غديرية أبي تمام الطائي و ما يتبعها
أسري حذارا لم يقيدک ردة أراک خلال الامر والنهي بوة أتشغلني عما هرعت لمثله ودهر أساء الصنع حتي کأنما له شجرات خيم المجد بينها وما زلت ألقي ذاک بالصبر لابسا وإن نکيرا أن يضيق بمن له وما لامرئ من قاتل يوم عثرة وإن کانت الايام آضت وما بها هم الناس سار الذم والحرب بينهم صفيک منهم مضمر عنجهية[1] . إذا شام برق اليسر فالقرب شأنه أريني فتي لم يقله الناس أو فتي تري کل ذي فضل يطول بفضله وإن الذي أحذاني الشيب للذي واخري إذا استودعتها السر بينت طغي من عليها واستبد برأيهم [صفحه 330] وقاسوا دجي أمريهم وکلاهما سيحدوکم استسقاؤکم حلب الردي سأمتم عبور الضحل خوضا فأية وکنتم دماء تحت قدر مغارة فهلا زجرتم طائر الجهل قبل أن طويتم ثنايا تخبأون عوارها فعلتم بأبناء النبي ورهطه ومن قبله أخلفتم لوصيه فجأتم بهابکرا عوانا ولم يکن أخوه إذا عد الفخار وصهره وشد به أزر النبي محمد وما زال کشافا دياجير غمرة هو السيف سيف الله في کل مشهد فأي يد للذم لم يبر زندها ثوي ولاهل الدين أمن بحده يسد به الثغر المخوف من الردي باحد وبدر حين ماج برجله ويوم حنين والنضير وخيبر سما للمنايا الحمر حتي تکشفت مشاهد کان الله کاشف کربها و «يوم الغدير» استوضح الحق أهله أقام رسول الله يدعوهم بها يمد بضبعيه ويعلم[3] : أنه [صفحه 331] يروح ويغدو بالبيان لمعشر فکان لهم جهر بإثبات حقه أثم جعلتم حظه حد مرهف بکفي شقي وجهته ذنوبه ألقصيدة 73 بيتا توجد في ديوانه ص 143
أظبية حيث استنت الکثب العفر
رويدک لا يغتالک اللوم والزجر
فيحسر ماء من محاسنک الهذر
عداک الردي ما أنت والنهي والامر؟!
حوادث أشجان لصاحبها نکر؟!
يقضي نذورا في مساءتي الدهر
فلا ثمر جان ولا ورق نضر
رداءيه حتي خفت أن يجزع الصبر
عشيرة مثلي أو وسيلته مصر
لعا وخديناه الحداثة والفقر
لذي غلة ورد ولا سائل خبر
وحمر أن يغشاهم الحمد والاجر
فقائده تيه وسائقه کبر
وأنأي من العيوق إن ناله عسر
يصح له عزم وليس له وقر
علي معتفيه والذي عنده نزر
رأيت ولم تکمل له السبع والعشر
به کرها ينهاض من دونها الصدر
وقولهم إلا أقلهم الکفر
دليل لهم أولي به الشمس والبدر
إلي هوة لا الماء فيها ولا الخمر
تعدونها لو قد طغي بکم البحر
علي جهل ما أمست تفور به القدر
يجيئ بما لا تبسأون به الزجر؟!
فأين لکم خب وقد ظهر النشر؟!
أفاعيل أدناها الخيانة والغدر
بداهية دهياء ليس لها قدر
لها قبلها مثل عوان ولا بکر
فلا مثله أخ ولا مثله صهر
کما شد من موسي بهارونه الازر
يمزقها عن وجهه الفتح والنصر
وسيف الرسول لا ددان ولا دثر
ووجه ضلال ليس فيه له اثر
وللواصمين الدين في حده ذعر
ويعتاض من أرض العدو به الثغر
وفرسانه احد وماج بهم بدر
وبالخندق الثاوي بعقوته عمرو
وأسيافه حمر وأرماحه حمر
وفارجه والامر ملتبس إمر
بضحيآء[2] لا فيها حجاب ولا ستر
ليقربهم عرف وينآهم نکر
ولي ومولاکم فهل لکم خبر؟!
يروح يهم غمر ويغدو بهم غمر
وکان لهم في بزهم حقه جهر
من البيض يوما حظ صاحبه القبر
إلي مرتع يرعي به الغي والوزر
صفحه 330، 331.