غديرية ابن العودي
متي يشتفي من لاعج القلب مغرم إذا هم أن يسلو أبي عن سلوه ويثنيه عن سلوانه لفضيلة رمته بلحظ لا يکاد سليمه يسلم إذا ما تلظت في الحشا منه لوعة مقيم علي اسر الهوي وفؤاده يجن الهوي عن عاذليه تجلدا يعلل نفسا بالاماني سقيمة وقد غفلت عنا الليالي وأصبحت فکم من غصون قد ضممت ثديها اجيل ذراعي لاهيا فوق منکب وأمتاح راحا من شنيب کأنه ينظم فلما علاني الشيب وابيض عارضي وأضحي مشيبي للعذار ملثما وأمسيت من وصل الغواني ممنعا بکيت علي ما فات مني ندامة وأصفيت مدحي للنبي وصنوه هم التين والزيتون آل محمد [صفحه 373] هم جنة المأوي هم الحوض في غد هم آل عمران هم الحج والنسا هم آل ياسين وطاها وهل أتي هم الآية الکبري هم الرکن والصفا هم في غد سفن النجاة لمن وعي هم الجنب جنب الله في البيت والوري هم الآل فينا والمعالي هم العلي هم الغاية القصوي هم منتهي العلي هم في غد للقادمين سقاتهم فلولا هم لم يخلق الله خلقه هم باهلوا نجران من داخل العبا وأقبل جبريل يقول مفاخرا فمن مثلهم في العالمين وقد غدا ومن ذا يساويهم بفضل ونعمة أبوهم أميرالمؤمنين وجدهم هم شرعوا الدين الحنيفي والتقي وخالهم إبراهيم والام فاطم إلي الله أبرا من رجال تتابعوا حموهم لذيذ الماء والورد مفعم وعاثوا بآل المصطفي بعد موته وثاروا عليه ثورة جاهلية مسلم وألقوهم في الغاضريات صرعا تحاماهم وحش الفلا وتنوشهم [صفحه 374] بأسيافهم أردوهم ولدينهم الدم وما قدمت يوم الطفوف امية وأني لهم أن يبرأوا من دمائهم وقد علموا أن الولاء لحيدر تعدوا عليه واستبدوا بظلمه وقد زعموها فلتة کان بدؤها وأفضوا إلي الشوري بها بين ستة وما قصدوا إلا ليقتل بينهم وإلا فليث لا يقاس بأضبع فواعجبا من أين کانوا نظائرا؟ ولکن امور قدرت لضلالهم عصوا ربهم فيه ضلالا فأهلکوا فما عذرهم للمصطفي في معادهم وما عذرهم إن قال ماذا صنعتم عهدت إليکم بالقبول لامره نبذتم کتاب الله خلف ظهورکم و خلفت فيکم عترتي لهداکم قلبتم لهم ظهر المجن وجرتم وما زلتم بالقتل تطغون فيهم کأنهم کانوا من الروم فالتقت ولکن أخذتم من بني بثارکم منعتم تراثي ابنتي لا أبا لکم وقلتم نبي لا تراث لولده فهذا سليمان لداود وارث فإن کان منه للنبوة وارثا؟ [صفحه 375] فقد ينبغي نسل النبيين کلهم وقلتم حرام متعة الحج والنسا زناتکم تعفون عنهم ومن أتي ألم يأت ما استمتعتم من حليلة فهل نسخ القرآن ما کان قد أتي وکل نبي جاء قبل وصيه ففعلکم في الدين أضحي منافيا وقلتم مضي عنا بغير وصية وقد قال من لم يوص من قبل موته نصبت لکم بعدي إماما يدلکم وقد قلت في تقديمه وولائه علي غدا مني محلا وقربة شقيتم به شقوي ثمود بصالح وملتم إلي الدنيا فضلت عقولکم لحي الله قوما أجلبوا وتعاونوا زووا عن أمير النحل بالظلم حقه وقد نصها يوم الغدير محمد لقد جاءني في النص بلغ رسالتي علي وصيي فاتبعوه فإنه فقالوا رضيناه إماما وحاکما رأوا رشدهم في ذلک اليوم وحده فلما توفي المصطفي قال بعضهم ونازعه فيها رجال ولم يکن وظلوا عليها عاکفين کأنهم يقيم حدود الله في غير حقها [صفحه 376] يکفر هذا رأي هذا بقوله وقالوا اختلاف الناس في الفقه رحمة أربان للانسان؟ أم کان دينهم أم الله لا يرضي بشرع نبيه أم المصطفي قد کان في وحي ربه أم القوم کانوا أنبياءا صوامتا أم الشرع فيه کان زيغ عن الهدي أم الدين لم يکمل علي عهد أحمد أما قال إني اليوم أکملت دينکم وقال أطيعوا الله ثم رسوله فلم حرموا ما کان حلا؟ وحللوا تري الله فيما قال قد زل؟ أم هذا لقد أبدعوا مما نووا من خلافهم وإلا ترکتم إن أبيتم رماحنا ومامات حتي أکمل الله دينه ولکن حقود أظهرت وضغائن يقرب مفضول ويبعد فاضل وما أخروا فيها عليا لموجب وکم شرعوا في نقض ما شاد أحمد وحاشي لدين شيد الحق رکنه فحسبهم في ظلم (آل محمد) فإن غصبوهم أمر دنيا دنية فهل عظمت في الدهر قط مصيبة تولي بإجماع علي الناس أول وقال اقيلوني فلست بخيرکم [صفحه 377] وأثبتها في جوره بعد موته ولو أدرک الثاني لمولي حذيفة وقد نالها شوري من القوم ثالث أشوري؟ وإجماع؟ ونص؟ خلافة وصاحبها المنصوص عنها بمعزل ولو أنه کان المولي عليهم هو العالم الحبر الذي ليس مثله وما زال في بدر واحد وخيبر يکر ويعلوهم بقائم سيفه وما دخلوا الاسلام دينا وإنما وقالوا علي کان في الحکم ظالما وقالوا دماء المسلمين أراقها فقلت لهم مهلا عدمتم صوابکم أراق دماء المسلمين؟ فوالذي مسلم ولکنه للناکثين بعهده أما قال أقضاکم علي محمد فإن جار ظلما في القضايا بزعمکم فياليتني قد کنت بالامس حاضرا وألقي إلهي دونهم بدمائهم فمن کعلي عند کل ملمة ومن ذا يساميه بعلم ولم يزل سلوني ففي جنبي علم ورثته سلوني عن طرق السموات إنني ولو کشف الله الغطا لم أزد به وکاين له من آية وفضيلة [صفحه 378] فمن ختمت أعماله عند موته فيا رب بالاشباح (آل محمد) وبالقائم المهدي من (آل أحمد) تفضل علي (العودي) منک برحمة تجاوز بحسن العفو عن سيئاته ومن عليه من لدنک برأفة فإن کان لي ذنب عظيم جنيته وإن کنت بالتشبيب في الشعر ابتدي وله قصيدة اخري يذکر فيها حديث الغدير ويراه نصا علي الامامة والخلافة لامير المؤمنين عليه السلام بعد النبي الاعظم صلوات الله عليه وآله أولها بفنا الغري وفي عراص العلقم قبران قبر للوصي وآخر هذا قتيل بالطفوف علي ظما وإذا دعا داعي الحجيج بمکة فاقصدهما وقل السلام عليکما أنتم بنو طاها وقاف والضحي وبنو الاباطح والمسلخ والصفا بکم النجاة من الجحيم وأنتم أنتم مصابيح الدجي لمن اهتدي وإليکم قصد الولي وأنتم وبکم يفوز غدا إذا ما أضرمت من مثلکم في العالمين وعندکم جبريل خادمکم وخادم جدکم أبني رسول الله إن أباکم آخاه من دون البرية أحمد [صفحه 379] نص الولاية والخلافة بعده ودعا له الهادي وقال ملبيا حتي إذا قبض النبي واصبحوا نکثت ببيعته رجال أسلمت وتداولوها بينهم فکأنها (ألقصيدة 57 بيتا)
ألمولود 478، ألمتوفي ح 558
وقد لج في الهجران من ليس يرحم؟
فؤاد بنيران الاسي يتضرم
عهود التصابي والهوي المتقدم
من الخبل والوجد المبرح
طفتها دموع من أماقيه تسجم
تغور به أيدي الهموم وقتهم
فيبدي جواه ما يجن ويکتم
وحسبک من داء يصح ويسقم
عيون العدي عن وصلنا وهي نوم
إلي وأفواه بها کنت ألثم
وخصرا غدا من ثقله يتظلم
من الدر والياقوت في السلک
وبان الصبا واعوج مني المقوم
به ولرأسي بالبياض يعمم
کأني من شيبي لديهن مجرم
کأني خنس في البکا أو متمم
وللنفر البيض الذين هم هم
هم شجر الطوبي لمن يتفهم
هم اللوح والسقف الرفيع المعظم
هم سبأ والذاريات ومريم
هم النحل والانفال إن کنت تعلم
هم الحج والبيت العتيق المکرم
هم العروة الوثقي التي ليس تفصم
هم العين عين الله في الناس تعلم
ينمم في منهاجهم حيث يمموا
سل النص في القرآن ينبئک عنهم
إذا وردوا والحوض بالماء مفعم
ولا هبطا للنسل حوا وآدم
فعاد المناوي فيهم وهو مفحم
لميکال من مثلي وقد صرت منهم؟
لهم سيد الاملاک جبريل يخدم؟
من الناس والقرآن يؤخذ عنهم؟
أبوالقاسم الهادي النبي المکرم
وقاموا بحکم الله من حيث يحکم
وعمهم الطيار في الخلد ينعم
علي قتلهم يا للوري کيف أقدموا؟
وأسقوهم کأس الردي وهو علقم
بما قتل الکرار بالامس منهم
علي أنه ما کان في القوم
کأنهم قف علي الارض جثم[1] .
بأرياشها طير الفلا وهي حوم[2] .
اريق بأطراف القنا منهم
علي السبط إلا بالذين تقدموا
وقد أسرجوها للخصام وألجموا
ولکنه ما زال يؤذي ويظلم
واخر وهو السيد المتقدم
وقال اقتلوا من کان في ذاک يخصم
وکان ابن عوف منهم المتوسم
علي وکان الله للطهر يعصم
وأين من الشمس المنيرة أنجم؟
وهل غيره طب من الغي فيهم؟
ولله صنع في الارادة محکم
کما هلکت من قبل عاد وجرهم
إذا قال لم خنتم عليا وجرتم؟
بصنوي من بعدي؟ وماذا فعلتم؟
فلم حلتم عن عهده وغدرتم؟
وخالفتموه؟ بئس ما قد صنعتم
فکم قمتم في ظلهم وقعدتم؟
عليهم وإحساني إليکم کفرتم
إلي أن بلغتم فيهم ما أردتم
سراياکم صلبانهم وظفرتم
فحسبکم خزيا علي ما اجترأتم
فلم أنتم آباءکم قد ورثتم؟
أللاجنبي الارث فيما زعمتم؟
ويحيي لزکريا فلم ذا منعتم؟
کما قد حکمتم في الفتاوي وقلتم
ومن جاء منهم بالنبوة يوسم
أعن ربکم؟ أم عنکم ما شرعتم؟
إليکم من المستمتعين قتلتم
فآتوا لها من أجرها ما فرضتم؟
بتحليله؟ أم أنتم قد نسختم؟
مطاع وأنتم للوصي عصيتم
لفعلي وأمري غير ما قد أمرتم
ألم يوص لو طاوعتم وامتثلتم؟
يمت جاهلا بل أنتم قد جهلتم
علي الله فاستکبرتم وظلمتم
عليکم بما شاهدتم وسمعتم
کهارون من موسي فلم عنه حلتم؟
وکل امرئ يبقي له ما يقدم
ألا کل مغرور بدنياه يندم
علي حيدر فيما أساؤا وأجرموا
عنادا له والطهر يغضي ويکظم
وقال ألا يا أيها الناس فاعلموا
وها أنا في تبليغها المتکلم
إمامکم بعدي إذا غبت عنکم
علينا ومولي وهو فينا المحکم
ولکنهم عن رشدهم في غد عموا
أيحکم فينا؟ لا، وباللات نقسم
لهم قدم فيها ولا متقدم
علي غرة کل لها يتوسم
ويفتي إذا استفتي بما ليس يعلم
وينقض هذا ما له ذاک يبرم
فلم يک من هذا يحل ويحرم
علي النقص من دون الکمال فتمموا؟
فعادوا وهم في ذاک بالشرع أقوم؟
ينقص في تبليغه ويجمجم؟
فلما مضي المبعوث عنهم تکلموا؟
فسووه من بعد النبي وقوموا؟
فعادوا عليه بالکمال وأحکموا؟
وأتممت بالنعماء مني عليکم؟
تفوزوا ولا تعصوا اولي الامرمنکم
بفتواهم ما جاز وهو محرم؟
نبي الهدي؟ أم کان جبريل يوهم؟
وقال اقبلوا مما يقول وسلموا
وأسيافنا فيکم تسدي وتلحم
ولم يبق أمر بعد ذلک مبهم
وبغي وجور بين الظلم منهم
ويسکت منطيق وينطق أبکم
ولکن تعد منهم وتظلم
ولکن دين الله لا يتهدم
بسيف علي يعتريه التهدم
من الله في العقبي عقاب ومأثم
فما لهم في الحشر أبقي وأدوم
علي الناس إلا وهي في الدين أعظم؟
ونص علي الثاني بها وهو مغرم
فلم نصها لو صح ما کان يزعم؟
صهاکية خشناء للخصم تکلم
لولاه دون الغير والانف يرغم
وجرد سيف للوصي ولهذم
تعالوا علي الاسلام نبکي ونلطم
يديم تلاوات الکتاب ويختم
إذن لهداهم فهو بالامر أعلم
هو البطل القرم الهزبر الغشمشم
يفل جيوش المشرکين ويحطم
إلي أن أطاعوا مکرهين وأسلموا
منافقة کي يرفع السيف عنهم
ليکثر بالدعوي عليه التظلم
وقد کان في القتلي برئ ومجرم
وصي النبي المصطفي کيف يظلم
هدانا به ما کان في القوم
وممن تعدي منهم کان ينقم
کذا قد رواه الناقد المتقدم
علي فمن زکاه لا شک أظلم
فأشرکه في قتلهم واصمم
فننظر عند الله من يتندم
إذا ما التقي الجمعان والنقع مفعم؟
يقول سلوني ما يحل ويحرم؟
عن المصطفي ما فاه مني به الفم
بها من سلوک الارض والطرق أعلم
يقينا علي ما کنت أدري وأعلم
ومن مکرمات ما تعم وتکتم
بخير فأعمالي بحبيه تختم
نجوم الهدي للناس والافق مظلم
وآبائه الهادين والحق معصم
فأنت إذا استرحمت تعفو وترحم
إذا ما تلظت في المعاد جهنم
فإنک أنت المنعم المتکرم
فعفوک والغفران لي منه أعظم
فإني بمدح الصفوة الز هرأختم
تمحا الذنوب عن المسئ المجرم
فيه الحسين فعج عليه وسلم
وأبوه في کوفان ضرج بالدم
فإليهما قصد التقي المسلم
وعلي الائمة والنبي الاکرم
وبنو تبارک والکتاب المحکم
والرکن والبيت العتيق وزمزم
خير البرية من سلالة آدم
والعروة الوثقي التي لم تفصم
أنصاره في کل خطب مولم
في الحشر للعاصين نار جهنم
علم الکتاب وعلم ما لم يعلم؟
ولغيرکم في ما مضي لم يخدم
من دوحة فيها النبوة ينتمي
واختصه بالامر لو لم يظلم
يوم الغدير له برغم اللوم
يا رب قد بلغت فاشهد واعلم
مثل الذباب تلوح حول المطعم
أفواههم وقلوبهم لم تسلم
کأس تدور علي عطاش حوم
صفحه 373، 374، 375، 376، 377، 378، 379.