شعر السيد في السبطين و حديثه
أتي حسن والحسين النبي ففداهما ثم حياهما فراحا وتحتهما عاتقاه وليدان امهما برة وشيخهما ابن أبي طالب خليلي لا ترجيا واعلما وأن عمي الشک بعد اليقين ضلال فلا تلججا فيهما أيرجي علي إمام الهدي ويرجي ابن حرب وأشياعه يکون إمامهم في المعاد [صفحه 265] وذکر إبن المعتز في طبقاته ص 8 أبياتا من دون ذکر الحديث وهي: أتي حسنا والحسين الرسول وضمهما وتفداهما وطأطأ تحتهما عاتقيه وذکر المرزباني في أخبار السيد ستة أبيات منها ولم يذکر الحديث وزاد: جزي الله عنا بني هاشم فکلهم طيب طاهر قال الاميني: هذه القصيدة تتضمن أحاديث وردت في الامامين السبطين وقد تلفت جملة من أبياتها فقوله: أتي حسن والحسين النبي إشارة إلي ما أخرجه الطبراني وإبن عساکر في تاريخه 4 ص 314 عن أبي أيوب الانصاري قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله والحسن والحسين يلعبان بين يديه في حجره فقلت: يا رسول الله؟ أتحبهما؟! فقال: کيف لا احبهما؟! وهما ريحانتي من الدنيا أشمهما. وعن جابر: قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو حامل الحسن والحسين علي ظهره وهو يمشي بهما فقلت: نعم الجمل جملکما. فقال: نعم الراکبان هما. وفي لفظ: دخلت عليه والحسن والحسين علي ظهره وهو يمشي بهما علي أربع يقول صلي الله عليه وآله: نعم الجمل جملکما ونعم العدلان أنتما. أخرجه إبن عساکر في تاريخ الشام 4 ص 207. وقوله: أتي حسنا والحسين الرسول وبعده من أبيات إشارة إلي ما أخرجه الطبراني عن يعلي بن مرة وسلمان قالا: کنا حول النبي صلي الله عليه وآله فجاءت ام أيمن فقالت: يا رسول الله؟ لقد ضل الحسن و الحسين وذلک راد النهار. يقول: إرتفاع النهار. فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: قوموا فاطلبوا إبني وأخذ کل رجل تجاه وجهة وأخذت نحو النبي صلي الله عليه وآله فلم يزل حتي أتي سفح جبل وإذا الحسن والحسين يلتزق کل واحد منهما صاحبه وإذا شجاع علي ذنبه [صفحه 266] يخرج من فيه شبه النار فأسرع إليه رسول الله صلي الله عليه وآله فالتفت مخاطبا لرسول الله صلي الله عليه وآله ثم انساب فدخل بعض الاحجرة ثم أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجوههما وقال: بأبي وامي أنتما ما أکرمکما علي الله. ثم حمل أحدهما علي عاتقه الايمن والآخر علي عاتقه الايسر فقلت: طوبا لکما نعم المطية مطيتکما. فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: ونعم الراکبان هما وأبوهما خير منهما. ألجامع الکبير للسيوطي کما في ترتيبه 7 ص 106. وأخرج ابن عساکر في تاريخه 4 ص 317 عن عمر: قال: رأيت الحسن والحسين علي عاتقي النبي فقلت: نعم الفرس راحلتکما. وفي لفظ إبن شاهين في السنة: نعم الفرس تحتکما: فقال النبي صلي الله عليه وآله: ونعم الفارسان هما. 7- عن سليمان بن أرقم قال: کنت مع السيد فمر بقاص علي باب أبي سفيان إبن العلاء وهو يقول: يوزن رسول الله صلي الله عليه وآله يوم القيامة في کفة بامته أجمع فيرجح بهم، ثم يؤتي بفلان فيوزن بهم فيرجح، ثم يؤتي بفلان فيوزن بهم فيرجح، فأقبل علي أبي سفيان فقال: لعمري ان رسول الله صلي الله عليه وآله ليرجح علي امته في الفضل، والحديث حق، وإنما رجح الآخران الناس في سيئاتهم، لان من سن سنة سيئة فعمل بها بعده کان عليه وزرها ووزر من عمل بها[2] قال: فما أجابه أحد فمضي فلم يبق أحد من القوم إلا سبه. ألاغاني 7 ص 271. 8- عن محمد بن کناسة قال: أهدي بعض ولاة الکوفة إلي السيد رداءا عدنيا، فکتب إليه السيد فقال: وقد أتانا رداء من هديتکم هو الجمال جزاک الله صالحة فبعث إليه بخلعة تامة وفرس جواد وقال: يقطع عتاب أبي هاشم واستزادته إيانا. 9- روي المرزباني مسندا عن الحرث بن عبيدالله بن الفضل قال: کنا عند المنصور فأمر بإحضار السيد فحضر قال: أنشدني مدحک لنا في قصيدتک الميمية التي أولها: أتعرف دارا عفي رسمها...... [صفحه 267] ودع التشبيب. فأنشده وقال: فدع ذا وقل في بني هاشم بني هاشم حبکم قربة بکم فتح الله باب الهدي الام وألقي الاذي فيکم ومالي ذنب يعدونه وإني لکم وامق ناصح فأصبحت عندهم مأثمي فلا زلت عندکم مرتضي جعلت ثنائي ومدحي لکم فقال له المنصور: أظنک اوديت في مدحنا کما اودي حسان بن ثابت في مدح رسول الله صلي الله عليه وآله وما أعرف هاشميا إلا ولک عليه حق. والسيد يشکره وهو يکلمه بکلام من وصفه ما سمعته يقول لاحد مثله. 10- روي المرزباني في أخبار السيد بإسناده عن جعفر بن سليمان قال: کنا عند المنصور فدخل عليه السيد فقال له: أنشدني قصيدتک التي تقول فيها: ملک ابن هند وابن أروي قبله وأضاف ذاک إلي يزيد ملکه أخزي الاله بني امية إنهم نامت جدودهم وأسقط نجمهم جزعت امية من ولاية هاشم إن يجزعوا فلقد أتتهم دولة فلکم يکون بکل شهر أشهر يا رهط أحمد إن من أعطاکم رد الوراثة والخلافة فيکم لمتمم لکم الذي أعطاکم [صفحه 268] أنتم بنو عم النبي عليکم وورثتموه وکنتم أولي به ما زلت أعرف فضلکم ويحبکم اوذي واشتم فيکم ويصيبني حتي بلغت مدي المشيب فأصبحت قال: فرأيت المنصور يلقمه من کل شيئ کان بين يديه ويقول: شکرا لله و لک يا إسماعيل حبک لاهل البيت صلي الله عليهم، ومدحک لهم، وجزاک عنا خيرا، يا ربيع إدفع إلي إسماعيل فرسا وعبدا وجارية وألف درهم واجعل الالف له في کل شهر. 11- عن الجاحظ عن إسماعيل الساحر قال: کنت أسقي السيد الحميري وأبا دلامة فسکر السيد وغمض عينيه حتي حسبناه نام فجاءت بنت لابي دلامة قبيحة الصورة فضمها إليه ورقصها وهو يقول: ولم ترضعک مريم ام عيسي ففتح السيد عينه وقال: ولکن قد تضمک ام سوء «لسان الميزان 1 ص 438» 12- روي شيخ الطايفة کما في أمالي ولده ص 124 باسناده عن محمد بن جبلة الکوفي قال: إجتمع عندنا السيد بن محمد الحميري وجعفر بن عفان الطائي[4] فقال له السيد: ويحک أتقول في آل محمد عليهم السلام شرا: ما بال بيتکم يخرب سقفه فقال جعفر: فما أنکرت من ذلک؟ فقال له السيد: إذا لم تحسن المدح فاسکت أيوصف آل محمد بمثل هذا؟! ولکني أعذرک هذا طبعک وعلمک ومنتهاک وقد قلت [صفحه 269] أنحو عنهم عار مدحک: اقسم بالله وآلائه إن علي بن أبي طالب وإنه کان الامام الذي يقول بالحق ويعني به کان إذا الحرب مرتها القنا يمشي إلي القرن وفي کفه مشي العفرني[5] بين أشباله ذاک الذي سلم في ليلة ميکال في ألف وجبريل في ليلة بدر مددا أنزلوا فسلموا لما أتوا حذوه کذا يقال فيه يا جعفر؟ وشعرک يقال مثله لاهل الخصاصة والضعف. فقبل جعفر رأسه وقال: أنت والله ألراس يا أبا هاشم. ونحن الاذناب. وهذا الحديث رواه أبوجعفر الطبري في الجزء الثاني من «بشارة المصطفي» عن الشيخ أبي علي إبن شيخ الطايفة عن أبيه باسناده.
6- قال أبوالفرج في «الاغاني» 7 ص 259: أخبرني أحمد بن عبدالعزيز الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا حاتم بن قبيصة قال: سمع السيد محدثا يحدث: إن النبي صلي الله عليه وآله کان ساجدا فرکب الحسن والحسين علي ظهره، فقال عمر رضي الله عنه: نعم المطي مطيکما. فقال النبي صلي الله عليه وآله: ونعم الراکبان هما. فانصرف السيد من فوره فقال في ذلک.
وقد جلسا حجره يلعبان
وکانا لديه بذاک المکان
فنعم المطية والراکبان
حصان مطهرة للحسان
فنعم الوليدان والوالدان
بأن الهدي غير ما تزعمان
وضعف البصيرة بعد العيان
فبئست لعمرکما الخصلتان
وعثمان ما أعند المرجيان
وهوج الخوارج بالنهروان
خبيث الهوي مؤمن الشيصبان[1] .
وقد برزوا ضحوة يلعبان
وکان لديه بذاک المکان
فنعم المطية والراکبان
بانعام أحمد أعلي الجنان
کريم الشمائل حلو اللسان
وقد جلسا حجره يلعبان
وقد برزوا ضحوة يلعبان
فلا عدمتک طول الدهر من وال
لو أنه کان موصولا بسربال
فإنک بالله تستعصم
وحبکم خير ما يعلم
کذاک غدا بکم يختم
الا لائمي فيکم ألوم
سوي أنني بکم مغرم
وإني بحبکم معصم
مآثر فرعون أو أعظم
کما أنا عندهم متهم
علي رغم أنف الذي يرغم
ملکا أمر بحله الابرام
إثم عليه في الوري وغرام
ظلموا العباد بما أتوه وحاموا
والنجم يسقط والجدود تنام
وبکت ومنهم قد بکي الاسلام
وبها تدوم عليکم الايام
وبکل عام واحد أعوام
ملک الوري وعطاؤه أقسام
وبنوا امية صاغرون رغام
ولکم لديه زيادة وتمام
من ذي الجلال تحية وسلام
إن الولاء تحوزه الارحام
قلبي عليه وإنني لغلام
من ذي القرابة جفوة وملام
مني القرون کأنهن ثغام[3] .
ولم يکفلک لقمان الحکيم
إلي لباتها وأب لئيم
وثيابکم من أرزل الاثواب؟!؟!
والمرء عما قال مسئول
علي التقي والبر مجبول
له علي الامة تفضيل
ولا تلهيه الاباطيل
وأحجمت عنها البهاليل
أبيض ماضي الحد مصقول
أبرزه للقنص[6] ألغيل[7] .
عليه ميکال وجبريل
ألف ويتلوهم سرافيل
کأنهم طير أبابيل
وذاک إعظام وتبجيل
صفحه 265، 266، 267، 268، 269.