شكر و نقد











شکر و نقد



لا أفتئ معجبا بکتابين فخمين هما من حسنات العصر الحاضر، عني بجمعهما بحاثة کبير حظي به هذا القرن، أولاهما: کتاب جمهرة خطب العرب. وجمهرة رسائل العرب. للکاتب الشهير أحد زکي صفوت. فقد أسدي بهما إلي الامة يده الواجبة، أعاد ذکريات قديمة للامة العربية أتي عليها الدثور، وکابد في ذلک جهودا جبارة، فعلي الامة جمعاء أن تشکره علي تلک المثابرة الناجعة، وتقدر منه ذلک الجهاد المتواصل، فله العتبي علي ما أجاد وأفاد.

غير أنا نعاتب الاستاذ علي إهماله هذه الرسالة الموجودة في جملة من مصادر کتابه، وغيرها من الکتب القيمة، وقد ذکرها ما هو أخصر منه، وأضعف مدرکا، و أقل نفعا، وذکر من التافهات ما لم يقله مستوي الصدق والامانة کبعض رسايل إبن عباس إلي أميرالمؤمنين عليه السلام المکذوبة علي حبر الامة خطتها أقلام مستأجرة من زباين الامويين، هذا ما نعاتبه عليه، وأما هو فلماذا ذکر؟ ولماذا أهمل؟ فلنطو عنه کشحا.

ويشبه هذا الاهمال أو يزيد عليه إهمال خطبة الغدير في جمهرة خطب العرب،

[صفحه 32]

ولها وليومها المشهود أهمية کبري في تاريخ الاسلام وقد أثبتتها المصادر الوثيقة بأسانيد تربو علي حد التواتر وقفت عليها في الجزء الاول من کتابنا، هب أن تمام الخطبة لم يثبت عنده في کتب يعول عليها إلا ان المقدار الذي أصفق عليه الفريقان، وأنهو إليه أسانيدهم لا مفر له عن إثباته، لکن الکاتب يعلم أنه لماذا ترک، ونحن ايضا لم يفتنا عرفانه، لکن نضرب عن البيان صفحا.



صفحه 32.