شعر السيد في حديث العشيرة











شعر السيد في حديث العشيرة



وفي شعره الطافح بمعاني الکتاب والسنة شهادة صادقة علي إحاطته بما فيها من مرامي وإشارات ونصوص وتصريحات، وکلما ازدادت الفضيلة قوة، والبرهان وضوحا، وکانت الحجة بالغة کان إعتناءه بسرد القريض فيها أکثر کحديث الغدير والمنزلة والتطهير والراية والطير وأمثالها، ومنها: حديث العشيرة الوارد في قوله تعالي:

وأنذر عشيرتک الاقربين. في بدء الدعوة النبوية فقد أشار إليه في عدة قصايد منها قوله:


بأبي أنت وامي
يا أمير المؤمنينا


بأبي أنت وامي
وبرهطي أجمعينا


وبأهلي وبمالي
وبناتي والبنينا


وفدتک النفس مني
يا إمام المتقينا


وأمين الله والوا
رث علم الاولينا


ووصي المصطفي
أحمد خير المرسلينا


وولي الحوض والذا
ئد عنه المحدثينا


أنت أولي الناس بالنا
س وخير الناس دينا


کنت في الدنيا أخاه
يوم يدعو الاقربينا


ليجيبوه إلي الل
ه فکانوا أربعينا

[صفحه 277]

بين عم وابن عم
حوله کانوا عرينا


فورثت العلم منه
والکتاب المستبينا


طبت کهلا وغلاما
ورضيعا وجنينا


ولدي الميثاق طينا
يوم کان الخلق طينا


کنت مأمونا وجيها
عند ذي العرش مکينا


في حجاب النور حيا
طيبا للطاهرينا


وقوله من قصيدة لم نقف علي تمامها:


من فضله انه قد کان أول من
صلي وآمن بالرحمن إذ کفروا


سنين سبعا وأياما محرمة
مع النبي علي خوف وما شعروا


ويوم قال له جبريل: قد علموا
أنذر عشيرتک الادنين إن بصروا


فقام يدعوهم من دون امته
فما تخلف عنه منهم بشر


فمنهم آکل في مجلس جذعا
وشارب مثل عس[1] وهو محتضر


فصدهم عن نواحي قصعة شبعا
فيها من الحب صاع فوقه الوذر[2] .


فقال: يا قوم ان الله أرسلني
إليکم فأجيبوا الله وادکروا


فأيکم يجتبي قولي ويؤمن بي
إني نبي رسول فانبري غدر


فقال: تبا أتدعونا لتفلتنا
عن ديننا؟ ثم قام القوم فاشتمروا


من الذي قال منهم وهو أحدثهم
سنا وخيرهم في الذکر إذ سطروا


: آمنت بالله قد اعطيت نافلة
لم يعطها أحد جن ولا بشر


وإن ما قلته حق.؟! وإنهم
إن لم يجيبوا فقد خانوا وقد خسروا


ففاز قدما بها والله أکرمه
وکان سباق غايات إذا ابتدروا


وقوله من قصيدة لم توجد بتمامها:


علي عليه ردت الشمس مرة
بطيبة يوم الوحي بعد مغيب


وردت له اخري ببابل بعدما
عفت وتدلت عينها لغروب

[صفحه 278]

وقيل له: أنذر عشيرتک الاولي
وهم من شباب أربعين وشيب


فقال لهم: إني رسول إليکم
ولست أراني عندکم بکذوب


وقد جئتکم من عند رب مهيمن
جزيل العطايا للجزيل وهوب


فأيکم يقفو مقالي؟! فأمسکوا
فقال: ألا من ناطق فمجيبي؟!


ففاز بها منهم علي وسادهم
وما ذاک من عاداته بغريب



صفحه 277، 278.





  1. ألعس بضم العين: القدح أو الاناء الکبير ج عساس وأعساس.
  2. ألوذرة من اللحم: ألقطعة الصغيرة منه ج وذر وذر.