حديث عمار بن ياسر











حديث عمار بن ياسر



البدري العظيم الممدوح بالکتاب والسنة

1- من خطبة لعمار خط بهايوم صفين قال:

انهضوا معي عبادالله إلي قوم يزعمون انهم يطلبون بدم ظالم، إنما قتله الصالحون المنکرون للعدوان، الآمرون بالاحسان، فقال هؤلاء الذين لايبالون إذا سلمت لهم دنياهم ولو درس هذا الدين: لم قتلتموه؟ فقلنا لاحداثه، فقالوا: إنه لم يحدث

[صفحه 111]

شيئا، وذلک لانه مکنهم من الدنيا فهم يأکلونهاو يرعونها، ولا يبالون لو انهدمت الجبال، والله ما أظنهم يطلبون بدم، ولکن القوم ذاقوا الدنيا فاستحلوها واستمرؤها وعلموا: أن صاحب الحق لو وليهم لحال بينهم وبين ما يأکلون ويرعون منها، إن القوم لم يکن لهم سابقة في الاسلام يستحقون بها الطاعة والولاية، فخدعوا أتباعهم بأن قالوا: قتل إمامنا مظلوما ليکونوا جبابرة وملوکا، تلک مکيدة قد بلغوا بها ما ترون ولولاها ما تابعهم من الناس رجل. إلخ.

وفي لفظ نصر بن مزاحم في کتاب صفين امضوا (معي) عبادالله إلي قوم يطلبون فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه، الحاکم علي عبادالله بغير ما في کتاب الله،إنما قتله الصالحون المنکرون للعدوان. إلخ. وله لفظ آخر يأتي بعيد هذا.

وفي لفظ الطبري في تاريخه: أيها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء الذين يبغون دم ابن عفان ويزعمون انه قتل مظلوما. إلخ. راجع کتاب صفين لابن مزاحم ط مصر ص 369 و 361، تاريخ الطبري 21:6، الکامل لابن الاثير 123:3، شرح ابن أبي الحديد 504:1، تاريخ ابن کثير 266:7، جمهرة الخطب 181:1.

2- خطب معاوية يوم وفد إليه وفد[1] بعثه إليه أمير المؤمنين عليه السلام فقال:

أما بعد فإنکم دعوتم إلي الطاعة والجماعة، فأما الجماعة التي دعوتم إليها فمعنا وهي، وأما الطاعة لصاحبکم فإنا لانراها، إن صاحبکم قتل خليفتنا، وفرق جماعتنا، وآوي ثأرنا وقتلنا، وصاحبکم يزعم انه لم يقتله، فنحن لا نرد ذلک عليه، أرأيتم قتلة صاحبنا؟ ألستم تعلمون أنهم أصحاب صاحبکم؟ فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به، ثم نحن نجيبکم إلي الطاعة والجماعة.

فقال له شبث بن ربعي: أيسرک يامعاوية انک أمکنت من عمار تقتله؟ وفي لفظ ابن کثير: لو تمکنت من عمار أکنت قاتله بعثمان؟ فقال معاوية: وما يمنعني من ذلک؟ والله لو أمکنت[2] من ابن سمية ما قتلته بعثمان رضي الله عنه، ولکن

[صفحه 112]

کنت قاتله بناتل مولي عثمان.

فقال شبث: وإله الارض وإله السماء ما عدلت معتدلا، لا والذي لا إله إلا هو، لا تصل إلي عمار حتي تندر الهام عن کواهل الاقوام، وتضيق الارض الفضاء عليک برحبها. إلخ.

کتاب صفين لابن مزاحم ص 223، تاريخ الطبري 6:3، الکامل لابن الاثير 124:3، شرح ابن أبي الحديد 344:1، تاريخ ابن کثير 257:7، جمهرة الخطب 158:1.

3- أرسل أمير المؤمنين إبنه الحسن وعمار بن ياسر إلي الکوفة فلما قدماها کان أول من أتاهما مسروق بن الاجدع فسلم عليهما وأقبل علي عمار فقال: يا أبا اليقظان علام قتلتم عثمان رضي الله عنه؟ قال: علي شتم أعراضنا، وضرب أبشارنا[3] فقال: والله ما عوقبتم بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لکان خيرا للصابرين.

فخرج أبوموسي فلقي الحسن فضمه إليه وأقبل علي عمار فقال: يا أبا اليقظان أعدوت[4] فيمن عدا علي أميرالمؤمنين فأحللت نفسک مع الفجار؟ قال: لم أفعل ولم يسؤني، فقطع عليهما الحسن فأقبل علي أبي موسي فقال: ياأبا موسي! لم تثبط الناس عنا؟ فوالله ما أردنا إلا الاصلاح ومامثل اميرالمؤمنين يخاف علي شئ، فقال: صدقت بأبي أنت وأمي، ولکن المستشار مؤتمن سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: إنها ستکون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير ما الماشي، والماشي خير من الراکب، وقد جعلنا الله عزوجل إخوانا وحرم علينا أموالنا ودماءنا وقال: يا أيها الذين آمنوا لا تأکلوا أموالکم بينکم بالباطل ولا تقتلوا أنفسکم إن الله بکم رحيما. وقال عزوجل: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جنهم. الآية فغضب عمار وساءه وقام وقال: يا أيها الناس إنما قال رسول الله له خاصة: أنت فيها قاعدا خير منک قائما. وقام رجل من بني تميم فقال لعمار: أسکت أيها العبد أنت أمس مع الغوغاء واليوم تسافه أميرنا و

[صفحه 113]

ثار زيد بن صوحان. ألحديث[5] .

تاريخ الطبري 187:5، شرح ابن أبي الحديد 285:3، الکامل لابن الاثير 97:3.

4- قال الباقلاني في التمهيد ص 220: روي ان عمارا کان يقول: عثمان کافر. وکان يقول بعد قتله: قتلنا عثمان يوم قتلناه کافرا. وهذا سرف عظيم من خرج إلي ما هو دونه استحق الادب من الامام. فلعل عثمان انتهره وأد به لکثرة قوله: قد خلعت عثمان وأنا بري منه، فأوي الادب إلي فتق أمعائه، ولو أدي الادب إلي تلف النفس لم يکن بذلک مأثوما ولا مستحقا للخلع، فإما أن يکون ضربه باطلا وإما أن يکون صحيحا فيکون ردعا وتأديبا ونهيا عن الاغراق والسرف، وذلک صواب من فعل عثمان، وهفوة من عمار.

قال الاميني: هذه التمحلات تضاد ما صح وثبت عن النبي الاقدس في عمار، ونحن لايسعنا تکذيب النبي الصادق الامين تحفظا علي کرامة أي ابن أنثي فضلا عن أن يکون من أبناء الشجرة المنعوتة في القرآن.

5- روي أبومخنف عن موسي بن عبدالرحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال: أقبلنا مع الحسن وعمار بن ياسر من ذي قال حتي نزلنا القادسية فنزل الحسن وعمار ونزلنا معهما، فاحتبي عمار بحمائل سيفه، ثم جعل يسأل الناس عن أهل الکوفة وعن حالهم، ثم سمعته يقول: ما ترکت في نفسي حزة أهم إلي من أن لا نکون نبشنا عثمان من قبره ثم أحرقنا بالنار. «شرح ابن أبي الحديد 292:3».

6- جاء في محاورة وقعت بين عمار بن ياسر وعمرو بن العاص فيما أخرجه نصر في کتابه: قال له عمرو: فما تري في قتل عثمان؟ قال: فتح لکم باب کل سوء. قال عمرو: فعلي قتله، قال عمار: بل الله رب علي قتله وعلي معه. قال عمرو: أکنت فيمن قتله؟ قال: کنت مع من قتله وأنا اليوم أقاتل معهم. قال عمرو: فلم قتلتموه؟ قال عمار: أراد أن يغير ديننا فقتلناه؟ فقال عمرو: ألا تسمعون؟ قد اعترف بقتل عثمان. قال عمار: وقد

[صفحه 114]

قالها فرعون قبلک لقومه: ألا تسمعون؟. الحديث.

کتاب صفين لا بن مزاحم ص 384، شرح ابن ابي الحديد 273:2.

7- إن عمار بن ياسر نادي يوم صفين[6] أين من يبغي رضوان ربه ولا يؤوب إلي مال ولا ولد؟ قال: فأتته عصابة من الناس فقال: أيها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يبغون دم عثمان ويزعمون أنه قتل مظلوما، والله إن کان إلا ظالما لنفسه الحاکم بغير ما أنزل الله. «کتاب صفين ص 369».

وفي الفتنة الکبري ص 171: فقد روي أن عمار بن ياسر کان يکفر عثمان و يستحل دمه ويسميه نعثل.

قال الاميني: هذا الصحابي البطل الذي عرفته في صفحة 28 -20 من هذا الجزءعمار بن ياسر المعني في عدة آيات کريمة من الذکر الحکيم، ومصب الثناء البالغ المتکرر المستفيض من صاحب الرسالة، من ذلک: أنه ملئ ايمانا من قرنه إلي قدمه، وانه مع الحق والحق معه يدور معه أينما دار، وانه ما عرض عليه أمر ان إلا أخذ بالارشد منهما، وانه من نفر تشتاق اليهم الجنة، وإنه جلدة بين عينيه صلي الله عليه وآله، وإنه تقتله الفئة الباغية، فمعتقد هذا الرجل العظيم وهو متلفع بهاتيک الفضائل کلها في الخليفة ما تراه يکرره من أنه کان ظالما لنفسه، حاکما بغير ما أنزل الله، مريدا تغيير دين الله تغييرا أباح لهم قتله، وانه قتله الصالحون، المنکرون للعدوان، الآمرون بالاحسان، إلي مالهذه من عقائد ترکته جازما بما نطق به، مصرا علي ما ارتکبه، معترفا بأنه کان مع المهجزين عليه، متأسفا علي ما فاته من نبش قبره وإحراقه بالنار، فلم يبرح کذلک حتي أخذ يقاتل الطالبين بثاره مع قاتليه وخاذليه، مذعنا بأن الثائرين له مبطلون يجب قتالهم فلم يفتأ علي هذه المعتقد حتي قتلته الفئة الباغية. أصحاب معاوية، وقاتله وسالبه وباغضه في النار نصا من النبي المختار صلي الله عليه وآله.



صفحه 111، 112، 113، 114.





  1. کان فيه: عدي بن حاتم، يزيد بن قيس، شبث بن ربعي، زياد بن حفصة.
  2. في لفظ ابن مزاحم: لو امنکنني صاحبکم من ابن سمية.
  3. ابشار جمع البشرة: أعلي جلدة الوجه والجسد من الانسان.
  4. شرح ابن ابي الحديد: غدوت فيما غدا.
  5. في هذا الحديث اشياء موضوعة حذف بعضها ابن الاثير في الکامل وزاد فيه أيضا، وهو من مکاتبات السري وکلها باطل فيها دجل.
  6. في شرح ابن ابي الحديد 269:2: ناداه في صفين قبل مقتله بيوم. او يومين.