نبوغ العبدي في الادب والتاريخ
إني أدين بما دان الوصي به [صفحه 297] وبالذي دان يوم النهروان به فقال له العبدي: أخطأت، لو شارکت کفک کفه کنت مثله، ولکن قل: تابعت کفه کفي، لتکون تابعا لا شريکا. فکان السيد بعد ذلک يقول: أنا أشعر الناس إلا العبدي. والمتأمل في شعره يري موقفه العظيم في مقدمي رجال الحديث، ومکثري حملته ويجده في الرعيل الاول من جامعي شتاته، وناظمي شوارده، ورواة نوادره، وناشري طرفه، ويشهد له بکثرة الدراية والرواية، ويشاهد همته العالية، وولعه الشديد في بث الاخبار المأثورة في آل بيت العصمة صلوات الله عليهم، وستقف علي ذلک کله في ذکر نماذج شعره.
إن الواقف علي شعر شاعرنا العبدي وما فيه من الجودة. والجزالة. والسهولة. والعذوبة. والفخامة. والحلاوة. والمتانة. يشهد بنبوغه في الشعر، و تضلعه في فنونه، ويعترف له بالتقدم والبروز، ويري ثناء الحميري سيد الشعراء عليه بأنه «أشعر الناس» من أهله في محله، روي أبوالفرج في «الاغاني» 7 ص 22 عن أبي داود المسترق سليمان بن سفيان: ان السيد والعبدي اجتمعا فأنشد السيد:
يوم الخريبة[1] من قتل المحلينا
وشارکت کفه کفي بصفينا
صفحه 297.