غديريات ابن حماد العبدي
ألاقل لسلطان الهوي کيف أعمل أابدي إليک اليوم ما أنا مضمر وما أنا إلا هالک إن کتمته فخذ بعض ما عندي وبعض أصونه لقد کنت خلوا من غرام وصبوة إلي أن دعاني للصبابة شادن بديع جمال لو يري الحسن حسنه فسبحان من أنشاه فردا بحسنه دعاني فلم ألبث ولبيت عاجلا بذلت له روحي وما أنا مالک وصرت له خدنا ثلثون حجة بسمعي وقر إن لحا فيه کاشح إلي أن بدا شيبي ولاح بياضه وبدل وصلي بالجفا متعمدا فحاولته وصلا فقال لي ابتدأ وفر کما من (حيدر) فرقرنه غداة رأته المشرکون وسيفه حسام کصل الريم في جنباته [صفحه 142] اذا ما انتضاه واعتزي وسط مازق به مرحب عض التراب معفرا وقام به الاسلام بعد اعوجاجه إلي أن يقول فيها هو الضارب الهامات والبطل الذي وعرج جبريل الامين مصرحا أخو المصطفي يوم (الغدير) وصنوه له الشمس ردت حين فاتت صلاته فصلي فعادت وهي تهوي کأنها أما قال فيه أحمد وهو قائم علي أخي دون الصحابة کلهم علي بأمر الله بعدي خليفة ألا إن عاصيه کعاصي محمد ألا إنه نفسي ونفسي نفسه ألا إنني للعلم فيکم مدينة ألا إنه مولاکم ووليکم فقالوا جميعا قد رضيناه حاکما ويکفيکم فضلا غداة مسيره وقد عطشوا إذ لاح في الدير قائم فناداه من بعد وأعلا بصوته فاشرف مذعورا فقال فهل تري فقال وأني بالمياه وأرضنا ولکن في الانجيل إن بقربنا ولم يره إلا نبي مطهرژ وإلا وصي للنبي مفضل [صفحه 143] فسار علي اسم الله للماء طالبا فأوقف والفرسان حول رکابه فقال لهم يا قوم هذا مکانکم فما کان إلا ساعة ثم أشرفوا لجينية ملسا کأن أديمها فقال اقلبوها فاعتزوا عند أمره فقالوا جميعا يا علي فهذه فمد إليها ما انحني فوق سرجه وزج بها کالعود في کف لاهب فأوردهم حتي اکتفوا ثم عادها فلما رآها الراهب انحط مسرعا وأسلم لما أن رأوا هو قائل (ألقصيدة 104 بيتا) (2) من قصيدة يمدح بها أميرالمؤمنين صلوات الله عليه لعمرک يا فتي يوم (الغدير) وأنت أخ لخير الخلق طرا وأنت الصنو والصهر المزکي وأنت المرء لم تحفل بدنيا لقد نبعت له عين فضلت فوافاه البشير بها مغذا لقد صيرتها وقفا مباحا وکان يقول يا دنياي غري وصابر مع حليلته الاذايا وقالت ام أيمن جئت يوما [صفحه 144] فلما أن دنوت سمعت صوتا فجئت الباب أقرعه نغورا فجئت المصطفي وقصصت شأني فقال المصطفي شکرا لرب رآها الله متعبة فألقي ووکل بالرحا ملکا مديرا تزوج في السماء بأمر ربي وصير مهرها خمس الاراضي فذا خير الرجال وتلک خير وابناها الاولي فضلوا البرايا وصير ودهم أجرا لطاها (بيان) في هذه القصيدة ايعاز إلي جملة من فضايل أميرالمؤمنين عليه السلام منها حديث المؤاخاة الذي أسلفناه في ج 3 ص 125 -112 وقصة المباهلة وانه فيها نفس النبي الاقدس بنص من الکتاب[2] . ومنها حديث نبعة العين، أخرجه الحافظ ابن السمان في الموافقة وعنه محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 228 ان عمر أقطع عليا ينبع ثم اشتري أرضا إلي جنب قطعته فحفر فيها عينا فبينما هم يعملون فيها إذا انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء فاتي علي فبشر بذلک فقال بشروا الوارث ثم تصدق بها ألحديث[3] . وقال إبن أبي الحديد في شرحه 2 ص 260 جاء في الاثر ان أميرالمؤمنين عليه السلام جاءه مخبر فأخبره ان مالا له قد انفجرت فيه عين خرارة يبشره بذلک فقال بشر الوارث بشر الوارث يکررها ثم وقف ذلک المال علي الفقراء وکتب به کتابا في تلک الساعة. وإلي صدقات أميرالمؤمنين في ينبع أشار الحموي في )معجم البلدان(8 ص [صفحه 145] 256، والسمهودي في وفاء الوفاء 2 ص 393 وغيرهما. ومنها قوله عليه السلام يا دنيا غري غيري أخرجه جمع من الحفاظ کما مر في ج 2 ص 287. ومنها حديث طحن الرحا بلا مدير أخرجه الحفاظ بلفظ أبي ذر الغفاري قال:أرسله رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ينادي عليا فرأي رحي تطحن في بيته وليس معها أحد فأخبر النبي صلي الله عليه واله وسلم بذلک فقال يا أباذر؟ أما علمت إن لله ملائکة سياحين في الارض قد وکلوا بمعاونة آل محمد صلي الله عليه واله وسلم[4] . ومنها حديث زواج الزهراء الصديقة ذکرناه في الجزء الثاني ص 319 -315 وج 3 ص 20- ومنها ان ود آل محمد أجر رسالته صلي الله عليه واله وسلم وقد مر تفصيله في الجزء الثاني ص 311 -306. (3) من قصيدة في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام أرض الآله وأسخط الشيطانا وامحض ولاءک للذين ولاؤهم آل النبي محمد خير الوري قوم قوام الدين والدنيا بهم قوم إذا أصفي هواهم مؤمن قوم يطيع الله طائع أمرهم وهم الصراط المستقيم وحبهم والله صيرهم لمحنة خلقه حفظوا الشريعة قائمين بحفظها وأتي القرآن بفرض طاعتهم علي وتوالت الاخبار أن محمدا [صفحه 146] من سبحت في کفه بيض الحصا من أنزل الله الکتاب عليه في من بلغ الدنيا بنصب وصيه من ذاله يوم الغدير(فضيلة من آکل الطير الذي لم يستطع من آکل القطف الجني علي حري من فيه أنزل هل أتي رب العلي من نص أحمد في مزاياه التي من لا يواليه سوي ابن نجيبة (ألقصيدة 27 بيتا) (4) يمدح أميرالمؤمنين صلوات الله عليه يوم الغدير يا عيد يوم الغدير ففيک أضحي علي غداة جبريل وافي وقال ياأحمد انزل بلغ وإلا فما کنت فأنزل الجمع کلا وقال قد جاء أمر بأن اقيم عليا فبايعوه فما في الو إمام کل إمام باب إلي کل رشد وحجة الله بعدي [صفحه 147] وبعده الغر منه أسماؤهم في المثاني في صحف موسي وعيسي ما زال في اللوح سطرا تزور أملاک ربي وأشهد الله فيما فقام من حل خما و بايعوه بأيد والله يعلم ماذا (5) وله يمدحه صلوات الله عليه ما لعلي سوي أخيه فداه إذ أقبلت قريش وکان في الطائف انتجاه أطلت نجواک من علي ما أنا ناجيته ولکن وقال في خم إن عليا وکان قد سد باب کل وأکثروا القول في علي فقال ما تبتغون منه؟ ما أنا أوصدتها ولکن يا قوم إني امتثلت أمرا [صفحه 148] فکان هذا له دليلا (6) وله من قصيدة کبيرة في مدحه صلوات الله عليه وقال لاحمد بلغ قريشا فإن لم تبلغ الانباء عني فأنزل بالحجيج )غدير خم( فأءبرز کفه للناس حتي فأکرم بالذي رفعت يداه فقال لهم وکل القوم مصغ ألا هذا أخي ووصي حق ألا من کنت مولاه فهذا تولي ألله من والي عليا وجاء عن إبن عبدالله انا[6] . فنعرفهم بحبهم عليا ببغضهم الوصي ألا فبعدا ومما قالت الانصار کانت ببغضهم علي الهادي عرفنا (7) من قصيدة له يمدحه سلام الله عليه (يوم الغدير) لاشرف الايام يوم أقام الله فيه إمامنا قال النبي بدوح (خم) رافعا [صفحه 149] من کنت مولاه فذا مولي له هذا وزيري في الحياة عليکم يا رب والي من أقر له الولا فتهافتت أيدي الرجال لبيعة (8) من قصيدة له يمدحه عليه السلام تروم فساد دليل النصوص ألم تستمع قوله صادقا ألا إن هذا ولي لکم وقال له أنت مني أخي وقال له أنت باب إلي وقال لکم هو أقضاکم ويوم برائة نص الاله وسماه في الذکر نفس الرسول ويوم المواخاة نادي به ويوم أتي الطير لما دعا أيارب ابعث أحب الانام فلم يستتم النبي الدعاء ثلاث مرار فلما انتهي فقال النبي له ادخل فقد فخبره انه قد أتي فقطب في وجه من رده ووارثه برصا فاحشا ففيم تخيرتم غير من وکيف تعارض هذي النصوص [صفحه 150] (9) وله من قصيدة في المديح يا سائلي عن (حيدر) أعييتني ألله سماه عليا باسمه واختاره دون الوري وأقامه أخذ الاله علي البرية کلها وغداة واخي المصطفي أصحابه فرق الضلال عن الهدي فرقي إلي ودعاه أملاک السماء بأمر من وأجاب أحمد سابقا ومصدقا فإذا ادعي هذه الاسامي غيره أشار إلي ما مر في الجزء الثاني ص 312 -314 والجزء الثالث ص 187 من ان عليا هو صديق هذه الامة وفاروقها بنص صحيح ثابت من النبي الاعظم صلي الله عليه واله وسلم (10) من قصيدة له يمدحه صلوات الله عليه ياراکبا اجدا[7] تخب وتوضع لله ما أخطأک من رجل له يجلي عليک من الهداية مشرق جدث به نور الهدي مستودع جدث يدل عليه طيب نسيمه جدث ربيع المؤمنين بربعه جدث به الرضوان والغفران والا جدث تحج إليه أملاک السما [صفحه 151] بعض قيام خاضعون لفضله فإذا وصلت إليه فالثم تربه وقل السلام عليک يا مولي يري إني قصدتک زائرا ومسلما لتکون لي يوم القيامة شافعا عجبا لعمي عن ولاک ونوره فکأنهم لم يسمعوا ما قاله أو ليس من يهدي إلي الحق الذي أولم يک السور الذي أضحي له والباب باطنه المغيب رحمة ترکوا سبيل الرشد بعد نبيهم أني ينال مفاخر فخر امرء والله ما قعد الوصي لذلة لکن أراد بأن يقيم عليهم غدروا به يوم (الغدير) ولم يفوا يا قاسم النيران اقسم صادقا أنت الصراط المستقيم علي لظي والحوض حوضک فيه ماء بارد ولک المفاتح أنت تسکن ذا لظي إني زرعت هواک في أرض الحشا (11) من قصيدة له يمدح أميرالمؤمنين عليه السلام علي علي القدر عند مليکه وعروته الوثقي التي من تمسکت [صفحه 152] فکم ليلة ليلاء لله قامها وکم غمرة للموت في الله خاضها فواخاه من دون الانام فيالها وولاه في يوم الغدير(علي الوري هو المختلي في بدر أرؤس صيدها وصاحب يوم الفتح والراية التي فقال ساعطيها غدا رجلا بها وقال له خذ رايتي وامض راشدا فمر أميرالمؤمنين مشمرا وزج بباب الحصن عن أهل خيبر وجدل فيها مرحبا وهو کبشها وسل عنه في سلع وعن عظم فعله وأفئدة الابطال ترجف هيبة فقام إليه من أقام بسيفه وقال علي تأويل ما الله منزل فقاتل جيش الناکثين لعهدهم وأجري بيوم المارقين دماءهم (12) من قصيدة له يمدحه صلوات الله عليه ولاء المرتضي عددي أمير النحل مولي الخلق يبايعون المرتضي شبيه المصطفي بالفضل وجنب الله في کتب [صفحه 153] فلن تلد النسا شبها مجلي الکرب يوم الحرب وخيبر والنظير کذا إذ الهيجاء هاج لها تري الابطال باطلة فأنفسهم مودعة وقد خفتوا لهيبته فلم تسمع لغير البيض ولشاعرنا العبدي غديريات اخري يأتي بعضها ونصفح عن بعضها.
(1)
لقد جار من أهوي وأنت المؤمل؟
من الوجد في الاحشاء أم أتحمل؟!؟!
ولاشک کتمان الهوي سوف يقتل
فإن رمت صون الکل فالحال مشکل
أبيت ومالي في الهوي قط مدخل
تحير فيه الواصفون وتذهل
لفر اختيارا انه منه أجمل
فلا تعجبوا فالله ما شاء يفعل
وما کنت لولا ذلک الحسن أعجل
وفي مثله الارواح والمال تبذل
اعانق منه الشمس والليل أليل
کذاک به عن عذل من راح يعذل
کما لاح قرن من سنا الشمس مسدل
وما خلته للهجر والصد يفعل
وإلا يمينا إنه ليس يقبل
وقد ثار من نقع السنابک قسطل
بکفيه منه الموت يجري ويهطل
دبيب کما دبت علي الصخر أنمل
تزلزل خوفا منه رضوي ويذبل
وعمرو بن ود راح وهو مجدل
وجاء به الدين الحنيف يکمل
بضربته قد مات في الحال نوفل
يکبر في افق السما ويهلل
ومضجعه في لحده والمغسل
وقد فاته الوقت الذي هو أفضل
إلي الغرب نجم للشياطين مرسل
علي منبر الاکوار والناس نزل؟[1] .
به جاءني جبريل إن کنت تسأل
وصيي عليکم کيف ماشاء يفعل
وعاصيه عاصي الله والحق أجمل
به النص أنبا وهو وحي منزل
علي لها باب لمن رام يدخل
وأقضاکم بالحق يقضي ويعدل
ويقطع فينا ما يشاء ويوصل
إلي يثرب والقوم تعلوا وتسفلوا
لهم راهب جم العلوم مکمل
فکاد علي خوف من الرعب ينزل
بقربک ماءا أيها المتبتل؟
جبال وصخر لا ترام وجندل؟
علي فرسخين لا محالة منهل
وراهب ذاک الدير بالعين يأمل
ونار الظما في أنفس القوم تشعل
فمن رام شرب الماء للحفر ينزل
علي صخرة صماء لا تتقلقل
اذيب عليها التبر أو ريف منخل
علي ذاک کلا وهي لا تتجلجل
صفات بها تعي الرجال وتذهل
يمينا لها إلا غدت وهي أسفل
فبان لهم عذب من الماء سلسل
علي الجب لا يعي ولا يتململ
لکفيه ما بين الانام يقبل
أظنک آليا وما کنت أجهل
لانت المرء أولي بالامور
ونفس في مباهلة البشير
ووالد شبر وأبوشبير
وليس له بذلک من نظير
تفور کأنها عنق البعير
فقال علي أبشر يابشيري
لوجه الله ذي العز القدير
سواي فلست من أهل الغرور
فنالا خير عاقبة الصبور
إلي الزهراء في وقت الهجير
وطحنا في الرحاء بلا مدير
فما من سامع لي في نغوري
وما أبصرت من أمر زعور
بإتمام الحباء لها جدير
عليها النوم ذو المن الکثير
فعدت وقد ملئت من السرور
بفاطمة المهذبة الطهور
بما تحويه من کرم وخير
النساء ومهرها خير المهور
بتنصيص اللطيف بها الخبير
بتبليغ الرسالة في الاجور
تعط الرضا في الحشر والرضوانا
فرض علي من يقرأ القرآنا
وأجلهم عند الاله مکانا
إذ أصبحوا لهما معا أرکانا
يعطي غدا مما يخاف أمانا
وإذا عصاه فقد عصي الرحمانا
يوم المعاد يثقل الميزانا
بين الضلالة والهدي فرقانا
ينفون عنها الزور والبهتانا
کل البرية فاسمع القرآنا
بولائهم وبحفظهم أوصانا
ليکون ذاک لصدقه تبيانا
کل العلوم ليغتدي برهانا
يوم (الغدير) ليکمل الايمانا
إذ لا تطيق لفضله جحدانا
خلق له جحدا ولا کتمانا
وإليه أهدي ربه رمانا
وجزاه حور العين والولدانا
لم يعطها رب العلي إنسانا
حفظت أباه وراعت الرحمانا
عد بالهنا والسرور
أمير کل أمير
من السميع البصير
بجنب هذا الغدير
قائما بالامور
ثم اعتلي فوق کور
من اللطيف الخبير
خليفة في مسيري
ري له من نظير
مولي لکل کبير
نور علا کل نور
علي الجهود الکفور
فهم کعد الشهور
کثيرة للذکور
مکتوبة والزبور
يلوح بين السطور
منه لخير مزور
أبدي وکل الحضور
من بين جم غفير
مخالفات الضمير
أخفوا بذات الصدور
محمد في الوري نظير[5] .
إليه في الفرش تستطير
فقال أصحابه الحضور
فقال ما ليس فيه زور
ناجاه ذو العزة الخبير
خليفة بعده أمير
سواه فاستغرت الصدور
بذا ودبت له الشرور
وهو سميع لهم بصير
أوصدها الآمر القدير
أوحاه لي الراحم الغفور
بأنه وحده الظهير
أکن لک عاصما إن تستکينا
فما أنت المبلغ والامينا
وجاء به ونادي المسلمينا
تبينها جميع الحاظرينا
وأکرم بالذي رفع اليمينا
لمنطقه وکل يسمعونا
وموفي العهد والقاضي الديونا
له مولي فکونوا شاهدينا
وعادي مبغضيه الشانئينا
به کنا نمين المؤمنينا
وإن ذوي النفاق ليعرفونا
لهم ماذا عليهم ينقمونا
مقالة عارفين مجربينا
وحققنا نفاق منافقينا
وأجلها قدرا علي الاسلام
أعني الوصي إمام کل إمام
کف الوصي يقول للاقوام
بالوحي من ذي العزة العلام
فإذا قضيت فذا يقوم مقامي
وانزل بمن عاداه سوء حمام
فيها کمال الدين والانعام
ونصر الاجماع ما قد جمع
غداة (الغدير) بما ذا صدع؟
أطيعوا فويل لمن لم يطع
کهارون من صنوه فاقتنع
مدينة علمي لمن ينتجع
وکل لمن قد مضي متبع
جل عليه فلا تختدع
يوم التباهل لما خشع
أخوک أنا اليوم بي فارتفع
النبي الآله وأبدي الضرع
إليک لنأکل في مجتمع
إلا وقد جاء ثم ارتجع
إلي الباب دافعه واقتلع
أطلت احتباسک يا ذا الصلع
ثلاثا ودافعه من دفع
وأنکر ما بأخيه صنع
فظل وفي الوجه منه بقع
تخيره ربکم واصطنع؟
باجماع ذي الحقد أو ذي الطمع؟
أنا لست في هذا الجواب خليقا
فسما علوا في العلا وسموقا
علما إلي سبل الهدي وطريقا
عهدا له يوم (الغدير) وثيقا
جعل الوصي له أخا وشقيقا
أن جاوز الجوزاء والعيوقا
أوحي إليهم حيدر الفاروقا
ما جاء فيه فسمي الصديقا
فليأتنا في شاهد توثيقا
في سرعة والشوق منها أسرع
عند الغري لبانة لا تمنع
ومن الامامة والولاية مطلع
في ضمنه العلم البطين الانزع
قبل الورود وضوء نور يلمع
فقلوبهم أبدا له تتطلع
يمان والفضل الذي تتوقع
إذ في جوانبه المناسک أجمع
أبدا وبعض ساجدون ورکع
في مدمع يجري وقلب يخشع
عملي ويشهد ما أقول ويسمع
ومواليا يا من يضر وينفع
وهواک يقدمني إليک ويشفع
کالشمس طالعة تضيئ وتسطع
فيک المهيمن في الکتاب ولم يعوا
ينجي أحق بالاتباع فيتبع؟
باب وفيه للمحاول مقمع؟
لکن ظاهره العذاب الافظع
سفها وتاهوا في العمي وتسکعوا
ساد البرية وهو طفل يرضع؟
عنهم فإنهم أذل وأوضع
الحجج التي أسبابها لا تدفع
ولعهده المسؤول منهم ضيعوا
بهواک حلفة مؤمن يتشيع
وإليک منها يا علي المفزع
في البعث تسقي من تشاء وتمنع
يصلي وهذا في الجنان يمتع
والمرء يحصد في غد ما يزرع
وإن أکثرت فيه الغواة ملامها
يداه بها لم يخش قط انفصامها
وکم ضحوة مسجورة الحر صامها
وأرکان دين للنبي أقامها
غنيمة فوز ما أجل اغتنامها
فأصبح مولاها وکان إمامها
کما تختلي شهب البزاة حمامها
برجعتها أخزي الاله دلامها
ملبا يوفي حقها وذمامها
فما أنا أخشي من يديک انهزامها
برايته والنصر يسري أمامها
وسقي الاعادي حتفها وحمامها
وأوسع آناف اليهود ارتغامها
بعمرو ونار الحرب تذکي اضطرامها
وقد أخفت الرعب الشديد کلامها
حلائله ثکلي تطيل التدامها
تقاتل بعدي يا علي طغامها
وأثکل يوم القاسطين شئامها
وأخلي من الاجسام بالسيف هامها
ليومي في الوري وغدي
في خم(علي الابد غداة
أمرا بمد يد
لم ينقص ولم يزد
وعين الواحد الصمد
له کلا ولم تلد
في بدر وفي احد
وسلع خندق البلد
بقلب غير مرتعد
لخوف الفارس الاسد
لهم بتنفس الصعد
فلست تحس من أحد
فوق البيض والزرد[8] .
صفحه 142، 143، 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 151، 152، 153.