من نماذج شعر العبدي











من نماذج شعر العبدي



يا سادتي يا بني علي
يا آل طه وآل صاد


من ذا يوازيکم وأنتم
خلايف الله في البلاد


انتم نجوم الهدي اللواتي
يهدي بها الله کل هاد


لولاهداکم إذا ضللنا
والتبس الغي بالرشاد


لازلت في حبکم اوالي
عمري وفي بغضکم اعادي


وما تزودت غير حبي
إياکم وهو خير زاد


وذاک ذخري الذي عليه
في عرصة الحشر إعتمادي


ولاکم والبراء ممن
يشنأکم إعتقادي


وللعبدي قوله:


وزوج في السماء بأمر ربي
بفاطمة المهذبة الطهور


وصير مهرها خمسا بأرض
لماتحويه من کرم وحور


فذا خير الرجال وتلک خير ال
نساء ومهرها خير المهور


وله:


إذ أتته البتول فاطم تبکي
وتوالي شهيقها والزفيرا


إجتمعن النساء عندي وأقبلن
يطلن التقريع والتعبيرا

[صفحه 318]

قلن إن النبي زوجک اليوم
عليا بعلا معيلا فقيرا


قال يا فاطم اصبري واشکري الله
فقد نلت منه فضلا کبيرا


أمر الله جبرئيل فنادي
معلنا في السمآء صوتا جهيرا


إجتمعن الاملاک حتي إذا ما
وردوا بيت ربنا المعمورا


قام جبريل خاطبا يکثر ال
تحميد لله جل والتکبيرا


خمس أرضي لها حلال فصير
ه علي الخلق دونها مبرورا


نثرت عند ذاک طوبي الحور
من المسلک والعبير نثيرا


بيان:


إذ أتته البتول فاطم تبکي
وتوالي شهيقا والزفيرا


إشارة إلي ما أخرجه ألحافظ عبدالرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن إبن عباس و الخطيب باسناده في تاريخه 4 ص 195 عن إبن عباس قال:

لما زوج النبي صلي الله عليه وآله فاطمة من علي قالت فاطمة: يا رسول الله؟ زوجتني من رجل فقير ليس له شيئ. فقال النبي صلي الله عليه وآله أما ترضين؟! إن الله اختار من أهل الارض رجلين: أحدهما أبوک والآخر زوجک. وذکره الحاکم في المستدرک 3 ص 129 وصححه. والهيثمي في «المجمع» 9 ص 112. والسيوطي في «المجمع» کما في ترتيبه 6 ص 391. والصفوري في «النزهة» 2 ص 226.

وفي نزهة المجالس 2 ص 226 عن العقائق: ان فاطمة رضي الله عنها بکت ليلة عرسها فسألها النبي صلي الله عليه وآله عن ذلک فقالت له: تعلم إني لا احب الدنيا ولکن نظرت إلي فقري في هذه الليلة أن يقول لي علي: بأي شيئ جئت؟! فقال النبي صلي الله عليه وآله: لک الامان فإن عليا لم يزل راضيا مرضيا. ثم بعد ذلک تزوجت إمرأة من اليهود وکانت کثيرة المال فدعت النساء إلي عرسها فلبسن أفخر ثيابهن ثم قلن: نريد أن ننظر إلي بنت محمد وفقرها. فدعونها، فنزل جبريل بحلة من الجنة فلما لبستها واتزرت وجلست بينهن رفعت الازار فلمعت الانوار فقالت النساء: من أين لک هذا يا فاطمة؟! فقالت: من أبي. فقلن: من أين لابيک؟! قالت: من جبريل. قلن من أين لجبريل؟! قالت: من الجنة. فقلن: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن أسلم زوجها إستمرت معه وإلا تزوجت

[صفحه 319]

غيره. مر بيان ما في بقية الابيات من الحديث المأثور.

وللعبدي قوله من قصيدة يمدح بها عليا عليه السلام:


وکان يقول: يا دنياي غري
سواي فلست من أهل الغرور


ومن اخري.


لم تشتمل قلبه الدنيا بزخرفها
بل قال: غري سواي کل محتقر


أشار بهما إلي ما في حديث ضرار بن ضمرة الکناني لما وصف أميرالمؤمنين لمعاوية بن أبي سفيان قال: لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله، وغارت نجومه قابضا علي لحيته يتملل السليم ويبکي بکاء الحزين، ويقول: يا دنيا؟ يا دنيا؟ غري غيري، إلي تعرضت؟! أم إلي تشوقت؟! هيهات هيهات قد باينتک ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرک قصير، وعيشک حقير، وخطرک يسير. ألحديث.

أخرجه أبونعيم في «الحلية» 1 ص 84. وابن عبدالبر في «الاستيعاب». وإبن عساکر في تاريخه 7 ص 35 وکثيرون آخرون من الحفاظ والمؤرخين.

وله قوله:


لما أتاه في حجراته
والطهر يخصف نعله ويرقع


قالوا له: إن کان أمر من لنا
خلف إليه في الحوادث نرجع؟!


قال النبي: خليفتي هو خاصف
النعل الزکي العالم المتورع


أشار بهذه الابيات إلي حديث ام سلمة قالت لعايشة أم المؤمنين في بدء واقعة الجمل: اذکرک کنت أنا وأنت مع رسول الله صلي الله عليه وآله في سفر له وکان علي يتعاهد نعلي رسول الله صلي الله عليه وآله فيخصفها ويتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظل سمرة وجاء أبوک ومعه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلي الحجاب ودخلا يحدثانه فيما أرادا ثم قالا: يا رسول الله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليکون لنا بعدک مفزعا. فقال لهما: أما ني قد أري مکانه ولو فعلت لتفرقتم عنه کما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران. فسکتا ثم خرجا فلما خرجنا إلي رسول الله صلي الله عليه وآله قلت له وکنت أجرأ عليه منا: من کنت يا رسول الله مستخلفا عليهم؟! فقال: خاصف النعل. فنزلنا فلم نر أحدا إلا عليا فقلت: يا

[صفحه 320]

رسول الله؟ ما أري إلا عليا. فقال: هو ذاک. فقالت عائشة: نعم اذکر ذلک. فقالت: فأي خروج تخرجين بعد هذا؟! فقالت: إنما أخرج للاصلاح بين الناس وأرجو فيه الاجر إن شاء الله فقالت: أنت ورأيک. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 ص 78.

ولشاعرنا العبدي قوله يمدح به أميرالمؤمنين عليه السلام:


يامن شکت شوقه الاملاک إذ شغفت
بحبه وهواه غاية الشغف


فصاغ شبهک رب العالمين فما
ينفک من زاير منها ومعتکف


وله في مدحه صلوات الله عليه:


صور الله لاملاک العلي
مثله أعظمه في الشرف


وهي ما بين مطيف زاير
ومقيم حوله معتکف


هکذا شاهده المبعوث في
ليلة المعراج فوق الرفرف


في هذه الابيات إشارة إلي حديث الحافظ المتقن الکبير الثقة يزيد بن هارون عن حميد الطويل الثقة عن أنس بن مالک قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: مررت ليلة اسري بي إلي السماء فإذا أنا بملک جالس علي منبر من نور والملائکة تحدق به فقلت: يا جبرئيل من هذا الملک؟ قال: ادن منه وسلم عليه. فدنوت منه وسلمت عليه، فإذا أنا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب. فقلت: يا جبرئيل سبقني علي إلي السماء الرابعة؟! فقال لي: يا محمد؟ لا، ولکن الملائکة شکت حبها لعلي فخلق الله تعالي هذا الملک من نور علي صورة علي، فالملائکة تزوره في کل ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرة يسبحون الله ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحب علي. أخرجه الحافظ الکنجي في «الکفاية» ص 51 وقال: هذا حديث حسن عال لم نکتبه إلا من هذا الوجه.

ومن شعر العبدي قوله:


وزوجه بفاطم ذو المعالي
علي الارغام من أهل النفاق


وخمس الارض کان لها صداقا
ألا لله ذلک من صداق


وقوله يمدح به أميرالمؤمنين:


وکم غمرة للموت في الله خاضها
ولجة بحر في الحکوم أقامها


وکم ليلة ليلاء لله قامها
وکم صبحة مشجورة الحر صامها

[صفحه 321]

وقوله في مدحه عليه السلام:


أنت عين الاله والجنب من فرط فيه يصلي لظي مذموما

أنت فلک النجاة فينا وما زلت صراطا إلي الهدي مستقيما


وعليک الورود تسقي من الحو
ض ومن شئت ينثني محروما


وإليک الجواز تدخل من شئت
جنانا ومن تشاء جحيما


مر بيان ما في بعض هذه الابيات. قوله:


وعليک الورود تسقي من الحو
ض ومن شئت ينثني محروما


فيه ايعاز إلي أن سقاية الحوض الکوثر يوم القيامة بيد علي أمير المؤمنين يسقي منه محبيه ومواليه ويذود عنه المنافقين والکفار، وورد في ذلک أحاديث في الصحاح والمسانيد ونحن نذکر بعضها:

1- أخرج الطبراني بإسناد رجاله ثقات عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: يا علي معک يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض.

«الذخاير» ص 91، «الرياض» 2 ص 211، «مجمع الزوائد» 9 ص 135، «الصواعق» 104.

2- أخرج أحمد في «المناقب» باسناده عن عبدالله بن إجاره قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو علي المنبر يقول: أنا أذود عن حوض رسول الله صلي بيدي هاتين القصيرتين ألکفار والمنافقين کما تذود السقاة غريبة الابل عن حياضهم.

ورواه الطبراني في الاوسط. وذکر في مجمع الزوايد 9 ص 139، والرياض النضرة 2 ص 211، وکنز العمال 6 ص 403.

3- أخرج إبن عساکر في تاريخه باسناده عن إبن عباس عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال لعلي: أنت أمامي يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه إليک وأنت تذود الناس عن حوضي. وذکره السيوطي في «الجمع» کما في ترتيبه 6 ص 400 وفي ص 393 عن إبن عباس عن عمر في حديث طويل عنه صلي الله عليه وآله: وأنت تتقدمني بلواء الحمد وتذود عن حوضي.

4- أخرج أحمد في «المناقب» باسناده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله

[صفحه 322]

صلي الله عليه وآله: اعطيت في علي خمسا هو أحب إلي من الدنيا وما فيها، أما واحدة: فهو تکأتي بين يدي الله عزوجل حتي يفرغ من الحساب. وأما الثانية: فلواء الحمد بيده آدم و من ولده تحته. وأما الثالثة: فواقف علي عقر حوضي يسقي من عرف من امتي. ألحديث.

وذکر في الرياض النضرة 2 ص 203، وکنز العمال 6 ص 403.

5- اخرج شاذان الفضيلي بإسناده عن أميرالمؤمنين قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: يا علي؟ سألت ربي عزوجل فيک خمس خصال فأعطاني أما الاولي: فإني سألت ربي: أن تنشق عني الارض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي، فأعطاني. وأما الثانية: فسألته: أن يوقفني عند کفة الميزان وأنت معي، فأعطاني. وأما الثالثة: فسألته: أن يجعلک حامل لوائي وهو لواء الله الاکبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة، فأعطاني. وأما الرابعة: فسألت ربي أن تسقي امتي من حوضي. فأعطاني. وأما الخامسة: فسألت ربي: أن يجعلک قائد امتي إلي الجنة فأعطاني. فالحمد لله الذي من به علي.

وتجده في «المناقب» للخطيب الخوارزمي ص 203، و فرايد السمطين في الباب الثامن عشر، و کنز العمال 6 ص 402.

6- أخرج الطبراني في الاوسط عن أبي هريرة في حديث قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: کأني بک يا علي وأنت علي حوضي تذود عنه الناس وإن عليه لاباريق مثل عدد نجوم السماء وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا علي سرير متقابلين أنت معي وشيعتک في الجنة. مجمع الزوايد 9 ص 173.

7- عن جابر بن عبدالله في حديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: يا علي؟ والذي نفسي بيده إنک لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا کما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لک من عوسج وکأني أنظر إلي مقامک من حوضي. مناقب الخطيب ص 65.

8- أخرج الحاکم في «المستدرک» 3 ص 138 باسناده وصححه عن علي بن أبي طلحة قال: حججنا فمررنا علي الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن حديج- بالتصغير- فقيل للحسن: إن هذا معاوية بن حديج الساب لعلي. فقال: علي به فاتي به، فقال: أنت الساب لعلي؟! فقال: ما فعلت. فقال: والله إن لقيته وما أحسبک

[صفحه 323]

تلقاه يوم القيامة لتجده قائما علي حوض رسول الله صلي الله عليه وآله يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج، حدثنيه الصادق المصدوق صلي الله عليه وآله وقد خاب من افتري.

وأخرجه الطبراني وفي لفظه: لتجدنه مشمرا حاسرا عن ذراعيه يذود الکفار والمنافقين عن حوض رسول الله صلي الله عليه وآله قول الصادق المصدوق محمد.

قوله:


وإليک الجواز تدخل من شئت
جنابا ومن تشاء جحيما


أشار به إلي معني ورد في أخبار کثيرة نقتصر بذکر بعضها.

1- أخرج الحافظ إبن السمان في الموافقة عن قيس بن حازم قال: إلتقي أبوبکر الصديق وعلي بن أبي طالب فتبسم أبوبکر في وجه علي فقال له: مالک تبسمت؟! قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله: يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من کتب له علي الجواز. وذکر في الرياض النضرة 2 ص 177 و 244. والصواعق 75. و إسعاف الراغبين 161.

2- عن مجاهد عن إبن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إذا کان يوم القيامة أقام الله عزوجل جبريل ومحمدا علي الصراط فلا يجوز أحد إلا من کان معه براة من علي بن أبي طالب. أخرجه الخطيب الخوارزمي في «المناقب» ص 253. والفقيه إبن المغازلي في «المناقب» بلفظ: علي يوم القيامة علي الحوض لا يدخل إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب. وذکره القرشي في شمس الاخبار ص 36.

3- أخرج الحاکمي عن علي قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إذا جمع الله الاولين و الآخرين يوم القيامة ونصب الصراط علي جسر جهنم ما جازها أحد حتي کانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب. وذکر في فرايد السمطين في الباب الرابع والخمسين. والرياض النضرة 2 ص 172.

4- عن الحسن البصري عن عبدالله قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إذا کان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب علي الفردوس وهو جبل قد علي علي الجنة وفوقه عرش رب العالمين، ومن سفحه يتفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان، وهو جالس علي کرسي من نور يجري بين يديه ألتسنيم، لا يجوز أحد ألصراط إلا ومعه براة بولايته وولاية أهل بيته يشرف علي الجنة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار. أخرجه الخوارزمي في

[صفحه 324]

«المناقب» ص 42، والحمويي في فرايد السمطين في الباب الرابع والخمسين.

5. أخرج القاضي عياض في «الشفاء» عن النبي صلي الله عليه وآله انه قال: معرفة آل محمد براءة من النار. وحب آل محمد جواز علي الصراط. والولاية لآل محمد أمان من العذاب. ويوجد في «الصواعق» ص 139 و «الاتحاف» ص 15. و «رشفة الصادي» ص 459.

6. أخرج الخطيب في تاريخه 3 ص 161 عن إبن عباس قال: قلت للنبي صلي الله عليه وآله: يا رسول الله للنار جواز؟! قال: نعم. قلت: وما هو؟! قال: حب علي بن أبي طالب. و يأتي حديث: علي قسيم الجنة والنار. في محله إنشاء الله تعالي.

ومن شعر العبدي يمدح أميرالمؤمنين


وعلمک الذي علم البرايا
وألهمک الذي لا يعلمونا


فزادک في الوري شرفا وعزا
ومجدا فوق وصف الواصفينا


لقد اعطيت مالم يعط خلقا
هنيئا يا أمير المؤمنينا


اليک اشتاقت الاملاک حتي
تحنت من تشوقها حنينا


هناک برا لها الرحمن شخصا
کشبهک لا يغادره يقينا


أشار بالبيت الاول إلي حديث مر ص 41 ومر بيان بقية الابيات ص 288 ومن شعره:


لانتم علي الاعراف عرف عارف
بسيما الذي يهواکم والذي يشنا


أئمتنا أنتم سندعي بکم غدا
إذا ما إلي رب العباد معا قمنا


بجدکم خير الوري وأبيکم
هدينا إلي سبل النجاة وأنقذنا


ولولاکم لم يخلق الله خلقه
ولا لقب الدنيا الغرور ولاکنا


ومن أجلکم أنشا الاله لخلقه
سماء وأرضا وابتلي الانس والجنا


تجلون عن شبه من الناس کلهم
فشأنکم أعلي وقدرکم أسنا


إذا مسنا ضر دعونا إلهنا
بموضعکم منه فيکشفه عنا


وإن دهمتنا غمة أو ملمة
جعلناکم منها ومن غيرنا حصنا


وإن ضامنا دهر فعذنا بعزکم
فيبعد عنا الضيم لما بکم عذنا

[صفحه 325]

وإن عارضتنا خفية من ذنوبنا
براة لنا منها شفاعتکم أمنا


ألبيت الاول إشارة إلي قوله تعالي في سورة الاعراف: وعلي الاعراف رجال يعرفون کلا بسيماهم. وما ورد فيه. أخرج الحاکم إبن الحداد الحسکاني المترجم 1 ص 112 باسناده عن أصبغ بن نباتة قال: کنت جالسا عند علي فأتاه إبن الکوا فسأله عن قوله تعالي: وعلي الاعراف رجال. الآية. فقال: ويحک يابن الکوا نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار.

وأخرج أبوإسحاق الثعلبي في- الکشف والبيان- في الآية الشريفة عن إبن عباس إنه قال: الاعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه. ورواه إبن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» ص 17، وابن حجر في «الصواعق» ص 101، والشوکاني في «فتح القدير» 2 ص 198.

والبيت الثاني إشارة إلي قوله تعالي: يوم ندعو کل اناس بإمامهم. وأئمة الشيعة هم العترة الطاهرة يدعون بهم ويحشرون معهم إذ المرء کما قال النبي الاقدس مع من أحب.[1] ومن أحب قوما حشر معهم[2] ومن أحب قوما حشره الله في زمرتهم[3] .

وبقية الابيات بعضها واضحة وبعضها مر بيانه.

[صفحه 326]



صفحه 318، 319، 320، 321، 322، 323، 324، 325، 326.





  1. أخرجه البخاري وأبوداود والترمذي والنسائي واحمد عن انس وابن مسعود.
  2. أخرجه الحاکم في المستدرک وابن الدبيع في تمييز الطيب من الخبيث ص 153.
  3. أخرجه الطبراني والضياء عن أبي قرصافة وصححه السيوطي في الجامع الصغير 2 ص 488.