نماذج من شعر الملک الصالح
محمد خاتم الرسل الذي سبقت وأنذر النطقاء الصادقون بما ألکامل الوصف في حلم وفي کرم ظل الاله ومفتاح النجاة وينبوع فاجعله ذخرک في الدارين معتصما وله ولايتي لاميرالمومنين علي إن کان قد أنکر الحساد رتبته وله أني اذ جعلت إليک قصدي وخيل لي بأني في مقامي أيا مولاي ذکرک في قعودي وأنت إذا انتبهت سمير فکري وحبک إن يکن قد حل قلبي [صفحه 364] فلولا أنت لم تقبل صلاتي عسي اسقي بکأسک يوم حشري وله يا عروة الدين المتين ياقبلة للاولياء من أهل بيت لم يزالوا ألتائبين العابدين ألعالمين الحافظين يامن إذا نام الوري وله قوم علومهم عن جدهم اخذت هم السفينة ما کنا لنطمع أن ألخاشعون إذا جن الظلام فما ولا بدت ليلة إلا وقابلها وليس يشغلهم عن ذکر ربهم سحايب لم تزل بالعلم هامية وله إن النبي محمدا ووصيه أهل العباء فإنني بولائهم وأري محبة من يقول بفضلهم أرجو بذاک رضا المهيمن وحده وله يمدح امير المؤمنين عليه السلام هو النور نور الله والنور مشرق سما بين أملاک السماوات ذکره وله [صفحه 365] لا تعذلني إنني لا أقتفي عند التباهل ما علمنا سادسا وله في أميرالمؤمنين واولاده الائمة الطاهرين عليهم السلام بحب علي ارتقي منکب العلي إمامي الذي لما تلفظت باسمه أئمة حق لو يسرون في الدجي بهم تبلغ الآمال من کل آمل وله في زهد أميرالمؤمنين عليه السلام ذاک الذي طلق الدنيا لعمري عن وأوضح المشکلات الخافيات وقد وله في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم آل رسول الاله قوم إذ جاءهم سائل يتيم أخافهم في المعاد يوم فقد وقوا شر ما اتقوه في جنة لا يرون فيها يطوف ولدانهم عليهم لباسهم في جنان عدن جزاهم ربهم بهذا وله في المعني[2] . إن الابرار يشربون بکأس ولهم أنشأ المهيمن عينا وهداهم وقال يوفون بالنذ ويخافون بعد ذلک يوما [صفحه 366] يطعمون الطعام ذا اليتم إنما نطعم الطعام لوجه الله غير أنا نخاف من ربنا يوما فوقاهم إلههم ذلک اليوم وجزاهم بأنهم صبروا متکئين لا يرون لدي الجنة وعليهم ظلالها دانيات وبأکواب فضة وقوارير ويطوف الولدان فيها عليهم بکؤس قد مزجت زنجبيلا ويحلون بالاساور فيها وعليهم فيها ثياب من السندس إن هذا لکم جزاء من الله وله في المعني ايضا والله أثني عليهم وخصهم وحباهم لا يعرفون بشمس يسقون کاسا رحيقا وله في المعني ايضا في هل أتي إن کنت تقرأ هل أتي إذ أطعموا المسکين ثمه أطعمو قالوا لوجه الله نطعمکم فلا إنا نخاف ونتقي من ربنا فوقوا بذلک شر يوم باسل وجزاهم رب العباد بصبرهم [صفحه 367] وسقاهم من سلسبيل کأسها يسقون فيها من رحيق تختم فيها قوارير وأکواب لها يسعي بها ولدانها فتخالهم وله في المعني المذکور هل أتي فيهم تنزل فيها يطعمون الطعام خوفا فقيرا إنما نطعم الطعام لوجه فجزاهم بصبرهم جنة الخلد ومن شعر الملک الصالح قصيدته التي جاري بها قصيدة دعبل الخزاعي الشهيرة التي أولها مدارس آيات خلت من تلاوة وأول قصيدة الملک قوله ألايم دع لومي علي صبواتي وما جزعي من سيئات تقدمت ألا إنني أقلعت عن کل شبهة شغلت عن الدنيا بحبي معشرا وقال في آخرها اعارض من قول الخزاعي دعبلا (مدارس آيات خلت من تلاوة وفي (أنوار الربيع) ص 312 ومن الاستثناء الذي ما خرج حجاب السمع ألطف منه قول الصالح طلايع، وقد ألزم الامير إبن سنان بمال رفع عليه لکونه کان يتولي أموالا له واعتقله فأرسل إليه يمت بقديم الخدمة والتشيع الموافق لمذهبه فقال الصالح [صفحه 368] أتي ابن سنان ببهتانه برئت من الرفض إلا له وکان قدر المال ستين ألف دينار فأخذ منه اثني عشر ألفا وترک له الباقي. کتب الملک الصالح إلي صاحب الروم قلج أرسلان بن مسعود في تنافس وقع بينه وبين نور الدين محمود بن زنکي نقول ولکن أين من يتفهم وما کل من قاس الامور وساسها وما أحد في الملک يبقي مخلدا أمن بعدما ذاق العدي طعم حربکم رجعتم إلي حکم التنافس بينکم أما عندکم من يتقي الله وحده؟ تعالوا لعل الله ينصر دينکم وننهض نحو الکافرين بعزمة ويأتي من شعر المترجم في ترجمة الفقيه عمارة اليمني، ووقفت من شعر الملک الصالح علي شطر مهم في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا يربو علي ألف و أربعمائة بيتا وقد جمعها سيدنا العلامة السيد أحمد العطار في کتابه (الرائق)و لعل ما فاته من شعره في أهل البيت عليهم السلام نزر يسير. توجد ترجمة طلايع الملک الصالح في کثير من الکتب والمعاجم منها وفيات الاعيان 1 ص 259 ألکامل لابن الاثير 11 ص 103 ألخطط للمقريزي 4 ص 81 تاريخ إبن کثير 12 ص 243 روض المناظر لابن شحنة تاريخ أبي الفدا 3 ص 40 مرآة الجنان 3 ص 310 أنوار الربيع ص 312 تحفة الاحباب للسخاوي 176 شذرات الذهب 4 ص 177 نسمة السحر الجزء الثاني خواص العصر الفاطمي 234 دائرة المعارف لفريد وجدي 5 ص 771 الاعلام للزرکلي 2 ص 449. تاريخ مصر الحديث لجرجي زيدان 1 ص 298 شهداء الفضيلة ص 57. [صفحه 369]
ذکر إبن شهراشوب کثيرا من شعره في کتابه (مناقب آل أبي طالب) منه قوله
به بشارة قس وإبن ذي يزن
يکون من أمره والطهر لم يکن
والطاهر الاصل من ذم ومن درن
الحياة وغيث العارض الهتن
به وبالمرتضي الهادي أبي الحسن
بها بلغت الذي أرجوه من أملي
في جوده فتمسک ياأخي بهل[1] .
قصدت الرکن بالبيت الحرام
لديه بين زمزم والمقام
ويا مولاي ذکرک في قيامي
کذلک أنت انسي في مقامي
ففي لحمي استکن وفي عظامي
ولولا أنت لم يقبل صيامي
ويبرد حين أشربها اوامي
وبحر علم العارفينا
وکعبة للطايفينا
في البرية محسنينا
الصائمين القائمينا
الراکعين الساجدينا
باتوا قياما ساهرينا
عن جبرئيل وجبريل عن الله
ننجو من الهول يوم الحشر لولاهي
تغشاهم سنة تنفي بأنباه
من التهجد منهم کل أواه
تغريد شاد ولا ساق ولا طاهي
أجل من سحب تهمي بأمواه
وابنيه وابنته البتول الطاهره
أرجو السلامة والنجا في الآخره
سببا يجير من السبيل الحايره
يوم الوقوف علي ظهور الساحره
علينا ونور الله ليس يزول
نبيه فما أن يعتريه خمول
سبل الضلال لقول کل عذول
تحت الکسا منهم سوي جبريل
وأسحب ذيلي فوق هام السحائب
غلبت به من کان بالکثر غالبي
بلا قمر لاستصحبوا بالمناسب
بهم تقبل التوبات من کل تائب
زهد وقد سفرت عن وجهها الحسن
دقت عن الفکر واعتاصت علي الفطن
مقدارهم في العلي خطير
وجاء من بعده أسير
معظم الهول قمطرير
وصار عقباهم السرور
شمسا ولا ثم زمهرير
کأنهم لؤلؤ نثير
سندسها الاخضر الحرير
وهو لما قد سعوا شکور
کان حقا مزاجها کافورا
فجروها عباده تفجيرا
رفمن مثلهم يوفي النذورا؟
هائلا کان شره مستطيرا
والمسکين في حب ربهم والاسيرا
لا نبتغي لديکم شکورا
عبوسا عصبصبا قمطريرا
يلقون نضرة وسرورا
في السر والجهر جنة وحريرا
شمسا کلا ولا زمهريرا
ذللت في قطوفها تيسيرا
قوارير قدرت تقديرا
فيخالون لؤلؤا منثورا
لذة الشاربين تشفي الصدورا
وسقاهم ربي شرابا طهورا
خضر في الخلد تلمع نورا
وقد کان سعيکم مشکورا
لما وفوا بالنذور
بجنة وحرير
فيها ولا زمهرير
مزيجة الکافور
ستصيب سعيهم بها مشکورا
الطفل اليتيم وأطعموا المأسورا
منکم جزاء نبتغي وشکورا
يوما عبوسا لم يزل مجذورا
ولقوا بذلک نضرة وسرورا
يوم القيامة جنة وحريرا
بمزاجها قد فجرت تفجيرا
بالمسک کان مزاجها کافورا
من فضة قد قدرت تقديرا
للحسن منهم لؤلؤا منثورا
فضلهم محکما وفي السورات
ويتيما وعانيا في العنات
الله لا للجزاء في العاجلات
بها من کواعب خيرات
ومنزل وحي مقفر العرصات
فما فات يمحوه الذي هو آت
ذهابا إذا اتبعتها حسنات
وجانبت غرقي أبحر الشبهات
بهم يصفح الرحمن عن هفواتي
وإن کنت قد أقللت في مدحاتي
ومنزل وحي مقفر العرصات)[3] .
يحصن بالدين ما في يديه
وتبت من النصب إلا عليه
ويعلم وجه الرأي والرأي مبهم؟
يوفق للامر الذي هو أحزم
وما أحد مما قضي الله يسلم
بفيهم وکانت وهي صاب وعلقم
وفيکم من الشحناء نار تضرم؟
أما في رعاياکم من الناس مسلم؟
إذا ما نصرنا الدين نحن وأنتم
بأمثالها تحوي البلاد وتقسم
صفحه 364، 365، 366، 367، 368، 369.