نماذج من شعر الملك الصالح











نماذج من شعر الملک الصالح



ذکر إبن شهراشوب کثيرا من شعره في کتابه (مناقب آل أبي طالب) منه قوله


محمد خاتم الرسل الذي سبقت
به بشارة قس وإبن ذي يزن


وأنذر النطقاء الصادقون بما
يکون من أمره والطهر لم يکن


ألکامل الوصف في حلم وفي کرم
والطاهر الاصل من ذم ومن درن


ظل الاله ومفتاح النجاة وينبوع
الحياة وغيث العارض الهتن


فاجعله ذخرک في الدارين معتصما
به وبالمرتضي الهادي أبي الحسن


وله


ولايتي لاميرالمومنين علي
بها بلغت الذي أرجوه من أملي


إن کان قد أنکر الحساد رتبته
في جوده فتمسک ياأخي بهل[1] .


وله


أني اذ جعلت إليک قصدي
قصدت الرکن بالبيت الحرام


وخيل لي بأني في مقامي
لديه بين زمزم والمقام


أيا مولاي ذکرک في قعودي
ويا مولاي ذکرک في قيامي


وأنت إذا انتبهت سمير فکري
کذلک أنت انسي في مقامي


وحبک إن يکن قد حل قلبي
ففي لحمي استکن وفي عظامي

[صفحه 364]

فلولا أنت لم تقبل صلاتي
ولولا أنت لم يقبل صيامي


عسي اسقي بکأسک يوم حشري
ويبرد حين أشربها اوامي


وله


يا عروة الدين المتين
وبحر علم العارفينا


ياقبلة للاولياء
وکعبة للطايفينا


من أهل بيت لم يزالوا
في البرية محسنينا


ألتائبين العابدين
الصائمين القائمينا


ألعالمين الحافظين
الراکعين الساجدينا


يامن إذا نام الوري
باتوا قياما ساهرينا


وله


قوم علومهم عن جدهم اخذت
عن جبرئيل وجبريل عن الله


هم السفينة ما کنا لنطمع أن
ننجو من الهول يوم الحشر لولاهي


ألخاشعون إذا جن الظلام فما
تغشاهم سنة تنفي بأنباه


ولا بدت ليلة إلا وقابلها
من التهجد منهم کل أواه


وليس يشغلهم عن ذکر ربهم
تغريد شاد ولا ساق ولا طاهي


سحايب لم تزل بالعلم هامية
أجل من سحب تهمي بأمواه


وله


إن النبي محمدا ووصيه
وابنيه وابنته البتول الطاهره


أهل العباء فإنني بولائهم
أرجو السلامة والنجا في الآخره


وأري محبة من يقول بفضلهم
سببا يجير من السبيل الحايره


أرجو بذاک رضا المهيمن وحده
يوم الوقوف علي ظهور الساحره


وله يمدح امير المؤمنين عليه السلام


هو النور نور الله والنور مشرق
علينا ونور الله ليس يزول


سما بين أملاک السماوات ذکره
نبيه فما أن يعتريه خمول


وله

[صفحه 365]

لا تعذلني إنني لا أقتفي
سبل الضلال لقول کل عذول


عند التباهل ما علمنا سادسا
تحت الکسا منهم سوي جبريل


وله في أميرالمؤمنين واولاده الائمة الطاهرين عليهم السلام


بحب علي ارتقي منکب العلي
وأسحب ذيلي فوق هام السحائب


إمامي الذي لما تلفظت باسمه
غلبت به من کان بالکثر غالبي


أئمة حق لو يسرون في الدجي
بلا قمر لاستصحبوا بالمناسب


بهم تبلغ الآمال من کل آمل
بهم تقبل التوبات من کل تائب


وله في زهد أميرالمؤمنين عليه السلام


ذاک الذي طلق الدنيا لعمري عن
زهد وقد سفرت عن وجهها الحسن


وأوضح المشکلات الخافيات وقد
دقت عن الفکر واعتاصت علي الفطن


وله في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم


آل رسول الاله قوم
مقدارهم في العلي خطير


إذ جاءهم سائل يتيم
وجاء من بعده أسير


أخافهم في المعاد يوم
معظم الهول قمطرير


فقد وقوا شر ما اتقوه
وصار عقباهم السرور


في جنة لا يرون فيها
شمسا ولا ثم زمهرير


يطوف ولدانهم عليهم
کأنهم لؤلؤ نثير


لباسهم في جنان عدن
سندسها الاخضر الحرير


جزاهم ربهم بهذا
وهو لما قد سعوا شکور


وله في المعني[2] .


إن الابرار يشربون بکأس
کان حقا مزاجها کافورا


ولهم أنشأ المهيمن عينا
فجروها عباده تفجيرا


وهداهم وقال يوفون بالنذ
رفمن مثلهم يوفي النذورا؟


ويخافون بعد ذلک يوما
هائلا کان شره مستطيرا

[صفحه 366]

يطعمون الطعام ذا اليتم
والمسکين في حب ربهم والاسيرا


إنما نطعم الطعام لوجه الله
لا نبتغي لديکم شکورا


غير أنا نخاف من ربنا يوما
عبوسا عصبصبا قمطريرا


فوقاهم إلههم ذلک اليوم
يلقون نضرة وسرورا


وجزاهم بأنهم صبروا
في السر والجهر جنة وحريرا


متکئين لا يرون لدي الجنة
شمسا کلا ولا زمهريرا


وعليهم ظلالها دانيات
ذللت في قطوفها تيسيرا


وبأکواب فضة وقوارير
قوارير قدرت تقديرا


ويطوف الولدان فيها عليهم
فيخالون لؤلؤا منثورا


بکؤس قد مزجت زنجبيلا
لذة الشاربين تشفي الصدورا


ويحلون بالاساور فيها
وسقاهم ربي شرابا طهورا


وعليهم فيها ثياب من السندس
خضر في الخلد تلمع نورا


إن هذا لکم جزاء من الله
وقد کان سعيکم مشکورا


وله في المعني ايضا


والله أثني عليهم
لما وفوا بالنذور


وخصهم وحباهم
بجنة وحرير


لا يعرفون بشمس
فيها ولا زمهرير


يسقون کاسا رحيقا
مزيجة الکافور


وله في المعني ايضا


في هل أتي إن کنت تقرأ هل أتي
ستصيب سعيهم بها مشکورا


إذ أطعموا المسکين ثمه أطعمو
الطفل اليتيم وأطعموا المأسورا


قالوا لوجه الله نطعمکم فلا
منکم جزاء نبتغي وشکورا


إنا نخاف ونتقي من ربنا
يوما عبوسا لم يزل مجذورا


فوقوا بذلک شر يوم باسل
ولقوا بذلک نضرة وسرورا


وجزاهم رب العباد بصبرهم
يوم القيامة جنة وحريرا

[صفحه 367]

وسقاهم من سلسبيل کأسها
بمزاجها قد فجرت تفجيرا


يسقون فيها من رحيق تختم
بالمسک کان مزاجها کافورا


فيها قوارير وأکواب لها
من فضة قد قدرت تقديرا


يسعي بها ولدانها فتخالهم
للحسن منهم لؤلؤا منثورا


وله في المعني المذکور


هل أتي فيهم تنزل فيها
فضلهم محکما وفي السورات


يطعمون الطعام خوفا فقيرا
ويتيما وعانيا في العنات


إنما نطعم الطعام لوجه
الله لا للجزاء في العاجلات


فجزاهم بصبرهم جنة الخلد
بها من کواعب خيرات


ومن شعر الملک الصالح قصيدته التي جاري بها قصيدة دعبل الخزاعي الشهيرة التي أولها


مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات


وأول قصيدة الملک قوله


ألايم دع لومي علي صبواتي
فما فات يمحوه الذي هو آت


وما جزعي من سيئات تقدمت
ذهابا إذا اتبعتها حسنات


ألا إنني أقلعت عن کل شبهة
وجانبت غرقي أبحر الشبهات


شغلت عن الدنيا بحبي معشرا
بهم يصفح الرحمن عن هفواتي


وقال في آخرها


اعارض من قول الخزاعي دعبلا
وإن کنت قد أقللت في مدحاتي


(مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات)[3] .


وفي (أنوار الربيع) ص 312 ومن الاستثناء الذي ما خرج حجاب السمع ألطف منه قول الصالح طلايع، وقد ألزم الامير إبن سنان بمال رفع عليه لکونه کان يتولي أموالا له واعتقله فأرسل إليه يمت بقديم الخدمة والتشيع الموافق لمذهبه فقال الصالح

[صفحه 368]

أتي ابن سنان ببهتانه
يحصن بالدين ما في يديه


برئت من الرفض إلا له
وتبت من النصب إلا عليه


وکان قدر المال ستين ألف دينار فأخذ منه اثني عشر ألفا وترک له الباقي.

کتب الملک الصالح إلي صاحب الروم قلج أرسلان بن مسعود في تنافس وقع بينه وبين نور الدين محمود بن زنکي


نقول ولکن أين من يتفهم
ويعلم وجه الرأي والرأي مبهم؟


وما کل من قاس الامور وساسها
يوفق للامر الذي هو أحزم


وما أحد في الملک يبقي مخلدا
وما أحد مما قضي الله يسلم


أمن بعدما ذاق العدي طعم حربکم
بفيهم وکانت وهي صاب وعلقم


رجعتم إلي حکم التنافس بينکم
وفيکم من الشحناء نار تضرم؟


أما عندکم من يتقي الله وحده؟
أما في رعاياکم من الناس مسلم؟


تعالوا لعل الله ينصر دينکم
إذا ما نصرنا الدين نحن وأنتم


وننهض نحو الکافرين بعزمة
بأمثالها تحوي البلاد وتقسم


ويأتي من شعر المترجم في ترجمة الفقيه عمارة اليمني، ووقفت من شعر الملک الصالح علي شطر مهم في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا يربو علي ألف و أربعمائة بيتا وقد جمعها سيدنا العلامة السيد أحمد العطار في کتابه (الرائق)و لعل ما فاته من شعره في أهل البيت عليهم السلام نزر يسير.

توجد ترجمة طلايع الملک الصالح في کثير من الکتب والمعاجم منها

وفيات الاعيان 1 ص 259 ألکامل لابن الاثير 11 ص 103 ألخطط للمقريزي 4 ص 81 تاريخ إبن کثير 12 ص 243 روض المناظر لابن شحنة تاريخ أبي الفدا 3 ص 40 مرآة الجنان 3 ص 310 أنوار الربيع ص 312 تحفة الاحباب للسخاوي 176 شذرات الذهب 4 ص 177 نسمة السحر الجزء الثاني خواص العصر الفاطمي 234 دائرة المعارف لفريد وجدي 5 ص 771 الاعلام للزرکلي 2 ص 449.

تاريخ مصر الحديث لجرجي زيدان 1 ص 298 شهداء الفضيلة ص 57.

[صفحه 369]



صفحه 364، 365، 366، 367، 368، 369.





  1. اشار إلي سورة هل اتي ونزولها في العترة الطاهرة عليهم السلام.
  2. مر حديث هذا المعني في الجزء الثالث من کتابنا ص 243 169 106111.
  3. انوار الربيع ص 312 الرائق ذکر من القصيدة 40 بيتا.