كلمتنا الاخيرة عن قيس











کلمتنا الاخيرة عن قيس



إنه من عمد الدين وأرکان المذهب.

لعلک بعدما تلوناه عليک من فضايل المترجم له وفواضله، وعلومه ومعارفه، وحزمه وسداده، وصلاحه وإصلاحه، وتهالکه في نصرة إمامه الطاهر، وإقامته علم الدين منذ عهد النبوة وعلي العهد العلوي الناصع، وثباته عند تخاذل الايدي وتدابر النفوس علي العهد الحسني، ومصارحته بکلمة الحق في کل محتشد إلي آخر خياته، وعدم إنخداعه ببهرجة الباطل، وزبرجة الالحاد السفياني، وثراء معاوية الطائل الهاطل عليه لخدعه عن دينه حينما بذل له ألف ألف درهم علي أن يصير معه أو ينصرف عنه کما مر ص 84 إنک لا تشک بعد ذلک کله في أن قيسا من عمد الدين، وأرکان المذهب، وعظماء الامة، ودعاة الحق، فدون مقامه الباذخ ما في المعاجم والکتب من جمل الثناء عليه مهما بالغوا فيها.

ولو لا مثل قيس في آل سعد لما قال رسول الله صلي الله عليه وآله وهو رافع يديه: أللهم اجعل صلواتک ورحمتک علي آل سعد بن عبادة. وما کان يقول في غزوة ذي قرد: أللهم ارحم سعدا وآل سعد، نعم المرء سعد بن عبادة. وما کان يقول لما أکل طعاما في منزل سعد: أکل طعامکم الابرار، وصلت عليکم الملائکة، وأفطر عندکم الصائمون. وما کان يقول لسعد وقيس لما أتيا بزاملة تحمل زادا يوم ضلت زاملة النبي: بارک الله عليکما يا أبا ثابت[1] أبشر فقد افلحت إن الاخلاف بيد الله فمن شاء أن يمنحه منها

[صفحه 96]

خلفا صالحا منحه، ولقد منحک الله خلفا صالحا.[2] .

فلينظر القارئ في قيس بن سعد إلي آثار رحمة الله، ومظاهر صلواته، ومجالي فضله، وما أثرت فيه تلک الدعوة النبوية وما ظهر فيه وفي آله من برکاتها وقد حقت به الصلوات والرحمة الالهية. صلوات الله عليه ورحمته وبرکاته. ولقيس محاضرة ومناظرة مع الشيخين في قصة طوق خالد ذکرها أبومحمد الديلمي ألحسن بن أبي الحسن في إرشاد القلوب 2 ص 201، أفاضها بلسان ذلق، وايمان مستقر وجنان ثابت نضرب عنها صفحا تحريا للايجاز.



صفحه 96.





  1. کنية سعد والد المترجم له.
  2. توجد هذه الاحاديث في امتاع المقريزي ص 515 و 263، تاريخ ابن عساکر 6 ص 88 و 82، السيرة الحلبية 3 ص 8.