حديث وفاة السيد











حديث وفاة السيد



وفي حديث موته له مکرمة خالدة تذکر مدي الدهر، وتقرأ في صحيفة التأريخ مع الابد. قال بشير بن عمار حضرت وفاة السيد في الرميلة ببغداد فوجه رسولا إلي صف الجزارين الکوفيين يعلمهم بحاله ووفاته، فغلط الرسول فذهب إلي صف المسموسين کذا فشتموه ولعنوه، فعلم انه قد غلط، فعاد إلي الکوفيين يعلمهم بحاله ووفاته فوافاه سبعون کفنا قال: وحضرنا جميعا وانه ليتحسر تحسرا شديدا وانه وجهه لاسود کالقار وما يتکلم إلا أن أفاق إفاقة وفتح عينيه فنظر إلي ناحية القبلة جهة النجف الاشرف ثم قال: يا أميرالمؤمنين أتفعل هذا بوليک؟ قالها ثلاث مرات مرة بعد اخري قال: فتجلي والله في جبينه عرق بياض فما زال يتسع

[صفحه 274]

ولبس وجهه حتي صار کله کالبدر وتوفي فأخذنا في جهازه ودفناه في الجنينة ببغداد وذلک في خلافة الرشيد.

«ألاغاني 7 ص 277»

وقال أبوسعيد محمد بن رشيد الهروي: إن السيد إسود وجهه عند الموت فقال: هکذا يفعل بأوليائکم يا أميرالمؤمنين؟ قال: فابيض وجهه کأنه القمر ليلة البدر فأنشأ يقول:


احب الذي من مات من أهل وده
تلقاه بالبشري لدي الموت يضحک


ومن مات يهوي غيره من عدوه
فليس له إلا إلي النار مسلک


أبا حسن أفديک نفسي واسرتي
ومالي وما أصبحت في الارض أملک


أبا حسن إني بفضلک عارف
وإني بحبل من هواک الممسک


وأنت وصي المصطفي وابن عمه
فإنا نعادي مبغضيک ونترک


ولاح لحاني في علي وحزبه
فقلت: لحاک الله إنک أعفک


مواليک ناج مؤمن بين الهدي
وقاليک معروف الضلالة مشرک


رجال الکشي 185، أمالي إبن الشيخ ص 31، بشارة المصطفي.

وقال الحسين بن عون: دخلت علي السيد الحميري عائدا في علته التي مات فيها فوجدته يساق به ووجدت عنده جماعة من جيرانه وکانوا عثمانية وکان السيد جميل الصورة رحيب الجبهة عريض مابين السالفتين فبدت في وجهه نکتة سودآء مثل النقطة من المداد ثم لم تزل تزيد وتنمي حتي طبقت وجهه يعني إسودادا فاغتم لذلک من حضره من الشيعة فظهر من الناصبة سرور وشماتة فلم يلبث بذلک إلا قليلا حتي بدت في ذلک المکان من وجهه لمعة بيضاء فلم تزل تزيد بيضا وتنمي حتي إسفر وجهه وأشرق وإفتر السيد ضاحکا وأنشا يقول:


کذب الزاعمون: ان عليا
لن ينجي محبه من هنات


قد وربي دخلت جنة عدن
وعفي لي الاله عن سيآتي


فابشروا اليوم أولياء علي
وتولوا علي حتي الممات


ثم من بعده تولوا بنيه
واحدا بعد واحد بالصفات


ثم اتبع قوله هذا: أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا. وأشهد أن محمد رسول الله

[صفحه 275]

حقا حقا[1] وأشهد ان عليا أميرالمؤمنين حقا حقا. أشهد أن لا إله إلا الله. ثم غمض عينيه لنفسه فکأنما کانت روحه ذبالة[2] طفأت أو حصاة سقطت.

أمالي الشيخ ص 43، مناقب السروي 2 ص 20، کشف الغمة ص 124.



صفحه 274، 275.





  1. في لفظ السروي: صدقا صدقا. وأشهد أن عليا ولي الله رفقا رفقا.
  2. الذبالة: الفتيلة ج ذبال.