حديث أبي أيوب الانصاري











حديث أبي أيوب الانصاري



من السابقين من جلة الصحابة البدريين

قال في خطبة له: إن أمير المؤمنين- أکرمه- الله قد استمع من کانت له أذن واعية وقلب حفيظ، إن الله قد أکرمکم به کرامة ما قبلتموها حق قبولها، حيث نزل بين أظهرکم ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم، وخير المسلمين وأفضلهم وسيدهم بعده، يفقهکم في الدين ويدعوکم إلي جهاد المحلين، فوالله لکأنکم صم لا تسمعون، وقلوبکم غلف مطبوع عليها فلا تستجيبون، عبادالله أليس إنما عهدکم بالجور والعدوان أمس؟ وقد شمل العباد، وشاع في الاسلام، فذو حق محروم مشتوم عرضه، ومضروب ظهره، وملطوم وجهه، وموطوء بطنه، وملقي بالعراء، فلما جاءکم أمير المؤمنين صدع بالحق، ونشر العدل، وعمل بالکتاب، فاشکروا نعمة الله عليکم ولا تتولوا مجرمين، ولا تکونوا کالذين قالوا: سمعنا وهم لا يسمعون، أشحذوا السيوف وجددوا آلة الحرب، واستعدوا للجهاد، فإذا دعيتم فأجيبوا، وإذا أمرتم فأطيعوا تکونوا بذلک من الصادقين.

الامامة والسياسة 112:1 في طبع وفي آخر ص 128، جمهرة الخطب 236:1

قال الاميني: هذا أبوأيوب الانصاري عظيم الصحابة الذي اختارالله داره منزلا لرسول الله صلي الله عليه وآله من بين الانصار، وحسبه ذلک شرفا، وهو من البدريين، وشهد المغازي کلها، وقد دعا له رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لما أخذ شيئا من کريمته الشريفة بقوله: لا يصيبک السوء يا أباأيوب وهذا يعم الاسواء الظاهرة من قتل بهوان وأسر وسجن في مذلة وأمراض مخزية من جذام وبرص غيرهما، واختلال في العقل، والاسواء المعنوية من تزحزح عن الايمان وتضعضع في العقيدة، وانحياز عن الدين، فهو رضوان الله عليه ملکوء

[صفحه 126]

عن هذه کلها بتلک الدعوة المجابة، وهو مع فضله هذا يعد عهد عثمان عهد جور و عدوان، ويعدد ما حدث هنالک من البوائق النازلة علي صلحاء الامة کأبي ذر وعمار وابن مسعود وغيرهم مما مر تفصيله، ولو لم يکن الاشهادة أبي أيوب لکفت حجة في کل مهمة، فکيف وقد صافقه علي ما يقول سروات المهاجرين والانصار



صفحه 126.