حديث وفاة السيد
[صفحه 274] ولبس وجهه حتي صار کله کالبدر وتوفي فأخذنا في جهازه ودفناه في الجنينة ببغداد وذلک في خلافة الرشيد. «ألاغاني 7 ص 277» وقال أبوسعيد محمد بن رشيد الهروي: إن السيد إسود وجهه عند الموت فقال: هکذا يفعل بأوليائکم يا أميرالمؤمنين؟ قال: فابيض وجهه کأنه القمر ليلة البدر فأنشأ يقول: احب الذي من مات من أهل وده ومن مات يهوي غيره من عدوه أبا حسن أفديک نفسي واسرتي أبا حسن إني بفضلک عارف وأنت وصي المصطفي وابن عمه ولاح لحاني في علي وحزبه مواليک ناج مؤمن بين الهدي رجال الکشي 185، أمالي إبن الشيخ ص 31، بشارة المصطفي. وقال الحسين بن عون: دخلت علي السيد الحميري عائدا في علته التي مات فيها فوجدته يساق به ووجدت عنده جماعة من جيرانه وکانوا عثمانية وکان السيد جميل الصورة رحيب الجبهة عريض مابين السالفتين فبدت في وجهه نکتة سودآء مثل النقطة من المداد ثم لم تزل تزيد وتنمي حتي طبقت وجهه يعني إسودادا فاغتم لذلک من حضره من الشيعة فظهر من الناصبة سرور وشماتة فلم يلبث بذلک إلا قليلا حتي بدت في ذلک المکان من وجهه لمعة بيضاء فلم تزل تزيد بيضا وتنمي حتي إسفر وجهه وأشرق وإفتر السيد ضاحکا وأنشا يقول: کذب الزاعمون: ان عليا قد وربي دخلت جنة عدن فابشروا اليوم أولياء علي ثم من بعده تولوا بنيه ثم اتبع قوله هذا: أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا. وأشهد أن محمد رسول الله [صفحه 275] حقا حقا[1] وأشهد ان عليا أميرالمؤمنين حقا حقا. أشهد أن لا إله إلا الله. ثم غمض عينيه لنفسه فکأنما کانت روحه ذبالة[2] طفأت أو حصاة سقطت. أمالي الشيخ ص 43، مناقب السروي 2 ص 20، کشف الغمة ص 124.
وفي حديث موته له مکرمة خالدة تذکر مدي الدهر، وتقرأ في صحيفة التأريخ مع الابد. قال بشير بن عمار حضرت وفاة السيد في الرميلة ببغداد فوجه رسولا إلي صف الجزارين الکوفيين يعلمهم بحاله ووفاته، فغلط الرسول فذهب إلي صف المسموسين کذا فشتموه ولعنوه، فعلم انه قد غلط، فعاد إلي الکوفيين يعلمهم بحاله ووفاته فوافاه سبعون کفنا قال: وحضرنا جميعا وانه ليتحسر تحسرا شديدا وانه وجهه لاسود کالقار وما يتکلم إلا أن أفاق إفاقة وفتح عينيه فنظر إلي ناحية القبلة جهة النجف الاشرف ثم قال: يا أميرالمؤمنين أتفعل هذا بوليک؟ قالها ثلاث مرات مرة بعد اخري قال: فتجلي والله في جبينه عرق بياض فما زال يتسع
تلقاه بالبشري لدي الموت يضحک
فليس له إلا إلي النار مسلک
ومالي وما أصبحت في الارض أملک
وإني بحبل من هواک الممسک
فإنا نعادي مبغضيک ونترک
فقلت: لحاک الله إنک أعفک
وقاليک معروف الضلالة مشرک
لن ينجي محبه من هنات
وعفي لي الاله عن سيآتي
وتولوا علي حتي الممات
واحدا بعد واحد بالصفات
صفحه 274، 275.