ولادة السيد و وفاته











ولادة السيد و وفاته



ولد سيد الشعراء الحميري سنة 105 بعمان[1] ونشأ في البصرة في حضانة والديه الاباضيين إلي أن عقل وشعر فهاجرهما واتصل بالامير عقبة بن سلم وتزلف لديه حتي مات والده فورثهما کما مر ص 232 -234 ثم غادر البصرة إلي الکوفة وأخذ فيها الحديث عن الاعمش وعاش مترددا بينهما.

وتوفي في الرميلة ببغداد في خلافة الرشيد وهذا هو المتسالم عليه وکفن بأکفان وجهها الرشيد بأخيه وصلي عليه أخوه علي بن المهدي[2] وکبر خمسا علي طريق الامامية ووقف علي قبره الي أن سطح بأمر من الرشيد ودفن في جنينة[3] ناحية من الکرخ مما يلي قطيعة الربيع[4] .

أما سنة وفاته فقد أرخها المرزباني بسنة 173 ونقلها القاضي المرعشي في مجالسه عن خط الکفعمي[5] وقال إبن حجر بعد نقل التأريخ المذکور عن أبي الفرج: أرخه غيره سنة 178، وأرخه إبن الجوزي سنة تسع.

روي المرزباني باسناده عن إبن أبي حودان قال: حضرت السيد ببغداد عند موته فقال لغلام له: إذا مت فأت مجمع البصريين وأعلمهم بموتي وما أظنه يجيئ منهم إلا رجل أو رجلان ثم اذهب إلي مجمع الکوفيين فأعلمهم بموتي أنشدهم:


يا أهل کوفان إني وامق لکم
مذ کنت طفلا إلي السبعين والکبر


أهواکم واواليکم وأمدحکم
حتما علي کمحتوم من الفدر

[صفحه 273]

لحبکم لوصي المصطفي وکفي
بالمصطفي وبه من سائر البشر


والسيدين أولي الحسني ونجلهم
سمي من جآء بالآيات والسور


هو الامام الذي نرجو النجاة به
من حر نار علي الاعدآء مستعر


کتبت شعري إليکم سائلا لکم
إذ کنت أنقل من دار إلي حفر


أن لا يليني سواکم أهل بصرتنا
ألجاحدون أو الحادون للبدر


ولا السلاطين ان الظلم حالفهم
فعرفهم صائر لاشک للنکر


وکفنوني بياضا لا يخالطه
شيئ من الوشي أو من فاخر الحبر


ولا يشيعني النصاب إنهم
شر البرية من اثني ومن ذکر


عسي الاله ينجيني برحمته
ومدحي الغرر الزاکين من سقر


فإنهم ليسارعون إلي ويکبرون. فلما مات فعل الغلام ذلک فما أتي من البصريين إلا ثلاثة معهم ثلاث أکفان وعطر، وأتي من الکوفيين خلق عظيم معهم سبعون کفنا، ووجه الرشيد بأخيه علي وبأکفان وطيب، فردت أکفان العامة عليهم وکفن في أکفان الرشيد، وصلي عليه علي بن المهدي وکبر خمسا ووقف علي قبره إلي أن سطح ومضي، کل ذلک بأمر الرشيد. وروي مجيئ الکوفيين بسبعين کفنا عن أبي العينا[6] عن أبيه وزاد: فلما مات دفن بناحية الکرخ مما يلي قطيعة الربيع.



صفحه 273.





  1. لسان الميزان 1 ص 438.
  2. ما في مجالس المؤمنين وبعض المعاجم: صلي عليه المهدي فيه تصحيف اذا المهدي توفي 169 قبل المترجم بسنين.
  3. الجنينة تصغير جنة و هي الحديقة و البستان.
  4. تنسب الي بن يونس حاجب المنصور.
  5. أحد شعرأ الغدير في القران العاشر تأتي هناک ترجمة.
  6. أبوعبدالله محمد بن القاسم بن خلاد البصري المتوفي 283.