ترجمة ابن مکي النيلي
قمر أقام قيامتي بقوامه ملکته کبدي فأتلف مهجتي [صفحه 393] وبمبسم عذب کأن رضا به وبناظر غنج وطرف أحور وکأن خط عذاره في حسنه فالصبح يسفر من ضياء جبينه والظبي ليس لحاظه کلحاظه قمر کأن الحسن يعشق بعضه فالحسن من تلقائه وورائه ويکاد من ترف لدقة خصره وقال العماد الکاتب کان غاليا في التشيع، حاليا بالتورع، عالما بالادب، معلما في الکتب، مقدما في التعصب، ثم أسن حتي جاوز حد الهرم، وذهب بصره وعاد وجوده شبيه العدم، وأناف علي التسعين، وآخر عهدي به في درب صالح ببغداد في سنه إثنتين وستين وخمسمائة. قال الاميني ألصحيح في تاريخ آخر عهد العماد بالمترجم سنة 562 وهي سنة خروجه من بغداد ولم يغد إليهما بعدها حتي مات سنة 597 کما أرخه إبن خلکان في وفيات الاعيان 2 ص 189 فما في (فوات الوفيات) 1 ص 169 و دائرة المعارف لفريد وجدي 10 ص 440 نقلا عن العماد من سنة 592 تصحيف واضح والعجب ان هذا التاريخ أعني 592 جعل في (شذرات الذهب 4 ص 309) و (أعيان الشيعة 1 ص 595) تاريخ وفاة إبن مکي المترجم له وأنت تري انه تاريخ آخر عهد العماد بالمترجم لا تاريخ وفاته، علي أن الصحيح 562 لا 592 فالصحيح في وفاته کما مر عن الحموي 565 وکون المترجم مذکورا في معجم العماد الکاتب يومي إلي عدم وفاته سنة 592، إذا الکتاب موضوع لترجمة الشعراء الذين کانوا بعد المائة الخامسة إلي سنة 572 کما في تاريخ إبن خلکان 2 ص 190. وقال عماد الدين ايضا أنشدني له إبن اخته عمر الواسطي الصفار ببغداد قال أنشدني خالي سعيد بن مکي من کلمة له ما بال مغاني اللوي بشخصک إطلال [صفحه 394] ألربع دثور متناه قفار عفته دبور وشمال وجنوب يا صاح قفا باللوي فسائل رسما ما شف فؤادي إلا لغيب غراب مذ طار شجا بالفراق قلبا حزينا تمشي تتهادي وقد ثناها دل وترجمه الصفدي في (نکت الهميان) وابن شاکر في (فوات الوفيات) 1 ص 169 وقالا له شعر وأکثره مديح في أهل البيت، ثم ذکرا عبارة العماد الاولي، و توجد ترجمته في (لسان الميزان) 3 ص 23 و (مجالس المؤمنين) ص 469 ومن شعره المذهبي قوله يمدح به أميرالمؤمنين عليه السلام فان يکن آدم من قبل الوري فإن مولاي عليا ذا العلي تاب علي آدم من ذنوبه وإن يکن نوح بني سفينة فإن مولاي عليا ذا العلي وإن يکن ذوالنون ناجي حوته ففي جلندي[2] للامام عبرة ردت له الشمس بأرض بابل وإن يکن موسي دعي مجتهدا وسار بعد ضره بأهله فإن مولاي عليا ذا العلي وإن يکن عيسي له فضيلة من حملته امه ما سجدت ألبيت الاخير فيه إشارة إلي ما رواه الحلبي في السيرة الحلبية 1 ص 285، [صفحه 395] وزيني دحلان في سيرته، والصفوري في نزهة المجالس 2 ص 210 والشبلنجي في (نور الابصار) من أن أميرالمؤمنين کان يمنع امه من السجود للصنم وهو حمل[3] . وله و (محمد) يوم القيامة شافع وعلي والحسنان إبنا فاطم وعلي زين العابدين وباقرالع والکاظم الميمون موسي والرضا ومحمد الهادي إلي سبل الهدي والعسکريين اللذين بحبهم وله من قصيدة يمدح بها أميرالمؤمنين عليه السلام ودحوه باب خيبر فهزها فاهتز من حولهم ثم دحا الباب علي نبذة وعبر الجيش علي راحته وله من قصيدة مخاطبا أميرالمؤمنين عليه السلام رددت الکف جهرا بعد قطع[4] . وجمجمة الجلندي وهو عظم[5] . وله من قصيدة مرت عشرة إبيات منها نقلا عن الحموي دع يا سعيد هواک واستمسک بمن بمحمد وبحيدر وبفاطم قوم يسر وليهم في بعثه ونري ولي وليهم وکتابه [صفحه 396] يسقيه من حوض النبي محمد بيدي أميرالمؤمنين وحسب من ذاک الذي لولاه ما اتضحت لنا عبد الاله وغيره من جهله ما آصف يوما وشمعون الصفا وله في رد بيتي يوسف الواسطي في الغمز علي أميرالمؤمنين عليه السلام وتخلفه عن البيعة قوله ألا قل لمن قال في کفره (اذا اجتمع الناس في واحد (فقد دل إجماعهم کلهم کذبت وقولک غير الصحيح فقد أجمعت قوم موسي جميعا وداموا عکوفا علي عجلهم فکان الکثير هم المخطئون وله من قصيدة يمدح بها أميرالمؤمنين عليه السلام خصه الله بالعلوم فأضحي حافظ العلم عن أخيه عن الله (لفت نظر) ذکر سيدنا الامين في أعيان الشيعة(ج 6 ص 407 ترجمة تحت عنوان (أبي سعيد النيلي) وأخذ ما في مجالس المؤمنين من ترجمة المترجم له وجعله ترجمة لما عنونه، وأردفها بتحقيق في إسمه يقضي منه العجب، إستخرجه من شعر المترجم له المذکور دع ياسعيد هواک واستمسک بمن فقال قوله دع باسعيد (با)بالباء الموحدة مخفف أبا وحذف منه حرف الندا أي يا أبا وقال ج 14 ص 207 إبن مکي اسمه سعد أو سعيد وأرخ وفاته في ج 1 ص 595 من الطبعة الاولي بسنة 592، وفي الطبعة الثانية في القسم الثاني من الجزء الاول 1 ص 177 بسنة 595،و نقل ترجمته عن إبن خلکان وإبن خلکان لم يذکره. [صفحه 397]
سعيد[1] بن أحمد بن مکي النيلي المؤدب، من أعلام الشيعة وشعرائها المجيدين المتفانين في حب العترة الطاهرة وولائها، المتصلبين في اعتناق مذهبهم الحق، ولقد أکثر فيهم وأجاد وجاهر بمديحهم ونشر مئاثرهم حتي نسبه القاصرون إلي الغلو، لکن الرجل موال مقتصد قد أغرق نزعا في اقتفاء أثر القوم والاستضائة بنورهم الابلج، وقد عده إبن شهر اشوب في معالمه من المتقين من شعراء أهل البيت عليهم السلام قال الحموي في معجم (الادباء) ج 4 ص 230 المؤدب الشيعي کان نحويا فاضلا عالما بالادب مغاليا في التشيع له شعر جيد أکثره في مديح أهل البيت وله غزل رقيق مات سنة 565 وقد ناهز المائة ومن شعره
لم لا يجود لمهجتي بذمامه؟
بجمال بهجته وحسن کلامه
شهد مذاب في عبير مدامه
يصمي القلوب إذا رنا بسهامه
شمس تجلت وهي تحت لثامه
والليل يقبل من أثيث ظلامه
والغصن ليس قوامه کقوامه
بعضا فساعده علي قسامه
ويمينه وشماله وأمامه
ينقد بالارداف عند قيامه
قد طال وقوفي بها وبثي قد طال
والربع محيل بعد الاوانس بطال
مع مر ملث مرخي العزالي محلال
قد خال لعل الرسوم تنبي عن حال
بالبين ينادي قد طار يضرب بالغال
بالبين وأقصي بالبعد صاحبة الخال
من فرط حياها تخفي رنين الخلخال
نبي وفي جنة عدن داره؟
من قبله ساطعة أنواره
بخمسة وهو بهم أجاره
تنجيه من سيل طمي تياره؟
سفينة تنجو بها أنصاره
في اليم لما کضه حصاره؟
يعرفها من دله اختياره
والليل قد تجللت أستاره
عشرا إلي أن شقه انتظاره؟
حتي علت بالواد يين ناره
زوجه واختار من يختاره
تدهش من أدهشه انبهاره؟
للات بل شغلها استغفاره؟
للمؤمنين وکل عبد معنت
للمؤمنين الفائزين الشيعة
لم التقي وجعفر هو منيتي
علم الهدي عند النوائب عدتي
وعلي المهدي جعلت ذخيرتي
أرجو إذا أبصرت وجه الحجة
حصنا بنوه حجرا جلمدا
تمسح خمسين ذراعا عددا
حيدرة الطاهر لما وردا
کرد العين من بعد الذهاب
رميم جاوبتک عن الخطاب
تسعد بهم وتزاح من آثامه
وبولدهم عقد الولا بتمامه
ويعض ظالمهم علي إبهامه
بيمينه والنور من قدامه
کأسا بها يشفي غليل أوامه
يسقي به کأسا بکف إمامه
سبل الهدي في غوره وشآمه
ما زال معتکفا علي أصنامه
مع يوشع في العلم مثل غلامه
وربي علي قوله شاهد
وخالفهم في الرضا واحد)
علي أنه عقله فاسد)
وزعمک ينقده الناقد
علي العجل يا رجس يا مارد
وهارون منفرد فارد
وکان المصيب هو الواحد
وهو ينبئ بسر کل ضمير
خبيرا عن اللطيف الخبير
صفحه 393، 394، 395، 396، 397.