ابن عباس وعمرو
ألعقد الفريد 2 ص 136.
حج عمرو بن العاص فمر بعبدالله بن عباس فحسده مکانه وما رأي من هيبة الناس له، وموقعه من قلوبهم، فقال له: يابن عباس؟ مالک إذا رأيتني وليتني قصرة[1] کأن بين عينيک دبرة[2] وإذا کنت في ملا من الناس کنت الهوهاة[3] الهمزة؟[4] فقال إبن عباس: لانک من اللئام الفجرة، وقريش من الکرام البررة، لا ينطقون بباطل جهلوه، ولا يکتمون حقا علموه، وهم أعظم الناس أحلاما، وأرفع الناس أعلاما، دخلت في قريش ولست منها، فأنت الساقط بين فراشين، لا في بني هاشم رحلک، ولا في بني عبد شمس راحلتک، فأنت الاثيم الزنيم، ألضال المضل، حملک معاوية علي رقاب الناس، فأنت تسطو بحمله، وتسعو بکرمه. فقال عمرو: أما والله إني لمسرور بک فهل ينفعني عندک؟ قال إبن عباس: حيث مال الحق ملنا، وحيث سلک قصدنا.