رواية ابن عباس في عمرو
أحمد الله واحمد إستک- والله إني لاظنک لو عرفته لما اقتحمت عليه. وقال معاوية في ذلک: ألا لله من هفوات عمرو فقد لاقي أبا حسن عليا فلو لم يبد عورته للاقي له کف کأن براحتيها فإن تکن المنية أخطأته فغضب عمرو وقال: ما أشد تعظيمک عليا في کسري هذا- وفي لفظ إبن أبي الحديد: ما أشد تغليطک أبا تراب في أمري- هل أنا إلا رجل لقيه إبن عمه فصرعه؟. أفتري السماء قاطرة لذلک دما؟! قال: لا ولکنها معقبة لک خزيا کتاب صفين ص [صفحه 162] 216، شرح إبن أبي الحديد 2 ص 287، تاريخ إبن کثير 7 ص 263.
روي نصر باسناده عن إبن عباس قال: تعرض عمرو بن العاص لعلي يوما من أيام صفين، وظن أنه يطمع منه في غرة أي: في غفلة فيصيبه، فحمل عليه علي عليه السلام فلما کاد أن يخالطه أذري أي: ألقي نفسه عن فرسه، ورفع ثوبه، و شغر[1] برجله فبدت عورته، فصرف عليه السلام وجهه عنه، وقام معفرا بالتراب، هاربا علي رجليه، معتصما بصفوفه، فقال أهل العراق: يا أميرالمؤمنين؟ أفلت الرجل. فقال: أتدرون من هو؟ قالوا: لا. قال: إنه عمرو بن العاص تلقاني بسوأته فذکرني بالرحم لفظ إبن کثير فصرفت وجهي عنه، ورجع عمرو إلي معاوية فقال: ما صنعت يا أبا عبدالله؟ فقال: لقيني علي فصرعني. قال: أحمد الله وعورتک- وفي لفظ إبن کثير:
يعاتبني علي ترکي برازي
فآب الوائلي مآب خازي
به ليثا يذلل کل غازي
منايا القوم يخطف خطف باز
فقد غني بها أهل الحجاز
صفحه 162.