غديريات ابن حماد العبدي











غديريات ابن حماد العبدي



(1)


ألاقل لسلطان الهوي کيف أعمل
لقد جار من أهوي وأنت المؤمل؟


أابدي إليک اليوم ما أنا مضمر
من الوجد في الاحشاء أم أتحمل؟!؟!


وما أنا إلا هالک إن کتمته
ولاشک کتمان الهوي سوف يقتل


فخذ بعض ما عندي وبعض أصونه
فإن رمت صون الکل فالحال مشکل


لقد کنت خلوا من غرام وصبوة
أبيت ومالي في الهوي قط مدخل


إلي أن دعاني للصبابة شادن
تحير فيه الواصفون وتذهل


بديع جمال لو يري الحسن حسنه
لفر اختيارا انه منه أجمل


فسبحان من أنشاه فردا بحسنه
فلا تعجبوا فالله ما شاء يفعل


دعاني فلم ألبث ولبيت عاجلا
وما کنت لولا ذلک الحسن أعجل


بذلت له روحي وما أنا مالک
وفي مثله الارواح والمال تبذل


وصرت له خدنا ثلثون حجة
اعانق منه الشمس والليل أليل


بسمعي وقر إن لحا فيه کاشح
کذاک به عن عذل من راح يعذل


إلي أن بدا شيبي ولاح بياضه
کما لاح قرن من سنا الشمس مسدل


وبدل وصلي بالجفا متعمدا
وما خلته للهجر والصد يفعل


فحاولته وصلا فقال لي ابتدأ
وإلا يمينا إنه ليس يقبل


وفر کما من (حيدر) فرقرنه
وقد ثار من نقع السنابک قسطل


غداة رأته المشرکون وسيفه
بکفيه منه الموت يجري ويهطل


حسام کصل الريم في جنباته
دبيب کما دبت علي الصخر أنمل

[صفحه 142]

اذا ما انتضاه واعتزي وسط مازق
تزلزل خوفا منه رضوي ويذبل


به مرحب عض التراب معفرا
وعمرو بن ود راح وهو مجدل


وقام به الاسلام بعد اعوجاجه
وجاء به الدين الحنيف يکمل


إلي أن يقول فيها


هو الضارب الهامات والبطل الذي
بضربته قد مات في الحال نوفل


وعرج جبريل الامين مصرحا
يکبر في افق السما ويهلل


أخو المصطفي يوم (الغدير) وصنوه
ومضجعه في لحده والمغسل


له الشمس ردت حين فاتت صلاته
وقد فاته الوقت الذي هو أفضل


فصلي فعادت وهي تهوي کأنها
إلي الغرب نجم للشياطين مرسل


أما قال فيه أحمد وهو قائم
علي منبر الاکوار والناس نزل؟[1] .


علي أخي دون الصحابة کلهم
به جاءني جبريل إن کنت تسأل


علي بأمر الله بعدي خليفة
وصيي عليکم کيف ماشاء يفعل


ألا إن عاصيه کعاصي محمد
وعاصيه عاصي الله والحق أجمل


ألا إنه نفسي ونفسي نفسه
به النص أنبا وهو وحي منزل


ألا إنني للعلم فيکم مدينة
علي لها باب لمن رام يدخل


ألا إنه مولاکم ووليکم
وأقضاکم بالحق يقضي ويعدل


فقالوا جميعا قد رضيناه حاکما
ويقطع فينا ما يشاء ويوصل


ويکفيکم فضلا غداة مسيره
إلي يثرب والقوم تعلوا وتسفلوا


وقد عطشوا إذ لاح في الدير قائم
لهم راهب جم العلوم مکمل


فناداه من بعد وأعلا بصوته
فکاد علي خوف من الرعب ينزل


فاشرف مذعورا فقال فهل تري
بقربک ماءا أيها المتبتل؟


فقال وأني بالمياه وأرضنا
جبال وصخر لا ترام وجندل؟


ولکن في الانجيل إن بقربنا
علي فرسخين لا محالة منهل


ولم يره إلا نبي مطهرژ

وإلا وصي للنبي مفضل

[صفحه 143]

فسار علي اسم الله للماء طالبا
وراهب ذاک الدير بالعين يأمل


فأوقف والفرسان حول رکابه
ونار الظما في أنفس القوم تشعل


فقال لهم يا قوم هذا مکانکم
فمن رام شرب الماء للحفر ينزل


فما کان إلا ساعة ثم أشرفوا
علي صخرة صماء لا تتقلقل


لجينية ملسا کأن أديمها
اذيب عليها التبر أو ريف منخل


فقال اقلبوها فاعتزوا عند أمره
علي ذاک کلا وهي لا تتجلجل


فقالوا جميعا يا علي فهذه
صفات بها تعي الرجال وتذهل


فمد إليها ما انحني فوق سرجه
يمينا لها إلا غدت وهي أسفل


وزج بها کالعود في کف لاهب
فبان لهم عذب من الماء سلسل


فأوردهم حتي اکتفوا ثم عادها
علي الجب لا يعي ولا يتململ


فلما رآها الراهب انحط مسرعا
لکفيه ما بين الانام يقبل


وأسلم لما أن رأوا هو قائل
أظنک آليا وما کنت أجهل


(ألقصيدة 104 بيتا)

(2)

من قصيدة يمدح بها أميرالمؤمنين صلوات الله عليه


لعمرک يا فتي يوم (الغدير)
لانت المرء أولي بالامور


وأنت أخ لخير الخلق طرا
ونفس في مباهلة البشير


وأنت الصنو والصهر المزکي
ووالد شبر وأبوشبير


وأنت المرء لم تحفل بدنيا
وليس له بذلک من نظير


لقد نبعت له عين فضلت
تفور کأنها عنق البعير


فوافاه البشير بها مغذا
فقال علي أبشر يابشيري


لقد صيرتها وقفا مباحا
لوجه الله ذي العز القدير


وکان يقول يا دنياي غري
سواي فلست من أهل الغرور


وصابر مع حليلته الاذايا
فنالا خير عاقبة الصبور


وقالت ام أيمن جئت يوما
إلي الزهراء في وقت الهجير

[صفحه 144]

فلما أن دنوت سمعت صوتا
وطحنا في الرحاء بلا مدير


فجئت الباب أقرعه نغورا
فما من سامع لي في نغوري


فجئت المصطفي وقصصت شأني
وما أبصرت من أمر زعور


فقال المصطفي شکرا لرب
بإتمام الحباء لها جدير


رآها الله متعبة فألقي
عليها النوم ذو المن الکثير


ووکل بالرحا ملکا مديرا
فعدت وقد ملئت من السرور


تزوج في السماء بأمر ربي
بفاطمة المهذبة الطهور


وصير مهرها خمس الاراضي
بما تحويه من کرم وخير


فذا خير الرجال وتلک خير
النساء ومهرها خير المهور


وابناها الاولي فضلوا البرايا
بتنصيص اللطيف بها الخبير


وصير ودهم أجرا لطاها
بتبليغ الرسالة في الاجور


(بيان) في هذه القصيدة ايعاز إلي جملة من فضايل أميرالمؤمنين عليه السلام منها حديث المؤاخاة الذي أسلفناه في ج 3 ص 125 -112 وقصة المباهلة وانه فيها نفس النبي الاقدس بنص من الکتاب[2] .

ومنها حديث نبعة العين، أخرجه الحافظ ابن السمان في الموافقة وعنه محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 228 ان عمر أقطع عليا ينبع ثم اشتري أرضا إلي جنب قطعته فحفر فيها عينا فبينما هم يعملون فيها إذا انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء فاتي علي فبشر بذلک فقال بشروا الوارث ثم تصدق بها ألحديث[3] .

وقال إبن أبي الحديد في شرحه 2 ص 260 جاء في الاثر ان أميرالمؤمنين عليه السلام جاءه مخبر فأخبره ان مالا له قد انفجرت فيه عين خرارة يبشره بذلک فقال بشر الوارث بشر الوارث يکررها ثم وقف ذلک المال علي الفقراء وکتب به کتابا في تلک الساعة.

وإلي صدقات أميرالمؤمنين في ينبع أشار الحموي في )معجم البلدان(8 ص

[صفحه 145]

256، والسمهودي في وفاء الوفاء 2 ص 393 وغيرهما.

ومنها قوله عليه السلام يا دنيا غري غيري أخرجه جمع من الحفاظ کما مر في ج 2 ص 287.

ومنها حديث طحن الرحا بلا مدير أخرجه الحفاظ بلفظ أبي ذر الغفاري قال:أرسله رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ينادي عليا فرأي رحي تطحن في بيته وليس معها أحد فأخبر النبي صلي الله عليه واله وسلم بذلک فقال يا أباذر؟ أما علمت إن لله ملائکة سياحين في الارض قد وکلوا بمعاونة آل محمد صلي الله عليه واله وسلم[4] .

ومنها حديث زواج الزهراء الصديقة ذکرناه في الجزء الثاني ص 319 -315 وج 3 ص 20- ومنها ان ود آل محمد أجر رسالته صلي الله عليه واله وسلم وقد مر تفصيله في الجزء الثاني ص 311 -306.

(3)

من قصيدة في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام


أرض الآله وأسخط الشيطانا
تعط الرضا في الحشر والرضوانا


وامحض ولاءک للذين ولاؤهم
فرض علي من يقرأ القرآنا


آل النبي محمد خير الوري
وأجلهم عند الاله مکانا

قوم قوام الدين والدنيا بهم
إذ أصبحوا لهما معا أرکانا


قوم إذا أصفي هواهم مؤمن
يعطي غدا مما يخاف أمانا


قوم يطيع الله طائع أمرهم
وإذا عصاه فقد عصي الرحمانا


وهم الصراط المستقيم وحبهم
يوم المعاد يثقل الميزانا


والله صيرهم لمحنة خلقه
بين الضلالة والهدي فرقانا


حفظوا الشريعة قائمين بحفظها
ينفون عنها الزور والبهتانا


وأتي القرآن بفرض طاعتهم علي
کل البرية فاسمع القرآنا


وتوالت الاخبار أن محمدا
بولائهم وبحفظهم أوصانا

[صفحه 146]

من سبحت في کفه بيض الحصا
ليکون ذاک لصدقه تبيانا


من أنزل الله الکتاب عليه في
کل العلوم ليغتدي برهانا


من بلغ الدنيا بنصب وصيه
يوم (الغدير) ليکمل الايمانا


من ذاله يوم الغدير(فضيلة
إذ لا تطيق لفضله جحدانا


من آکل الطير الذي لم يستطع
خلق له جحدا ولا کتمانا


من آکل القطف الجني علي حري
وإليه أهدي ربه رمانا


من فيه أنزل هل أتي رب العلي
وجزاه حور العين والولدانا


من نص أحمد في مزاياه التي
لم يعطها رب العلي إنسانا


من لا يواليه سوي ابن نجيبة
حفظت أباه وراعت الرحمانا


(ألقصيدة 27 بيتا)

(4)

يمدح أميرالمؤمنين صلوات الله عليه يوم الغدير


يا عيد يوم الغدير
عد بالهنا والسرور


ففيک أضحي علي
أمير کل أمير


غداة جبريل وافي
من السميع البصير


وقال ياأحمد انزل
بجنب هذا الغدير


بلغ وإلا فما کنت
قائما بالامور


فأنزل الجمع کلا
ثم اعتلي فوق کور


وقال قد جاء أمر
من اللطيف الخبير


بأن اقيم عليا
خليفة في مسيري


فبايعوه فما في الو
ري له من نظير


إمام کل إمام
مولي لکل کبير


باب إلي کل رشد
نور علا کل نور


وحجة الله بعدي
علي الجهود الکفور

[صفحه 147]

وبعده الغر منه
فهم کعد الشهور


أسماؤهم في المثاني
کثيرة للذکور


في صحف موسي وعيسي
مکتوبة والزبور


ما زال في اللوح سطرا
يلوح بين السطور


تزور أملاک ربي
منه لخير مزور


وأشهد الله فيما
أبدي وکل الحضور


فقام من حل خما
من بين جم غفير


و بايعوه بأيد
مخالفات الضمير


والله يعلم ماذا
أخفوا بذات الصدور


(5)

وله يمدحه صلوات الله عليه


ما لعلي سوي أخيه
محمد في الوري نظير[5] .


فداه إذ أقبلت قريش
إليه في الفرش تستطير


وکان في الطائف انتجاه
فقال أصحابه الحضور


أطلت نجواک من علي
فقال ما ليس فيه زور


ما أنا ناجيته ولکن
ناجاه ذو العزة الخبير


وقال في خم إن عليا
خليفة بعده أمير


وکان قد سد باب کل
سواه فاستغرت الصدور


وأکثروا القول في علي
بذا ودبت له الشرور


فقال ما تبتغون منه؟
وهو سميع لهم بصير


ما أنا أوصدتها ولکن
أوصدها الآمر القدير


يا قوم إني امتثلت أمرا
أوحاه لي الراحم الغفور

[صفحه 148]

فکان هذا له دليلا
بأنه وحده الظهير


(6)

وله من قصيدة کبيرة في مدحه صلوات الله عليه


وقال لاحمد بلغ قريشا
أکن لک عاصما إن تستکينا


فإن لم تبلغ الانباء عني
فما أنت المبلغ والامينا


فأنزل بالحجيج )غدير خم(
وجاء به ونادي المسلمينا


فأءبرز کفه للناس حتي
تبينها جميع الحاظرينا


فأکرم بالذي رفعت يداه
وأکرم بالذي رفع اليمينا


فقال لهم وکل القوم مصغ
لمنطقه وکل يسمعونا


ألا هذا أخي ووصي حق
وموفي العهد والقاضي الديونا


ألا من کنت مولاه فهذا
له مولي فکونوا شاهدينا


تولي ألله من والي عليا
وعادي مبغضيه الشانئينا


وجاء عن إبن عبدالله انا[6] .
به کنا نمين المؤمنينا


فنعرفهم بحبهم عليا
وإن ذوي النفاق ليعرفونا


ببغضهم الوصي ألا فبعدا
لهم ماذا عليهم ينقمونا


ومما قالت الانصار کانت
مقالة عارفين مجربينا


ببغضهم علي الهادي عرفنا
وحققنا نفاق منافقينا


(7)

من قصيدة له يمدحه سلام الله عليه


(يوم الغدير) لاشرف الايام
وأجلها قدرا علي الاسلام


يوم أقام الله فيه إمامنا
أعني الوصي إمام کل إمام


قال النبي بدوح (خم) رافعا
کف الوصي يقول للاقوام

[صفحه 149]

من کنت مولاه فذا مولي له
بالوحي من ذي العزة العلام


هذا وزيري في الحياة عليکم
فإذا قضيت فذا يقوم مقامي


يا رب والي من أقر له الولا
وانزل بمن عاداه سوء حمام


فتهافتت أيدي الرجال لبيعة
فيها کمال الدين والانعام


(8)

من قصيدة له يمدحه عليه السلام


تروم فساد دليل النصوص
ونصر الاجماع ما قد جمع


ألم تستمع قوله صادقا
غداة (الغدير) بما ذا صدع؟


ألا إن هذا ولي لکم
أطيعوا فويل لمن لم يطع


وقال له أنت مني أخي
کهارون من صنوه فاقتنع


وقال له أنت باب إلي
مدينة علمي لمن ينتجع


وقال لکم هو أقضاکم
وکل لمن قد مضي متبع


ويوم برائة نص الاله
جل عليه فلا تختدع


وسماه في الذکر نفس الرسول
يوم التباهل لما خشع


ويوم المواخاة نادي به
أخوک أنا اليوم بي فارتفع


ويوم أتي الطير لما دعا
النبي الآله وأبدي الضرع


أيارب ابعث أحب الانام
إليک لنأکل في مجتمع


فلم يستتم النبي الدعاء
إلا وقد جاء ثم ارتجع


ثلاث مرار فلما انتهي
إلي الباب دافعه واقتلع


فقال النبي له ادخل فقد
أطلت احتباسک يا ذا الصلع


فخبره انه قد أتي
ثلاثا ودافعه من دفع


فقطب في وجه من رده
وأنکر ما بأخيه صنع


ووارثه برصا فاحشا
فظل وفي الوجه منه بقع


ففيم تخيرتم غير من
تخيره ربکم واصطنع؟


وکيف تعارض هذي النصوص
باجماع ذي الحقد أو ذي الطمع؟

[صفحه 150]

(9)

وله من قصيدة في المديح


يا سائلي عن (حيدر) أعييتني
أنا لست في هذا الجواب خليقا


ألله سماه عليا باسمه
فسما علوا في العلا وسموقا


واختاره دون الوري وأقامه
علما إلي سبل الهدي وطريقا


أخذ الاله علي البرية کلها
عهدا له يوم (الغدير) وثيقا


وغداة واخي المصطفي أصحابه
جعل الوصي له أخا وشقيقا


فرق الضلال عن الهدي فرقي إلي
أن جاوز الجوزاء والعيوقا


ودعاه أملاک السماء بأمر من
أوحي إليهم حيدر الفاروقا


وأجاب أحمد سابقا ومصدقا
ما جاء فيه فسمي الصديقا


فإذا ادعي هذه الاسامي غيره
فليأتنا في شاهد توثيقا


أشار إلي ما مر في الجزء الثاني ص 312 -314 والجزء الثالث ص 187 من ان عليا هو صديق هذه الامة وفاروقها بنص صحيح ثابت من النبي الاعظم صلي الله عليه واله وسلم

(10)

من قصيدة له يمدحه صلوات الله عليه


ياراکبا اجدا[7] تخب وتوضع
في سرعة والشوق منها أسرع


لله ما أخطأک من رجل له
عند الغري لبانة لا تمنع


يجلي عليک من الهداية مشرق
ومن الامامة والولاية مطلع


جدث به نور الهدي مستودع
في ضمنه العلم البطين الانزع


جدث يدل عليه طيب نسيمه
قبل الورود وضوء نور يلمع


جدث ربيع المؤمنين بربعه
فقلوبهم أبدا له تتطلع


جدث به الرضوان والغفران والا
يمان والفضل الذي تتوقع


جدث تحج إليه أملاک السما
إذ في جوانبه المناسک أجمع

[صفحه 151]

بعض قيام خاضعون لفضله
أبدا وبعض ساجدون ورکع


فإذا وصلت إليه فالثم تربه
في مدمع يجري وقلب يخشع


وقل السلام عليک يا مولي يري
عملي ويشهد ما أقول ويسمع


إني قصدتک زائرا ومسلما
ومواليا يا من يضر وينفع


لتکون لي يوم القيامة شافعا
وهواک يقدمني إليک ويشفع


عجبا لعمي عن ولاک ونوره
کالشمس طالعة تضيئ وتسطع


فکأنهم لم يسمعوا ما قاله
فيک المهيمن في الکتاب ولم يعوا


أو ليس من يهدي إلي الحق الذي
ينجي أحق بالاتباع فيتبع؟


أولم يک السور الذي أضحي له
باب وفيه للمحاول مقمع؟


والباب باطنه المغيب رحمة
لکن ظاهره العذاب الافظع


ترکوا سبيل الرشد بعد نبيهم
سفها وتاهوا في العمي وتسکعوا


أني ينال مفاخر فخر امرء
ساد البرية وهو طفل يرضع؟


والله ما قعد الوصي لذلة
عنهم فإنهم أذل وأوضع


لکن أراد بأن يقيم عليهم
الحجج التي أسبابها لا تدفع


غدروا به يوم (الغدير) ولم يفوا
ولعهده المسؤول منهم ضيعوا


يا قاسم النيران اقسم صادقا
بهواک حلفة مؤمن يتشيع


أنت الصراط المستقيم علي لظي
وإليک منها يا علي المفزع


والحوض حوضک فيه ماء بارد
في البعث تسقي من تشاء وتمنع


ولک المفاتح أنت تسکن ذا لظي
يصلي وهذا في الجنان يمتع


إني زرعت هواک في أرض الحشا
والمرء يحصد في غد ما يزرع


(11)

من قصيدة له يمدح أميرالمؤمنين عليه السلام


علي علي القدر عند مليکه
وإن أکثرت فيه الغواة ملامها


وعروته الوثقي التي من تمسکت
يداه بها لم يخش قط انفصامها

[صفحه 152]

فکم ليلة ليلاء لله قامها
وکم ضحوة مسجورة الحر صامها


وکم غمرة للموت في الله خاضها
وأرکان دين للنبي أقامها


فواخاه من دون الانام فيالها
غنيمة فوز ما أجل اغتنامها


وولاه في يوم الغدير(علي الوري
فأصبح مولاها وکان إمامها


هو المختلي في بدر أرؤس صيدها
کما تختلي شهب البزاة حمامها


وصاحب يوم الفتح والراية التي
برجعتها أخزي الاله دلامها


فقال ساعطيها غدا رجلا بها
ملبا يوفي حقها وذمامها


وقال له خذ رايتي وامض راشدا
فما أنا أخشي من يديک انهزامها


فمر أميرالمؤمنين مشمرا
برايته والنصر يسري أمامها


وزج بباب الحصن عن أهل خيبر
وسقي الاعادي حتفها وحمامها


وجدل فيها مرحبا وهو کبشها
وأوسع آناف اليهود ارتغامها


وسل عنه في سلع وعن عظم فعله
بعمرو ونار الحرب تذکي اضطرامها


وأفئدة الابطال ترجف هيبة
وقد أخفت الرعب الشديد کلامها


فقام إليه من أقام بسيفه
حلائله ثکلي تطيل التدامها


وقال علي تأويل ما الله منزل
تقاتل بعدي يا علي طغامها


فقاتل جيش الناکثين لعهدهم
وأثکل يوم القاسطين شئامها


وأجري بيوم المارقين دماءهم
وأخلي من الاجسام بالسيف هامها


(12)

من قصيدة له يمدحه صلوات الله عليه


ولاء المرتضي عددي
ليومي في الوري وغدي


أمير النحل مولي الخلق
في خم(علي الابد غداة


يبايعون المرتضي
أمرا بمد يد


شبيه المصطفي بالفضل
لم ينقص ولم يزد


وجنب الله في کتب
وعين الواحد الصمد

[صفحه 153]

فلن تلد النسا شبها
له کلا ولم تلد


مجلي الکرب يوم الحرب
في بدر وفي احد


وخيبر والنظير کذا
وسلع خندق البلد


إذ الهيجاء هاج لها
بقلب غير مرتعد


تري الابطال باطلة
لخوف الفارس الاسد


فأنفسهم مودعة
لهم بتنفس الصعد


وقد خفتوا لهيبته
فلست تحس من أحد


فلم تسمع لغير البيض
فوق البيض والزرد[8] .


ولشاعرنا العبدي غديريات اخري يأتي بعضها ونصفح عن بعضها.



صفحه 142، 143، 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 151، 152، 153.





  1. في بعض المصادر والجمع حفل.
  2. في قوله تعالي فقل تعالوا ندع أبناءنا وابناءکم ونساءنا ونساءکم وانفسنا وأنفسکم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الکاذبين آل عمران 61.
  3. وبهذا اللفظ يوجد في الامام عليتأليف الشيخ محمد رضا المصري ص 17.
  4. سيرة الملا، الرياض النضرة 2 ص 223، الاصابة ص 105، اسعاف لراغبين ص 158، اعجب ما رأيت 1 ص 8، الامام علي للشيخ محمد رضا ص 18.
  5. اشار به إلي ما أخرجه الحافظ محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 164 عن أنس بن مالک قال رسول الله صلي اله عليه وآله ما من نبي إلا وله نظير من امته وعلي نظيري ورواه غيره من الحفاظ.
  6. ابن عبدالله هو جابر الانصاري أخرج الحفاط حديثه هذا کما مر في الجزء الثالث ص182.
  7. ناقة اجد قوية.
  8. الزرد والزرد حلق المغفر والدرع.