الملک العادل
ترجمه الفقيه عمارة في کتابه (النکت العصرية) ص 53 وقال في ص 66 دخلت قاعة السر من دار الوزارة فيها طي بن شاور وضرغام وجماعة من الامراء مثل عز الزمان، ومرتفع الظهير، ورأس رزيک بن الصالح بين أيديهم في طست فما هو إلا أن لمحته عيني ورددت کمي علي وجهي ورجعت علي عقبي، وما ملات عيني من صورة الرأس وما من هؤلاء الجماعة الذين کان الرأس بين أيديهم إلا من مات قتيلا وقطعت رأسه عن جسده فأمر طي من ردني فقلت والله ما أدخل حتي تغيب الرأس عن عيني. فرفع الدست وقال لي ضرغام لم رجعت؟ قلت بالامس وهو سلطان الوقت الذي نتقلب في نعمته قال لو ظفر رزيک بأمير الجيوش أو بنا ما أبقي علينا قلت لا خير في شئ يؤول الامر بصاحبه من الدست إلي الطست ثم خرجت وقلت أعزز علي أباشجاع أن أري ما قلبته سوي رجال قلبوا وللفقيه عمارة اليمني شعر کثير يمدح به الملک العادل رزيک بن طلايع ذکره في کتابه (النکت العصرية) وفي ديوانه، منه قصيدة أولها جاور بمجدک أنجم الجوزاء وقصيدة اخري مستهلها في ليل الشباب مشيب [صفحه 370] وثالثة مطلعها دانت لامرک طاعة الاقدار ورابعة أولها في مثل مدحک شرح القول مختصر وخامسة مبدؤها لما أراد مدامة الاحداق وسادسة مطلعها لکل مقام في علاک مقال وسابعة أولها فقت الملوک مهابة وجلالا وثامنة مطلعها لک أن تقول إذا أردت وتفعلا وتاسعة أولها لله من يوم أغر محجل وعاشرة مستهلها لولا جفون ومقل ولحظات لم تزل وبرد رضا به يظما إلي بروده لما وصلت قاطعا مخالف لو أنه وأغيد منعم يهتز غصن قده غر إذا جمشته اريعن مدلل [صفحه 371] سألته في قبلة راضته لي مشمولة حتي أتاني صاغرا إمسي بغير شکره وبات بين عقده وکدت أمحو لعسا فديته من مبسم کأنه أنامل معروفهن أبدا وقال يمدحه من قصيدة أولها أيا اذن الايام إن قلت فاسمعي وعي کل صوت تسمعين نداءه ويقول فيها ملوک رعوا لي حرمة صار نبتها وردت بهم شمس العطايا لوفدهم قال الاميني کذا يوجد البيت الاخير في مختار ديوانه المطبوع في ألمانيا ص 288 وهو تصحيف غريب مع التشکيل لحروفه والصحيح. کما قال قوم في علي ويوشع وهذا ينم عن ضئولة أمر المتطفلين علي موائد العربية وذهولهم عن معني البيت الذي لا يستقيم إلا علي ما ذکرناه وقد أوعز الشاعر إلي حديث رد الشمس لمولانا علي أميرالمؤمنين ويوشع عليهماالسلام من قبله، هذا أحسن الاحتمالين دعانا إليه حسن ظننا بالقوم وإن کان بعيدا جدا، والاقرب ما لا يفوتک عرفانه، والله أعلم. [صفحه 372]
خلف الصالح ولده رزيک بن طلايع الملقب بالملک الناصر والعادل، ولي الوزارة بعد والده الصالح ستة عشر شهرا وعدة أيام وکان والده قد أوصاه بأن لا يتعرض شاور ولا يغير عليه حاله فانه لا يأمن عصيانه والخروج عليه وکان کما أشار فإن العادل حسن له أهله عزل شاور واستعمال بعضهم مکانه وخوفوه منه إن أقره علي عمله فأرسل إليه بالعزل فجمع جموعا کثيرة وسار بهم إلي القاهرة ودخلها يوم الاحد الثاني والعشرين من المحرم سنة 558 وهرب العادل بن الصالح وأهله من القاهرة ليلة العشرين من المحرم فاخذ وقتل وأخذ موضعه من الوزارة واستولي شاور علي ديار مصر، ودفن العادل في تربة الملک الصالح وبها جماعة اخري.
ذاک الجبين مضرجا بدمائه
أيديهم من قبل في نعمائه
وازدد علوا فوق کل علاء
فأصبح برد الهم وهو قشب
وتواضعت لک عزة الاقدار
وفي طوال القوافي عنده قصر
دبت حميا نشوة الاخلاق
يصدقه بالجود منک فعال
وطرائقا وخلائقا وخلالا
ولمن سعي في ذا المدي أن يخجلا
في ظل محترم الفناء مبجل
مکحولة من الکحل
أرمي نبالا من ثعل
ألذ من طعم العسل
من عل منه ونهل
إذا رأي جدي هزل
أضمر هجري لوصل
يميل کلما اعتدل
لينا إذا ارتج الکفل
أطرق من فرط الخجل
غزيل يأبي الغزل
من ثغره فما فعل
ترمي النشاط بالکسل
يحدوه سکر وثمل
ذاک المصون يبتذل
وبين قرطيه جدل
في شفتيه بالقبل
ألثمه فلا أمل
لمجد الاسلام الاجل
يضحک في وجه الامل
لنفثة مصدور وأنة موجع
فلا خير في اذن ينادي فلاتعي
هشيما رعته النائبات وما رعي
کما قال قوم في علي وتوسع
صفحه 370، 371، 372.