قيس ومعاوية بعد الصلح











قيس ومعاوية بعد الصلح



بعد الصلح بينهما دخل قيس بن سعد بعد وقوع الصلح في جماعة من الانصار علي معاوية فقال لهم معاوية: يا معشر الانصار؟ بم تطلبون ما قبلي؟ فوالله لقد کنتم قليلا معي کثيرا علي، ولفللتم حدي يوم صفين حتي رأيت المنايا تلظي في أسنتکم، وهجوتموني في أسلافي بأشد من وقع الاسنة، حتي إذا أقام الله ما حاولتم ميله، قلتم: ارع وصية رسول الله صلي الله عليه وآله. هيهات يأبي الحقين العذرة.

فقال قيس: نطلب ما قبلک بالاسلام الکافي به الله لا بمانمت به إليک الاحزاب، وأما عداوتنا لک فلو شئت کففتها عنک، وأما هجاونا إياک فقول يزول باطنه ويثبت حقه، وأما إستقامة الامر فعلي کره کان منا، وأما فللنا حدک يوم صفين فانا کنا مع رجل نري طاعة الله طاعته، وأما وصية رسول الله بنا فمن آمن به رعاها بعده، وأما قولک: يأبي الحقين العذرة. فليس دون الله يد تحجزک منا يا معاوية؟ فدونک أمرک يا معاوية؟ فإنما مثلک کما قال الشاعر:


يالک من قبرة بمعمر
خلالک الجو فبيضي واصفري


فقال معاوية يموه: إرفعوا حوائجکم.

ألعقد الفريد 2 ص 121، مروج الذهب 2 ص 63، الامتاع والمؤانسة 3 ص 170

بيان قول معاوية: يأبي الحقين العذرة. مثل ساير، أصله: أن رجلا نزل بقوم فاستسقاهم لبنا فاعتلوا عليه وزعموا أن لا لبن عندهم، وکان اللبن محقونا في وطاب

[صفحه 106]

عندهم، يضرب به الکاذب الذي يعتذر ولا عذر له، يعني: أن اللبن المحقون لديکم يکذبکم في عذرکم. فما في مروج الذهب من: يأبي الحقير العذرة. وفي العقد الفريد أبي الخبير العذر. فهو تصحيف.



صفحه 106.