حديث قيس بن سعد











حديث قيس بن سعد



ابن عبادة الانصاري، سيد الخزرج «بدري»

1- من خطبة له خطبها بمصر في أخذ البيعة لامير المؤمنين علي صلوات الله عليه قال: ألحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل، وکبت الظالمين، أيها الناس إنا قد بايعنا خير من نعلم بعد محمد نبينا صلي الله عليه وسلم فقوموا أيها الناس فبايعوا علي کتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.

تاريخ الطبري 228:5، الکامل لابن الاثير 115:3، شرح ابن أبي الحديد 23:2.

2- من کتاب لمعاوية إلي قيس بن سعد قبل وقعة صفين: أما بعد: فإنکم إن کنتم نقمتم علي عثمان بن عفان رضي الله عنه في أثرة رأيتموها أو ضربة سوط ضربها، أو شتيمة رجل، أو في تسييره آخر، أو في إستعماله الفتي، فإنکم قد علمتم إن کنتم تعلمون أن دمه لم يکن يحل لکم، فقد رکبتم عظيما من الامر وجئتم شيئا إدا، فتب إلي الله عزوجل يا قيس بن سعد فإنک کنت في المجلبين علي عثمان بن عفان رضي الله عنه إن کانت التوبة من قتل المؤمن تغني شيئا.

فأما صاحبک: فإنا استيقنا أنه الذي أغري به الناس وحملهم علي قتله حتي قتلوه وإنه لم يسلم من دمه عظم قومک، فإن استطعت يا قيس! أن تکون ممن يطلب بدم عثمان فافعل، تابعنا علي أمرنا ولک سلطان العراقين إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهل بيتک سلطان الحجاز مادام لي سلطان، وسلني غير هذا مما تحب فإنک لا تسألني شيئا إلا أو تيته، واکتب إلي برأيک فيما کتبت به إليک. والسلام.

[صفحه 127]

فکتب إليه قيس:

أمابعد: فقد بلغني کتابک وفهمت ما ذکرت فيه من قتل عثمان رضي الله عنه وذلک أمر لم أفارقه ولم أطف به. وذکرت صاحبي هو أغري الناس بعثمان ودسهم إليه حتي قتلوه، وهذا لم أطلع عليه، وذکرت عظم عشيرتي لم تسلم من دم عثمان فأول الناس کان فيه قياما عشيرتي. إلخ.

وفي لفظ: فلعمري إن أولي الناس في أمره عشيرتي. فلعمري إن أول الناس کان فيه قياما عشيرتي ولهم أسوة.

تاريخ الطبري 227:5، کامل ابن الاثير 116:3، شرح ابن أبي الحديد 23:2، النجوم لزاهرة 99:1، جمهرة الرسائل 524:1.

3- تحاور قيس بن سعد والنعمان بن بشير بين الصفين بصفين فقال النعمان: يا قيس بن سعد أما أنصفکم من دعاکم إلي ما رضي لنفسه؟ إنکم يا معشر الانصار أخطأتم في خذل عثمان يوم الدار، وقتلکم أنصاره يوم الجمل، وإقحامکم علي أهل الشام بصفين فلو کنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا، کان هذا بهذا، ولکنکم خذلتم حقا، و نصرتم باطلا، ثم لم ترضوا أن تکونوا کالناس، شعلتم الحرب، ودعوتم إلي البراز، فقدوالله وجدتم رجال الحرب من أهل الشام سراعا إلي برازکم غير أنکاس عن حربکم. الکلام. فضحک قيس وقال: والله ما کنت أراک يا نعمان تجترئ علي هذا المقام، أما المنصف المحق فلا ينصح أخاه من غش نفسه، وأنت والله الغاش لنفسه، المبطل فيما نصح غيره.

أما ذکر عثمان فإن کان الايجاز يکفيک؟ فخذه. قتل عثمان من لست خيرا منه، وخذله من هو خير منک، وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم علي النکث، وأما معاوية فلو اجتمعت العرب علي بيعته لقاتلتهم الانصار. وأما قولک: إنا لسنا کالناس فنحن في هذه الحرب کما کنا مع رسول الله، نلقي السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا، حتي جاء الحق وظهر أمر الله وهم کارهون. ولکن أنظر يا نعمان هل تري مع معاوية إلا طليقا أعرابيا أو يمانيا مستدرجا وانظر أين المهاجرين والانصار والتابعون باحسان، الذين رضي الله

[صفحه 128]

عنهم ورضوا عنه؟ ثم انظر هل تري مع معاوية غيرک وصويحبک؟[1] ولستما والله بدريين ولا عقبيين[2] ولا لکما سابقة في الاسلام ولاآية في القرآن.

کتاب صفين لابن مزاحم ص 511، الامامة والسياسة 94:1، وفي ط 83، شرح ابن أبي الحديد 298:2، جمهرة الخطب 190:1.

4- قدم المدينة قيس بن سعد فجاءه حسان بن ثابت شامتا به وکان حسان عثمانيا فقال له: نزعک علي بن أبي طالب وقد قتلت عثمان، فبقي عليک الاثم ولم يحسن لک الشکر. فقال له قيس: يا أعمي القلب والبصر، والله لو لا أن ألقي بين رهطي ورهطک حربا لضربت عنقک، أخرج عني. تاريخ الطبري 321:5، شرح ابن أبي الحديد 25:2.

قال الاميني: إن فتي الانصار وأمير الخزرج وابن أميرها قيس بن سعد الذي تقدمت فضائله وفواضله في الجزء الثاني ص 110 -69 ط 2 تراه يتبجح في کتابه إلي معاوية بأن عشيرته الانصار کانوا أول الناس قياما في دم عثمان ، وفي خطبته تري أن الحق المحيي مع مولانا أميرالمؤمنين، وإن الباطل الذي أميت کان في العهد البائد بقتل عثمان، وأن المقتولين في واقعة الدار هم الظالمون، واعطف علي هذه کلها محاورته مع النعمان بن بشير بصفين، فالکل لهجة واحدة من رئي في الدين والدنيا واحد.



صفحه 127، 128.





  1. يعني به عمرو بن العاص.
  2. يعني ممن بايعوه صلي الله عليه وآله في العقبة.