لفت نظر في شعر حسان
وکان علي أرمد العين يبتغي شفاه رسول الله منه بتفلة فقال: ساعطي الراية اليوم ضاربا يحب إلهي وإلاله يحبه فخص بها دون البرية کلها هذه الابيات إشارة إلي حديث صحيح متواتر أخرجه أئمة الحديث بأسانيد رجال جلها کلهم ثقات أنهوها إلي: بريدة بن الخصيب، عبدالله بن عمر، عبدالله بن العباس، عمران بن حصين، أبي سعيد الخدري، أبي ليلي الانصاري، سهل الساعدي، أبي هريرة الدوسي، سعد بن أبي وقاص، ألبراء بن عازب، سلمة بن الاکوع. فأخرجه البخاري في صحيحه 4 ص 323 عن سهل، وج 5 ص 269 عنه، و 270 عن سلمة، وج 6 ص 191 عن سلمه وسهل، وأخرجه مسلم في صحيحه 2 ص 324، والترمذي في صحيحه 2 ص 300 وصححه، وأحمد بن حنبل في مسنده 1 ص 99، و ج 5 ص 358 و 353 وغيرها، وإبن سعد في طبقاته 3 ص 158، وإبن هشام في سيرته 3 ص 386، والطبري في تاريخه 2 ص 93، والنسائي في خصايصه 4 -8 و 16 و 33، والحاکم في المستدرک 3 ص 116 و 190 و قال: هذا حديث دخل في حد [صفحه 41] التواتر، والخطيب في تاريخه 7 ص 387، وأبونعيم الاصبهاني في الحلية 1 ص 62، بعدة طرق وصحح بعضها، وج 4 ص 356، وإبن عبدالبر في الاستيعاب 2 ص 363 في ترجمة عامر، والحمويي[2] في فرايده وقال: قال الامام محيي السنة: هذا حديث صحيح متفق علي صحته، ومحب الدين الطبري في الرياض 2 ص 187، واليافعي في مرآة الجنان 1 ص 109 وصححه، والقاضي الايجي في المواقف 3 ص 12 و 10، وهناک آخرون رووا هذه الاثارة وصححوها لو نذکرهم بأجمعهم لجاء منه کتاب مفرد، ونحن نقتصر من المتون علي لفظ البخاري ألا وهو: إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال يوم خيبر: لاعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله علي يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال فبات الناس يدوکون[3] ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا علي رسول الله صلي الله عليه وآله کلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسول الله؟ يشتکي عينيه، قال:فأرسلوا إليه فاتي به فبصق رسول الله صلي الله عليه وآله في عينيه ودعا له فبرأ حتي لم يکن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله؟ اقاتلهم حتي يکونوا مثلنا؟ فقال: انفذ علي رسلک حتي تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلي الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لان يهدي الله بک رجلا خير لک من أن يکون لک حمر النعم وفي لفظه الآخر: ففتح الله عليه.
والذي يظهر للباحث ان حسانا أکمل هذا الابيات قصيدة ضمنها نبذا من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام فکل أخذ منها شطرا يناسب موضوعه، وذکر الحافظ إبن أبي شيبة قال: حدثنا إبن فضل، قال: حدثنا سالم بن أبي حفصة، عن جميع بن عمير، عن عبدالله بن عمر، وصدر الحفاظ الکنجي الشافعي في کفايته ط نجف ص 38، و ط مصر ص 16، و ط ايران 21، وإبن الصباغ المالکي في فصوله المهمة ص 22 وغيرهم منها قوله:
دواء فلما لم يحس مداويا
فبورک مرقيا وبورک راقيا
کميا محبا للرسول مواليا
به يفتح الله الحصون الاوابيا
عليا وسماه الوزير المواخيا[1] .
صفحه 41.