كتاب أميرالمؤمنين إلي عمرو











کتاب أميرالمؤمنين إلي عمرو



من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلي الابتر إبن الابتر عمرو بن العاص بن وائل شانئ محمد وآله محمد في الجاهلية والاسلام. سلام علي من إتبع الهدي- أما بعد- فإنک ترکت مروءتک لامري فاسق مهتوک ستره، يشين الکريم بمجلسه، ويسفه الحليم بخلطته، فصار قلبک لقلبه تبعا کما قيل: وافق شن طبقة[1] فسلبک دينک وأمانتک ودنياک وآخرتک، وکان علم الله بالغا فيک، فصرت کالذئب يتبع الضرغام إذا ما الليل دجا، أو أتي الصبح يلتمس فاضل سؤره، وحوايا فريسته، ولکن لا نجاة من القدر، ولو بالحق أخذت لادرکت ما رجوت، وقد رشد من کان الحق قائده، فإن يمکن الله منک ومن إبن آکلة الاکباد ألحقتکما بمن قتله الله من ظلمة قريش علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله، وإن تعجزا[2] وتبقيا بعدي فالله حسبکما، وکفي بإنتقامه إنتقاما، وبعقابه عقابا. والسلام.

فائدة هذا الکتاب بهذه الصورة ذکرها إبن أبي الحديد[3] في شرحه 4 ص 61 نقلا عن کتاب صفين لنصر بن مزاحم ولم نجده فيه فمن أمعن النظر في جل ما نقله إبن أبي الحديد عن هذا الکتاب يعلم بأن المطبوع منه هو مختصره لا أصله وهو أکبر من الموجود بکثير.

صورة اخري له

فإنک قد جعلت دينک تبعا لدنيا امرئ ظاهر غيه، مهتوک ستره، يشين الکريم بمجلسه، ويسفه الحليم بخلطته، فاتبعت أثره، وطلبت فضله، إتباع الکلب للضرغام، يلوذ بمخالبه، وينتظر ما يلقي إليه من فضل فريسته، فأذهب دنياک وآخرتک، ولو بالحق أخذت، أدرکت ما طلبت، فإن يمکن الله منک ومن ابن أبي سفيان أجزکما بما قدمتما، وإن تعجزا وتبقيا فما أمامکما شر لکما. والسلام.

نهج البلاغة 2 ص 64

[صفحه 131]



صفحه 131.





  1. مثل ساير له قصة يستفاد منها. شن: اسم رجل. طبقة: اسم امرأة: راجع مجمع الامثال للميداني 2 ص 321.
  2. عجز الشي: مؤخره.
  3. و ذکره عنه الدکتور احمد زکي صفوت في جمهرة الرسائل 1 ص 486.