ما يتبع تائية دعبل
مدارس آيات خلت من تلاوة من أحسن الشعر وفاخر المدايح المقولة في أهل البيت عليهم السلام، قصد بها علي ابن موسي الرضا عليه السلام بخراسان قال: دخلت علي علي بن موسي الرضا عليه السلام فقال لي: أنشدني شيئا مما أحدثت. فأنشدته: مدارس آيات خلت من تلاوة حتي انتهيت إلي قولي: اذا وتروا مدوا إلي واتريهم قال: فبکي حتي اغمي عليه وأومأ إلي الخادم کان علي رأسه: أن اسکت. فسکت فمکث ساعة ثم قال لي: اعد. فأعدت حتي انتهيت إلي هذا البيت ايضا فأصابه مثل الذي أصابه في المرة الاولي وأومأ الخادم إلي: أن اسکت. فسکت فمکث ساعة اخري ثم قال لي: أعد. فأعدت حتي إنتهيت إلي آخرها. فقال لي: أحسنت- ثلاث مرات- [صفحه 351] ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه ولم تکن دفعت إلي أحد بعد وأمر لي من في منزله بحلي کثير أخرجه إلي الخادم، فقدمت العراق فبعت کل درهم منها بعشرة دراهم إشتراها مني الشيعة فحصل لي مائة ألف درهم فکان أول مال إعتقدته[2] . قال إبن مهرويه: وحدثني حذيفة بن محمد: ان دعبلا قال له: إنه استوهب من الرضا عليه السلام ثوبا قد لبسه ليجعله في أکفانه فخلع جبة کانت عليه فأعطاه إياها وبلغ أهل قم خبرها فسألوه أن يبيعهم إياها بثلاثين ألف درهم فلم يفعل فخرجوا عليه في طريقه فأخذوها منه غصبا وقالوا له: إن شئت أن تأخذ المال فافعل وإلا فأنت أعلم. فقال لهم: إني والله لا اعطيکم إياها طوعا ولا تنفعکم غصبا وأشکوکم إلي الرضا عليه السلام فصالحوه علي أن أعطوه الثلاثين ألف الدرهم وفرد کم من بطانتها، فرضي بذلک فأعطوه فرد کم فکان في أکفاته وکتب قصيدته: مدارس آيات خلت من تلاوة...... فيما يقال علي ثوب وأحرم فيه وأمر بأن يکون في أکفانه[3] . وروي في ص 39 عن دعبل قال: لما هربت من الخليفة بت ليلة بنيسابور وحدي وعزمت علي أن أعمل قصيدة في عبدالله بن طاهر في تلک الليلة فإني لفي ذلک إذ سمعت والباب مردود علي: ألسلام عليکم ورحمة الله انج يرحمک الله. فاقشعر بدني من ذلک ونالني أمر عظيم فقال لي: لا ترع عافاک الله فإني رجل من إخوانک من الجن من ساکني اليمن طرء إلينا طارئ من أهل العراق فأنشدنا قصيدتک: مدارس آيات خلت من تلاوة فأحببت أن أسمعها منک. قال فأنشدته إياها فبکي حتي خر، ثم قال: رحمک الله ألا احدثک حديثا يزيد في نيتک ويعينک علي التمسک بمذهبک؟! قلت: بلي. قال مکثت حينا أسمع بذکر جعفر بن محمد عليه السلام فصرت إلي المدينة فسمعته يقول: حدثني أبي عن أبيه عن جده ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: علي وشيعته هم الفائزون. ثم ودعني لينصرف فقلت له: يرحمک الله إن رأيت أن تخبرني باسمک فافعل. قال: أناظبيان [صفحه 352] بن عامر[4] . 2- قال أبوإسحاق القيرواني الحصري المتوفي سنة 413 في «زهر الآداب» 1 ص 86: کان دعبل مداحا لاهل البيت عليهم السلام کثير التعصب لهم والغلو فيهم وله المرثية المشهورة وهي من جيد شعره وأولها: مدارس آيات خلت من تلاوة لآل رسول الله بالخيف من مني ديار علي والحسين وجعفر قفا نسأل الدار التي خف أهلها وأين الاولي شطت بهم غربة النوي احب قصي الدار من أجل حبهم 3- قال الحافظ إبن عساکر في تاريخه 5 ص 234: ثم إن المأمون لما ثبتت قدمه في الخلافة وضرب الدنانير باسمه أقبل بجمع الآثار في فضايل آل الرسول فتناهي إليه فيما تناهي من فضائلهم قول دعبل: مدارس آيات خلت من تلاوة لآل رسول الله بالخيف من مني فما زالت تردد في صدر المأمون حتي قدم عليه دعبل[5] فقال له: أنشدني قصيدتک التائية ولا بأس عليک ولک الامان من کل شيئ فيها فاني أعرفها وقد رويتها إلا أني احب أن أسمعها من فيک. قال: فأنشده حتي صار إلي هذا الموضع: ألم تر إني مذ ثلاثين حجة أري فيئهم في غيرهم متقسما فآل رسول الله نحف جسومهم بنات زياد في الخدور مصونة [صفحه 353] إذا وتروا مدوا إلي واتريهم فلو لا الذي أرجوه في يوم أوغد فبکي المأمون حتي اخضلت لحيته وجرت دموعه علي نحره، وکان دعبل أول داخل عليه وآخر خارج من عنده. 4- قال ياقوت الحموي في «معجم الادباء» 4 ص 6 19: قصيدته التائية في أهل البيت من أحسن الشعر، وأسني المدايح قصد بها علي بن موسي الرضا عليه السلام بخراسان وذکر حديث البردة وقصتها المذکورة ثم قال: ويقال: إنه کتب القصيدة في ثوب وأحرم فيه وأوصي بأن يکون في أکفانه، ونسخ هذه القصيدة مختلفة في بعضها زيادات يظن[6] أنها مصنوعة ألحقها بها اناس من الشيعة وإنا موردون ما صح منها: مدارس آيات خلت من تلاوة لآل رسول الله بالخيف من مني ديار علي والحسين وجعفر ديار عفاها کل جون مبادر قفا نسأل الدار التي خف أهلها وأين الاولي شطت بهم غربة النوي هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا وما الناس إلا حاسد ومکذب إذا ذکروا قتلي ببدر وخيبر قبور بکوفان واخري بطيبة وقبر ببغداد لنفس زکية فأما المصمات التي لست بالغا إلي الحشر حتي يبعث الله قائما نفوس لدي النهرين من أرض کربلا [صفحه 354] تقسمهم ريب الزمان کما تري سوي أن منهم بالمدينة عصبة قليلة زوار سوي بعض زور لهم کل حين نومة بمضاجع وقد کان منهم بالحجاز وأهلها تنکب لاواء السنين جوارهم إذا وردوا خيلا تشمس بالقنا وإن فخروا يوما أتوا بمحمد ملامک في أهل النبي فإنهم تخيرتهم رشدا لامري فإنهم فيارب زدني من يقيني بصيرة بنفسي أنتم من کهول وفتية احب قصي الرحم من أجل حبکم وأکتم حبيکم مخافة کاشح لقد حفت الايام حولي بشرها ألم تر إني مذ ثلاثين حجة أري فيئهم في غيرهم متقسما فآل رسول الله نحف جسومهم بنات زياد في القصور مصونة إذا وتروا مدوا إلي أهل وترهم فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد خروج إمام لا محالة خارج يميز فينا کل حق وباطل سأقصر نفسي جاهدا عن جدالهم [صفحه 355] فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري فإن قرب الرحمن من تلک مدتي شفيت ولم أترک لنفسي رزية احاول نقل الشمس من مستقرها فمن عارف لم ينتفع ومعاند قصاراي منهم أن أموت بغصة کأنک بالاضلاع قد ضاق رحبها 5. أخرج شيخ الاسلام أبوإسحاق الحمويي ألمترجم له ج 1 ص 123 عن أحمد بن زياد عن دعبل الخزاعي قال: أنشدت قصيدة لمولاي علي الرضا رضي الله عنه: مدارس آيات خلت من تلاوة قال لي الرضا: أفلا الحق البيتين بقصيدتک؟! قلت: بلي يابن رسول الله؟ فقال: وقبر بطوس يالها من مصيبة إلي الحشر حتي يبعث الله قائما قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة فلما إنتهيت إلي قولي: خروج إمام لا محالة واقع بکي الرضا بکاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانک أتعرف من هذا الامام؟! قلت: لا إلا اني سمعت خروج إمام منکم يملا الارض قسطا وعدلا. فقال: إن الامام بعدي إبني محمد وبعد محمد إبنه علي وبعد علي إبنه الحسن وبعد الحسن إبنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته، ألمطاع في ظهوره، فيملا الارض قسطا وعدلا کما ملات جورا وظلما، وأما متي يقوم فإخبار عن الوقت لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: مثله کمثل الساعة لا تأتيکم إلا بغتة. ويأتي هذا الحديث عن الشبراوي أيضا. 6. قال أبوسالم إبن طلحة الشافعي المتوفي 652 في «مطالب السئول» ص [صفحه 356] 85 قال دعبل: لما قلت: مدارس آيات. قصدت بها أبا الحسن علي بن موسي الرضا وهو بخراسان ولي عهد المأمون فأحضرني المأمون وسألني عن خبري ثم قال لي: يا دعبل؟ أنشدني- مدارس آيات خلت من تلاوة- فقلت: ما أعرفها يا أمير المؤمنين؟ فقال: يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام؟ فلم يکن إلا ساعة حتي حضر فقال له: يا أبا الحسن؟ سألت دعبلا من- مدارس آيات خلت من تلاوة-فذکر أنه لا يعرفها. فقال لي أبوالحسن: يا دعبل؟ أنشد أميرالمؤمنين؟ فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها فأمرني بخمسين ألف درهم. وأمر لي أبوالحسن الرضا بقريب من ذلک فقلت: يا سيدي؟ إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابک ليکون کفني. فقال: نعم. ثم دفع لي قميصا قد إبتذله ومنشفة لطيفة، وقال لي: إحفظ هذا تحرس به. ثم دفع ذو الرياستين أبوالعباس ألفضل بن سهل وزير المأمون صلة وحملني علي برذون أصفر خراساني، وکنت اسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس فأمر لي به ودعا بغيره جديد ولبسه وقال: إنما آثرتک باللبيس لانه خير الممطرين. قال: فاعطيت به ثمانين دينارا فلم تطب نفسي ببيعه، ثم کررت راجعا إلي العراق فلما صرت في بعض الطريق خرج علينا الاکراد فأخدونا فکان ذلک اليوم يوما مطيرا فبقيت في قميص خلق وضر شديد متأسف من جميع ما کان معي علي القميص والمنشفة ومفکر في قول سيدي الرضا إذ مر بي واحد من الاکراد الحرامية تحته الفرس الاصفر الذي حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر ووقف بالقرب مني ليجتمع إليه أصحابه وهو ينشد- مدارس آيات خلت من تلاوة- ويبکي فلما رأيت ذلک عجبت من لص من الاکراد يتشيع ثم طمعت في القميص والمنشفة فقلت: يا سيدي. لمن هذه القصيدة؟! فقال: وما أنت وذلک؟! ويلک. فقلت: لي فيه سبب اخبرک به. فقال: هي أشهر بصاحبها من أن تجهل. قلت: من؟! قال: دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد جزاه الله خيرا. قلت له: يا سيدي فأنا والله دعبل وهذه قصيدتي. ألحديث. وقال ص 86 بعد ذکر الحديث ما لفظه: فانظر إلي هذه المنقبة وما أعلاها و ما أشرفها وقد يقف علي هذه القصة بعض الناس ممن يطالع هذا الکتاب ويقرأه فتدعوه نفسه إلي معرفة هذه الابيات المعروفة ب د مدارس آيات- ويشتهي الوقوف [صفحه 357] عليها وينسبني في إعراضي عن ذکرها إما أنني لم أعرفها، أو: أنني جهلت ميل النفوس حينئذ إلي الوقوف عليها فأحببت أن أدخل راحة علي بعض النفوس وأن أدفع عني هذا النقص المتطرق إلي بعض الظنون فأوردت منها ما يناسب ذلک وهي: ذکرت محل الربع من عرفات وفل عري صبري وهاج صبابتي مدارس آيات خلت من تلاوة لآل رسول الله بالخيف من مني ديار علي والحسين وجعفر ديار عفاها جور کل منابذ ودار لعبدالله والفضل صنوه منازل کانت للصلاة وللتقي منازل جبريل الامين يحلها منازل وحي الله معدن علمه منازل وحي الله ينزل حولها فأين الاولي شطت بهم غربة النوي هم آل ميراث النبي إذا انتموا مطاعيم في الاعسار في کل مشهد إذا لم نناج الله في صلواتنا أئمة عدل يقتدي بفعالهم فيا رب زد قلبي هدي وبصيرة ديار رسول الله أصبحن بلقعا وآل رسول الله غلت رقابهم [صفحه 358] وآل رسول الله تدمي نحورهم وآل رسول الله تسبي حريمهم وآل زياد في القصور مصونة فيا وارثي علم النبي وآله لقد آمنت نفسي بکم في حياتها 7- ذکر شمس الدين سبط إبن الجوزي الحنفي المتوفي 654 في تذکرته ص 130 من القصيدة 29 بيتا وفيها مالم يذکره الحموي في «معجم الادباء» وذکرت في هامش التذکرة ألقصيدة من أولها إلي- مدارس آيات-. 8- ذکر صلاح الدين الصفدي ألمتوفي 764 في «الوافي بالوفيات» 1 ص 156. طريق رواية القصيدة عن عبيدالله[10] بن جخجخ النحوي عن محمد بن جعفر بن لنکک أبي الحسن البصري النحوي عن أبي الحسين العباداني عن أخيه عن دعبل. وهذا الطريق ذکره جلال الدين السيوطي في «بغية الوعاة» ص 94. 9- روي الشبراوي الشافعي المتوفي 1172 في «الاتحاف» ص 165 عن الهروي قال: سمعت دعبلا يقول: لما أنشدت مولاي الرضا قصيدتي التي أولها: مدارس آيات خلت من تلاوة فلما انتهيت إلي قولي: خروج إمام لا محالة خارج يميز فينا کل حق وباطل بکي الرضا عليه السلام بکاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانک بهذين البيتين فهل تدري من هذا الامام؟! ومتي يقوم؟! فقلت: لا يا سيدي؟ إلا أني سمعت بخروج إمام منکم إلي آخر ما مر عن الحمويي[11] . وفي «الاتحاف» ص 161: نقل الطبري في کتابه عن أبي الصلت الهروي قال: دخل الخزاعي علي علي بن موسي الرضا بمرو فقال: يابن رسول الله؟ إني قلت فيکم [صفحه 359] أهل البيت قصيدة وآليت علي نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلک واحب أن تسمعها مني فقال له علي الرضا: هات قل. فأنشأ يقول: ذکرت محل الربع من عرفات وفل عري صبري وهاجت صبابتي مدارس آيات خلت من تلاوة لآل رسول الله بالخيف من مني ديار علي والحسين وجعفر ديار لعبدالله والفضل صنوه منازل کانت للصلاة وللتقي منازل جبريل الامين يحلها منازل وحي الله معدن علمه قفا نسأل الدار التي خف أهلها وأين الاولي شطت بهم غربة النوي احب قضاء الله من أجل حبهم هم أهل ميراث النبي إذا انتموا مطاعيم في الاعسار في کل مشهد أئمة عدل يقتدي بفعالهم فيارب زد قلبي هدي وبصيرة لقد آمنت نفسي بهم في حياتها ألم تراني مذ ثلاثين حجة أري فيئهم في غيرهم متقسما إذا وتروا مدوا إلي أهل وترهم وآل رسول الله نحف جسومهم سأبکيهم ماذر في الافق شارق وما طلعت شمس وحان غروبها [صفحه 360] ديار رسول الله أصبحن بلقعا وآل زياد في القصور مصونة فلو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد خروج إمام لا محالة خارج يميز فيناکل حسن وباطل فيا نفس طيبي ثم يا نفس فاصبري وهي قصيدة طويلة عدة أبياتها مائة وعشرون بيتا. ولما فرغ دعبل من إنشادها نهض أبوالحسن الرضا وقال: لا تبرح. فأنفذ اليه صرة فيها مائة دينار واعتذر إليه. فردها دعبل وقال: والله ما لهذا جئت وإنما جئت للسلام عليه والتبرک بالنظر إلي وجهه الميمون وإني لفي غني فإن رأي أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرک فهو أحب إلي. فأعطاه الرضا جبة خز عليه الصرة وقال للغلام: قل له: خذها ولا تردها فإنک ستصرفها أحوج ما تکون إليها. فأخذها وأخذ الجبة. إلي آخر حديث اللصوص المذکور. 10- ذکر الشبلنجي في «نور الابصار» ص 153 ما مر عن الشبراوي برمته حرفيا. أما أعلام الطايفة فقد ذکر القصيدة وقصة الجبة واللصوص جمع کثير لا نطيل المقال بذکر کلماتهم بل نقتصر منها علي مالم يذکر في الکلمات المذکورة. روي شيخنا الصدوق في«العيون» 368 و «الامالي» 211 عن الهروي قال: دخل دعبل علي أبي الحسن الرضا عليه السلام بمرو فقال له: يابن رسول الله؟ إني قد قلت فيکم قصيدة وآليت علي نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلک فقال عليه السلام: هاتها. فأنشده فلما بلغ إلي قوله: أري فيئهم في غيرهم متقسما بکي أبوالحسن عليه السلام وقال له: صدقت يا خزاعي؟ فلما بلغ إلي قوله: إذا وتروا مدوا إلي واتريهم جعل أبوالحسن عليه السلام يقلب کفيه ويقول: أجل والله منقبضات: فلما بلغ إلي قوله: لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها [صفحه 361] قال الرضا: آمنک الله يوم الفزغ الاکبر. فلما إنتهي إلي قوله: وقبر ببغداد لنفس زکية قال له الرضا: أفلا ألحق لک بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتک؟! فقال بلي يابن رسول الله. فقال عليه السلام: وقبر بطوس يالها من مصيبة إلي الحشر حتي يبعث الله قائما فقال دعبل: يابن رسول الله؟ هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟! فقال الرضا: قبري ولا تنقضي الايام والليالي حتي تصير طوس مختلف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس کان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له. ثم نهض الرضا عليه السلام وأمر دعبل أن لا يبرح من موضعه. فذکر قصة الجبة واللصوص ثم قال: کانت لدعبل جارية لها من قبله محمل فرمدت عينها رمدا عظيما فأدخل أهل الطب عليها فنظروا إليها فقالوا: أما العين اليمني فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، وأما اليسري فنحن نعالجها ونجتهد ونرجوا أن تسلم. فاغتم لذلک دعبل غما شديدا وجزع عليها جزعا عظيما، ثم انه ذکر ما کان معه من وصلة الجبة فمسحها علي عيني الجارية وعصبها بعصابة منها من أول الليل فأصبحت وعيناها أصح ما کانتا قبل ببرکة أبي الحسن الرضا عليه السلام[12] . في مشکاة الانوار[13] ومؤجج الاحزان[14] : روي انه لما قرأ دعبل قصيدته علي الرضا عليه السلام وذکر الحجة عجل الله فرجه بقوله: فلو لا الذي أرجوه في اليوم أوغد خروج إمام لا محالة خارج وضع الرضا عليه السلام يده علي رأسه وتواضع قائما ودعي له بالفرج. وحکاه عن «المشکاة» صاحب الدمعة الساکبة وغيره. [صفحه 362] ولهذه التائية عدة شروح لاعلام الطايفة منها: شرح العلامة الحجة السيد نعمة الله الجزائري المتوفي 1112. شرح کمال الدين محمد بن محمد القنوي الشيرازي. شرح ألحاج ميرزا علي العلياري التبريزي المتوفي 1327.
1. قال أبوالفرج في الاغاني 18 ص 29: قصيدة دعبل:
ومنزل وحي مقفر العرصات[1] .
ومنزل وحي مقفر العرصات
أکفا عن الاوتار منقبضات
ومنزل وحي مقفر العرصات
ومنزل وحي مقفر العرصات
وبالبيت والتعريف والجمرات
وحمزة والسجاد ذي الثفنات
متي عهدها بالصوم والصلوات؟!
أفانين في الآفاق مفترقات؟!
وأهجر فيهم اسرتي وثقاتي
ومنزل وحي مقفر العرصات
وبالبيت والتعريف والجمرات
أروح وأغدو دائم الحسرات
وأيديهم من فيئهم صفرات
وآل زياد غلظ القصرات
وبنت رسول الله في الفلوات
أکفا عن الاوتار منقبضات
تقطع نفسي إثرهم حسرات
ومنزل وحي مقفر العرصات
وبالرکن والتعريف والجمرات
وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ولم تعف للايام والسنوات
متي عهدها بالصوم والصلوات؟!
أفانين في الآفاق مفترقات؟!
وهم خير قادات وخير حماة
ومضطغن ذو إحنة وترات
ويوم حنين أسلبوا العبرات
واخري بفخ نالها صلواتي
تضمنها الرحمن في الغرفات
مبالغها مني بکنه صفات
يفرج منها الهم والکربات
معرسهم فيها بشط فرات
لهم عقرة مغشية الحجرات
مدي الدهر أضناه من الازمات
من الضبع والعقبان والرخمات
لهم في نواحي الارض مختلفات
مغاوير يختارون في السروات
فلا تصطليهم جمرة الجمرات
مساعر جمر الموت والغمرات
وجبريل والفرقان ذي السورات
أحباي ما عاشوا وأهل ثقاتي
علي کل حال خيرة الخيرات
وزد حبهم يا رب في حسناتي
لفک عناة أو لحمل ديات
وأهجر فيکم اسرتي وبناتي
عتيد لاهل الحق غير موات
وإني لارجو الامن بعد وفاتي
أروح وأغدو دائم الحسرات؟!
وأيديهم من فيئهم صفرات
وآل زياد حفل القصرات[7] .
وآل رسول الله في الفلوات
أکفا من الاوتار منقبضات
لقطع قلبي إثرهم حسراتي
يقوم علي اسم الله والبرکات
ويجزي علي النعماء والنقمات
کفاني ما ألقي من العبرات
فغيربعيد کل ما هو آت
وأخر من عمري لطول حياتي
ورويت منهم منصلي وقناتي
وأسمع أحجارا من الصلدات
يميل مع الاهواء والشبهات
تردد بين الصدر واللهوات
لما ضمنت من شدة الزفرات
ومنزل وحي مقفر العرصات
ألحت بها الاحشاء بالزفرات
يفرج عنا الهم والکربات[8] .
يقوم علي اسم الله والبرکات
وأرسلت دمع العين بالعبرات
رسوم ديار أقفرت وعرات
ومهبط وحي مقفر العرصات
وبالبيت والتعريف والجمرات
وحمزة والسجاد ذي الثفنات[9] .
ولم تعف بالايام والسنوات
سليل رسول الله ذي الدعوات
وللصوم والتطهير والحسنات
من الله بالتسليم والزکوات
سبيل رشاد واضح الطرقات
علي أحمد الروحات والغدواة
أفانين في الاقطار مفترقات؟!
وهم خيرات سادات وخير حمات
لقد شرفوا بالفضل والبرکات
بذکرهم لم يقبل الصلوات
وتؤمن منهم زلة العثرات
وزد حبهم يا رب في حسناتي
ودار زياد أصبحت عمرات
وآل زياد غلظ القصرات
وآل زياد زينوا الحجلات
وآل زياد آمنوا السريات
وآل رسول الله في الفلوات
عليکم سلام دائم النفحات
واني لارجو الامن من بعد مماتي
ومهبط وحي مقفر العرصات
يقوم علي اسم الله والبرکات
ويجزي علي النعماء والنقمات
فأجريت دمع العين بالعبرات
رسوم ديار أقفرت وعرات
ومهبط وحي مقفر العرصات
وبالبيت والتعريف والجمرات
وحمزة والسجاد ذو الثفنات
نجي رسول الله في الخلوات
وللصوم والتطهير والحسنات
من الله بالتعليم والرحمات
سبيل رشاد واضح الطرقات
متي عهدها بالصوم والصلوات
فأمسين في الاقطار مفترقات؟!
وأهجر فيهم اسرتي وثقاتي
وهم خير سادات وخير حماة
لقد شرفوا بالفضل والبرکات
وتؤمن منهم زلة العثرات
وزد حبهم يا رب في حسناتي
وإني لارجو الامن بعد وفاتي
أروح وأغدو دائم الحسرات؟!
وأيديهم من فيئهم صفرات
أکفا عن الاوتار منقبضات
وآل زياد أغلظ القصرات
ونادي منادي الخير بالصلوات
وبالليل أبکيهم وبالغدوات
وآل زياد تسکن الحجرات
وآل رسول الله في الفلوات
تقطع نفسي إثرهم حسراتي
يقوم علي اسم الله بالبرکات
ويجزي عن النعماء والنقمات
فغير بعيد کل ما هو آت
وأيديهم من فيئهم صفرات
أکفا عن الاوتار منقبضات
وإني لارجو الامن من بعد وفاتي
تضمنها الرحمن في الغرفات
توقد في الاحشاء بالحرقات
يفرج عنا الهم والکربات
تقطع نفسي إثرهم حسراتي
يقوم علي اسم الله والبرکات
صفحه 351، 352، 353، 354، 355، 356، 357، 358، 359، 360، 361، 362.
وقبر ببغداد لنفس زکية
تضمنها الرحمان في الغرفات.