المودة المفروضة في القرآن











المودة المفروضة في القرآن



قوله:


فولاهم فرض من الر
حمان في القرآن واجب


أشار به إلي قوله تعالي: قل لا أسئلکم عليه أجرا إلا المودة في القربي، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا[1] توجد في الکتب والمعاجم أحاديث و

[صفحه 307]

کلمات ضافية حول الآية الشريفة لا يسعنا بسط المقال فيها غير أنا نقتصر بجملة منها.

1- أخرج أحمد في المناقب. وإبن المنذر. وإبن أبي حاتم. والطبراني. و إبن مردويه. والواحدي. والثعلبي. وأبونعيم. والبغوي في تفسيره. وإبن المغازلي في المناقب بأسانيدهم عن إبن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله من قرابتک هولاء الذين وجبت علينا مودتهم؟! فقال: علي وفاطمة وإبناهما.

ورواه محب الدين الطبري في «الذخائر» ص 25، والزمخشري في «الکشاف 2 ص 339. والحمويي في «الفرايد»، والنيسابوري في تفسيره، وإبن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» ص 8 وصححه، والرازي في تفسيره، وأبوالسعود في تفسيره 1 هامش تفسير الرازي 7 ص 665، وأبوحيان في تفسيره 7 ص 516، والنسفي في تفسيره هامش تفسير الخازن 4 ص 99، والحافظ الهيثمي في «المجمع» 9 ص 168، وإبن الصباغ المالکي في الفصول المهمة ص 12، والحافظ الکنجي في «الکفاية» ص 31، والقسطلاني في «المواهب» وقال: ألزم الله مودة قرباه کافة بريته، وفرض محبة جملة أهل بيته المعظم وذريته فقال تعالي: قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي. ورواه الزرقاني في شرح المواهب 7 ص 3 و 21، وإبن حجر في «الصواعق» ص 101 و 135، م- والسيوطي في إحياء الميت هامش «الاتحاف» ص 239، والشبلنجي في «نور الابصار» 112، والصبان في «الاسعاف» هامش نور الابصار ص 105.

2- أخرج الحافظ أبوعبدالله الملا في سيرته: ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن الله جعل أجري عليکم المودة في أهل بيتي وإني سائلکم غدا عنهم. ورواه محب الدين الطبري في «الذخائر» ص 25، وإبن حجر في «الصواعق» ص 102 و 136، والسمهودي في جواهر العقدين.

3- قال جابر بن عبدالله: جاء أعرابي إلي النبي صلي الله عليه وآله وقال: يا محمد أعرض علي الاسلام فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له، وأن محمدا عبده و رسوله. قال: تسألني عليه أجرا؟! قال: لا إلا المودة في القربي. قال: قرابتي أو قرابتک؟! قال: قرابتي. قال: هات، ابايعک، فعلي من لا يحبک ولا يحب قرابتک لعنة الله. فقال

[صفحه 308]

النبي صلي الله عليه وآله: آمين. أخرجه الحافظ الکنجي في «الکفاية» ص 31 من طريق الحافظ أبي نعيم عن محمد بن أحمد بن مخلد عن الحافظ إبن أبي شيبة باسناده.

4- أخرج الحافظ الطبري وإبن عساکر م- والحاکم الحسکاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل بعدة طرق عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إن الله خلق الانبياء من أشجار شتي وخلقني من شجرة واحدة فأنا أصلها، وعلي فرعها، و وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوي، ولو أن عبدا عبدالله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرک صحبتنا أکبه الله علي منخريه في النار. ثم تلا: قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي. وذکر الکنجي في «الکفاية» ص 178.

5- أخرج أحمد وأبي حاتم عن إبن عباس في قوله تعالي: ومن يقترف حسنة قال: ألمودة لآل محمد. ورواه الثعلبي في تفسيره مسندا، وإبن الصباغ المالکي في «الفصول» ص 13، وإبن المغازلي في «المناقب»، وإبن حجر في «الصواعق» ص 101، والسيوطي في «الدر المنثور» 6 ص 7، و «إحياء الميت»- هامش الاتحاف ص 239، والحضرمي في «الرشفة» ص 23، والنبهاني في الشرف المؤبد ص 95.

6- أخرج أبوالشيخ إبن حبان في کتابه «ألثواب» من طريق الواحدي عن علي عليه السلام قال: فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا کل مؤمن. ثم قرأ: قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي. وذکره إبن حجر في «الصواعق» 101 و 136، والسمهودي في جواهر العقدين.

7- عن أبي الطفيل قال: خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب فحمد الله وأثني عليه وذکر أميرالمؤمنين عليا رضي الله عنه خاتم الاوصياء ووصي الانبياء وأمين الصديقين. والشهداء ثم قال: أيها الناس لقد فارقکم رجل ما سبقه الاولون ولا يدرکه الآخرون لقد کان رسول الله صلي الله عليه وآله يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميکائيل عن يساره فما يرجع حتي يفتح الله عليه، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسي وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسي بن مريم، وفي الليلة التي أنزل الله عزوجل فيها الفرقان، والله ما ترک ذهبا ولا فضة، وما في بيت ماله إلا سبعمائة

[صفحه 309]

وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لام کلثوم. ثم قال: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد. ثم تلا هذه الآية قول يوسف: و إتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ثم أخذ في کتاب الله. ثم قال: أنا ابن ألبشير، وأنا ابن النذير، أنا ابن النبي، أنا إبن الداعي إلي الله باذنه، وأنا إبن السراج المنير، وأنا إبن الذي ارسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من اهل البيت الذين إفترض الله عزوجل مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل علي محمد: قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي.

م- وفي لفظ الحافظ الزرندي في نظم درر السمطين وأنا من أهل البيت الذين کان جبريل عليه السلام ينزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالي مودتهم علي کل مسلم وأنزل الله فيهم: قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. وإقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

أخرجه البزار والطبراني في الکبير. وأبوالفرج في مقاتل الطالبيين. و إبن إبي الحديد في شرح النهج 4 ص 11. والهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 146. وإبن الصباغ المالکي في الفصول ص 166 وقال: رواه جماعة من أصحاب السير وغيرهم. والحافظ الکنجي في الکفاية ص 32 من طريق إبن عقدة عن أبي الطفيل. والنسائي عن هبيرة، وإبن حجر في الصواعق ص 101 و 136. والصفوري في نزهة المجالس 2 ص 231. وألحضرمي في الرشفة 43.

8- أخرج الطبري في تفسيره 24 ص 16 بإسناده عن السدي عن أبي الديلم قال: لما جيئ بعلي بن الحسين ألامام السجاد رضي الله عنهما أسيرا فاقيم علي درج الدمشق قام رجل من أهل الشام فقال: ألحمد لله الذي قتلکم واستأصلکم وقطع قرني الفتنة. فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه: أقرأت القرآن؟! فقال: نعم. قال: فقرأت آل حم؟! قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال: ما قرأت: قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي. قال: وإنکم لانتم هم؟! قال: نعم.

ورواه الثعلبي في تفسير بإسناده. وأشار إليه أبوحيان في تفسيره 7 ص 516.

[صفحه 310]

وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 6 ص 7. وإبن حجر في الصواعق 101 و 136. عن الطبراني. والزرقاني في شرح المواهب 7 ص 20.

9- روي الطبري في تفسيره 24 ص 16 و 17 عن سعيد بن بن جبير وعمرو بن شعيب انهما قالا: هي قربي رسول الله صلي الله عليه وآله. ورواه عنهما وعن السدي أبوحيان في تفسيره و السيوطي في الدر المنثور. قال الفخر الرازي في تفسيره 7 ص 390: وأنا أقول: آل محمد صلي الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه فکل من کان أمرهم إليه أشد وأکمل کانوا هم الآل، ولا شک ان فاطمة وعليا والحسن والحسين کان التعلق بينهم وبين رسول الله صلي الله عليه وآله أشد التعلقات، وهذا کالمعلول بالنقل المتواتر، وجب أن يکونوا هم الآل.

وقال المناوي: قال الحافظ الزرندي. لم يکن أحد من العلمآء المجتهدين و والائمة المهتدين إلا وله في ولاية أهل البيت الحظ الوافر والفخر الزاهرکماأمرالله بقوله: قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي[2] .

وقال إبن حجر في الصواعق ص 89: أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلي الله عليه وآله قال: وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي. وکأن هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالي: وقفوهم إنهم مسئولون أي عن ولاية علي وأهل البيت لان الله أمر نبيه صلي الله عليه وآله أن يعرف الخلق انه لا يسألهم علي تبليغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربي. والمعني إنهم يسألون: هل والوهم حق المولاة کما أوصاهم النبي صلي الله عليه وآله أم أضاعوها وأهملوها؟!؟! فتکون عليهم المطالبة والتبعة.

وذکر في الصواعق ص 101 للشيخ شمس الدين إبن العربي قوله:


رأيت ولائي آل طه فريضة
علي رغم أهل البعد يورثني القربا


فما طلب المبعوث أجرا علي الهدي
بتبليغه إلا المودة في القربي


وذکر إبن الصباغ المالکي في الفصول ص 13 لقائل:


هم العروة الوثقي لمعتصم بها
مناقبهم جاءت بوحي وإنزال


مناقب في شوري وسورة هل أتي
وفي سورة الاحزاب يعرفها التالي

[صفحه 311]

وهم آل بيت المصطفي فودادهم
علي الناس مفروض بحکم وإسجال


وذکر لآخر:


هم القوم من أصفاهم الود مخلصا
تمسک في اخراه بالسبب الاقوي


هم القوم فاقوا العالمين مناقبا
محاسنهم تجلي وآثارهم تروي


موالاتهم فرض وحبهم هدي
وطاعتهم ود وودهم تقوي


وذکر الشبلنجي في نور الابصار ص 13 لابي الحسن بن جبير:


احب النبي المصطفي وإبن عمه
عليا وسبطيه وفاطمة الزهرا


هم أهل بيت أذهب الرجس عنهم
وأطلعهم افق الهدي أنجما زهرا


موالاتهم فرض علي کل مسلم
وحبهم أسني الذخائر للاخري


وما أنا للصحب الکرام بمبغض
فإني أري البغضاء في حقهم کفرا


قوله:


وهم الصراط فمستقيم
فوقه ناج وناکب


أخرج الثعلبي في «الکشف والبيان» في قوله تعالي: إهدنا الصراط المستقيم. قال مسلم بن حيان: سمعت أبا بريدة يقول: صراط محمد وآله.

وفي تفسير وکيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدي عن أسباط ومجاهد عن عبدالله بن عباس في قوله تعالي: إهدنا الصراط المستقيم. قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلي حب محمد وأهل بيته.

وأخرج الحمويي في «الفرايد» بإسناده عن أصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام في قوله تعالي: وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناکبون[3] قال: ألصراط ولايتنا أهل البيت.

وأخرج الخوارزمي في «المناقب»: ألصراط صراطان: صراط في الدنيا. وصراط في الآخرة. فأما صراط الدنيا فهو علي بن أبي طالب. وأما صراط الآخرة فهو جسر جهنم. من عرف صراط الدنيا جاز علي صراط الآخرة. ويوضح معني هذا الحديث ما أخرجه ابن عدي والديلمي کما في «الصواعق» ص 111 عن رسول الله صلي الله

[صفحه 312]

عليه وآله قال: أثبتکم علي الصراط أشدکم حبا لاهل بيتي ولاصحابي.

وأخرج شيخ الاسلام الحمويي بإسناده في فرايد السمطين في حديث عن الامام جعفر الصادق قوله: نحن خيرة الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلي الله.

فهم الصراط إلي الله فمن تمسک بهم فقد إتخذ إلي ربه سبيلا کما ورد فيما أخرجه أبوسعيد في شرف النبوة بإسناده عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسک بنا إتخذ إلي ربه سبيلا. ذخاير العقبي ص 16.



صفحه 307، 308، 309، 310، 311، 312.





  1. سورة الشوري. آية 23.
  2. وقفنا علي نظم درر السمطين للحافظ الزردني فوجدنا الکلمة علي ما حکاها المناوي.
  3. سورة المؤمنون. آية 75.