نبذة من ديوان المرتضي











نبذة من ديوان المرتضي



ومن شعر سيدنا علم الهدي المرتضي نقلا عن ديوانه قوله يفتخر ويعرض ببعض أعدائه يوجد في الجزء الاول منه


أما الشباب فقد مضت أيامه
واستل من کفي الغداة زمامه


وتنکرت آياته وتغيرت
جاراته وتقوضت آطامه


ولقد دري من في الشباب حياته
أن المشيب إذا علاه حمامه


عوجا نحيي الربع يدللنا الهوي
فلربما نفع المحب سلامه


واستعبرا عني به إن خانني
جفني فلم يمطر عليه غمامه


فمن الجفون جوامد وذوارف
ومن السحاب رکامه وجهامه


دمن رضعت بهن أخلاف الصبي
لو لم يکن بعد الرضاع فطامه

[صفحه 278]

ولقد مررت علي العقيق فشفني
أن لم تغن علي الغصون حمامه


وکأنه دنف تجلد مونسا
عواده حتي استبان سقامه


من بعد ما فارقته فکأنه
نشوان تمسح تربه آکامه


مرح يهز قناته لا يأتلي
أشر الصبا وغرامه وعرامه


تندي علي حر الهجير ظلاله
ويضيئ في وقت العشي ظلامه


وکأنما أطياره ومياهه
للنازليه قيانه ومدامه


وکأن آرام النساء بأرضه
للقانصي طرد الهوي آرامه


وکأنما برد الصبا خوذانه
وکأنما ورق الشباب بشامه


وعضيهة جائتک من عبق بها
أزري عليک فلم يجره کلامه


ورماک مجتريا عليک وإنما
وافاک من قعر الطوي سلامه


وکأنما تسفي الرياح بعالج
ما قال أو ما سطرت أقلامه


وکأن زورا لفقت ألفاظه
سلک وهي فانحل عنه نظامه


وإذا الفتي قعدت به أخواله
في المجد لم تنهض به أعمامه


وإذا خصال السوء باعدن أمرءا
عن قومه لم يدنه أرحامه


ولکم رماني قبل رميک حاسد
طاشت ولم تخدش سواه سهامه


ألقي کلاما لم يضرني وانثني
وندوبه في جلده وکلامه


هيهات أن ألفي وسيل مسافه
ينجو به يوم السباب لطامه


أو أن أري في معرک وسلاحه
بدل السيوف قذافه وعذامه


ومن البلاء عداوة من خامل
لا خلفه لعلي ولا قدامه


کثرث مساويه فصار کمدحه
بين الخلايق عيبه أو ذامه


والخرق کل الخرق من متفاوت
الافعال يتلو نقضه إبرامه


جدب الجناب فجاره في أزمة
والضيف موکول إليه طعامه


وإذا علقت بحبله مستعصما
فکفقع قرقرة يکون زمامه


وإذا عهود القوم کن کنبعهم
فالعهد منه يراعه وثمامه


وأنا الذي أعييت قبلک من رست
أطواده واستشرفت أعلامه

[صفحه 279]

وتتبع المعروف حتي طنبت
جورا علي سنن الطريق خيامه


وتباذرت أعداؤه سطواته
کالليت يرهب نائيا إرزامه


وتري إذا قابلته عن وجهه
کالبدر أشرق حين تم تمامه


حتي تذلل بعد لاي صعبه
وانقاد منبوذا إلي خطامه


يهدي إلي علي المغيب ثناؤه
وإذا حضرت أظلني إکرامه


فمضي سليما من أذاة قوارصي
واستام ذمي بعده مستامه


والآن يوقظني لنحت صفاته
من طال عن أخذ الحقوق نيامه


ويسومني ولان خلوت فإنني
مقر وفي حنک العدو سمامه


فلبئسما منته مني خاليا
خطراته أو سولت أحلامه


أما الطريف من الفخار فعندنا
ولنا من المجد التليد سنامه


ولنا من البيت المحرم کلما
طافت به في موسم أقدامه


ولنا الحطيم وزمزم وتراثها
نعم التراث عن الخليل مقامه


ولنا المشاعر والمواقف والذي
تهدي إليه من مني انعامه


وبجدنا وبصنوه دحيت عن ال
بيت الحرام وزعزعت أصنامه


وهما علينا أطلعا شمس الهدي
حتي استنار حلاله وحرامه


وأبي الذي تبدو علي رغم العدي
غرا محجلة لنا أيامه


کالبدر يکسو الليل أثواب الضحي
والفجر شب علي الظلام ضرامه


وهو الذي لا يقتفي في موقف
أقدامه نکص به إقدامه


حتي کأن نجاته هي حتفه
وورائه مما يخاف أمامه


ووقي الرسول علي الفراش بنفسه
لما إراد حمامه أقوامه


ثانيه في کل الامور وحصنه
في النائبات ورکنه ودعامه


لله در بلائه ودفاعه
واليوم يغشي الدارعين قتامه


وکأنما اجم العوالي غيله
وکأنما هو بينها ضرغامه


وتري الصريع دماؤه أکفانه
وحنوطه أحجاره ورغامه


والموت من ماء الترائب ورده
ومن النفوس مزاده ومسامه

[صفحه 280]

طلبوا مداه ففاتهم سبقا إلي
أمديشق علي الرجال مرامه


فمتي أجالوا للفخار قداحهم
فالفائزات قداحه وسهامه


وإذا الامور تشابهت واستبهمت
فجلاؤها وشفاؤها أحکامه


وتري الندي إذا احتبي لقضية
عوجا إليها مصغيات هامه


يفضي إلي لب البليد بيانه
فيعي وينشئ فهمه إفهامه


بغريب لفظ لم تذره سقاته
ولطيف معني لم يفض ختامه


وإذا التفت إلي التقي صادفته
من کل بر وافرا إقامه


فالليل فيه قيامه متهجدا
يتلو الکتاب وفي النهار صيامه


يطوي الثلاث تعففا وتکرما
حتي يصادف زاده معتامه


وتراه عريان اللسان من الخنا
لا يهتدي للامر فيه ملامه


وعلي الذي يرضي الآءله هجومه
وعن الذي لا يرتضي احجامه


فمضي بريئا لم تشنه ذنوبه
يوما ولا ظفرت به آثامه


ومفاخر ما شئت إن عددتها
فالسيل أطبق لا يعد رکامه


تعلو علي من رام يوما نيلها
من يذبل هضباته واکامه


وقال في الجزء الرابع من ديوانه يرثي الامام السبط الشهيد عليه السلام في يوم عاشوراء سنة 427


أما تري الربع الذي أقفرا
عراه من ريب البلي ماعرا؟


لو لم أکن صبا لسکانه
لم يجر من دمعي له ماجري


رأيته بعد تمام له
مقلبا أبطنه أظهرا


کأنني شکا وعلما به
أقرأ من أطلاله أسطرا


وقفت فيه اينقا ضمرا
شذب من أوصالهن السري


لي باناسي شغل عن هوي
ومعشري أبکي لهم معشرا


أجل بأرض الطف عينيک ما
بين اناس سربلوا العثيرا


حکم فيهم بغي أعدائهم
عليهم الذؤبان والانسرا


تخال من لئلاء أنوارهم
ليل الفيافي بهم مقمرا

[صفحه 281]

صرعي ولکن بعد أن صرعوا
وقطروا کل فتي قطرا


لم يرتضوا درعا ولم يلبسوا
بالطعن إلا العلق الاحمرا


من کل طيان الحشي ضامر
يرکب في يوم الوغا ضمرا


قل لبني حربوکم قولة
سطرها في القوم من سطرا


تهتم عن الحق کأن الذي
أنذرکم في الله ما أنذرا


کأنه لم يقرکم ضللا
عن الهدي القصد بام القري


ولا تدرعتم بأثوابه
من بعد أن أصبحتم حسرا


ولا فريتم ادما إمرة
ولم تکونوا قط ممن فري


وقلتم عنصرنا واحد
هيهات لا قربي ولا عنصرا


ما قدم الاصل امرءا في الوري
أخره في الفرع ما أخرا


طرحتم الامر الذي يجتني
وبعتم الشئ الذي يشتري


وغرکم بالجهل إمهالکم
وإنما اغتر الذي غررا


حلاتم بالطف قوما عن ال
ماء فحلئتم به الکوثرا


فإن لقوا ثم بکم منکرا
فسوف تلقون بهم منکرا


في ساعة يحکم في أمرها
جدهم العدل کما أمرا


وکيف بعتم دينکم بالذي ا
ستنزره الحازم واستحقرا؟


لولا الذي قدر من أمرکم
وجدتم شأنکم أحقرا


کانت من الدهر بکم عثرة
لابد للسابق أن يعثرا


لا تفخروا قط بشئ فما
ترکتم فينا لکم مفخرا


ونلتموها بيعة فلتة[1] .
حتي تري العين الذي قدرا


کأنني بالخيل مثل الدبا
هبت له نکاؤه صرصرا


وفوقها کل شديد القوي
تخاله من حنق قسورا


لا يمطر السمر غداة الوغا
إلا برش الدم إن أمطرا


فيرجع الحق إلي أهله
ويقبل الامر الذي أدبرا

[صفحه 282]

يا حجج الله علي خلقه
ومن بهم أبصر من أبصرا


أنتم علي الله نزول وإن
خال اناس انکم في الثري


قد جعل الله إليکمکما
علمتمالمبعث والمحشرا


فإن يکن ذنب فقولوا لمن
شفعکم في العفو أن يغفرا


إذا توليتکم صادقا
فليس مني منکر منکرا


نصرتکم قولا علي أنني
لآمل بالسيف أن أنصرا


وبين أضلاعي سر لکم
حوشي أن يبدوا وأن يظهرا


أنظر وقتا قيل لي بح به
وحق للموعود أن ينظرا


وقد تبصرت ولکنني
قد ضقت أن اکظم أو أصبرا


وأي قلب حملت حزنکم
جوانح عنه وما فطرا؟


لا عاش من بعدکم ععائش؟؟
فينا ولا عمر من عمرا


ولا استقرت قدم بعدکم
قرارها مبدي ولا محضرا


ولا سقي الله لنا ظامئا
من بعد أن جنبتم الابحرا


ولا علت رجلوقد زحزحت
أرجلکم عن متنهمنبرا


وقال في الجزء الرابع من ديوانه وهو يفتخر


مالک في ربة الغلائل
والشيب ضيف لمتي من طائل؟


أما ترين في شواتي[2] نازلا؟
لا متعة لي بعده بنازل


محا غرامي بالغواني صبغه
واجتث من أضالعي بلابلي


ولاح في رأسي منه قبص
يدل أيامي علي مقاتلي


کان شبابي في الدمي وسيلة
ثم انقضت لما انقضت وسائلي


يا عائبي بباطل ألفته
خذ بيديک من تمن باطل


لا تعذلني بعدها علي الهوي
فقد کفاني شيب رأسي عاذلي


وقل لقوم فاخرونا ضلة
أين الحصيات من الجراول[3]

[صفحه 283]

وأين قامات لکم دميمة
من الرجال الشمخ الاطاول؟


نحن الاعالي في الوري وأنتم
ما بينهم أسافل الاسافل


ما تستويفلا تروموا معوزا
فضائل السادات بالرذائل


ما فيکم إلا دني خامل
وليس فينا کلنا من خامل


دعوا النباهات علي أهل لها
وعرسوا في أخفض المنازل


ولا تعوجوا بمهب عاصف
ولا تقيموا في مصب الوابل


أما تري خير الوري معاشري؟
ثم قبيلي أفضل القبائل؟


ما فيهم إن وزنوا من ناقص
وليس فيهم خبرة من جاهل


أقسمت بالبيت تطوف حوله
أقدام حاف للتقي وناعل


وما أراقوه علي واد مني
عند الجمار من نجيع سائل


وأذرع حاسرة ترميوقد
حان طلوع الشمسبالجنادل


والموقفين حط ما بينهما
عن ظهره الذنوب کل حامل


فإن يخب قوم علي غيرهما
فلم يخب عندهما من آمل


لقد نمتني من قريش فتية
ليسوا کمن تعهد في الفضائل


ألواردين من علي ومن تقي
دون المنايا صفوة المناهل


قوم إذا ما جهلوا في معرک
ولوا علي الاعراق بالشمائل


کأنهم اسد الشري يوم الوغي
لکنهم أهلة المحافل


إن ناضلوا فليس من مناضل
أو ساجلوا فليس من مساجل


سل عنهم إن کنت لا تعرفهم
سل الظبي وشرع العوامل


وکل منبوذ علي وجه الثري
تسمع فيه رنة الثواکل


کأنما أيديهم مناصل
يلعبن يوم الروع بالمناصل


من کل ممتد القناة سامق
يقصر عنه أطول الحمائل


ما ضرني والعار لا يطور بي
إن لم أکن بالملک الحلاحل


ولم أکن ذا صامت وناطق
ولم أرح بباقر وجامل


خير من المال العتيد بذله
في طرق الافضال والفواضل

[صفحه 284]

والشکر مغن انت مغن فقره
خير إذا أحرزته من نائل


فلا تعرض منک عرضا أملسا
لخدشة اللوام والقوائل


فليس فينا مقدم کمحجم
وليس منا باذل کباخل


وما الغني إلا حبالات العنا
فانج إذا شئت من الحبائل


إلي متي أحمل من ثقل الوري
ما لم يطقه ظهر عود بازل؟


إن لم يزرني الهم اصباحا أتي
ولم أعره الشوق في الاصائل


وکم مقام في عراص ذلة
وعطن عن العلاء سافل


وکم أظل مفهقا عن الاذي
معللا دهري بالاباطل


کأنني وقد کملت دونهم
رضي بدون النصف غير کامل


محسودة مغبوطة ظواهري
لکنها مرحومة دواخلي


کأنني شعب جفاه قطره
أو منزل أقفر غير آهل


فقل لحسادي أفيقوا فالذي
أغضبکم مني غير آفل


أنا الذي فضحت قولا مصقعا
مقاولي وفي العلي مطاولي


إن تبتنوا من العدي معاقلا
فإن في ظن القنا معاقلي


لا تستروا فضلي الذي اوتيته
فالشمس لا تحجب بالحوائل


فقد فررتم أبدا من سطوتي
فر القطا الکدر من الاجادل


ولا تذق أعينکم طعم الکري
وعندکم وفيکم طوائلي


تقوا الردي وحاذروا الشر الذي
شب اواري فغلت مراجلي


وجن تيار عبابي واشتکت
خروق أسماعکم صلاصلي


إن لم أطرکم مزقا تحملکم
نکب الاعاصير مع القساطل


فلا أجبت من صريخ دعوة
ولا أطعت يوم جود سائلي


ولا أناخ کل قومي کلهم
في مغنم أو مغرم بکاهل[4] .


وفي غد تبصرها مغبرة
علي الموامي کالنعام الجافل


يخرجن من کل عجاج کالدجي
مثل الضحي بالغرر السوائل

[صفحه 285]

من يرهن قال من هذا الذي
سد الملا بالنعم المطافل؟


وفوقهن کل مرهوب الشذا
يروي السنان من دم الشواکل[5] .


أبيض کالسيف ولکن لم يعج
صقاله علي يمين صاقل


حيث تري الموت الزؤام بالقنا
مستحب الاذيال والذلاذل[6] .


والنقع يغشي العين عن لحاظها
والرکض يرمي الارض بالزلازل


وبزت الاصلاب أو تمخضت
بلا تمام بطن کل حامل


ولم يجز هم الفتي عن نفسه
وذهل الحي عن العقائل


إن لم أنل في بابل مآربي
فلي إذا ما شئت غير بابل


وإن أبت في وطن مقلقلا
أبدلته بأظهر الرواحل


وإن تضق بي بلدة واحدة
فلم تضق في غيرها مجاولي


وإن نبا عني خليل وجفا
نفضت من ودي له أناملي


خير من الخصب مع الذل به
معرس علي المکان الماحل


وقال في الافتخار في الحزء الرابع من ديوانه


ما ذا جنته ليلة التعريف
شغفت فؤادا ليس بالمشغوف؟


ولو أنني أدري بما حملته
عند الوقوف حذرت يوم وقوفي


ما زال حتي حن حب قلوبنا
بجماله سرب الظباء الهيف


وأرتک مکتتم المحاسن بعد ما
ألقي تقي الاحرام کل نصيف


وقنعت منها بالسلام لو انه
أروي صدي أو بل لهف لهيف


والحب يرضي بالطفيف معاشرا
لم يرتضوا من قبله بطفيف


ويخف من کان البطيئ عن الهوي
فکأنه ما کان غير خفيف


يا حبها رفقا بقلب طالما
عرفته ما ليس بالمعروف


قد کان يرضي أن يکون محکما
في لبه لو کنت غير عنيف


أطرحت يا ظمياء ثقلک کله
يوم الوداع علي فقار ضعيف

[صفحه 286]

يقتاده للحب کل محبب
ويروعه بالبين کل أليف


وکأنني لما رجعت عن النوي
أبکي رجعت بناظر مطروف


وبزفرة شهد العذول بأنها
من حامل ثقل الهدي ملهوف


ومتي جحدتهم الغرام تصنعا
ظهروا عليه بدمعي المذروف


وعلي مني غرر رمين نفوسنا
قبل الجمار من الهوي بحتوف


يسحبن أذيال الشفوف غوانيا
بالحسن عن حسن بکل شفوف


وعدلن عن لبس الشفوف وإنما
هن الشنوف محاسنا لشنوف


وتعجبت للشيب وهي جناية
لدلال غانية وصد صدوف


وأناطت الحسناء بي تبعاته
فکأنما تفويفه تفويفي


هو منزل بدلته من غيره
وهو الفتي في المنزل المألوف


لا تنکريه فهو أبعد لبسة
عن قذف قاذفة وقرف قروف


وبعيدة الاقطار طامسة الطوي
من طول تطواف الرياح الهوف


لا صوت فيها للانيس وإنما
لعصائب الجنان جرس عزيف


وکأنما خرق النعام بدوها
ذود شردن لزاجر هنيف


قطعت رکابي وهي غير طلائح
مع طول ايضاعي وفرط وجيفي


أبغي الذي کل الوري عن بغيه
من بين مصدود ومن مصدوف


والعز في کلف الرجال ولم ينل
عز بلا نصب ولا تکليف


والجدب مغني للاعزه داره
والذل بيت في مکان الريف


ولقد تعرفت النوائب صعدتي
وأجاد صرف الدهر من تثقيفي


وحللت من ذل الانام بنجوة
لا لومتي فيها ولا تعنيفي


فبدار أندية الفخار إقامتي
وعلي الفضائل مربعي ومصيفي


وسري سري النجم المحلق في العلي
نظمي وما ألفت من تصنيفي


ورأيت من غدر الزمان بأهله
من بعد أن أمنوه کل طريف


وعجبت من حيد القوي عن الغني
طول الزمان وحظوة المضعوف


وعمي الرجال عن الصواب کأنهم
يعمون عما ليس بالمکشوف

[صفحه 287]

وفديت عرضي من لئام عشيرتي
بنزاهتي عن سيئ وعزوفي[7] .


فبقدر ما أحميهم ما ساءهم
أعطيهم من تالدي وطريفي


کم روع الاعداء قبل لقائهم
ببروق ايعادي ورعد صريفي


وکأنهم شرد سوامهم وقد
سمعوا علي جو السماء حفيفي


قومي الذين تملکوا ربق الوري
بطعان أرماح وضرب سيوف


ومواقف في کل يوم عظيمة
ما کان فيها غيرهم بوقوف


ومشاهد ملات شعوب عدائهم
بقذي لاجفان ورغم انوف


هم خولوا النعم الجسام وأمطروا
في المملقين غمائم المعروف


وکأنهم يوم الوغي خلل القنا
حيات رمل أو اسود غريف


کم راکب منهم لغارب سدفة
طربا لجود أو مهين سديف


ومتيم يالمکرمات وطالما
ألف الندي من کان غير ألوف


وحللت أندية الملوک مجيبة
صوتي ومصغية إلي توقيفي


وحميتهم بالحزم کل عضيهة
وکفيتهم بالعزم کل مخوف


وتراهم يتدارسون فضائلي
ويصنفون من الفخار صنوفي


ويرد دون علي الرواة مآثري
ويعد دون من العلاء الوفي


ويسيرون إلي ديار عدوهم
من جند رأيي العالمين رجوفي


وإذا هم نکروا غريبا فاجئا
وفزعوا بنکرهم إلي تعريفي


دفعوا بي الخطب العظيم عليهم
واستعصموا حذر العدي بکنوفي


وصحبت منهم کل ذي جبرية
سام علي قلل البرية موف


ترنو إليک وقد وقفت إزاءه
بين الوفود بناظري غطريف


فالآن قل للحاسدين تنازحوا
عن شمس افق غير ذات کسوف


ودعوا لسيل الواديين طريقه
فالسيل جراف لکل جروف


وتزودوا يأس القلوب عن الندي
فمنبفه دار لکل منيف


وارضوا بأن تمشوا ولا کرم لکم
في دار مجد الاکرمين ضيوفي

[صفحه 288]

وقال في الجزء الخامس من ديوانه يرثي جده الطاهر الامام السبط الشهيد عليه السلام ومن قتل معه


يا دار دار الصوم القوم
کيف خلا افقک من أنجم؟


عهدي بها يرتع سکانها
في ظل عيش بينها أنعم


لم يصبحوا فيها ولم يغبقوا
إلا بکاسي خمرة الانعم


بکيتها من أدمع لو أبت
بکيتها واقعة من دم


وعجت فيها رائيا أهلها
سواهم الاوصال والملطم


نحلن حتي خالهن السري
بعض بقايا شطن مبرم


لم يدع الآساد هاماتها
إلا سقيطات علي المنسم


يا صاحبي يوم أزال الجوي
لحمي بخدي عن الاعظم


واريت ما أنت به عالم
ودائي المعضل لم تعلم


ولست فيما أنا صب به
من قرن السالي بالمغرم


وجدي بغير الظعن سيارة
من محزم ناء إلي محزم


ولا بلفاء هضيم الحشا
ولا بذات الجيد والمعصم


فاسمع زفيري عند ذکري الاولي
بالطف بين الذئب والقشعم


طرحي فإما مقعص بالقنا
أو سائل النفس علي مخذم[8] .


نثرا کدر بدد مهمل
أغفله السلک فلم ينظم


کأنما الغبراء مرمية
من قبل الخضراء بالانجم


دعوا فجاؤا کرما منهم
کم غر قوما قسم المقسم


حتي رأوها اخريات الدجي
طوالعا من رهج أقتم


کأنهم بالصم مطرورة
لمنجد الارض علي متهم


وفوقها کل مغيظ الحشا
مکتهل الطرف بلون الدم


کأنه من حنق أجدل
أرشده الحرص إلي مطعم


فاستقلبوا الطعن إلي فتية
خواض بحر الحذر المفعم

[صفحه 289]

من کل نهاض بثقل الاذي
موکل الکاهل بالمعظم


ماض لما أم فلو جاد في ال
هيجاء بالحوجاء لم يندم


وکالف بالحرب لو أنه
أطعم يوم السلم لم يطعم


مثلم السيف ومن دونه
عرص صحيح الحد لم يثلم


فلم يزالوا يکرعون الظبا
بين تراقي الفارس المعلم


فمثخن يحمل شهاقة
تحکي لراء فغرة الاعلم


کأنما الورس بها سائل
أو أنبتت من قضب العندم


ومستزل بالقنا عن قري
عبل الشوي أو عن مطاأدهم


لو لم يکيدوهم بها کيدة
لانقلبوا بالخزي والمرغم


فاقتضبت بالبيض أرواحهم
في ظل ذاک العارض الاسحم


مصيبة سيقت إلي أحمد
ورهطه في الملا الاعظم


رزء ولا کالرزء من قبله
ومولم ناهيک من مولم


ورمية أصمت ولکنها
مصمئة من ساعد أجذم


قل لنبي حرب ومن جمعوا
من حائر عن رشده أو عمي


وکل عان في أسار الهوي
يحسب يقظان من النوم


لا تحسبوها حلوة انها
أمر في الحلق من العلقم


صرعهم انهم أقدموا
کم فدي المحجم بالمقدم


هل فيکم إلا أخو سوءة
مجرح الجلد من اللوم؟


إن خاف فقرا لم يجد بالندي
أو هاب وشک الموت لم يقدم


يا آل ياسين ومن حبهم
منهج ذاک السنن الاقوم


مهابط الاملاک أبياتهم
ومستقر المنزل المحکم


فأنتم حجة رب الوري
علي فصيح النطق أو أعجم


وأين إلا فيکم قربة
إلي الآءله الخالق المنعم


والله لا أخليت من ذکرکم
نظمي ونثري ومرامي فمي


کلا ولا أغببت أعدائکم
من کلمي طورا ومن أسهمي

[صفحه 290]

ولا رئي يوم مصاب لکم
منکشفا في مشهد مبسمي


فإن أغب عن نصرکم برهة
بمرهفات لم أغب بالفم


صلي عليکم ربکم وارتوت
قبورکم من مسبل منجم


مقعقع تخجل أصواته
أصوات ليث الغابة المرزم


وکيف استسقي لکم رحمة؟
وأنتم الرحمة للمجرم


وقال يرثي الامام السبط المفدي وأصحابه توجد في الجزء الخامس من ديوانه


هل أنت راث لصب القلب معمود
دوي الفؤاد بغير الخرد الخود؟


ما شفه هجر أحباب وإن هجروا
من غير جرم ولا خلف المواعيد


وفي الجفون قذاة غير زائلة
وفي الضلوع غرام غير مفقود


يا عاذلي ليس وجد بت أکتمه
بين الحشي وجد تعنيف وتفنيد


شربي دموعي علي الخدين سائلة
إن کان شربک من ماء العناقيد


ونم فإن جفونا لي مسهدة
عمر الليالي ولکن أي تسهيد


وقد قضيت بذاک العذل مأدبة
لو کان سمعي عنه غير مسدود


تلومني لم تصبک اليوم قاذفتي
ولم يعدک کما يعتادني عيدي


فالظلم عذل خلي القلب ذا شجن
وهجنة لوم موفور لمجهود


کم ليلة بت فيها غير مرتفق
والهم ما بين محلول ومعقود


ما إن أحن إليها وهي ماضية
ولا أقول لها مستدعيا عودي


جاءت فکانت کعوار علي بصر
وزايلت کزيال المائد المودي


فإن يود اناس صبح ليلهم
فإن صبحي صبح غير مورود


عشية هجمت منها مصائبها
علي قلوب عن البلوي محابيد


يا يوم عاشور کم طأطأت من بصر
بعد السمو وکم أذللت من جيد


يايوم عاشور کم أطردت لي أملا
قد کان قبلک عندي غير مطرود


أنت المرنق عيشي بعد صفوته
ومولج البيض من شيبي علي السود


جز بالطفوف فکم فيهن من جبل
خر القضاء به بين الجلاميد


وکم جريح بلا آس تمزقه
إما النسور وإما أضبع البيد

[صفحه 291]

وکم سليب رماح غير مستتر
وکم صريح حمام غير ملحود


کأن أوجههم بيضا ملالاة
کواکب في عراص القفرة السود


لم يطعموا الموت إلا بعد أن حطموا
بالضرب والطعن أعناق الصناديد


ولم يدع فيهم خوف الجزاء غدا
دما لترب ولا لحما إلي سيد


من کل أبلج کالدينار تشهده
وسط الندي بفضل غير مجحود


يغشي الهياج بکف غير منقبض
عن الضراب وقلب غير مزؤد


لم يعرفوا غير بث العرف بينهم
عفوا ولا طبعوا إلا علي الجود


يا آل أحمد کم تلوي حقوقکم
لي الغرائب عن نبت القراديد


وکم أراکم بأجواز الفلا جزرا
مبددين ولکن أي تبديد


لو کان ينصفکم من ليس ينصفکم
ألقي إليکم مطيعا بالمقاليد


حسدتم الفضل لم يحرزه غيرکم
والناس ما بين محروم ومحسود


جاءوا إليکم وقد أعطوا عهودهم
في فيلق کزهاء الليل ممدود


مستمرحين بأيديهم وأرجلهم
کما يشاؤن رکض الضمر القود


تهوي بهم کل جرداء مطهمة
هوي سجل من الاودام مجدود


مستشعرين لاطراف الرماح ومن
حد الظبا أدرعا من نسج داود


کأن أصوات ضرب الهام بينهم
أصوات دوح بأيدي الريح مبدود


حمائم الايک تبکيهم علي فنن
مرنح بنسيم الريح املود


نوحي فذاک هدير منک محتسب
علي (حسين) فتعديد، کتغريد


احبکم والذي طاف الحجيج به
بمبتني بأزاء العرش مقصود


وزمزم کلما قسنا مواردها
أوفي وأربي علي کل المواريد


والموقفين وما ضحوا علي عجل
عند الجمار من الکوم المقاحيد


وکل نسک تلقاه القبول فما
أمسي وأصبح إلا غير مردود


وارتضي أنني قد مت قبلکم
في موقف بالردينيات مشهود


جم القتيل فهامات الرجال به
في القاع ما بين متروک ومحصود


فقل لآل زياد أي معضلة
رکبتموها بتخبيب وتخويد؟

[صفحه 292]

کيف استلبتم من الشجعان أمرهم
والحرب تغلي بأوغاد عراديد؟


فرقتم الشمل ممن لف شملکم
وأنتم بين تطريد وتشريد


ومن أعزکم بعد الخمول ومن
أدناکم من أمان بعد تبعيد


لولاهم کنتم لحما لمزدرد
أو خلسة لقصير الباع معضود


أو کالسقاء يبيسا غير ذي بلل
أو کالخباء سقيطا غير معمود


أعطاکم الدهر ما لابد يرفعه
فسالب العود فيها مورق العود


فلا شربتم بصفو لا ولا علقت
لکم بنان بأزمان أراغيد


ولا ظفرتم وقد جنت بکم نوب
مقلقلات بتمهيد وتوطيد


وحول الدهر ريانا إلي ظمأ
منکم وبدل محدودا بمجدود


قد قلت للقوم حطوا من عمائمهم
تحققا بمصاب السادة الصيد


نوحوا عليه فهذا يوم مصرعه
وعددوا إنها أيام تعديد


فلي دموع تباري القطر واکفة
جادت وإن لم أقل يا أدمعي جودي


وقال يذکر مصرع جده الامام السبط عليه السلام يوجد في الجزء الاول من ديوانه


أسقي نمير الماء ثم يلذ لي
ودورکم آل الرسول خلاء؟


وأنتم کما شاء الشتات ولستم
کما شئتم في عيشة وأشاء


تذادون عن ماء الفرات وکارع
به إبل للغادرين وشاء


تنشر منکم في القواء معاشر
کأنهم للمبصرين ملاء


ألا إن يوم الطف أدمي محاجرا
وأودي قلوبا ما لهن دواء


وإن مصيبات الزمان کثيرة
ورب مصاب ليس منه عزاء


أري طخية فينا فأين صباحها؟
وداء علي داء فأين شفاء؟


وبين تراقينا قلوب صدية
يراد لهالو أعطيته جلاء


فيا لائما في دمعتي ومفندا
علي لوعتي واللوم منه عناء


فما لک مني اليوم إلا تلهفي
وما لک إلا زفرة وبکاء


وهل لي سلوان وآل محمد
شريدهم ما حان منه ثواء؟


يصد عن الروحات أيدي مطيهم
ويزوي عطاء دونهم وحباء

[صفحه 293]

کأنهم نسل لغير محمد
ومن شعبه أو حزبه بعداء


فيا أنجما يهدي إلي الله نورها
وإن حال عنها للغبي غباء


فإن يک قوم وصلة لجهنم
فأنتم إلي خلد الجنان رشاء


دعوا قلبي المحزون فيکم يهيجه
صباح علي اخراکم ومساء


فليس دموعي من جفوني وإنما
تقاطرن عن قلبي فهن دماء


إذا لم تکونوا فالحياة منية
ولا خير فيها والبقاء فناء


وأما شقيتم بالزمان فإنما
نعيمي إذا لم تلبسوه شقاء


لحي الله قوما لم يجازوا جميلکم
لانکم أحسنتم وأساؤا


ولا انتاشهم عند المکاره منهض
ولا مسهم يوم البلاء جزاء


سقي الله أجداثا طوين عليکم
ولا زال منهلا بهن رواء


يسير إليهن الغمام وخلفه
زماجر من قعقاغه وحداء


کأن بواديه العشار تروحت
لهن حنين دائم ورغاء


ومن کان يسقي في الجنان کرامة
فلامسه ريا من السحائب ماء


وقال يرثيه صلوات الله عليه يوم عاشوراء توجد في الجزء السادس من ديوانه


يا يوم أي شجي بمثلک ذاقه
عصب الرسول وصفوة الرحمان؟


جرعتهم غصص الردي حتي ارتووا
ولذعتهم لواذع النيران


وطرحتهم بدرا بأجواز الفلا
للذئب آونة وللعقبان


عافوا القرار وليس غير قرارهم
أو بردهم موتا بحد طعان


منعوا الفرات وصرعوا من حوله
من تائق للورد أو ظمآن


أو ما رأيت قراعهم ودفاعهم
قدما وقد أعروا من الاعوان؟


متزاحمين علي الردي في موقف
حشي الظبا وأسنة المران


ما إن به إلا الشجاع وطائر
عنه حذار الموت کل جبان


يوم أذل جماجما من هاشم
وسري إلي عدنان بل قحطان


أرعي جميم الحق في أوطانهم
رعي الهشيم سوائم العدوان


وأنار نارا لا تبوخ وربما
قد کان للنيران لون دخان

[صفحه 294]

وهو الذي لم يبق في دين لنا
بالغدر قائمة من البنيان


يا صاحبي علي المصيبة فيهم
ومشارکي اليوم في أحزاني


قوما خذا نار الصلا من أضلعي
إن شئتما والنار من أجفاني


وتعلما ان الذي کتمته
حذر العدي يأبي عن الکتمان


فلو أنني شاهدتهم بين العدي
والکفر مغلول علي الايمان


لخضبت سيفي من نجيع عدوهم
ومحوت من دمهم حجول حصاني


وشفيت بالطعن المبرح بالقنا
داء الحقود ووعکة الاضغان


ولبعتهم نفسي علي ضنن بها
يوم الطفوف بأرخص الاثمان


وقال يرثي جده الامام السبط المفدي يوم عاشوراء سنة 413 توجد في الجزء الثالث من ديوانه


لک الليل بعد الذاهبين طويلا
ووفد هموم لم يردن رحيلا


ودمع إذا حبسته عن سبيله
يعود هتوفا في الجفون هطولا


فيا ليت أسراب الدموع التي جرت
أسون کليما أو شفين عليلا


إخال صحيحا کل يوم وليلة
ويأبي الجوي إلا أکون عليلا


کأني وما أحببت أهوي ممنعا
وأرجو ضنينا بالوصال بخيلا


فقل للذي يبکي نؤيا ودمنة
ويندب رسما بالعراء محيلا


عداني دم لي طل بالطف أن أري
شجيا ابکي أربعا وطلولا


مصاب إذا قابلت بالصبر غربه
وجدت کثيري في العزاء قليلا


ورزء حملت الثقل منه کأنني
مدي الدهر لم أحمل سواه ثقيلا


وجدتم عداة الدين بعد محمد
إلي کلمه في الاقربين سبيلا


کأنکم لم تنزعوا بمکانه
خشوعا مبينا في الوري وخمولا


وأيکم ما عز فينا بدينه
وقد عاش دهرا قبل ذاک ذليلا


فقل لبني حرب وآل امية
إذا کنت ترضي أن تکون قؤلا


سللتم علي آل النبي سيوفه
ملئن ثلوما في الطلي وفلولا


وقد تم إلم من قادکم من ضلالکم
فأخرجکم من وادييه خيولا

[صفحه 295]

ولم تغدروا إلا بمن کان جده
إليکم لتحظوا بالنجاة رسولا


وترضون ضد الحزم إن کان ملککم
ضئيلا ودينا دنتم لهزيلا


نساء رسول الله عقر ديارکم
يرجعن منکم لوعة وعويلا


لهن ببوغاء الطفوف أعزة
سقوا الموت صرفا صبية


وکهولا کأنهم نوار روض هوت به
رياح جنوبا تارة وقبولا


وأنجم ليل ما علون طوالعا
لاعيننا حتي هبطن افولا


فأي بدور ما محين بکاسف؟
وأي غصون مالقين ذبولا؟


أمن بعد أن أعطيتموه عهودکم
خفافا إلي تلک العهود عجولا


رجعتم عن القصد المبين تناکصا
وحلتم عن الحق المنير حؤولا؟


وقعقعتم أبوابه تختلونه
ومن لم يرد ختلا أصاب ختولا


فما زلتم حتي أجاب نداءکم
وأي کريم لا يجيب سؤولا؟


فلما دنا ألفاکم في کتائب
تطاولن أقطار السباسب طولا


متي تک منها حجزة أو کحجزة
سمعت رغاء مصعقا وضهيلا


فلم ير إلا ناکثا أو منکبا
وإلا قطوعا للذمام حلولا


وإلا قعودا عن لمام بنصره
وإلا جبوها بالردي وخذولا


وضغن شفاف هب بعد رقاده
وأفئدة ملاي يفضن ذحولا


وبيضا رقيقات الشفار صقيلة
وسمرا طويلات المتون عسولا


لا أنتم أفرجتم عن طريقه
إليکم ولا لما أراد قفولا


عزيز علي الثاوي بطيبة أعظم
نبذن علي أرض الطفوف شکولا


وکل کريم لا يلم بريبة
فإن سيم قول الفحش قال جميلا


يذادون عن ماء الفرات وقد سقوا
الشهادة من ماء الفرات بديلا


رموا بالردي من حيث لا يحذرونه
وغروا وکم غر الغفول غفولا


أيا يوم عاشوراء کم بفجيعة
علي الغر آل الله کنت نزولا


دخلت علي أبياتهم بمصابهم
ألا بئسما ذاک الدخول دخولا


نزعت شهيد الله منا وإنما
نزعت يمينا أو قطعت تليلا

[صفحه 296]

قتيلا وجدنا بعده دين أحمد
فقيدا وعز المسلمين قتيلا


فلا تبخسوا بالجور من کان ربه
برجع الذي نازعتموه کفيلا


احبکم آل النبي ولا أري
وکم عذلوني عن هواي عديلا


وقلت لمن يلحا علي شغفي بکم
وکم غير ذي نصح يکون عذولا


رويدکم لا تنحلوني ضلالکم
فلن ترحلوا مني الغداة ذلولا


عليکم سلام الله عيشا وميتة
وسفرا تطيعون النوي وحلولا


فما زاغ قلبي عن هواکم وأخمصي
فلا زل عما ترتضون زليلا


وقال في الموعظة والاعتبار توجد في الجزء السادس من ديوانه


لا تقربن عضيهة
إن العضاية مخزيات


واجعل صلاحک سرمدا
فالصالحات الباقيات


في هذه الدنيا ومن
فيها لنا أبدا عظات


إما صروف مقبلات
أو صروف مدبرات


وحوادث الايام فينا
آخذات معطيات


والذل موت للفتي
والعز في الدنيا الحياة


والذخر في الدارين إما
طاعة أو مأثرات


يا ضيعة للمرء تدعوه
إلي الهلک الدعاة


تغتره حتي يزور
شعابهن الطيبات


عبر تمر وما لها
منا عيون مبصرات


أين الاولي کانوا بأ
يدينا حصولا ثم ماتوا؟


من کل من کانت له
ثمرات دجلة والفرات


ما قيل نالوا فوق ما
يهوون حتي قيل فاتوا


لم يغن عنهم حين هم
بهم حمامهم الحماة


کلا ولا بيض وسمر
عاريات مشرعات


نطقوا زمانا ثم ليس
لنطقهم إلا الصمات


وکأنهم بقبورهم
سبتوا وما بهم سبات

[صفحه 297]

من بعد أن رکبوا قري
سرر وجردهم رفات


سلموا علي صلح الاسنة
والظبي لما استماتوا


ونجوا من الغماء لما
قيل ليس لهم نجاة


في موقف فيه الصوارم
والذوابل والکماة


وأتاهم من حيث لم
يخشوا لحينهم الممات


وطوتهم طي البرود
لهم قبور مظلمات


فهم بها مثل الهشيم
تعيث فيها العاصفات


شعث وسائدهم بها
من غير تکرمة علاة


قل للذين لهم إلي
الدنيا دواع مسمعات


و کأنهم لم يسمعوا
ما ذا تقول الناعيات


أو ما تقول لهم إذا اجتا
زوا الديار الخاليات؟


فالضاحکات وقد نعمن
بهن هن الباکيات


حتي متي وإلي متي
تأوي عيونکم السنات؟


کم ذا تفرج عنکم
أبد الزمان الموغطات؟


کم ذا وعظتم لو تکون
لکم قلوب مصغيات؟


لکم عقول معوضات
أو عيون عاشيات


عج بالديار فنادها
أين الجبال الراسيات؟


أين العصاة علي المکا
رم للعواذل والاباة؟


تجري المنايا من روا
جبهم جميعا والصلات


وإذا لقوا يوم الوغي
أقرانهم کانت هناة


والدهر طوع يمينهم
وهم علي الدنيا الولاة


أعطاهم متبرعا
ثم استرد فقال هاتوا


کانت جميعا ثم مزق
شمل بينهم الشتات


فأکفهم من بعد أن
سلبوا المواهب مقفرات


وسيوفهم ورماحهم
منبوذة والضامرات

[صفحه 298]

أمنوا الصباح ومالهم
علم بما يجني البيات


ورماهم فأصابهم
داء تعز له الرقاة


وسهام أقواس المنون
الصائبات المصميات


45 مات الندي من بيننا
بمماتهم والمکرمات


وقال يرثي الشيخ الاکبر شيخنا المفيد محمد بن محمد بن نعمان المتوفي في رمضان 413 توجد في الجزء الثالث من ديوانه


من علي هذه الديار أقاما؟
أو ضفا ملبس عليه وداما؟


عج بنا نندب الذين تولوا
باقتياد المنون عاما فعاما


فارقونا کهلا وشيخا وهما
ووليدا وناشئا وغلاما


وشحيحا جعد اليدين بخيلا
وجوادا مخولا مطعاما


سکنوا کل ذروة من أشم
يحسر الطرف ثم حلوا الرغاما


يا لحي الله مهملا حسب الد
هر نؤم الجفون عنه فناما


وکأني لما رأيت بني الدهر
غفولا رأيت منهم نياما


أيها الموت کم حططت عليا
سامي الطرف؟ أو جببت سناما؟


وإذا ما حدرت خلفا وظنوا
نجوة من يديک کنت إماما


أنت ألحقت بالذکي غبيا
في اصطلام وبالدني هماما


أنت أفنيت قبل أن تأخذ الابناء
منا الآباء والاعماما


ولقد زادني فأرق عيني
حادث أقعد الحجي وأقاما


حدت عنه فزادني حيدي عنه
لصوقا بدائه والتزاما


وکأني لما حملت به الثقل
تحملت يذبلا وشماما


فخذ اليوم من دموعي وقد کن
جمودا علي المصاب سجاما


إن شيخ الاسلام والدين والعلم
تولي فأزعج الاسلاما


والذي کان غرة في دجي الايا
م أودي فأوحش الاياما


کم جلوت الشکوک تعرض في نص
وصي؟ وکم نصرت إماما؟


وخصوم لد ملاتهم بالحق
في حومة الخصام خصاما؟

[صفحه 299]

عاينوا منک مصميا ثغرة النحر
وما أرسلت يداک سهاما وشجاعا


يفري المراء وما کل
شجاع يفري الطلي والهاما


من إذا مال جانب من بناء
الدين کانت له يداه دعاما؟


وإذا ازور جائر عن هداه
قاده نحوه فکان زماما؟


من لفضل أخرجت منه خبيئا
ومعان فضضت عنها ختاما؟


من لسوء ميزت عنه جميلا
وحلال خلصت منه حراما؟


من ينير العقول من بعد ما کن
همودا وينتج الافهاما؟


من يعير الصديق رأيا إذا ما
سله في الخطوب کان حساما؟


فامض صفرا من العيوب وکم با
ن رجال أثروا عيوبا وذاما


إن خلدا أوضحت عاد بهيما
وصباحا أطلعت صار ظلاما


وزلالا أوردت حال اجاجا
وشفاء أورثت آل سقاما


لن تراني وأنت من عدد الاموا
ت إلا تجملا بساما


وإذا ما اخترمت مني فما أرهب
في سائر الانام اختراما


إن تکن مجرما ولست فقدوا
ليت قوما تجملوا الاجراما


لهم في المعاد جاه إذا ما
بسطوه کفي وأغني الاناما


لا تخف ساعة الجزاء وإن خا
ف اناس فقد أخذت ذماما


أودع الله ما حللت من البيد
اء فيه الانعام والاکراما


ولوي عنه کل ما عاقه التر
ب ولا ذاق في الزمان اواما


وقضي أن يکون قبرک للرحمة
والامن منزلا ومقاما


وإذا ما سقي القبور فرواها
رهاما سقاک منه سلاما


رحم الله معشر الماضين والسلام

علي من اتبع الهدي

[صفحه 300]



صفحه 278، 279، 280، 281، 282، 283، 284، 285، 286، 287، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 294، 295، 296، 297، 298، 299، 300.





  1. اشار إلي ما اخرجه الحفاظ عن عمرانه قال بيعة ابي بکر کانت فلتة وقي الله شرها.
  2. شواة جلدة الرأس.
  3. الجراول جمع جرولة وجرول الحجارة.
  4. ألکل الضعيف اليتيم ألکاهل من القوم سندهم ومعتمدهم.
  5. شواکل ج شاکلة الخاصرة.
  6. الزؤام عاجل وقيل سريع مجهز الذلاذل جمع ذلذل وذلذل اسفل الثوب.
  7. غزوف ترک الشيئ والانصراف عنه.
  8. مقعص من أقعص الرجل قتله مکانه أجهز عليه مخذم آمة الخدم والذم القطع بسرعة.