حديث طلحة بن عبيدالله











حديث طلحة بن عبيدالله



أحد العشرة المبشرة، وأحد الستة أصحاب الشوري.

1- من کلام لمولانا أميرالمؤمنين في طلحة: والله ما استعجل متجردا للطلب بدم عثمان إلا خوفا من أن يطالب بدمه لانه مظنته، ولم يکن في القوم أحرص عليه منه، فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلبس الامر ويقع الشک، ووالله ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث: لئن کان ابن عفان ظالما- کما کان يزعم- لقد کان ينبغي له أن يوازر قاتليه أو ينابذ ناصريه. ولئن کان مظلوما لقد کان ينبغي له أن يکون من المنهنهين عنه والمعذرين فيه. ولئن کان في شک من الخصلتين لقد کان ينبغي له أن يعتزله ويرکد جانبا ويدع الناس معه، فما فعل واحدة من الثلاث، وجاء بأمر لم يعرف بابه، ولم تسلم معاذيره.[1] .

قال إبن أبي الحديد في الشرح 506:2: فإن قلت: يمکن أن يکون طلحة إعتقد إباحة دم عثمان أولا ثم تبدل ذلک الاعتقاد بعد قتله فاعتقد أن قتله حرام وأنه يجب أن يقتص من قاتليه. قلت: لو اعترف بذلک لم يقسم علي عليه السلام هذا التقسيم و إنما قسمه لبقائه علي إعتقاد واحد، وهذا التقسيم مع فرض بقائه علي إعتقاد واحد صحيح لامطعن فيه، وکذا کان حال طلحة فإنه لم ينقل عنه إنه قال: ندمت علي ما فعلت بعثمان.

فإن قلت: کيف قال أميرالمؤمنين: فما فعل واحدة من الثلاث؟ وقد فعل واحدة منها لانه وازر قاتليه حيث کان محصورا. قلت: مراده: إنه إن کان عثمان ظالما وجب أن يوازر قاتليه بعد قتله يحامي عنهم ويمنعهم ممن يروم دماءهم، ومعلوم أنه لم يفعل ذلک. وإنما وازرهم وعثمان حي وذلک غير داخل في التقسيم.اه.

2 - أخرج الطبري من طريق حکيم بن جابر قال: قال علي لطلحة- وعثمان محصور-: أنشدک الله إلا رددت الناس عن عثمان قال: لاوالله حتي تعطي بنو أمية الحق من أنفسها.

[صفحه 92]

تاريخ الطبري 139:5، شرح ابن أبي الحديد 168:1 فقال: فکان علي عليه السلام يقول: لحاالله ابن الصعبة أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به مافعل.

3- أخرج الطبري من طريق بشر بن سعيد قال: حدثني عبدالله بن عباس بن أبي ربيعة قال: دخلت علي عثمان رضي الله عنه فتحدثت عنه ساعة فقال: يا ابن عباس تعال فأخذ بيدي فأسمعني کلام من علي باب عثمان فسمعنا کلاما، منهم من يقول: ما تنتظرون به؟ ومنهم من يقول: انظروا عسي أن يراجع، فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيدالله فوقف فقال: أين ابن عديس؟ فقيل: هاهوذا. قال: فجاء ابن عديس فناجاه بشئ ثم رجع ابن عديس فقال لاصحابه: لا تترکوا أحدا يدخل علي هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال: فقال لي عثمان: هذا ما أمر به طلحة بن عبيدالله ثم قال عثمان: أللهم اکفني طلحة بن عبيدالله فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم، والله إني لارجو أن يکون منها صفرا وأن يسفک دمه، انه انتهک مني ما لا يحل له، سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدي ثلاث: رجل کفر بعد إسلامه فيقتل، أو رجل زني بعد إحصانه فيرجم، أو رجل قتل نفسا بغير نفس. ففيم أقتل؟ قال: ثم رجع عثمان. قال ابن عباس: فأردت أن أخرج فمنعوني حتي مر بي محمد بن أبي بکر فقال: خلوه. فخلوني. تاريخ الطبري 122:5، الکامل ابن الاثير 73:3

4- أخرج الطبري من طريق الحسن البصري: إن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بسبعمائة ألف فحملها إليه فقال طلحة: إن رجلا تتسق هذه عنه[2] وفي بيته لا يدري ما يطرقه من أمر الله عزوجل لغرير بالله سبحانه، فبات ورسوله يختلف بها في سکک المدينه يقسمها حتي أصبح فأصبح وما عنده منها درهم. قال الحسن: وجاء هاهنا يطلب الدينار والدرهم. أوقال: الصفراء والبيضاء.

تاريخ الطبري 139:5، تاريخ ابن عساکر 81:7.

5- حکي ابن أبي الحديد عن الطبري: ان عثمان کان له علي طلحة خمسون الفا فخرج عثمان يوما إلي المسجد فقال له طلحة: قد تهيأ مالک فاقبضه فقال: هو لک

[صفحه 93]

يا أبامحمد معونة لک علي مروءتک. قال: فکان عثمان يقول وهو محصور جزاء سنمار[3] .

وقال ابن أبي الحديد: کان طلحة من أشد الناس تحريضا عليه، وکان الزبير دونه في ذلک. روي ان عثمان قال: ويلي علي ابن الحضرمية- يعني طلحة- أعطيته کذا وکذابهار أذهبا وهو يروم دمي يحرض علي نفسي، أللهم لا تمتعه به ولقه عواقب بغيه. قال: وروي الناس الذين صنفوا في واقعة الدار: ان طلحة کان يوم قتل عثمان مقنعا بثوب قد استتربه عن أعين الناس يرمي الدار بالسهام، ورووا أيضا: انه لما أمتنع علي الذين حصروه الدخول من باب الدار حملهم طلحة إلي دار لبعض الانصار فأصعدهم إلي سطحها وتسوروا منها علي عثمان داره فقتلوه. شرح ابن أبي الحديد 404:2.

6- روي المدائني في کتاب مقتل عثمان: إن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام، وإن عليا لم يبايع الناس إلا بعد قتل عثمان بخمسة أيام، وأن حکيم بن حزام أحد بني أسد ابن عبدالعزي وجبير بن مطعم بن الحرث بن نوفل استنجدا بعلي علي دفنه فأقعد طلحة لهم في الطريق ناسا بالحجارة فخرج به نفر يسير من أهله وهم يريدون به حائطا بالمدينة يعرف بحش کوکب کانت اليهود تدفن فيه موتاهم، فلما صارهناک رجم سريره وهموابطرحه، فأرسل علي إلي الناس يعزم عليهم ليکفواعنه، فکفوا فانطلقوا به حتي دفنوه في حش کوکب.

وأخرج المدائني في الکتاب قال: دفن عثمان بين المغرب والعتمة ولم يشهد جنازته إلامروان بن الحکم وابنة عثمان وثلاثة من مواليه فرفعت ابنته صوتها تندبه وقد جعل طلحة ناسا هناک أکمنهم کمينا فأخذتهم الحجارة وصاحوا: نعثل نعثل، فقالوا: الحائط الحائط. فدفن في حائط هناک.

7- أخرج الواقدي قال: لما قتل عثمان تکلموا في دفنه فقال طلحة: يدفن بديرسلع. يعني مقابر اليهود. ورواه طبري في تاريخه 143:5 غير أن فيه مکان طلحة: رجل.

8- أخرج الطبري بالاسناد قال: حصر عثمان وعلي بخيبر فلما قدم أرسل اليه

[صفحه 94]

عثمان يدعوه فانطلق فقلت: لانطلقن معه ولاسمعن مقالتهما، فلما دخل عليه کلمه عثمان فحمدالله وأثني عليه ثم قال: أما بعد فإن لي عليک حقوقاحق الاسلام وحق الاخاء، وقد علمت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حين آخي بين الصحابة آخي وبيني وبينک، وبين حق القرابة والصهر وما جعلت لي في عنقک من العهد والميثاق، فوالله لو لم يکن من هذا شئ ثم کنا إنما نحن في جاهلية لکان مبطا علي بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تيم ملکهم. فتکلم علي فحمدالله وأثني عليه ثم قال: أما بعد: فکل ما ذکرت من حقک علي علي ما ذکرت، أما قولک: لو کنا في جاهلية لکان مبطا علي بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تيم ملکهم، فصدقت وسيأتيک الخبر. ثم خرج فدخل المسجد فرأي أسامة جالسا فدعاه فاعتمد علي يده فخرج يمشي إلي طلحة وتبعته فدخلنا دار طلحة بن عبيدالله وهي رجاس من الناس فقام إليه فقال: يا طلحة ما هذا الامر الذي وقعت فيه؟ فقال: يا أبا حسن! بعد ما مس الحزام الطبيين[4] فانصرف علي ولم يحر إليه شيئا حتي أتي بيت المال فقال: افتحوا هذا الباب. فلم يقدر علي المفاتيح فقال: اکسروه فکسر باب بيت المال فقال: أخرجوا المال. فجعل يعطي الناس فبلغ الذين في دار طلحة الذي صنع علي فجعلوا يتسللون إليه حتي ترک طلحة وحده، وبلغ الخبر عثمان فسر بذلک، ثم أقبل طلحه يمشي عائدا إلي دار عثمان فقلت: والله لانظرن ما يقول هذا فتتبعته فاستأذن علي عثمان فلما دخل عليه قال: يا أميرالمؤمنين! أستغفر الله وأتوب إليه أردت أمرا فحال الله بيني وبينه، فقال عثمان: إنک والله ما جئت تائبا ولکنک جئت مغلوبا، الله حسيبک يا طلحة. تاريخ الطبري 154:6، کامل ابن الاثير 70:3، شرح ابن أبي الحديد 165:1!. تاريخ ابن خلدون 397:2.

قال الاميني: هذا لفظ تاريخ الطبري المطبوع وقد لعبت به أيدي الهوي بالتحريف وزادت فيه حديث الاخاء بين عثمان وعلي المتسالم علي بطلانه بين فرق المسلمين، کأن القوم آلوا علي أنفسهم بأن لايدعو حديثا إلا شوهوه بالاختلاق، وقد حکي ابن أبي الحديد هذا الحديث عن تاريخ الطبري في شرحه 506:2 ولا توجد فيه مسألة الاخاء وإليک لفظه:

[صفحه 95]

روي الطبري في التاريخ: أن عثمان لما حصر کان علي عليه السلام بخيبر في أمواله فلما قدم أرسل إليه يدعوه فلما دخل عليه قال له إن لي عليک حقوقا: حق الاسلام، وحق النسب، وحق مالي عليک من العهد والميثاق، ووالله إن لو لم يکن من هذا کله شئ وکنا في جاهلية لکان عارا علي بني عبدمناف أن يبتزهم أخويتم ملکهم يعني طلحة، فقال له عليه السلام: سيأتيک الخبر. إلي آخر الحديث باللفظ المذکور.

وقد أسلفنا في الجزء الثالث ص 116 -104 حديث المواخاة بأوسع ما يسطر وفيه: إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم هو الذي واخي أميرالمؤمنين عليه السلام لا غيره.

9- ذکر البلاذري في حديث: إن طلحة قال لعثمان: إنک أحدثت أحداثا لم يکن الناس يعهدونها، فقال عثمان: ما أحدثت أحداثا ولکنکم أظناء تفسدون علي الناس وتؤلبوهم. الانساب 44:5.

10- حکي البلاذري عن أبي مخنف وغيره: حرس القوم عثمان ومنعوا من أن يدخل عليه، وأشار عليه سعيد بن العاص بأن يحرم ويلبي ويخرج فيأتي مکة فلا يقدم عليه. فبلغهم قوله فقالوا: والله لئن خرج لافارقناه حتي يحکم الله بيننا وبينه، واشتد عليه طلحة بن عبيدالله في الحصار، ومنع من أن يدخل إليه الماء حتي غضب علي ابن أبي طالب من ذلک، فأدخلت عليه روايا الماء. الانساب 71:5.

11- في رواية للبلاذري ص 90: کان الزبير وطلحة قد استوليا علي الامر، و منع طلحة عثمان من أن يدخل عليه الماء العذب فأرسل علي إلي طلحة وهو في أرض له علي ميل من المدينة: أن دع هذا الرجل فليشرب من مائة ومن بئره يعني بئر رومة، و لا تقتلوه من العطش. فأبي فقال علي: لولا أني قد آليت يوم ذي خشب انه إن لم يعطني لا أرد عنه أحدا لادخلت عليه الماء.

وفي الامامة والسياسية 34:1: أقام أهل الکوفة وأهل مصر بباب عثمان ليلا و نهارا وطلحة يحرض الفريقين جميعا علي عثمان، ثم إن طلحة قال لهم: إن عثمان لايبالي ما حضرتموه وهو يدخل إليه الطعام والشراب فامنعوه الماء أن يدخل عليه.

12- قال البلاذري: قالوا: مر مجمع بن جارية الانصاري بطلحة بن عبيد الله فقال: يا مجمع ما فعل صاحبک؟ قال: أظنکم والله قاتليه. فقال طلحة: فإن قتلا فلا


ملک مقرب ولا نبي مرسل. الانساب 74:5.


13- وروي البلاذري في حديث: وسلم عثمان علي جماعة فيهم طلحة فلم يردوا عليه فقال: يا طلحة من کنت أري إنه أعيش إلي أن اسلم عليک فلا ترد علي السلام الانساب 76:5.

کأن هذه القضية غير ما وقع في أيام الحصار الثاني مما ذکره الديار بکري في تاريخ الخميس 260:2 قال: أشرف عثمان عليهم ذات يوم وقال: السلام عليکم. فما سمع أحدا من الناس يرد عليه إلا أن يرد في نفسه. وسيوافيک حديث جبلة بن عمرو الانصاري ونهيه الناس عن ردالسلام علي عثمان إذا سلمهم.


14- أخرج البلاذري من طريق يحيي بن سعيد قال: کان طلحة قد استولي علي أمر الناس في الحصار، فبعث عثمان عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب إلي علي بهذا البيت:


وإن کنت مأکولا فکن أنت آکلي
وإلا فأدرکني ولما أمزق[5] .

وقال أبومخنف: صلي علي بالناس يوم النحر وعثمان محصور فبعث إليه عثمان ببيت الممزق، وکان رسوله به عبدالله بن الحارث ففرق علي الناس عن طلحة، فلما رأي ذلک طلحة دخل علي عثمان فاعتذر فقال له عثمان: يا ابن الحضرمية! ألبت علي الناس ودعوتهم إلي قتلي حتي إذا فاتک ما تريد جئت معتذرا، لاقبل الله ممن قبل عذرک. الانساب 77:5.

15- روي البلاذري باسناده من طريق ابن سيرين انه قال: لم يکن من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أشد علي عثمان من طلحة. الانساب 81:5، وذکره ابن عبد ربه في العقد الفريد 269:2.

16- أخرج ابن سعد وابن عساکر قال: کان طلحة يقول يوم الجمل: إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد شيئا أمثل من أن نبذل دماءنا فيه، أللهم خذ لعثمان مني اليوم حتي ترضي. طبقات ابن سعد، تاريخ ابن عساکر 84:7، تذکرة السبط ص 44.

17- أخرج ابن عساکر قال: کان مروان بن الحکم في الجيش يوم الجمل

[صفحه 97]

فقال: لا أطلب بثاري بعداليوم، فهو الذي رمي طلحة فقتله، ثم قال لابان بن عثمان: قد کفيتک بعض قتلة أبيک، وکان السهم قد وقع في عين رکبته، فکانوا إذا أمسکوها انتفخت وإذا أرسلوها انبعثت فقال: دعوها فانها سهم أرسله الله.تاريخ ابن عساکر 84:7.

قال أبوعمر في الاستيعاب: لا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ وکان في حزبه، روي عبدالرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد قال: قال طلحة يوم الجمل:


ندمت ندامة الکسعي لما
شريت رضا بني جرم برغمي[6] .


أللهم خذ مني لعثمان حتي يرضي.

«بيان» الکسع: حي من قيس عيلان، وقيل: هم حي من اليمن رماة، و منهم الکسعي الذي يضرب به المثل في الندامة وهو رجل رام رمي بعد ما أسدف الليل عيرا فأصابه وظن انه أخطأه فکسر قوسه وقيل: وقطع إصبعه ثم ندم من الغد حين نظرإلي العير مقتولا وسهمه فيه، فصار مثلا لکل نادم علي فعل يفعله. وإياه عني الفرزدق بقوله:


ندمت ندامة الکسعي لما
غدت مني مطلقة نوار


وقال آخر:


ندمت ندامة الکسعي لما
رأت عيناه ما فعلت يداه


وقيل: کان اسم الکسعي محارب بن قيس.

وأخرج أبوعمر بن طريق ابن أبي سبرة قال: نظر مروان إلي طلحة يوم الجمل فقال: لا أطلب بثاري بعد اليوم. فرماه بسهم فقتله.

وأخرج من طريق يحيي بن سعيد عن عمه انه قال: رمي مروان طلحة بسهم ثم التفت إلي أبان بن عثمان قال: قد کفينا بعض قتلة أبيک.

وأخرج من طريق قيس نقلا عن ابن أبي شيبة ان مروان قتل طلحة، ومن طريق وکيع واحمد بن زهير باسنادهما عن قيس بن أبي حازم حديث: لا أطلب بثاري

[صفحه 98]

بعد اليوم. وزاد في «اسد الغابة» مامرمن قول مروان لابان.

وقال ابن حجر في الاصابة 230:2: روي ابن عساکر من طرق[7] متعددة: أن مروان بن الحکم هو الذي رماه فقتله، منها: وأخرجه أبوالقاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود بن أبي سبرة قال: لما کان يوم الجمل نظر مروان إلي طلحة فقال: لا أطلب ثاري بعد اليوم فنزع له بسهم فقتله.

وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحکم رأي طلحة في الخيل فقال: هذا أعان علي عثمان فرماه بسهم في رکبته، فما زال الدم يسيح حتي مات. وأخرجه الحاکم في المستدرک 370:3.

أخرجه عبدالحميد بن صالح عن قيس، وأخرجه الطبراني من طريق يحيي بن سليمان الجعفي عن وکيع بهذا السند قال: رأيت مروان بن الحکم حين رمي طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين رکبته، فما زال الدم يسيح إلي أن مات.

وأخرج الحاکم في المستدرک 370:3 من طريق عکراش قال: کنا نقاتل عليا مع طلحة ومعنا مروان قال: فانهزمنا فقال مروان: لا أدرک بثاري بعد اليوم من طلحة فرماه بسهم فقتله.

وقال محب الدين الطبري في الرياض 259:2: المشهور أن مروان بن الحکم هو الذي قتله رماه بسهم وقال: لا أطلب بثاري بعد اليوم. وذلک أن طلحة زعموا انه کان ممن حاصر عثمان واشتد عليه.

وأخرج البلاذري في «الانساب» ص 135 في حديث عن روح بن زنباع: إنه قال: رمي مروان طلحة فاستقاد منه لعثمان.

يوجد حديث قتل مروان بن الحکم طلحة بن عبيدالله أخذا بثار عثمان في مروج الذهب 11:2، القعد الفريد 279:2، مستدرک الحاکم 370:3، الکامل لابن الاثير 104 و 3، صفة الصفوة لابن الجوزي 132:1، أسدالغابة 61:3، دول الاسلام للذهبي

[صفحه 99]

18 و 1، تاريخ ابن کثير 247:7، تذکرة السبط ص 44، مرآة الجنان لليافعي 97:1، تهذيب التهذيب 21:5، تاريخ ابن شحنة هامش الکامل 189:7.

18- أخرج ابن سعد بالاسناد عن شيخ من کلب قال: سمعت عبدالملک بن مروان يقول: لولا أن أميرالمؤمنين مروان أخبرني انه قتل طلحة ما ترکت أحدا من ولد طلحة إلا قتلته بعثمان.

19- أخرج الحميدي في النوادر من طريق سفيان بن عيينة عن عبدالملک بن مروان قال: دخل موسي بن طلحة علي الوليد فقال له الوليد: ما دخلت علي قط إلا هممت بقتلک لولا أن أبي أخبرني أن مروان قتل طلحة. تهذيب التهذيب 22:5.

20- أخرج الطبري في حديث: فقام طلحة والزبير خطيبين (يعني بالبصرة) فقالا: يا أهل البصرة توبة بحوبة، إنما أردنا أن يستعتب أمير المؤمنين عثمان ولم نرد قتله فغلب سفهاء الناس الحلماء حتي قتلوه. فقال الناس طلحة: يا أبامحمد قد کانت کتبک تأتينا بغير هذا. تاريخ الطبري 179:5.

2- ذکر المسعودي في حديث وقعة الجمل: ثم نادي علي رضي الله عنه طلحة حين رجع الزبير: يا أبامحمد! ما الذي أخرجک؟ قال: الطلب بدم عثمان. قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان[8] مروج الذهب 11:2.

22- لما نزل طلحة والزبير السبخة[9] أتاهما عبدالله بن الحکيم التميمي لکتب کانا کتباها إليه فقال لطلحة: يا أبامحمد! أما هذه کتبک إلينا؟ قال: بلي، قال: فکتبت أمس تدعونا إلي خلع عثمان وقتله حتي إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه، فلعمري ما هذا رأيک، لا تريد إلا هذه الدنيا، مهلا إذا کان هذا رأيک فلم قبلت من علي ما عرض عليک من البيعة؟ فبايعته طائعا راضيا ثم نکثت بيعتک، ثم جئت لتدخلنا في فتنتک. ألحديث[10] .

23- قال ابن قتيبة: ذکروا انه لما نزل طلحة والزبير وعائشة البصرة إصطف

[صفحه 100]

. لها الناس في الطريق يقولون: يا أم المؤمنين ماالذي أخرجک من بيتک؟ فلما أکثروا عليها تکلمت بلسان طلق وکانت من أبلغ الناس فحمدت الله أثنت عليه ثم قالت: أيها الناس والله ما بلغ من ذنب عثمان أن يستحل دمه[11] ولقد قتل مظلوما، غضبنا لکم من السوط والعصا ولا نغضب لعثمان من القتل، وإن من الرأي أن تنظروا إلي قتلة عثمان فيقتلوا به ثم يرد هذا الامر شوري علي ما جعله عمر بن الخطاب. فمن قائل يقول: صدقت. وآخر يقول: کذبت. فلم يبرح الناس يقولون ذلک حتي ضرب بعضهم وجوه بعض فبينما هم کذلک أتاهم رجل من أشراف البصرة بکتاب کان کتبه طلحة في التأليب علي قتل عثمان. فقال لطلحة: هل تعرف هذا الکتاب؟ قال نعم. قال: فما ردک علي ما کنت عليه، وکنت أمس تکتب الينا تؤلبنا علي قتل عثمان وأنت اليوم تدعونا إلي الطلب بدمه؟ وقد زعمتما ان عليا دعاکما إلي أن تکون البيعة لکما قبله إذ کنتما أسن منه فأبيتما إلا أن تقد ماه لقرابته وسابقته فبايعتماه، فکيف تنکثان بيعتکما بعد الذي عرض عليکما؟ قال طلحة: دعانا إلي البيعة بعد أن اغتصبها وبايعه الناس، فعلمنا حين عرض علينا انه غير فاعل ولو فعل أبي ذلک المهاجرون والانصار، وخفنا أن نرد بيعته فنقتل فبايعناه کارهين، قال: فما بدالکما في عثمان؟ قال: ذکرناما کان من طعننا عليه و خذلاننا إياه، فلم نجد من ذلک مخرجا إلا الطلب بدمه. قال: ما تأمراني به؟ قال: بايعنا علي قتال علي ونقض بيعته، قال: أرأيتما إن أتانا بعدکما من يدعونا اليه ما نصنع؟ قالا: لا تبايعه. قال ما أنصفتما أتأمراني أن أقاتل عليا وأنقض بيعته وهي في أعناقکما وتنهاني عن بيعة من لا بيعة له عليکما؟ أما إننا قد بايعنا عليا، فإن شئتما بايعناکما بيسار أيدينا. قال: ثم تفرق الناس فصارت فرقة مع عثمان بن حنيف، وفرقة مع طلحة والزبير. ثم جاء جارية بن قدامة فقال: يا أم المؤمنين لقتل عثمان کان أهون علينا من خروجک من بيتک علي هذا الجمل الملعون، إنه کانت لک من الله حرمة و ستر، فهتکت سترک، وأبحت حرمتک، انه من رأي قتالک، فقد رأي قتلک، فإن کنت ياأم المؤمنين أتيتينا طائعة؟ فارجعي إلي منزلک، وإن کنت أتيتينا مستکرهة؟ فاستعتبي[12] .

[صفحه 101]

24- ذکر ابومخنف من طريق مسافر بن عفيف من خطبة[13] لمولانا أميرالمؤمنين قوله: اللهم إن طلحة نکث بيعتي وألب علي عثمان حتي قتله ثم عضهني به ورماني أللهم فلا تمهله، اللهم إن الزبير قطع رحمي ونکث بيعتي وظاهر علي عدوي فاکفنيه اليوم بما شئت[14] .

25- أخرج الطبري في تاريخه 183:5 من طريق علقمة بن وقاص الليثي قال: لماخرج طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم رأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهوضارب بلحيته علي زوره[15] فقلت: يا أبا محمد! أري أحب المجالس اليک أخلاها وأنت ضارب بلحيتک علي زورک، إن کرهت شيئا فاجلس. قال: فقال لي: يا علقمة بن وقاص بينانحن يد واحدة علي من سوانا إذا صرنا جبلين من حديد يطلب بعضنا بعضا انه کان مني في عثمان شئ ليس توبتي إلا أن يسفک دمي في طلب دمه. الوجه في هذه التوبة إن صحت وکان الموئود من النفوس المحترمة أن يسلم نفسه لاولياء القتيل أولامام الوقت فيقيدوا منه، لا أن يلقح فتنة کبري تراق فيها دماء بريئة من دم عثمان، وتزهق أنفس لم تکن هنالک في حل ولامرتحل، فيکون قد زاد ضغثا علي ابالة، وجاء بها حشفا وسوء کيلة.



صفحه 92، 93، 94، 95، 97، 98، 99، 100، 101.





  1. نهج البلاغة 323:1.
  2. في شرح ابن ابي الحديد: عنده.
  3. هذا الحديث اخرجه الطبري في تاريخه 139:5 وليس فيه ما حکاه عنه ابن أبي الحديد (فکان عثمان يقول وهو محصور: جزاء سنمار).
  4. أي: اشتد الامر وتفاقم. کتب عثمان إلي علي عليه السلام: قد بلغ السيل الزبا وجاوز الحزام الطبيين. تاج العروس 222:1.
  5. هذا البيت للممزق العبدي شاش بن لها بن الاسود. وبه سمي الممزق.
  6. هذا البيت معه ثلاثة ابيات اخر ذکرها ابن الاثير في اسد الغابة 104:3، وسبط ابن الجوزي في التذکرة ص 44.
  7. حذفتها يدالطبع الامينة علي ودايع العلم حيا الله الامانة. لقد لعبت يدالشيخ عبدالقادر بن بدران بتاريخ ابن عساکر لما هذبه ورتبه علي زعمه فأخرجه عما هو عليه، وجعله مسيخا مشوما بادخال آرائه الساقطة فيه، وأسقط منه أحاديث کثيرة متنا واسنادا مما لا يروقه.
  8. لقد استجاب الله تعالي دعاء الامام عليه السلام فقتل طلحة في اسرع وقت.
  9. السبخة بالتحريک موضع بالبصرة.
  10. شرح ابن ابي الحديد 500:2.
  11. أني هذا المحال والتمحل من قوارصها التي مرت في ص 85 -77.
  12. الامامة والسياسية 60:1.
  13. ذکرها ابن ابي الحديد في شرح النهج 101:1.
  14. يالها من دعوة مستجابة اصابت الرجلين من دون مهلة.
  15. الزور: الصدر وقيل: وسط الصدر. وقيل: أعلي الصدر. وقيل: ملتقي أطراف عظام الصدر.