كلمة الانطاكي في الحديث و شعره











کلمة الانطاکي في الحديث و شعره



وذکر الحديث الصحافي القدير عبدالمسيح الانطاکي المصري[1] في تعليقه علي علويته المبارکة ص 76 ولفظ الحديث فيه: فمن يجيبني إلي هذا الامر ويوازرني علي القيام به يکن أخي ووزيري وخليفتي من بعدي؟! فلم يجبه أحد من بني عبدالمطلب إلا علي وکان أحدثهم سنا فقال: أنا يا رسول الله؟. فقال المصطفي: اجلس. ثم أعاد القول ثانيا فصمت القوم وأجاب علي: أنا يا رسول الله. فقال المصطفي: اجلس. ثم أعاد القول ثالثا فلم يکن في بني عبدالمطلب من يجيبه غير علي فقال: أنا يا رسول الله. حينئذ قال المصطفي عليه الصلاة والسلام: اجلس فانت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي. فمضي القوم. إلخ. ونظم هذه الاثارة بقوله من قصيدته المذکورة:


وتلک بعثته الزهرآء عليه صلا
ة الله للخلق عربيها وعجميها


فصار يدعو إليها من توسم فيه الخير سرا وخوف الشر يخفيها


بذا ثلاثة أعوام قضي وله
قد دان بعض قريش واهتدوا فيها

[صفحه 285]

وبعدها جاءه جبريل يأمره
بأن يجاهر بالاسلام مجريها


وقال: فاصدع بأمر الله إنک مبعوث لتدعو إليه الناس تهديها


أنذر عشيرتک الدنيا بشرعتک ال
غرا وأظهر لها أسني معانيها


ومذ تبلغ أمر الله هم به
بهمة ما اعتدا الکفار يثنيها


ولم يجد عضدا کي يستعين به
علي مجاهرة قد کان خاشيها


إلا العلي فناداه وأخبره
ببغيه حسب أمر الله باغيها


وقال هيئ لنا في الحال مأدبة
وليتقنن لها الالوان طاهيها


فرجل شاة علي صاع الطعام واع
ساس لها اللبن النوقي يمليها


وادع الهواشم باسمي کي اشافهها
بأمر ربي باري وباريها


قام العلي بأمر المصطفي ودعا
إلي وليمته أکرم بداعيها


أبناء هاشم هم کانوا عشيرته
ولم يکن فيهم إلا ملبيها


وعدهم کان عند الاربعين وهم
رجالة العرب في إحصاء محصيها


هذي عشيرة طه بل قرابته الدنيا التي کان للاسلام راجيها


وإذ أتته تلقاها علي رحب
ببشره وانثني صفوا يحييها


حتي إذا ما استوي فيها المقام لها
مد السماط وفيه ما يشهيها


فأقبلت ورسول الله يخدمها
علي الطعام ويعني کي يهنيها


حتي إذا أکلت ذاک الطعام ومن
ألبانه سقيت والله کافيها


ظل الطعام کما قد کان وهو وأيم الله ما کان يکفي مستجيعيها


وتلک معجزة للمصطفي وبها
قام العلي وعنه نحن نرويها


وثم إبتدر القوم الرسول بذک
ري يمن بعثته يبدي خوافيها


وإذ أبولهب في الحال قاطعه
وموه الحق بالتضليل تمويها


وقال: يا ناس طه جاء يسحرکم
بذا الطعام احذروا الاضلال والتيه


هي انهضوا ودعوه أن يغش نفو
س الغير في هذه الدعوي ويصبيها


وهکذا ارفض ذاک الاجتماع وأنفس الجمع داجي الکفر غاشيها


وعاد طه إلي تکرار دعوته
وکان حيدرة المقدام راعيها

[صفحه 286]

حتي إذا اجتمعت للاکل ثانية
علي الخوان انثني طه يفاهيها


فقال: ما جاء قبلي قومه أحد
بمثلها جئت من نعماء اسديها


لکم بها الخير في دنيا وآخرة
إذا انضويتم إلي زاهي مغانيها


فمن يوازرني منکم فذاک أخي
وذاک يخلفني في رعي ناميها


فلم يجد من لبيب راح مقتنعا
بصدق بعثته أو راح راضيها


وکلما ازداد تبيانا لبعثته الزهراء زادته تکذيبا وتسفيها


وثم بو لهب ناداه: ويلک لم
يجئ فتي قومه ما جئتنا ايها


تبت يداه فإن الجهل توهه
والکفر في درکات النار تتويها


وکرر المصطفي أقواله علنا
وقد توسع إنذارا وتنبيها


فما رأي غير ألباب محجرة
هيهات ليس يلين النصح قاسيها


وأنفسا عن کتاب الله معرضة
والکفر قد کان والاشراک معميها


وأحجمت کلها عن فيض رحمته
مع يمن دعوته فالکل آبيها


إلا العلي فنادي دونها: فأنا
نعماک يا هادي الاکوان باغيها


نادي: أن اجلس ثلاثا وهو يعرض دعواه علي القوم يبغي مستجيبيها


حتي إذا بات مأيوسا ومنزعجا
من الهواشم معي عن ترضيها


عنها تولي إلي حيث العلي منو
ها به بين ذاک الجمع تنويها


وکان ماسکه من طوق رقبته
يقول: هذا لها والله يحميها


وقال: هذا أخي ذا وارثي وخليفتي علي امتي يحمي مراعيها


وقال: فرض عليکم حسن طاعته
بعدي وإمرته ويل لعاصيها


فارفض جمعهم والهزء آخذهم
إلي الغواية في أدجي دياجيها


وهم يقولون: أحکام الغلام عل
ي يا أبا طالب کن من مطيعيها


کذاک حيدرة ماشي النبوة مذ
نادي المصطفي لبي مناديها


وشارک المصطفي من يوم أن وضع الا
ساس حتي انتهت عليا مبانيها

[صفحه 287]



صفحه 285، 286، 287.





  1. احد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر تأتي هناک ترجمته.