غديرية أبي تمام الطائي و ما يتبعها











غديرية أبي تمام الطائي و ما يتبعها



أظبية حيث استنت الکثب العفر
رويدک لا يغتالک اللوم والزجر


أسري حذارا لم يقيدک ردة
فيحسر ماء من محاسنک الهذر


أراک خلال الامر والنهي بوة
عداک الردي ما أنت والنهي والامر؟!


أتشغلني عما هرعت لمثله
حوادث أشجان لصاحبها نکر؟!


ودهر أساء الصنع حتي کأنما
يقضي نذورا في مساءتي الدهر


له شجرات خيم المجد بينها
فلا ثمر جان ولا ورق نضر


وما زلت ألقي ذاک بالصبر لابسا
رداءيه حتي خفت أن يجزع الصبر


وإن نکيرا أن يضيق بمن له
عشيرة مثلي أو وسيلته مصر


وما لامرئ من قاتل يوم عثرة
لعا وخديناه الحداثة والفقر


وإن کانت الايام آضت وما بها
لذي غلة ورد ولا سائل خبر


هم الناس سار الذم والحرب بينهم
وحمر أن يغشاهم الحمد والاجر


صفيک منهم مضمر عنجهية[1] .
فقائده تيه وسائقه کبر


إذا شام برق اليسر فالقرب شأنه
وأنأي من العيوق إن ناله عسر


أريني فتي لم يقله الناس أو فتي
يصح له عزم وليس له وقر


تري کل ذي فضل يطول بفضله
علي معتفيه والذي عنده نزر


وإن الذي أحذاني الشيب للذي
رأيت ولم تکمل له السبع والعشر


واخري إذا استودعتها السر بينت
به کرها ينهاض من دونها الصدر


طغي من عليها واستبد برأيهم
وقولهم إلا أقلهم الکفر

[صفحه 330]

وقاسوا دجي أمريهم وکلاهما
دليل لهم أولي به الشمس والبدر


سيحدوکم استسقاؤکم حلب الردي
إلي هوة لا الماء فيها ولا الخمر


سأمتم عبور الضحل خوضا فأية
تعدونها لو قد طغي بکم البحر


وکنتم دماء تحت قدر مغارة
علي جهل ما أمست تفور به القدر


فهلا زجرتم طائر الجهل قبل أن
يجيئ بما لا تبسأون به الزجر؟!


طويتم ثنايا تخبأون عوارها
فأين لکم خب وقد ظهر النشر؟!


فعلتم بأبناء النبي ورهطه
أفاعيل أدناها الخيانة والغدر


ومن قبله أخلفتم لوصيه
بداهية دهياء ليس لها قدر


فجأتم بهابکرا عوانا ولم يکن
لها قبلها مثل عوان ولا بکر


أخوه إذا عد الفخار وصهره
فلا مثله أخ ولا مثله صهر


وشد به أزر النبي محمد
کما شد من موسي بهارونه الازر


وما زال کشافا دياجير غمرة
يمزقها عن وجهه الفتح والنصر


هو السيف سيف الله في کل مشهد
وسيف الرسول لا ددان ولا دثر


فأي يد للذم لم يبر زندها
ووجه ضلال ليس فيه له اثر


ثوي ولاهل الدين أمن بحده
وللواصمين الدين في حده ذعر


يسد به الثغر المخوف من الردي
ويعتاض من أرض العدو به الثغر


باحد وبدر حين ماج برجله
وفرسانه احد وماج بهم بدر


ويوم حنين والنضير وخيبر
وبالخندق الثاوي بعقوته عمرو


سما للمنايا الحمر حتي تکشفت
وأسيافه حمر وأرماحه حمر


مشاهد کان الله کاشف کربها
وفارجه والامر ملتبس إمر


و «يوم الغدير» استوضح الحق أهله
بضحيآء[2] لا فيها حجاب ولا ستر


أقام رسول الله يدعوهم بها
ليقربهم عرف وينآهم نکر


يمد بضبعيه ويعلم[3] : أنه
ولي ومولاکم فهل لکم خبر؟!

[صفحه 331]

يروح ويغدو بالبيان لمعشر
يروح يهم غمر ويغدو بهم غمر


فکان لهم جهر بإثبات حقه
وکان لهم في بزهم حقه جهر


أثم جعلتم حظه حد مرهف
من البيض يوما حظ صاحبه القبر


بکفي شقي وجهته ذنوبه
إلي مرتع يرعي به الغي والوزر


ألقصيدة 73 بيتا توجد في ديوانه ص 143



صفحه 330، 331.





  1. العنجهية بضم العين والجيم: الکبر.
  2. وفي نسخة: بفيحاء.
  3. من افعل. ويظهر من الدکتور ملحم شارح ديوان أبي تمام انه قرأه مجردا من علم لا مزيدا من أعلم کما قرأناه ومختارنا هو الصحيح الذي لا يعدوه الذوق العربي.