رواية ابن عباس في عمرو











رواية ابن عباس في عمرو



روي نصر باسناده عن إبن عباس قال: تعرض عمرو بن العاص لعلي يوما من أيام صفين، وظن أنه يطمع منه في غرة أي: في غفلة فيصيبه، فحمل عليه علي عليه السلام فلما کاد أن يخالطه أذري أي: ألقي نفسه عن فرسه، ورفع ثوبه، و شغر[1] برجله فبدت عورته، فصرف عليه السلام وجهه عنه، وقام معفرا بالتراب، هاربا علي رجليه، معتصما بصفوفه، فقال أهل العراق: يا أميرالمؤمنين؟ أفلت الرجل. فقال: أتدرون من هو؟ قالوا: لا. قال: إنه عمرو بن العاص تلقاني بسوأته فذکرني بالرحم لفظ إبن کثير فصرفت وجهي عنه، ورجع عمرو إلي معاوية فقال: ما صنعت يا أبا عبدالله؟ فقال: لقيني علي فصرعني. قال: أحمد الله وعورتک- وفي لفظ إبن کثير:

أحمد الله واحمد إستک- والله إني لاظنک لو عرفته لما اقتحمت عليه. وقال معاوية في ذلک:


ألا لله من هفوات عمرو
يعاتبني علي ترکي برازي


فقد لاقي أبا حسن عليا
فآب الوائلي مآب خازي


فلو لم يبد عورته للاقي
به ليثا يذلل کل غازي


له کف کأن براحتيها
منايا القوم يخطف خطف باز


فإن تکن المنية أخطأته
فقد غني بها أهل الحجاز


فغضب عمرو وقال: ما أشد تعظيمک عليا في کسري هذا- وفي لفظ إبن أبي الحديد: ما أشد تغليطک أبا تراب في أمري- هل أنا إلا رجل لقيه إبن عمه فصرعه؟. أفتري السماء قاطرة لذلک دما؟! قال: لا ولکنها معقبة لک خزيا کتاب صفين ص

[صفحه 162]

216، شرح إبن أبي الحديد 2 ص 287، تاريخ إبن کثير 7 ص 263.



صفحه 162.





  1. شغر الکلب: رفع احدي رجليه فبال.