غديريات ألقاضي الجليس











غديريات ألقاضي الجليس



ألمتوفي 561

(1)


دعاه لوشک البين داع فأسمعا
وأودع جسمي سقمه حين ودعا


ولم يبق في قلبي لصبري موضعا
وقد سار طوع النأي والبعد موضعا


أجن إذا ما الليل جن کآبة
وابدي إذا ما الصبح أزمع أدمعا


وما انقدت طوعا للهوي قبل هذه
وقد کنت الوي عنه لينا وأخدعا


إلي أن يقول


تصاممت عن داعي الصبابة والصبي
ولبيت داعي آل أحمد إذ دعا


عشوت بأفکاري إلي ضوء علمهم
فصادفت منه منهج الحق مهيعا


علقت بهم فليلح في ذاک من لحي
توليتهم فلينع ذلک من نعا


تسرعت في مدحي لهم متبرعا
وأقلعت عن ترکي له متورعا


هم الصائمون القائمون لربهم
هم الخايفوه خشية وتخشعا


هم القاطعوا الليل البهيم تهجدا
هم العامروه سجدا فيه رکعا


هم الطيبوا الاخيار والخير في الوري
يروقون مرئي أو يشوقون مسمعا


بهم تقبل الاعمال من کل عامل
بهم ترفع الطاعات ممن تطوعا


بأسمائهم يسقي الانام ويهطل الغمام وکم کرب بهم قد تقشعا


هم القائلون الفاعلون تبرعا
هم العالمون العاملون تورعا


أبوهم وصي المصطفي حاز علمه
وأودعه من قبل ما کان أودعا


أقام عمود الشرع بعد اعوجاجه
وساند رکن الدين أن يتصدعا

[صفحه 385]

وواساه بالنفس النفيسة دونهم
ولم يخش أن يلقي عداه فيجزعا


وسماه مولاهم وقد قام معلنا
ليتلوه في کل فضل ويشفعا


فمن کشف الغماء عن وجه أحمد
وقد کربت أقرانه أن يقطعا؟


ومن هز باب الحصن في يوم خيبر
فزلزل أرض المشرکين وزعزعا؟


وفي يوم بدر من أحن قليبها
جسوما بها تدمي وهاما مقطعا؟


وکم حاسد أغراه بالحقد فضله
وذلک فضل مثله ليس يدعا


لوي غدره يوم (الغدير) بحقه
وأعقبه يوم (البعير) واتبعا


وحاربه القرآن عنه فما ارعوي
وعاتبه الاسلام فيه فما وعي


إذا رام أن يخفي مناقبه جلت
وإن رام أن يطفي سناه تشعشعا


متي هم أن يطوي شذي المسک کاتم
أبي عرفه المعروف إلا تضوعا


ومنها أيا امة لم ترع للدين حرمة
ولم تبق في قوس الضلالة منزعا


بأي کتاب أم بأية حجة
نقضتم بها ما سنه الله أجمعا؟


غصبتم ولي الحق مهجة نفسه
وکان لکم غصب الامامة مقنعا


وألجمتم آل النبي سيوفکم
تفري من السادات سوقا وأذرعا


وحللتم في کربلاء دماءهم
فأضحت بها هيم الاسنة شرعا


وحرمتم ماء الفرات عليهم
فأصبح محظورا لديهم ممنعا


(ألقصيدة 56 بيتا)

(2)

وله في رثاء الامام السبط الشهيد عليه السلام قوله


إن خانها الدمع الغزير
فمن الدماء لها نصير


دعها تسح ولا تشح
فرزءها رزء کبير


ما غصب فاطمة تراث
(محمد) خطب يسير


کلا ولا ظلم الوصي و
حقه الحق الشهير


نطق النبي بفضله وهو
المبشر والنذير

[صفحه 386]

جحدوه عقد ولاية
قد غر جاحده الغرور


غدروا به حسدا له
وبنصه شهد (الغدير)


حظروا عليه ما حباه
بفخره وهم حضور


يا امة رعت السها
وإمامها القمر المنير


إن ضل بالعجل اليهود
فقد أضلکم البعير


لهفي لقتلي الطف إذ
خذل المصاحب والعشير


وافاهم في کربلا
يوم عبوس قمطرير


دلفت لهم عصب الضلال
کأنما دعي النفير


عجبا لهم لم يلقهم من
دونهم قدر مبير


أيمار فوق الارض فيض
دم الحسين ولا تمور؟


أتري الجبال درت ولم
تقذفهم منها صخور؟


أم کيف إذ منعوه ورد
الماء لم تغر البحور؟


حرم الزلال عليه لما
حللت لهم الخمور


(ألقصيدة 36 بيتا)

(3)

وله من قصيدة تناهز 29 بيتا مطلعها


کم قد عصيت مقال الناصح الناهي
ولذت منکم بحبل واهن واه


ويقول فيها


حبي لآل رسول الله يعصمني
من کل إثم وهم ذخري وهم جاهي


ياشيعة الحق قولي بالوفاء لهم
وفاخري بهم من شئت أو باهي


إذا علقت بحبل من أبي حسن
فقد علقت بحبل في يد الله


حمي الاله به الاسلام فهو به
يزهي علي کل دين قبله زاه


بعل البتول وما کنا لتهدينا
أئمة من نبي الله لولا هي


نص النبي عليه في (الغدير) فما
زواه إلا ظنين دينه واه

[صفحه 387]



صفحه 385، 386، 387.