ترجمة ألملك الصالح











ترجمة ألملک الصالح



أبوالغارات ألملک الصالح فارس المسلمين نصير الدين طلايع بن رزيک بن الصالح الارمني[1] أصله من الشيعة الامامية في العراق کما في (أعلام الزرکلي).

هو من أقوام جمع الله سبحانه لهم الدنيا والدين، فحازوا شرف الدارين، وحبوا بالعلم الناجع والامرة العادلة، بينا هو فقيه بارع کما في (خواص العصر الفاطمي) وأديب شاعر مجيد کما طفحت به المعاجم، فإذا به ذلک الوزير العادل تزدهي القاهرة بحسن سيرته، وتعيش الامة المصريه بلطف شاکلته، وتزدان الدولة الفاطمية بأخذه بالتدابير اللازمة في إقامة الدولة وسياسة الرعية ونشر الامن وإدامةالسلام، وکان کما قال الزرکلي في (الاعلام) وزيرا عصاميا يعد من الملوک، ولقب بالملک الصالح، ولقد طابق هذا اللفظ معناه کما ينبئک عنه تاريخه المجيد، فلقد کان صالحا بعلمه الغزير وأدبه الرايق، صالحا بعدله الشامل وورعه الموصوف، صالحا بسياسته المرضية وحسن مداراته مع الرعية، صالحا بسيبه الهامر ونداه الوافر، صالحا بکل فضايله وفواضله دينية ودنيوية، وقبل هذه کلها تفانيه في ولاء أئمة الدين عليهم السلام و نشر مآثرهم ودفاعه عنهم بفمه وقلمه ونظمه ونثره، وکان يجمع الفقهاء ويناظرهم في الامامة والقدر، وکان في نصر التشيع کالسکة المحماة کما في الخطط والشذرات.

وله کتاب (الاعتماد[2] في الرد علي أهل العناد) يتضمن إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام والکلام علي الاحاديث الواردة فيها، وديوانه مجلدان فيه کل فن من الشعر، وقد شرح سعيد بن مبارک النحوي الکبير المتوفي سنة 569 بيتا من شعر المترجم في عشرين کراسا، وکان الادباء يزدلفون إلي دسته کل ليلة ويدونون شعره، و العلماء يفدون إليه من کل فج فلا يخيب أمل آمل منهم، وکان يحمل إلي العلويين

[صفحه 345]

في المشاهد المقدسة کل سنة أموالا جزيلة وللاشراف من أهل الحرمين ما يحتاجون إليه من کسوة وغيرها حتي ألواح الصبيان التي يکتب فيها والاقلام وأدوات الکتابة ووقف ناحية المقس[3] لان يکون ثلثاها علي الاشراف من بني الحسنين السبطين الامامين عليهماالسلام، وتسعة قراريط منها علي أشراف المدينة النبوية المنورة، وجعل قيراطا علي مسجد أمين الدولة، وأوقف بلقس بالقليوبية وبرکة الحبش[4] و جدد الجامع بالقرافة الکبري، وبني الجامع الذي علي باب زويلة بظاهر القاهرة و يسمي بجامع الصالح، ولم يترک غزو الافرنج مدة حياته في البر والبحر، فکانت بعوثه إليهم تتري في کل سنة[5] ولم يزل له صدر الدست وذري الفخر ونفوذ الامر وعرش الملک حتي اختار الله تعالي له علي ذلک کله الفوز بالشهادة وقتل غيلة في دهليز قصره سنة 556 يوم الاثنين 19 شهر الصيام ودفن في القاهرة بدار الوزارة ثم نقله ولده العادل إلي القرافة الکبري.



صفحه 345.





  1. بکسر الهمزة وکسر الميم نسبة إلي ارمينية علي غير قياس وهي اسم لصقع عظيم واسع.
  2. الاجتهاد في شذرات الذهب.
  3. بفتح الميم ثم السکون کان قبل الاسلام يسمي) ام دنين.
  4. قال الحموي هي أرض في وهدة من الارض واسعة طولها نحو ميل مشرفة علي نيل مصر خلف القرافة وقف علي الاشراف.
  5. الخطط ج 4 ص 81 وص 324، تحفة الاحباب للسخاوي ص 176.