة ومن سمع منه بعد الاختلاط لا يعتمد عليه. وقال أبوبکر البزار: ابتدأ به الاختلاط سنة 133[117] .

فعلي الاخذ بقول أبي بکر البزار في ابتداء اختلاطه وقول ابن حبان من أنه مات سنة 155 تربو أعوام اختلاطه علي اثنتين وعشرين سنة. هذا أکثر ما قيل في مدة اختلاطه وأقله خمس سنين وبينهما أقوال أخر.

[صفحه 357]

هذه علل الرواية إسنادا، وأما هي من ناحية المتن فسل عنها مولانا أميرالمؤمنين ورأيه المدعوم في عثمان وقد أسلفناه في هذا الجزء ص 69 تا 77: أتراه صلوات الله عليه يري الرجل أبرهم وأوصلهم ثم يرفع عقيرته علي صهوة الخطابة بمثل قوله فيه: قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع، إلي أن انتکث فتله، وأجهز عليه عمله، وکبت به بطنته[118] .

وقوله فيه: إن بني أمية ليفوقونني تراث محمد صلي الله عليه وآله تفويقا[119] .

وقوله في اقطاعه واعطياته: ألا إن کل قطيعة أقطعها عثمان، وکل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لايبطله شئ، ولو وجدته قد تزوج به النساء، وفرق في البلدان لرددته إلي حاله. راجع ج 287:8 ط 2.

أني کانت صلات عثمان مشروعة مرضية عند أميرالمؤمنين حتي يثني بها عليه ويراه أبرهم وأوصلهم، وقد أوقفناک في الجزء الثامن علي شطر مهم من هباته ومدرها فاقرأ وتبصر.

43- أخرج ابن عساکر عن يزيد بن أبي حبيب کما في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 110،انه قال: بلغني ان عامة الرکب الذين ساروا إلي عثمان عامتهم جنوا. و في لفظ القرماني في أخبار الدول هامش الکامل لابن الاثير 213:1: إن عامة من أشار إلي قتل عثمان جنوا.

قال الاميني: أليست هذه المهزأة من فنون الجنون؟ انظر إلي عقل من جاء بها أولا: (يزيد بن أبي حبيب)(ثم أرجع البصر کرتين إلي عقل اولئک الحفاظ الذين عدوا مثل هذا التره التافه من فضائل عثمان وکراماته، وإني أحسب ان في قول ابن سعد في ترجمة يزيد بن أبي حبيب: «انه کان حليما عاقلا» دفعا لما يدخل هاجسة القاري من روايته هذه، لکنه لايثبت له العقل بعد ما حفظها له التاريخ، کيف يصدق ذو مسکة هذه السفسطة والرکب السائرون إلي عثمان تعد بالآلاف من رجال الحواضر الاسلامية وهم معروفون مشهورون ولم يعرف أحد منهم بما قذفهم ابن

[صفحه 358]

حبيب؟ وما الذي أخفي ما عرف منهم الرجل علي کل الصحابة والتابعين في الاوساط ولم يعلم به إلا هو فحسب؟

علي أنا نعرف جماهير من القوم لا نشک ولايشک عاقل في ثبوت کمال العقل لهم إلي أن ماتوا أو قتلوا کسيدنا عماربن باسر ومالک الاشتر، وکعب بن عبده، وزيد بن صوحان، وصعصعة بن صوحان، وعمرو بن بديل الورقاء، ومحمد بن أبي بکر، وعمرو بن الحمق، إلي نظرائهم الکثيرين وجلهم من رجال الصحاح والمسانيد أخرج أئمة الحديث من طرقهم أحاديث جمة وصححوها، ولم يتوقف أحد منهم في شئ منها للجهل بصدورها قبل جنونهم أو بعده.

ولو أخذنا بلفظ القرماني فلا يشذ من الجنون جل الصحابة من المهاجرين والانصار إن لم نقل کلهم لاطباقهم علي قتل الرجل وفي مقدمهم طلحة والزبير وعمرو بن العاص والسيدة عائشة ام المؤمنين.

ولعمر الحق ان المعتوه من شوه صحيفة التاريخ بهذه الخزايات غلوا منه في فضائل أناس من الشجرة المنعوتة في القرآن. والله هو الحکم العدل.

44- أخرج الواحدي في أسباب النزول ص 210 قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم بن محمد بن يحيي قال: أخبرنا أبوبکر الانباري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاکر قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم عن ابراهيم عن عکرمة عن ابن عباس قال: نزلت: ضرب الله مثلا عبدا مملوکا لايقدر علي شئ[120] .

في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سرا وجهرا ومولاه ابوالخوراء الذي کان ينهاه فنزلت. وضرب الله مثلا رجلين أحد هما أبکم لا يقدر علي شئ[121] فالابکم منهما الکسل علي مولاه هذا السيد أسد بن أبي العيص. ومن يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم هو عثمان بن عفان رضي الله عنه. وبهذا الاسناد أخرجه البلاذري في الانساب 3:5.

وذکر ابن سعد في طبقاته 41:3 مرسلا عن عکرمة عن ابن عباس نزول: هل

[صفحه 359]

يستوي هو ومن يأمر بالعدل. الآية. في عثمان. وکذلک المحب الطبري في الرياض النضرة 103:2.

قال الاميني: لعل الباحث لا يطالبنا البحث عن إسناد هذه الاکذوبة التي حرفوا بها الکلم عن مواضعها ويراها شاهد صدق علي قول سعيد بن المسيب لبرد مولاه: يابرد إياک وأن تکذب علي کما يکذب عکرمة علي ابن عباس[122] .

ولک أن ترجع البصر کرتين، وتمعن النظر دواليک في صحيفة تاريخ عثمان، في أي يوميه تجد منه ما يعاضد هذه الاسطورة؟ ومتي کان يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم؟ أما أيامه مع النبي الاعظم صلي الله عليه وآله فحسبک منها ما ذکرناه في الجزء الثامن ص 280 و 231، وفي هذا الجزء ص 327 وأما أيام خلافته فحدث عنها ولاحرج و قد سجل التاريخ له فيها هنات لا تغفر وعثراث لا تقال. وقد وصف مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام تلکم الايام في کتابه إلي اهل مصر بقوله: إلي القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه، وذهب بحقه، فذهب الجور سرادقه علي البر والفاجر، والمقيم والظاعن، فلا معروف يستراح إليه، ولا منکر يتناهي عنه. راجع ص 74 من هذا الجزء.

ووصفها أبوأيوب الانصاري بقوله: عباد الله أليس إنما عهدکم بالجور والعدوان أمس؟ وقد شمل العباد، وشاع في الاسلام، فذو حق محروم مشتوم عرضه، و مضروب ظهره، وملطوم وجهه، وموطوء بطنه، وملقي بالعراء. إلي آخر مامر في هذا الجزء ص 125.

أکان من العدل وعلي الصراط المستقيم ايواءه طريد رسول الله ولعينه؟ أم خضمه مع ابناء بيته مال الله خضمة الابل نبتة الربيع؟ أم أياديه عند أهل العيث والفساد و اعطياته من مال المسلمين أبناء بيته الساقط من فاسق مستهتر إلي لعين طريد إلي شاب مترف إلي أغيلمة سفهاء، وتسليطهم علي ناموس الاسلام ورقاب المسلمين بتوليهم الامر في البلاد وبين يديه قوله صلي الله عليه واله وسلم من تولي من أمر المسلمين شيئأ فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولي بذلک وأعلم منه بکتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله

[صفحه 360]

ورسوله وجميع المؤمنين؟[123] وقوله صلي الله عليه وآله في صحيحة الحاکم من طريق ابن عباس: من استعمل رجلا من عصابة وفي تلک العصابة من هو أرضي لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين. وقوله صلي الله عليه وآله في صحيحة أخري من طريق أبي بکر: من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاماة فعليه لعنة الله: لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتي يدخله جهنم.

«إزالة الخفا 16:1»

أکان من العدل وعلي الصراط المستقيم إزرائه صلحاء الامة وعظماء الصحابة و ايذائهم بغير ما اکتسبوا وقد احتمل بهتانا وإثما مبينا، وهم بين مسيرها لک في تسييره، ومعذب في قعر السجون وظلم المطامير، ومشتوم مهان ينادي عليه بذل الاستخفاف، ومضروب قد دقت بالضرب أضلاعه، وآ خرا عذر متنه وفتق بطنه، ومحروم عن مال الله لامره بالمعروف وانکاره المنکر؟ أم سبه الصحابة- العدول- وتکفيره إياهم بکتابه وخطابه أم مجابهته صنو رسول الله صلي الله عليه وآله ونفسه بتلکم القوارص؟ أم عده مروان الوزغ الطريد اللعين أفضل من سيد العترة؟ أم رأيه فيه سلام الله عليه بأنه أولي الناس بالنفي من جوار النبي الاقدس؟ أم إبعاده إياه، عن المدينة مرة بعد أخري؟ أم نقضه العهود و المواثيق المؤکدة؟ أم نبذه کتاب الله وراء ظهره، وشذوذه عن السنة الشريفة في صلاته وصلاته وحجه وزکاته وإدخال آرائه الشاذة في جميع ذلک؟ أم أم إلي ماشاء الله.

هلا عرفت الصحابة عدل هذا الانسان وکونه علي الصراط المستقيم يوم حسبوه جائرا في الحکم، حائدا عن العدل، متنکبا عن الصراط، باغيا ساعيا في الارض فسادا ولم يبرحوا ناقمين مؤلبين عليه إلبا واحدا حتي تمخضت عليه البلاد، وأسعرت وراءه نارا، ولم تنطفئ إلا باختلاسه وإخماد أنفاسه؟ أو أنهم عرفوا ذلک غير ان الضغائن حدتهم إلي ما ارتکبوا منه؟ فأين إذن عدالة الصحابة؟

وإن کان الرجل آمرا بالعدل وهو علي صراط مستقيم فعهده علي نفسه سنة 35 بأن يعمل بالکتاب والسنة لماذا؟ وتوبته مرة بعد أخري علي صهوات المنابر عماذا؟ والتزامه بالاقلاع عما هو عليه وتغيير خطته لماذا؟ وما تلکم الاقوال من الصحابة الواقفين عليه وعلي أعماله من کثب؟ مثل قول علي أمير المؤمنين له: ما رضيت من

[صفحه 361]

مروان ولا رضي منک إلا بتحرفک عن دينک وعقلک مثل جمل الظعينة يقاد حيث يساربه. وقوله: أذهبت شرفک وغلبت علي أمرک. وقول عمار: امضوا معي عبادالله إلي قوم يطلبون فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه، الحاکم علي عباد الله بغير ما في کتاب الله.

وقول عمرو بن العاص لعثمان: رکبت بهذه الامة نهابير من الامور فرکبوها منک وملت بهم فمالوا بک، اعدل أو اعتزل.

وقول سعد بن أبي وقاص: لکن عثمان غير وتغير، وأحسن وأساء.

وقول مالک الاشتر: الخليفة المبتلي الخاطئ الحائد عن سنة نبيه، النابذ لحکم القرآن وراء ظهره.

وقول صعصعة بن صوحان له: ملت فمالت أمتک، اعتدل يا أميرالمؤمنين! تعتدل أمتک.

وقول هاشم المرقال: إنما قتله أصحاب محمد وقراء الناس حين أحدث أحداثا وخالف حکم الکتاب.

وقول عبدالرحمن العنزي: هو أول من فتح أبواب الظلم، وارتج أبواب الحق.

وقول أصحاب حجر بن عدي: هو أول من جار في الحکم، وعمل بغير الحق.

وقول الصحابة له: بلونا منک من الجور في الحکم، والاثرة في القسم، والعقوبة للامر بالتبسط من الناس.

وقول نائلة بنت الفرافصة زوجته له: إتق الله وحده لا شريک له، واتبع سنة صاحبيک من قبلک.

إلي کلمات کثيرة لامة کبيرة من الصحابة مرت في هذا الجزء، فنزول الآية الکريمة في عثمان لاتساعده تلکم الاقوال، وتضاده سيرته المعروفة، هکذا يحرفون الکلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذکروا به.

45- أخرج ابن عساکر کما في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 110 عن ابن عباس انه قال:لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء. وذکره القرماني في أخبار الدول هامش الکامل 214:1.

قال الاميني: للباحث أن يسائل راوي هذه المزعمة المرسلة المعزوة إلي حبر

[صفحه 362]

الامة عن أن الطلب بدم عثمان هل کان أمرا مشروعأ يرتضيه الله ورسوله؟ أو کان غير ذلک؟ فإن کان الاول؟ فلماذا کان رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يعهد إلي علي أمير المؤمنين أن يقاتل الناکثين والقاسطين الطالبين بدم عثمان؟ ويحث عيون أصحابه علي مناصرته عليه السلام متي واثبه القوم؟ ويحذر مناوئيه في المقامين وينهاهم عن قتاله عليه السلام، ويصفهم بالظلم إن فعلوا راجع الجزء الثالث ص 188 تا 195 ط 2.

ولماذا کان مولانا أمير المؤمنين يناضلهم، فضلا عن إشتراکه معهم في الطلب؟ ولا يسلم إليهم قتلة عثمان وآواهم؟ وهو الذي يدور الحق معه حيثما دار، وهو مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتي يردا علي النبي الحوض[124] .

وکيف کانت الصحابة العدول يقاتلون معه عليه السلام الثائرين بدم عثمان؟ وفي يوم الجمل تحت رايته عيون الصحابة ووجهاء الامة، وفي صفين شهد معه الامامان السبطان الحسنان وممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة مائتان وخمسون کما في مستدرک الحاکم 104:3 ويقال: ثمانمائة نفس فقتل منهم ثلاثمائة وستون نفسا[125] وکان معه ثمانون بدريا علي رواية ابن ديزيل والحاکم[126] وجاء في خطبة سعيد بن قيس: سبعون بدريا[127] وفي کلام لمالک الاشتر: قريب من مائة بدري[128] ومن أولئک الصحابة وفي مقدمهم البدريون:

1- أسيد بن ثعلبة الانصاري. بدري.

2- ثابت بن عبيد الانصاري. بدري قتل بصفين.

3- ثعلبة بن قيظي بن صخر الانصاري بدري.

4- جبر بن أنس بن أبي زريق. بدري.

5- جبلة بن ثعلبة الانصاري الخزرجي بدري.

6- الحارث بن حاطب بن عمرو الانصاري الاوسي. بدري.

[صفحه 363]

7- الحارث بن النعمان بن أمية الانصاري الاوسي. بدري.

8- حصين بن الحارث بن المطلب القرشي. بدري.

9- خالد بن زيد بن کليب أبوأيوب الانصاري. بدري.

10- خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الانصاري الاوسي. بدري قتل بصفين.

11- خليفة- ويقال: عليفة- بن عدي بن عمرو البياضي. بدري.

12- خويلد بن عمرو الانصاري السلمي. بدري.

13- ربعي بن عمرو الانصاري. بدري.

14- رفاعة بن رافع بن مالک الانصاري الخزرجي. بدري.

15- زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي البلوي. بدري.

16- جابر بن عبدالله بن عمرو الانصاري السلمي. بدري.

17- خباب بن الارت أبوعبدالله التميمي. بدري.

18- سهل بن حنيف بن واهب الانصاري الاوسي. بدري.

19- سماک بن- أوس بن- خرشة الانصاري الخزرجي. بدري.

20- صالح الانصاري. بدري.

21- عبدالله بن عتيک الانصاري. بدري.

22- عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبومسعود الانصاري. بدري.

23- عمار بن ياسر المطيب الطيب الشهيد بصفين. بدري.

24- عمرو بن أنس الانصاري الخزرجي. بدري.

25- عمرو بن الحمق الخزاعي الکعبي. بدري.

26- قيس بن سعد بن عبادة الانصاري الخزرجي. بدري.

27- کعب بن عامر السعدي. بدري.

28- مسعود بن أوس بن أصرم الانصاري. بدري.

29- أبوالهيثم مالک بن التيهان البلوي المستشهد بصفين. بدري.

30- أبوحبة عمرو بن غزية. بدري.

31- أبوعمرة بشر بن عمرو بن محصن الانصاري المستشهد بصفين. بدري

[صفحه 364]

32- أبوفضالة الانصاري استشهد بصفين. بدري.

33- أبومحمد الانصاري. بدري.

34- أبوبردة هاني بن نيار- ويقال: نمر- بدري.

35- أبواليسر کعب بن عمرو بن عباد الانصاري السلمي. بدري.

36- أسود بن عيسي بن أسماء التميمي.

37- أشعث بن قيس الکندي کان أميرا علي الميمنة يوم صفين.

38- أنس بن مدرک أبوسفيان الخثعمي.

39- الاحنف بن قيس أبوبحر التميمي السعدي.

40- أعين بن ضبيعة الحنظلي. أحد الامراء بصفين.

41- بريد الاسلمي. قتل بصفين وفيه يقول أمير المؤمنين:


جزي الله خيرا عصبة أسلمية
حسان الوجوه صرعوا حول هاشم


بريد وعبدالله منهم ومنقذ
وعروة ابنا مالک في الاکارم


42- البراء بن عازب الانصاري الخزرجي.

43- بشر- بشير- بن أبي زيد الانصاري.

44- بشير بن أبي مسعود الانصاري.

45- ثابت بن قيس بن الخطيم الانصاري.

46- جارية بن زيد المستشهد بصفين

47- جارية بن قدامة بن مالک التميمي السعدي.

48- جبلة بن عمرو بن ثعلبة الانصاري.

49- جبير بن الحباب بن المنذر الانصاري.

50- جندب بن زهيرالازدي الغامدي کان من أمراء الجيش بصفين.

51- جندب بن کعب العبدي أبوعبدالله الازدي الغامدي.

52- الحارث بن عمرو بن حرام الانصاري الخزرجي.

53- حازم بن أبي حازم الاحمسي المستشهد بصفين.

54- الحبشي بن جنادة نصر السلولي

[صفحه 365]

55- الحجاج بن عمرو بن عزية الانصاري.

56- حجر بن عدي الکندي المعروف بحجر الخير، کان من الامراء يوم صفين

57- حجربن يزيد بن مسلمة الکندي.

58- حنظلة بن النعمان الانصاري.

59- حيان بن أبجر الکناني.

60- خالد بن أبي خالد الانصاري.

61- خالد بن أبي دجانة الانصاري.

62- خالد بن المعمر بن سليمان السدوسي کان من أمراء علي يوم صفين.

63- خالد بن الوليد الانصاري، کان ممن أبلي بصفين.

64- خرشة بن مالک بن جرير الاودي.

65- رافع بن خديج بن رافع الانصاري الخزرجي الحارثي.

66- ربيعة بن قيس العدواني.

67- ربيعة بن مالک بن وهيل النخعي.

68- زبيد بن عبد الخولاني شهد صفين مع معاوية وکانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلي عسکر علي عليه السلام أخذا بقوله صلي الله عليه واله وسلم: عمار تقتله الفئة الباغية.

69- زيد بن أرقم بن زيد بن قيس الکعبي الخزرجي.

70- زيد بن جارية الانصاري.

71- زيد بن حيلة- بالمهلة والياء ويقال: بالمعجمة والموحدة-.

72- زياد بن حنظلة التميمي.

73- سعد بن الحارث بن الصمة الانصاري استشهد يوم صفين.

74- سعد بن عمرو بن حرام الانصاري الخزرجي.

75- سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد.

76- سليمان بن صرد بن أبي الجون أبوالمطرف الخزاعي، کان أميرا علي رجالة الميمنة يوم صفين.

77- سهيل بن عمرو الانصاري، قتل بصفين مع علي عليه السلام

[صفحه 366]

78- شبث بن ربعي التميمي اليربوعي أبوعبد القدوس.

79- شبيب بن عبدالله بن شکل المذحجي.

80- شريح بن هاني بن يزيد بن نهيک أبوالمقدام الحارثي.

81- شيبان بن محرث.

82- صدي بن عجلان بن الحارث أبوأمامة الباهلي.

83- صعصعة بن صوحان العبدي.

84- صفر بن عمرو بن محصن. وقتل بصفين.

85- صيفي بن ربعي بن أوس.

86- عائذ بن سعيد بن زيد بن جندب المحاربي الجسري. المستشهد بصفين.

87- عائذ بن عمرو الانصاري.

88- عامر بن واثلة بن عبدالله أبوالطفيل الليثي.

89- عبدالله الاسلمي ممن استشهد بصفين وأثني عليه مولانا أمير المؤمنين کما مر ص 364.

90- عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي. قتل بصفين.

91- عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم. کان علي الميسرة يوم صفين.

92- عبدالله بن خراش أبويعلي الانصاري.

93- عبدالله بن خليفة البولاني الطائي.

94- عبدالله بن ذباب بن الحارث المذحجي.

95- عبدالله بن الطفيل بن ثور بن معاوية البکائي.

96- عبدالله بن کعب المرادي، قتل يوم صفين وکان من أعيان أصحاب أميرالمؤمنين.

97- عبدالله بن يزيد الخطمي الانصاري الاوسي.

98- عبدالرحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء يوم صفين.

99- عبدالرحمن بن حسل الجمحي. قتل بصفين.

100- عبيد بن خالد السلمي

[صفحه 367]

101- عبيدالله بن سهيل الانصاري.

102- عبيد بن عازب أخوالبراء بن عازب.

103- عبيد بن عمرو السلماني أبوعمرو صاحب ابن مسعود.

104- عبد خير بن يزيد بن محمد الهمداني. من کبار أصحاب الامام عليه السلام.

105- عدي بن حاتم بن عبدالله بن سعد الطائي.

106- عروة بن زيد الخيل الطائي.

107- عروة بن مالک الاسلمي قتل بصفين وأثني عليه الامام عليه السلام کمامر ص 364.

108- عقبة بن عامر السلمي.

109- العلاء بن عمرو الانصاري.

110- عليم بن سلمة الفهمي.

111- عمرو بن بلال کان من المهاجرين.

112- عمير بن حارثة الليثي.

113- عمير بن قرة السلمي.

114- عمار بن أبي سلامة بن عبدالله بن عمران.

115- عوف بن عبدالله بن الاحمر الازدي.

116- الفاکه بن سعد بن جبير الانصاري الاوسي الخطمي. قتل بصفين.

117- قيس بن أبي قيس الانصاري.

118- قيس بن المکشوح أبوشداد المرادي. من شهداء صفين.

119- قرظة بن کعب بن ثعلبة بن عمرو الانصاري الخزرجي.

120- کرامة بن ثابت الانصاري.

121- کعب بن عمر أبوزعنة.

122- کميل بن زياد النخعي، يقال: أدرک من الحياة النبوية ثماني عشرة سنة وکان شريفا مطاعا ثقة. الاصابة 318:3.

123- مالک بن الحارث بن عبد يغوث النخعي الاشتر.

124- مالک بن عامر بن هاني بن خفاف الاشعري

[صفحه 368]

125- محمد بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء صفين.

126- محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي يقال: قتل بصفين.

127- مخنف بن سليم بن الحرث بن عوف بن ثعلبة الازدي الغامدي، کان علي راية الازد بصفين.

128- معقل بن قيس الرياحي التميمي اليربوعي.

129- المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبدالمطلب الهاشمي.

130- منقذ بن مالک الاسلمي أخو عروة بن مالک ممن استشهد بصفين کمامر في شعر مولانا أميرالمؤمنين ص 364.

131- المهاجر بن خالد بن المخزومي. استشهد بصفين.

132- نضلة بن عبيد الاسلمي أبوبريزة.

133- النعمان بن عجلان بن النعمان الانصاري الزرقي.

134- هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال. کان صاحب الراية واستشهد بصفين

135- هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالک بن معاوية الجعفي. کان من امراء علي عليه السلام

136- وداعة بن أبي الانصاري.

137- يزيد بن الحويرث الانصاري

138- يزيد بن طعمة بن جارية بن لوذان الانصاري الخطمي.

139- يعلي بن امية بن أبي عبيدة بن همام بن الحرث التميمي الحنظلي. يقال: انه قتل بصفين.

140- يعلي بن عمير بن يعمر بن حارثة بن العبيد النهدي.

141- أبوشمر بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الحميري ثم الابرهي قتل مع علي عليه السلام بصفين.

142- أبوليلي الانصاري والد عبدالرحمن.

143- أبوجحيفة السوائي.

144- أبوعثمان الانصاري.

145- أبوالورد بن قيس بن فهر الانصاري.

[صفحه 369]

والامام أمير المؤمنين قد أتم الحجة يوم الجمل علي طلحة بما أسلفناه في الجزء الاول ص 186 و 187 ط 2، وعلي الزبير بمامر في ج 3 ص 191 ط 2 وما قاتلهما إلا بعد إقامة الحجة عليهما، ودحض أعذارهما المفتعلة، فما وجدهما مخبتين إلي الحق مصيخين إلي ما اعترفا به من قول رسول الله صلي الله وعليه واله وسلم وکان موقفهما موقف المستهزء اللاعب بالدين الحنيف، جاء رجل إلي طلحة والزبير وهما في المسجد بالبصرة فقال: نشدتکما بالله في مسير کما أعهد إليکما فيه رسول الله شيئا؟ فقام طلحة ولم يجبه، فناشد الزبير فقال: لا، ولکن بلغنا ان عندکم دراهم فجئنا نشارککم فيها[129] .

ولما بايع أهل البصرة الزبير وطلحة قال الزبير: ألا ألف فارس أسير بهم ألي علي فإما بيته وإما صبحته لعلي أقتله قبل أن يصل الينا؟ فلم يجبه أحد. فقال: إن هذه لهي الفتنة التي کنا نحدث عنها. فقال له مولاه: أتسميها فتنة وتقاتل فيها؟ قال: ويحک إنا نبصرو لا نبصر، ما کان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه غير هذا الامر فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر[130] .

وقد تحقق يوم ذاک ما کان يحذرمنه عمربن الخطاب وصدق الخبر الخبر، قال عبدالله بن عمر: جاء الزبير إلي عمر فقال لعمر: إئذن لي أخرج فاقاتل في سبيل الله. قال: حسبک قد قاتلت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فانطلق الزبير وهو يتذمر فقال عمر: من يعذرني من أصحاب محمد صلي الله وعليه وسلم؟ لو لا أني أمسک بفم هذا الشغب لاهلک امة محمد صلي الله عليه وسلم[131] .

أللهم ما کان ذنب حکيم بن جبلة وسبعين أبرياء آخرين من عبدالقيس قتلهم طلحة والزبير قبل وقوع الواقعة بعد ما نادي مناديهما بالبصرة: ألا من کان فيهم من قبائلکم أحد ممن غزا المدينة فليأت بهم فجئ بهم کما يجاء بالکلاب فقتلوا. قال: حکيم بن جبلة لقد أصبحتم وإن دماءکم لنا لحلال بمن قتلتم من إخواننا، أما تخافون الله عزوجل؟ بما تستحلون سفک الدماء؟ قال ابن الزبير: بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان؟ أما تخافون مقت الله؟ فقال له عبدالله بن الزبير:

[صفحه 370]

لا نرزقکم من هذا الطعام ولا نخلي سبيل عثمان بن حنيف حتي يخلع عليا فقتل حکيم بن جبلة وسبعون رجلا من عبدالقيس.[132] .

فعلي الرجلين وأمهما دم ستة آلاف أو يزيدون قتلي تلک الحرب الدامية، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فکأنما قتل الناس جميعا. ولنعم ما قال فتي بني سعد يوم ذاک:


صنتم حلائلکم وقدتم امکم
هذا لعمرک قلة الانصاف


امرت بجر ذيولها في بيتها
فهوت تشق البيد بالايجاف


غرضا يقاتل دونها أبناؤها
بالنبل والخطي والاسياف


هتکت بطلحة والزبير ستورها
هذا المخبر عنهم والکافي[133] .


ولم يکن حول الجمل إلا حثالة من ذنابا الناس أهل الشره والتره- من ضبة والازد- الذين کانوا يلتقطون بعر الجمل ويفتونها ويشمونها ويقولون: بعر جمل امنا ريحه ريح المسک. يأتي حديثه في مستقبل الاجزاء إنشاءالله. کما لم يکن في جيش معاوية إلا ساقة الناس ورعائهم الذين وصفهم مولانا أميرالمؤمنين بقوله يوم ذاک: انفروا إلي بقية الاحزاب، انفروا بنا إلي ما قال الله ورسوله إنا نقول: صدق الله ورسوله. و يقولون: کذب الله ورسوله[134] .

وقال سيدنا قيس بن سعد في کلام له: هل تري مع معاوية إلا طليقا أعرابيا أو يمانيا مستدرجا؟[135] .

وفي کلام لسيدنا عمار بن ياسر: إن مراکزنا علي مراکز رايات رسول الله يوم بدر ويوم احد ويوم حنين، وإن هؤلاء مراکز رايات المشرکين من الاحزاب[136] .

وفي مقال لسيدنا مالک الاشتر: أکثر ما معکم رايات قد کانت مع رسول الله، و مع معاوية رايات قد کانت مع المشرکين علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، فما يشک في قتال

[صفحه 371]

هؤلاء إلا ميت القلب.[137] .

ولم تکن الغايات في حرب معاوية تخفي علي أي أحد حتي علي النساء في خدورهن فهي کما قالت ام الخير بنت الحريش: إنها إحن بدرية، وأحقاد جاهلية، و ضغائن أحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرک ثارات بني عبد شمس، قاتلوا أئمة الکفر إنهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون[138] .

وکيف يکون هذا الطلب مشروعا والذين وتروا عثمان هم الصحابة العدول کلهم حتي أن طلحة کان أشد الناس عليه، وحسب مروان انه أخذ منه ثاره برمية منه جرعته المنية. وقد تثبط معاوية عن نصرته حتي قتلوه؟

وإن کانت النهضة بثارات عثمان غير مشروعة يمقتها الله ورسوله صلي الله عليه واله وسلم- کما هو المتسالم عليه عند وجوه السلف- فکيف يدرأ بها العذاب عمن قام بها؟

ولو صدقت الاحلام لوجب أن يکون أصحاب الجمل مکلوئين عن کل سوء لکن عوضا عن ذلک وافاهم العذاب من شتي النواحي وقتلوا تقتيلا، وقطع الله أيدي الذين أخذوا بزمام الجمل حتي وردوا الهلکة صاغرين.

وأما معاوية فسل عنه ليلة الهرير ويومه فقد قتل فيهما سبعون ألف قتيل 45 ألفامن أهل الشام و 25 ألفامن أهل العراق[139] وهل استمر علي الطلب بالثار لما تمهد له عرش الملک؟ أو أنه اقتنع بالحصول علي سلطة غاشمة وملک عضوض؟.

نعم: حصر هو تعقيبه بالابرياء شيعة أمير المؤمنين عليه السلام فقتلهم أينما ثقفهم تحت کل حجر وشجر، وأما ثار عثمان فلم ينبس عنه بعد ببنت شفة فضلا عن أن يثأر له ولم يرم بالحجارة، فدونک تاريخ معاوية، فاقرأ واحکم.

46 أخرج الخطيب في تاريخه 364:12 من طريق أحمد بن محمد بن المغلس الحماني عن أبي سهل الفضل بن أبي طالب عن عبدالکريم بن روح البزاز عن أبيه روح

[صفحه 372]

ابن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش الاموي مولاهم البصري عن أبيه عنبسة[140] عن جدته «لابيه» أم عياش وکانت أمة لرقية بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ما زوجت عثمان ام کلثوم إلا بوحي من السماء.

قال الاميني: لا تعجب من اخراج الخطيب هذا الحديث المرمع وسکوته عن علله فانه اسير صبابته إلي هوي آل امية، وقد أعمته عن آراء رجال الجرح والتعديل في أحمد بن محمد، وأنسته ما ذکره هو في ترجمة الرجل، قال ابن عدي: مارأيت في الکذابين أقل حياء منه. وقال ابن قانع: ليس بثقة. وقال ابن أبي الفوارس، کان يضع الحديث وقال ابن حبان: راودني أصحابنا علي أن أذهب إليه فأسمع منه، فأخذت جزءا لانتخب فيه فرأيته حدث عن يحيي.. إلخ. وعن هناد. إلخ فعلمت أنه يضع الحديث. وقال الدارقطني: کان يضع الحديث. وقال الحاکم: روي عن القعنبي ومسدد وابن أبي اويس وبشر بن الوليد أحاديث وضعها. وقد وضع ايضا المتون مع کذبه في لقي هؤلاء. وقال الخطيب نفسه: حدث عن أبي نعيم وغيره بأحاديث أکثرها باطلة هو وضعها. وحکي عن بشر بن الحارث ويحيي بن معين وعلي بن معين وعلي ابن المديني أخبارا جمعها بعد أن وضعها في مناقب أبي حنيفة. وقال الدار قطني ايضا: مناقب أبي حنيفة موضوعة کلها وضعها أحمد بن المغلس الحماني قرأته غير مرة. إلي کلمات آخرين[141] .

وفي الاسناد: عبدالکريم بن روح أبوسعيد البصري، قال أبوحاتم: مجهول. وقال عمرو بن رافع: دخلت عليه ولم أسمع منه ويقال: إنه متروک الحديث. وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف. وضعفه ابن أبي عاصم والدار قطني[142] أضف اليه في الجهالة أباه وجده وجدته، راجع ميزان الاعتدال للذهبي والخلاصة لابن الجزري.

أخرجه ابن عدي من طريق عمير بن عمران الحنفي وعده من بواطيله واقره الذهبي وابن حجر، وقال ابن عدي: والضعف علي روايته بين، وقال العقيلي: في حديثه وهم غلط. «لسان الميزان 380:4».

[صفحه 373]

نعم: أنا لا أشک في أن کل مافعله النبي صلي الله عليه واله وسلم أولهج به إنما هو عن وحي منزل من السماء فإنه لاينطق علي الهوي إن هو إلا وحي يوحي، غير أن المصلحة في الايحاء تخلف باختلاف الموارد، فليس کل صلة منه صلي الله عليه واله وسلم أو برتدل علي فضيلة في المبرور فأنها قد تکون لاتمام الحجة عليه، کما أنها في المقام لايقاف الملا الديني علي أن العداء المحتدم في صدور العبشميين علي بني هاشم لا يزيحه أي عطف وصلة فإنه لابر أوصل من المصاهرة ولا سيما ببضعة النبوة، لکن: هل قدر ذلک زوج ام کلثوم؟ أو انه اقترف ليلة وفاتها[143] ولم يکترث للانقطاع عن شرف النبوة، حتي أهانه رسول العظمة بملا من الاشهاد، وحرم عليه الدخول في قبرها وهو في الظاهر أولي الناس بها بعد أبيها؟

ولعل کل صهرأو مواصلة وقع بين بني هاشم والامويين کان من هذاالباب، حاول الهاشميون وفي مقدمهم مشرفهم صلي الله عليه وآله تخفيض نائرة الا حن وتصفية القلوب من الضغائن، لکن هل حصلوا علي الغاية المتوخاة؟ أو انکفؤا علي حد قول القائل:


لقد نفخت في جذي مشبوبة
وقد ضربت في حديد بارد؟


ولولا هذه المصاهرة وأمثالها لطالت الالسنة علي الهاشمين لسبق، المهاجرة والقطيعة بين الفريقين، وحملواکل ما وقع بينهما علي تلکم السوابق، لکن الفئة الصالحة رواد إصلاح درأوا عن أنفسهم هاتيک الشبه بضرائب هذه المواصلات، وعرفوا الناس إن العقارب لسب من ذاتها، فلا يجدي معها أي لين وزلفة.

ولعلک هاهنا تجد الميزة بين الصهرين مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وصاحب سيدتنا ام کلثوم، وتعليم سيرة الامام مع الصديقة الطاهرة حتي قضت نحبها وهي عنه راضية، کما أنه فارقها وهو عنها راض، وغادر رسول الله صلي الله عليه وآله الدنيا وسلم وهو راض عنهما.

وانظر إلي آخر يوميهما هذايقترف ليلة وفاة ام کلثوم ما لايرضي الله ورسوله ولا يهمه فراقها ولا يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن المقارفة، وذلک يندب الصديقة الطاهرة ويطيل بکاءه عليها وهو يقول:السلام عليک يا رسول الله! عني وعن ابنتک النازلة في جوارک والسريعة اللحاق بک، قل يا رسول الله! عن

[صفحه 374]

صفيتک صبري، ورق عنها تجلدي، إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتک وفادح مصيبتک موضع تعز، فلقد وسدتک في ملحودة قبرک، وفاضت بين نحري وصدري نفسک، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فقد استرجعت الوديعة، واخذت الرهينة، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، إلي أن يختار الله لي دارک التي أنت بها مقيم، وستنبئک إبنتک بتضافر أمتک علي هضمها فاحفها السؤال، واستخبرها الحال هذا، ولم يطل العهد، ولم يخلق منک الذکر، والسلام عليکما، سلام مودع لاقال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملامة وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.ثم تمثل عند قبرها فقال:


لکل اجتماع من خليلين فرقة
وکل الذي دون الممات قليل


وإن افتقادي واحدا بعد واحد[144] .
دليل علي أن لا يدوم خليل[145] .


47- أخرج الازدي عن عبدالواحد بن عثمان بن دينار الموصلي عن المعافي بن عمران الثوري عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعثمان: أنت من أصهاري وأنصاري، وعهد عهده إلي ربي إنک معي في الجنة قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبدالواحد 158:2: خبر باطل ذکره الازدي.

48- أخرج الطبراني قال: حدثنا بکربن سهل قال: ثنا محمد بن عبدالله بن سليمان الخراساني عن عبدالله بن يحيي الاسکندراني ثنا ابن المبارک عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: لما طعن عمر وأمر بالشوري دخلت عليه حفصة ابنته فقالت: يا أبت! إن الناس يقولون: إن هؤلاء القوم الذين جعلتهم في الشوري ليسوا برضي. فقال: أسندوني. فأسندوه فقال: عسي أن تقولوا في عثمان سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: يموت عثمان يصلي عليه ملائکة السماء. قلت: لعثمان خاصة أو للناس عامة؟ قال: بل لعثمان خاصة. الحديث بطوله لکل واحد من الستة أصحاب الشوري منقبة[146] .

قال الذهبي في الميزان: حديث موضوع. وقال ابن حجر في اللسان: الوضع عليه ظاهر.

[صفحه 375]

قال الاميني: بکربن سهل الدمياطي ضعفه النسائي، کما ذکره الذهبي، و في لسان الميزان: ومن وضعه قوله: بکرت يوم الجمعة فقرأت إلي العصر ثمان ختمات. ثم قال: فاسمع إلي هذا وتعجب. وقال مسلمة بن قاسم: تکلم الناس فيه ووضعوه من اجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن کثير[147] وفي الاسناد محمد بن عبدالله مجهول لا يعرف

49- اخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 169:11 من طريق عيسي بن محمد بن منصور الاسکافي عن شعيب بن حرب المدائني عن محمد الهمداني قال حدثنا شيخ في هذا المسجد- يعني مسجد الکوفة- عن النعمان بن بشير قال: کنا عند علي بن أبي طالب فذکروا عثمان فقال علي: إن الذين سبقت لهم منا الحسني اولئک عنها مبعدون هم عثمان وأصحاب عثمان، وأنا من أصحاب عثمان.

قال الاميني: لنا أن نسائل الخطيب عن عيسي بن محمد بن منصور الاسکافي من هو؟ وما محله من الاعراب؟ وهو الذي ترجمه هو ولا يعرف منه إلا إسمه، ونسائله عن محمد الهمداني وعن شيخه الذي لم يسمه هو ولا غيره کأنه لم يکن ولم يولد، وعن النعمان بن بشير، من هو؟ وما خطره؟ وما قيمة روايته؟ وهو الخارج علي إمامه يوم صفين ومحاربه في صف الطغام الطغاة، وهو الذي عرفه قيس بن سعد الانصاري يوم ذاک بقوله له: وأنت والله الغاش الضال المضل، وهو القائل لقيس: لو کنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا لکانت واحدة بواحدة، لکنکم خذلتم حقا ونصرتم باطلا.

وهلا علي هذا هوالذي سأله عثمان أيام حوصرأن يخرج إلي ينبع حتي لا يغتم به ولا يغتم به علي؟ وهلا هو ذلک القائل: والله الذي لا إله إلا هو ما قتلته، ولا مالات علي قتله ولا ساءني؟ والقائل: ما أحببت قتله ولا کرهته، ولا أمرت به ولا نهيت عنه، ولا سرني ولا ساءني؟.

والقائل لاصحابه يوم صفين: انفروا إلي من يقاتل علي دم حمال الخطايا، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه ليحمل خطاياهم إلي يوم القيامة لا ينقص أوزارهم شيئا؟.

[صفحه 376]

وهلا هو الکاتب إلي أهل مصر بقوله: إلي القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه، وذهب بحقه، فضرب الجور سرادقه علي البر والفاجر. الخ؟.

وهلا هو ذلک الذي لم يشهد لعثمان انه قتل مظلوما؟ کما مر حديثه[148] .

وهلا هو ذلک الخطيب القائل في خطبته الشقشقية: إلي أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه؟ إلي آخر ما مرج 81:7.

وما شأن أصحاب عثمان وفيهم مثل علي- اخذا بهذه الرواية- لا يوجد له منهم ناصر؟ ولا يسمع من أحدهم فأمره رکز؟ ولاينبس أي منهم في الدفاع عنه ببنت شفة؟ والرجل قتل بين ظهرانيهم جهرا، والقيت جثته في المزبلة ثلاثة أيام تجري عليه العواصف، ثم دفن بأثوابه في مقابر اليهود، ينادي عليه بذل الاستخفاف، وقد أخذت الحجارة مجهزيه، وطموا جثمانه خائفين مترقبين، فمن أظلم ممن افتري علي الله کذبا ليضل الناس بغير علم، والله يعلم انهم لکاذبون.

50- إن عثمان بن عفان رأي درع علي رضي الله عنه يباع بأربع مائة درهم ليلة عرسه علي فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان: هذا درع علي فارس الاسلام لايباع أبدا فدفع لغلام علي أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلک ورد الدرع معه، فلما أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة کيس في کل کيس أربعمائة درهم مکتوب علي کل درهم: هذا درهم ضرب الرحمن لعثمان بن عفان. فأخبر جبريل النبي صلي الله وعليه وسلم بذلک فقال: هنيئا لک يا عثمان! .

قال الاميني: ذکر الحلبي في سيرته 228:2 عن فتاوي جلال الدين السيوطي انه سئل عن صحة هذه الرواية فأجاب بأنها لم تصح. فقال اي وهي تصدق بأن ذلک لم يرد فهو من الکذب الموضوع. ه. ومر في الجزء الخامس في سلسلة الموضوعات ص 322 ط 2 قول ابن درويش الحوت: إنه کذب شنيع.

(ختام المناقب) قال الجرداني في مصباح الظلام 29:2: فائدة: من کتب هذه الاسماء وغسل بها وجهه فانه لايعمي: ومن کتبها وشربها علي الريق لاينسي، ومن کتبها وشربها لايعجز عن النساء وهم عثمان بن عفان. معاذ بن جبل. عبد

[صفحه 377]

الرحمن بن عوف. زيد بن ثابت. أبي بن کعب. طلحة بن عبدالرحمن. تميم الداري رضي الله عنهم.

قال الاميني: فليمتحن من لا يخاف عن العمي والنسيان والعنن. أضف إلي هذه الاساطير أو المخازي مامر في الجزء الخامس من المناقب الموضوعة لعثمان خاصة ص 313 و 324 و 329 ط 2.



صفحه 301، 302، 303، 304، 305، 306، 307، 308، 309، 310، 311، 312، 313، 314، 315، 316، 318، 319، 320، 321، 322، 323، 324، 325، 327، 328، 329، 330، 331، 332، 333، 334، 335، 336، 337، 338، 339، 340، 341، 342، 343، 344، 345، 346، 347، 348، 349، 350، 351، 352، 353، 354، 355، 356، 357، 358، 359، 360، 361، 362، 363، 364، 365، 366، 367، 368، 369، 370، 371، 372، 373، 374، 375، 376، 377.





  1. في اخبار الدول هامش الکامل لابن اثير 214:1
  2. في الفتوحات الاسلامية 498:2.
  3. راجع مسنداحمد 253:1، الاستيعاب 372:1.
  4. راجع ما مضي في هذاالجزء صفحة 192 و 134.
  5. راجع ما مر في هذا الجزء صفحة 78.
  6. کذا في النسخ والصحيح: المعدل.
  7. کذا في النسخ والصحيح: عبدالرحمن بن عثمان بن محمد.
  8. تاريخ الخطيب 119:7، تهذيب التهذيب 144:1.
  9. راجع الجزء الثالث ص 190 ط 2.
  10. راجع الجزء الثالث ص 192 و 195 ط 2.
  11. راجع الجزء الثالث ص 189 ط 2.
  12. القلب: السوار. الرعاث جمع رعثة بالفتح: القرط.
  13. نهج البلاغة 69:1.
  14. الانساب للبلاذري 82:5، تاريخ ابن کثير 182:7، الرياض النضرة 127:2.
  15. تهذيب التهذيب 260:8 تا 262.
  16. يقال: هي بن بي. أو: هيان بن بيان. أي مجهول لا يعرف هو ولا ابوه.
  17. المحلي لابن حزم 28:7، نيل الاوطار 353:4.
  18. تاريخ ابن کثير البداية والنهاية 183:7.
  19. مستدرک الحاکم 103:3، تاريخ ابن کثير 193:7.
  20. کما ان الحاکم يعرفه بالقرشي ولم يذکر نسبته إلي الکديم لئلا يعرف.
  21. راجع تهذيب التهذيب 539:9، والمصادر التي مرت في ج 266:5 ط 2.
  22. بقال له: معاظم واجبة المراعاة. أي حقوقا مستعظمة.
  23. يقال: قام به وقعد: اي نشر عنه اخبار السوء.
  24. راجع ما مر في ج 81:7، وج 287:8، وج 69:9 و 70 و 72 و 74 و 172 و 174.
  25. رأجع ما اسلفناه في الجزء الثامن ص 87 و 89 ط 2.
  26. ميزان الاعتدال 89:3، تهذيب التهذيب 301:9.
  27. راجع ما مر في ج 47:2، وج 167:3 و 156 ط 2.
  28. الرياض النضرة 164:2.
  29. تاريخ الخطيب البغدادي 12:7، الرياض النضرة 162:2، مصباح الظلام للدمياطي 56:2.
  30. الرياض النضرة 163:2.
  31. سيوافيک حديثه انشاءالله تعالي بألفاظه ومصادره.
  32. صحيح البخاري کتاب المناقب 219:5، مسند أحمد 204:5 و 356، صحيح الترمذي في المناقب 213:2، خصائص النسائي ص 20 و 24 و 36، تاريخ الخطيب 140:4، وراجع ما مضي في الجزء السادس 338 تا 350 ط 2.
  33. حديث المنزلة أخرجه أئمة الحديث بطرق صحيحة في الصحاح والمسانيد.
  34. راجع ج 3 من کتابنا هذا ص 111، والاصابة 35:1 وضعفه.
  35. الرياض النضرة 17:1.
  36. راجع تاريخ ابن عساکر 90:6، اسد الغابة 221:2، عيون الاثر 199:1، الرياض النضرة 17 و 15:1، فتح الباري 217:7.
  37. راجع سيرة ابن هشام 124:2، تاريخ ابن کثير 226:3، عيون الاثر 201:1، الرياض النضرة 16:1، فتح الباري 218 و 216:7.
  38. راجع تاريخ ابن عساکر 90:6، عيون الاثر 199:1، الرياض النضرة 17 و 15:1، فتح الباري 218:7.
  39. راجع سيرة ابن هشام 125:2، تاريخ ابن کثير 125:3، عيون الاثر 201:1، الرياض النضرة 61:1.
  40. تهذيب التهذيب 337:7، وراجع ج 3 من کتابنا هذا ص 121.
  41. راجع ما أسلفناه في الجزء الثالث ص 115 ط 2.
  42. راجع ما مضي في الجزء السابع ص 78.
  43. حران: قرية من قري حلب.
  44. مدينة علي شاطئ جيحان من تغور الشام بين انطاکية وبلاد الروم.
  45. لسان الميزان 43:6.
  46. ميزان الاعتدال 208:1، لسان الميزان 163:2.
  47. ميزان الاعتدال 281:1، لسان الميزان 353:2.
  48. تهذيب التهذيب 49:6.
  49. اسماعيل بن يحيي بن عبيدالله بن طلحة بن عبدالرحمن بن أبي بکر بن أبي قحافة.
  50. ميزان الاعتدال 117:1، لسان الميزان 442:1.
  51. بکم بکامة: سکت تعمدا.
  52. تاريخ الخميس 260:2.
  53. راجع ما مر في هذا الجزء ص 162.
  54. راجع ما اسلفنا في حديث طلحه بن عبيدالله ص 96.
  55. تهذيب التهذيب 316:1.
  56. راجع ما مضي في هذا الجزء ص 106.
  57. فتح الباري 123:2.
  58. اخرجه ابن عساکر کما في کنزالعمال 73:7.
  59. راجع مسند أحمد 197:6.
  60. تاريخ الطبري 176:5، الکامل لابن الاثير 90:3.
  61. مر تفصيل ذلک في ج 274:8 تا 276 ط.
  62. راجع مسند احمد 68:1 و 75، الرياض النضرة 97:2، تاريخ ابن کثير 206:7.
  63. راجع مسند احمد، 68 و 1، تفسير القرطبي 245:4، تقسير ابن کثير 419:1، الرياض النضرة 97:2، ثفسير الخازن 307:1.
  64. سيرة ابن هشام 57:3، تاريخ ابن کثير 51:4، عيون الاثر لابن سيد الناس 38 و 37:2، شرح الاشخر علي بهجة المحافل 213:1.
  65. راجع ترجمة الحکم وابنه مروان في الجزء الثامن من کتابنا هذا.
  66. امتاع المقريزي ص 446.
  67. تاريخ ابن عساکر 110:1، شرح المواهب للزرقاني 64:3، السيرة الحلبية 145:3.
  68. طبقات ابن سعد رقم التسلسل 683، تاريخ ابن عساکر 111:1، امتاع المقريزي ص 650، فتح الباري 93:8، المواهب اللدنبة 173:1، ارشاد الساري 438:6، شرح بهجة المحافل 30:2.
  69. راجع ميزان الاعتدال 210:1، تذکرة الموضوعات للمقدسي ص 90، مجمع الزوائد للهيثمي 74:9، تهذيب التهذيب 181:2، اللئالي المصنوعة 230 و 8:1، خلاصة الکمال ص 60، أسني المطالب ص 216.
  70. الجريري بضم الجيم وفتح الراء نسبة إلي جرير بن عباد.
  71. يعني طلحة والزبير، ووقعت التسمية في غير واحد من أحاديث المناشدة وکلها أکاذيب.
  72. اخرجه من طريق ابي اسحاق السبيعي الشيعي المدلس وقد مرت ترجمته في ج 276:7 وانه ضعيف جدا لايحتج بحديثه، عن ابي عبدالرحمن العثماني.
  73. ميزان الاعتدال 97:1، تهذيب التهذيب 260:1.
  74. في تاريخ ابن کثير: عمار بن ياسر المستملي. والصحيح ما ذکرناه.
  75. ميزان الاعتدال 122:3، تهذيب التهذيب 407:9.
  76. سورة محمد: آية 2.
  77. تهذيب التهذيب 92:5.
  78. ميزان الاعتدال 160:1. تهذيب التهذيب 48:1، لسان الميزان 48:2.
  79. کذا في النسخ والصحيح: نصير بضم النون مصغرا.
  80. کذا في النسخ والصحيح: عبدالرحمن بن خباب.
  81. تهذيب التهذيب 264:7.
  82. تهذيب التهذيب 209:2.
  83. وفي مسند احمد: مولي عبدالرحمن بن سمرة عن عبدالرحمن بن سمرة.
  84. ليت أبي نعيم کان علي ذکر من رأيه هذا في الرجل حين اخرج من طريقه هذه المنقبة المزيفة.
  85. تهذيب التهذيب 502 تا 505.
  86. الموسوم بقرة العيون المبصرة تأليف الشيخ ابي بکرابن الشيخ محمد الملا الحنفي.
  87. سورة البقرة: 262.
  88. راجع الخصائص الکبري 292:2.
  89. راجع ما مضي في ج 307:7 وج 33:8 و 58 ط 2.
  90. تهذيب التهذيب 468:8.
  91. راجع تاريخ ابن کثير البداية والنهاية 335:7.
  92. مر حديث المؤاخاة بطرقها المفصلة في ج 112:3 تا 125 ط 2 ومر الايعاز اليه في هذا الجزء صفحة 317.
  93. اسلفنا في ج 156:3 و 167 ط 2 تفصيل القول في نزول الآية في علي عليه السلام، وصحة روايته، واطباق الفقهاء والمتکلمين والمحدثين والمفسرين علي ذلک.
  94. ميزان الاغتدال 318:3، لسان الميزان 293:6.
  95. تاريخ الخطيب 321:6 تا 324، تهذيب التهذيب 252:1
  96. کنزالعمال 183:6، منتخب الکنز هامش مسند احمد 231:5.
  97. عمربن الخطاب جد عمر عبدالعزيز من امه ام عاصم ليلي بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.
  98. راجع ما اسلفناه في الجزء الثالث ص 156 تا 167 ط 2.
  99. راجع ما اسلفناه في الجزء الاول ص 231 تا 239 ط 2.
  100. راجع مامرفي الجزء الثالث ص 199 تا 202 ط 2.
  101. راجع مامره في هذا الجزء ص 172 تا 175.
  102. تاريخ ابن کثير 130:8.
  103. راجع ما مضي في هذا الجزء من حديث عائشة ص 77 تا 86.
  104. ميزان الاعتدال 281:2، لسان الميزان 353:4.
  105. ميزان الاعتدال 171:3 لسان الميزان 41:6.
  106. ميزان الاعتدال 299:1، تهذيب التهذيب 110:3.
  107. راجع تهذيب التهذيب 243:2.
  108. اخرجه أحمد في مسنده 417:3.
  109. القصب بضم القاف: الظهر. المعي. ج: أقصاب.
  110. راجع الجزء الثامن ص 163 و 164 ط 2.
  111. سورة الاحزاب: آية 58.
  112. فصلنا القول في ذلک کله في الجزء الثامن.
  113. مضي حديثه في الجزء الثامن ص 297 ط 2.
  114. في النسخة: عبدالوهاب عن عطاء والصحيح ما ذکرناه.
  115. هو عبدالله بن هاني بن عبدالله بن الشخير البصري.
  116. احتمال الحديث انما هو للاعتبار کما جاء مصرحا به في کثير من الضعفاء.
  117. تهذيب التهذيب 63 تا 66:
  118. راجع الجزء السابع ص 81.
  119. راجع الجزء الثامن ص 287 ط 2.
  120. سورة النحل: 75 وتمام الاية: ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستون الحمد لله بل اکثرهم لا يعلمون.
  121. وهو کل علي مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم. تمام الاية. سورة النحل: 76.
  122. معارف ابن قتيبة ص 194.
  123. مجمع الزوائد 211:5.
  124. راجع ما ذکرناه في الجزء الثالث ص 176 تا 180 ط 2.
  125. الا ستيعاب في ترجمة عمار، الاصابة 389:2.
  126. مستدرک الحاکم 3 ص 104، تاريخ ابن کثير 254:7.
  127. کتاب صفين لابن مزاحم ص 266، شرح ابن أبي الحديد 483:1.
  128. کتاب صفين لابن مزاحم ص 268، شرح ابن ابي الحديد 484:1.
  129. تاريخ الطبري 183:5.
  130. تاريخ الطبري 183:5.
  131. تاريخ بغداد 453:7.
  132. تاريخ الطبري 180:5 و 182 و 183.
  133. تاريخ الطبري 176:5.
  134. أخرجه البزار باسنادين کما في مجمع الزوايد للحافظ الهيثمي 239:7.
  135. استدرجه: خدعه وأدناه.
  136. کتاب صفين لابن مزاحم ص 363، شرح ابن ابي الحديد 506:1.
  137. کتاب صفين لابن مزاحم ص 268، شرح ابن أبي الحديد 484:1.
  138. بلاغات النساء ص 36، العقد الفريد 132:1، نهاية الارب 241:7، صبح الاعشي 248:1.
  139. کتاب صفين لابن مزاحم ص 543، تاريخ ابن کثير 312 و 274:7، فتح الباري 73:13.
  140. في النسخة: عن ابيه عن عنبسة. والصحيح ما ذکرناه.
  141. راجع المصادر المذکورة في الجزء الخامس ص 216 ط 2.
  142. تهذيب التهذيب 372:6.
  143. مر حديثه في الجزء الثامن ص 213 تا 234 ط 2.
  144. وفي لفظ: وان افتقادي فاطما بعد أحمد.
  145. راجع اعلام النساء 1222:3.
  146. لسان الميزان 226:5.
  147. ميزان الاعتدال 84:3، لسان الميزان 52:2، وج 226:5.
  148. تجد هذه الاحاديث في خذا الجزء 69 تا 77.