حديث خطابة قيس











حديث خطابة قيس



إن تقدم سيد الانصار في المعالم الدينية، وتضلعه في علمي الکتاب والسنة، و عرفانه بمعاريض القول، ومخاريق القيل، وسقطات الرأي، وتحليه بما يحتاج إليه مداره الکلام ومشيخة الخطابة من العلم الکثار، والادب الجم، وربط الجاش، وقوة العارضة، وحسن التقرير، وجودة السرد، وبلاغة المنطق، وطلاقة اللسان، ومعرفة مناهج الحجاج والمناظرة، وأساليب إلقاء المحاضرة، کلها براهين واضحة علي حظه الوافر وقسطه البالغ من هذه الخلة، وإنه أعلي الناس ذافوق[1] علي أن فيما مر و ما يأتي من کلمه وخطبه خبرا يصدق الخبر، وشاهد صدق علي انه أحد أمراء الکلام کما کان في مقدم امراء السيف. فهو خطيب الانصار المفوه، واللسن الفذ من الخزرج، ومتکلم الشيعة الاکبر، ولسان العترة الطاهرة الناطق، والمجاهد الوحيد دون مبدءه المقدس بالسيف واللسان، أخطب من سحبان وائل، وأنطق من قس الايادي، وأصدق في مقاله من قطاة.[2] .

[صفحه 89]

وناهيک بقول معاوية بن أبي سفيان لقومه يوم صفين: إن خطيب الانصار قيس إبن سعد يقوم کل يوم خطيبا، وهو والله يريد أن يفنينا غدا إن لم يحبسه عنا حابس القيل مر ص 81 وفي قول أميرالمؤمنين عليه السلام له عند بعض مقاله کما مر ص 76: أحسنت والله يا قيس؟ وأجملت. لغني وکفاية عن أي إطراء وثناء عليه.



صفحه 89.





  1. مثل يضرب: أي أعلي الناس سهما.
  2. أصدق من قطاة. مثل مشهور.