ترجمة ألقاضي ابن قادوس











ترجمة ألقاضي ابن قادوس



ألقاضي جلال الدين أبوالفتح محمود بن القاضي إسماعيل بن حميد الشهير بابن قادوس الدمياطي المصري أحد عباقرة الادب، وفذ من صيارفة البيان، مقدم في حلبة القريض، کاتب الانشاء بالديار المصرية للعلويين، وتصدر بالقضاء، جمع بين فضيلتي العلم والادب فعد من أئمة البيان الرايع الذين جعلوا من رسائلهم الخلافية والديوانية نماذج من الفصاحة الباهرة، تلمذ عليه القاضي الفاضل[1] وکان يسميه ذا البلاغتين (ألشعر والنثر) له ديوان شعر في مجلدين توفي بمصر سنة خمسمائة وإحدي وخمسين[2] .

ذکر إبن خلکان في تاريخه 1 ص 54 له في القاضي الرشيد[3] وکان أسود اللون


يا شبه لقمان بلا حکمة
سلخت أشعار الوري کلها


وخاسرا في العلم لا راسخا
فصرت تدعي الاسود السالخا

[صفحه 339]

حکي الحموي في (معجم الادباء) ج 4 ص 60 قال إجتمع ليلة عند الصالح ابن رزيک جماعة من الفضلاء فألقي عليهم مسألة في اللغة فلم يجب عنها بالصواب سوي القاضي الرشيد فقال ما سئلت قط في مسألة إلا وجدتني أتوقد فهما فقال إبن قادوس وکان حاضرا


إن قلت من نار خلق
ت وفقت کل الناس فهما


قلنا صدقت فما الذي
أطفاک حتي صرت فحما؟


وذکر له إبن کثير في تاريخه فيمن يکرر التکبير ويوسوس في نية الصلاة


وفاتر النية عنينها
مع کثرة الرعدة والهمزة


يکبر التسعين في مرة
کأنه صلي علي حمزة[4] .


وذکر له المقريزي في الخطط 2 ص 298 في ذکر قلعة الروضة المعروفة بالجزيرة


أري سرح الجزيرة من بعيد
کأحداق تغازل في المغازل


کأن مجرة الجوزا أحاطت
وأثبتت المنازل في المنازل


ومن شعره في المذهب کما في مناقب ابن شهر اشوب قوله


هي بيعة الرضوان أبرمها التقي
وأنارها النص الجلي وألحما


ما اضطر جدک في أبيک وصية
وهو ابن عم أن يکون له انتمي


وکذا الحسين وعن أخيه جازها
وله البنون بغير خلف منهما


وله في الامام زين العابدين عليه السلام


أنت الامام الآمر العدل الذي
خبب البراق لجده جبريل


ألفاضل الاطراف لم ير فيهم
إلا إمام طاهر وبتول


أنتم خزائن غامضات علومه
وإليکم التحريم والتحليل


فعلي الملائک أن تؤدي وحيه
وعليکم التبيين والتأويل


ذکر سيدنا الامين في أعيان الشيعة في الجزء السابع عشر ص 332 إبن قادوس المصري وقال ذکرنا في ج 6 ص 93 أنا لم نعرف اسمه، وذکرنا في 13 ص 206 ان

[صفحه 340]

اسمه محمود بن إسماعيل بن قادوس الدمياطي المصري إعتمادا علي ما وجدناه في الطليعة (للعلامة السماوي) من نسبة الشعر الذي في (المناقب) إليه، ثم وجدناه في کتاب (شذرات الذهب) في حوادث سنة 639 ما صورته وفيها توفي النفيس إبن قادوس القاضي أبوالکرام أسعد بن عبد الغني العدوي فرجحنا أن يکون هو الذي نسب إليه إبن شهراشوب الشعر الصريح في تشيعه وترجمناه في مستدرکات هذا الجزء ص 468)وسبب الترجيح وصفه بالقاضي في (المناقب) والذي کان قاضيا بنص المناقب والشذرات هو أسعد لا محمود ومحمود إنما کان کاتبا للعلويين بنص الطليعة لکن يبعده أن صاحب (المناقب) مات سنة 588 وأسعد مات سنة 639 بعده بإحدي وخمسين سنة، غير أنه يمکن نقله عنه لان أسعد عاش 96 سنة.

قال الاميني ما ذکره شيخنا صاحب (الطليعة) هو الصواب وقد خفي علي سيدنا الامين امور ألاول کون أبي الفتح ابن قادوس المترجم قاضيا وقد ذکره معاصره القاضي الرشيد المقتول 563 في کتابه جنان الجنان ورياضة الاذهان(ونقله عنه صاحب تاريخ حلب ج 4 ص 133، ووصفه بذلک المقريزي في الخطط ج 2 ص 306 والدکتور عبد اللطيف حمزة في کتابه (الحرکة الفکرية في مصر) ص 271.

والثاني أن المعروف بابن قادوس هو محمود شاعرنا لا أسعد فإنه يعرف بالقاضي النفيس لا بابن قادوس.

والثالث أن القاضي النفيس لم يذکر قط بالادب والشعر في أي معجم والذي يذکر شعره في المعاجم ويعرف بديوانه المجلدين أبوالفتح إبن قادوس مترجمنا والله من ورائهم محيط.

[صفحه 341]



صفحه 339، 340، 341.





  1. أبوعلي عبدالرحيم بن علي البيساقي ثم المصري أحد أئمة البلاغة ولد سنة 529 وتوفي 596.
  2. تاريخ ابن کثير 12 ص 235، ألحاکم بأمر الله ص 234، الاعلام 3 ص 1011.
  3. أبوالحسن أحمد بن علي بن ابراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير المصري المقتول سنة 563.
  4. اشارة إلي ما ورد في صلاة النبي صلي الله عليه وآله علي حمزة سيد الشهداء يوم احد من انه عليه السلام کبر فيها سبعين أو اثنين وتسعين تکبيرة.