القاب ألشريف الرضي ومناصبه











القاب ألشريف الرضي ومناصبه



لقبه بهاء الدولة سنة 388 بالشريف الاجل، وفي سنة 392 بذي المنقبتين، وفي سنة 398[1] بالرضي ذي الحسبين، وفي سنة 401 أمر أن تکون مخاطباته ومکاتباتة بعنوان (الشريف الاجل) وهو أول من خوطب بذلک من الحضرة الملوکية.

إن المناصب والولايات کانت متکثرة علي عهد سيدنا الشريف من الوزارة التنفيذية والتفويضية، والامارة علي البلاد بقسميها العامة والخاصة، والعامة بضربيها استکفاء بعقد عن إختيار، واستيلاء بعقد عن إضطرار، والامارة علي جهاد المشرکين بقسميها المقصورة علي سياسة الجيش وتدبير الحرب، والمفوض معها إلي الامير جميع أحکامها من قسم الغنائم وعقد الصلح، والامارة علي قتال أهل الردة، وقتال أهل البغي، وقتال المحاربين، وولاية القضاء، وولاية المظالم، وولاية النقابة بقسميها العامة والخاصة وولاية إمامة الصلوات، وإمارة الحج، وولاية الدواوين باقسامها، وولاية الحسبة، وغيرها من الولايات.

فمنها ما کان يخص بالکتاب والادباء، وآخر بالثقات ورجال العدل و النصفة، وثالث بالاماجد والاشراف والمترفين، ورابع باباة الضيم وأصحاب البسالة والفروسية، وخامس بذوي الآراء والفکرة القوية والدهاة، وسادس بأعاظم العلويين وأعيان العترة النبوية، وسابع بالفقهاء وأئمة العلم والدين.

وهناک ما يخص بجامع تلکم الفضايل، ومجتمع هاتيک المآثر کسيدنا الشريف ذلک المثل الاعلي في الفضايل کلها فعلي الباحث عن مواقفه ومقاماته ونفسياته

[صفحه 205]

الکريمة أن يقرأ ولو بصورة مصغرة دروس المناصب التي کان يتولاها الشريف فعندئذ يجد صورة مکبرة تجاه عينيه ممثلة من العلم والفقه والحکمة والثقة والسداد والانفة والفتوة والهيبة والعظمة والجلال والروعة والوفاء وعزة النفس والرأي و الحزم والعزم والبسالة والعفة والسودد والکرم والاباء والغني عن أي أحد قد حليت بالادب والشعر ولا يراها إلا مثال الشريف الرضي.

تولي الشريف بنقابة الطالبيين، وإمارة الحاج والنظر في المظالم سنة 380 وهو ابن 21 عاما علي عهد الطائع، وصدرت الاوامر بذلک من بهاء الدولة وهو بالبصرة سنة 397، ثم عهد اليه في 16 محرم سنة 403 بولاية امور الطالبيين في جميع البلاد فدعي (نقيب النقباء) ويقال إن تلک المرتبة لم يبلغها أحد من أهل البيت إلا الامام علي بن موسي الرضا سلام الله عليه الذي کانت له ولاية عهد المأمون، واتيحت للشريف الخلافة علي الحرمين علي عهد القادر کما في المجلد الاول من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد وکان هو والولايات کما قيل


لم تشيد له الولايات مجدا
لا ولا قيل رفعت مقداره


بل کساها وقد تحزمها الده
ر جلالا وبهجة ونضاره


وذکر تحليل المناصب التي تولاها سيدنا الشريف وشروطها في تآليف علماء السلف وأفردوا فيها کتبا ونحن نأخذ مختصر ما في (الاحکام السلطانية)للماوردي المتوفي سنة 450.



صفحه 205.





  1. في البداية والنهاية ج 11 ص 335 سنة 396).