حديث هاشم المرقال











حديث هاشم المرقال



خرج يوم صفين (من عسکر معاوية) فتي شاب وهو يقول:


أنا ابن أرباب الملوک غسان
والدائن اليوم بدين عثمان


أنبأنا أقوامنا بما کان:
إن عليا قتل ابن عفان

[صفحه 122]

ثم شد فلا ينثني يضرب بسيفه، ثم جعل يلعن علياويشتمه ويسهب في ذمه، فقال له هاشم بن عتبة: إن هذا الکلام بعده الخصام، وإن هذا القتال بعده الحساب فاتق الله فانک راجع إلي ربک فسائلک عن هذا الموقف وما أردت به، قال: فإني أقاتلکم لان صاحبکم لا يصلي کما ذکرلي، وإنکم لا تصلون، واقاتلکم إن صاحبکم قتل خليفتنا وأنتم وازرتموه علي قتله. فقال له هاشم: وما أنت وابن عفان؟ إنما قتله أصحاب محمد وقراء الناس حين أحدث أحداثا وخالف حکم الکتاب، وأصحاب محمدهم أصحاب الدين، وأولي بالنظر في أمور المسلمين، وما أظن أن أمر هذه الامة ولا أمرهذا الدين عناک طرفة عين قط. قال الفتي: أجل أجل والله لا أکذب فان الکذب يضر ولا ينفع ويشين ولا يزين. فقال له هاشم: إن هذا الامر لا علم لک به فخله وأهل العلم به. قال: أظنک والله قد نصحتني. وقال له هاشم: وأما قولک: إن صاحبنا لا يصلي. فهو أول من صلي مع رسول الله، وأفقهه في دين الله، وأولاه برسول الله، وأما من تري معه فکلهم قارئ الکتاب، لا ينامون الليل تهجدا، فلا يغررک عن دينک الاشقياء المغرورون. قال الفتي: يا عبدالله إني لاظنک امرءا صالحا، وأظنني مخطئا آثما، أخبرني هل تجدلي من توبة؟ قال: نعم، تب إلي الله يتب عليک فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويحب التوابين ويحب المتطهرين. الحديث[1] .

قال الاميني: هذا هاشم المرقال الصحابي المقدس، وبطل الدين العظيم، وهذا رأيه في عثمان وهو يبوح به في موقف قتال حصل من جراء قتله، مبررا فيه عمل المجهزين عليه، ويري انه خالف حکم الکتاب وأحدث أحداثا أباحت لاصحاب محمد صلي الله عليه وآله وسلم قتله وان من قتله هم أهل الدين والقرآن.



صفحه 122.





  1. کتاب صفين لابن مزاحم ط مصر ص 402، تاريخ الطبري 23:6، شرح ابن ابي الحديد 278:2، الکامل لابن الاثير 135:3.