شعر السيد في السبطين و حديثه











شعر السيد في السبطين و حديثه



6- قال أبوالفرج في «الاغاني» 7 ص 259: أخبرني أحمد بن عبدالعزيز الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا حاتم بن قبيصة قال: سمع السيد محدثا يحدث: إن النبي صلي الله عليه وآله کان ساجدا فرکب الحسن والحسين علي ظهره، فقال عمر رضي الله عنه: نعم المطي مطيکما. فقال النبي صلي الله عليه وآله: ونعم الراکبان هما. فانصرف السيد من فوره فقال في ذلک.


أتي حسن والحسين النبي
وقد جلسا حجره يلعبان


ففداهما ثم حياهما
وکانا لديه بذاک المکان


فراحا وتحتهما عاتقاه
فنعم المطية والراکبان


وليدان امهما برة
حصان مطهرة للحسان


وشيخهما ابن أبي طالب
فنعم الوليدان والوالدان


خليلي لا ترجيا واعلما
بأن الهدي غير ما تزعمان


وأن عمي الشک بعد اليقين
وضعف البصيرة بعد العيان


ضلال فلا تلججا فيهما
فبئست لعمرکما الخصلتان


أيرجي علي إمام الهدي
وعثمان ما أعند المرجيان


ويرجي ابن حرب وأشياعه
وهوج الخوارج بالنهروان


يکون إمامهم في المعاد
خبيث الهوي مؤمن الشيصبان[1] .

[صفحه 265]

وذکر إبن المعتز في طبقاته ص 8 أبياتا من دون ذکر الحديث وهي:


أتي حسنا والحسين الرسول
وقد برزوا ضحوة يلعبان


وضمهما وتفداهما
وکان لديه بذاک المکان


وطأطأ تحتهما عاتقيه
فنعم المطية والراکبان


وذکر المرزباني في أخبار السيد ستة أبيات منها ولم يذکر الحديث وزاد:


جزي الله عنا بني هاشم
بانعام أحمد أعلي الجنان


فکلهم طيب طاهر
کريم الشمائل حلو اللسان


قال الاميني: هذه القصيدة تتضمن أحاديث وردت في الامامين السبطين وقد تلفت جملة من أبياتها فقوله:


أتي حسن والحسين النبي
وقد جلسا حجره يلعبان


إشارة إلي ما أخرجه الطبراني وإبن عساکر في تاريخه 4 ص 314 عن أبي أيوب الانصاري قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله والحسن والحسين يلعبان بين يديه في حجره فقلت: يا رسول الله؟ أتحبهما؟! فقال: کيف لا احبهما؟! وهما ريحانتي من الدنيا أشمهما.

وعن جابر: قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو حامل الحسن والحسين علي ظهره وهو يمشي بهما فقلت: نعم الجمل جملکما. فقال: نعم الراکبان هما. وفي لفظ:

دخلت عليه والحسن والحسين علي ظهره وهو يمشي بهما علي أربع يقول صلي الله عليه وآله: نعم الجمل جملکما ونعم العدلان أنتما. أخرجه إبن عساکر في تاريخ الشام 4 ص 207.

وقوله:


أتي حسنا والحسين الرسول
وقد برزوا ضحوة يلعبان


وبعده من أبيات إشارة إلي ما أخرجه الطبراني عن يعلي بن مرة وسلمان قالا: کنا حول النبي صلي الله عليه وآله فجاءت ام أيمن فقالت: يا رسول الله؟ لقد ضل الحسن و الحسين وذلک راد النهار. يقول: إرتفاع النهار. فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: قوموا فاطلبوا إبني وأخذ کل رجل تجاه وجهة وأخذت نحو النبي صلي الله عليه وآله فلم يزل حتي أتي سفح جبل وإذا الحسن والحسين يلتزق کل واحد منهما صاحبه وإذا شجاع علي ذنبه

[صفحه 266]

يخرج من فيه شبه النار فأسرع إليه رسول الله صلي الله عليه وآله فالتفت مخاطبا لرسول الله صلي الله عليه وآله ثم انساب فدخل بعض الاحجرة ثم أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجوههما وقال: بأبي وامي أنتما ما أکرمکما علي الله. ثم حمل أحدهما علي عاتقه الايمن والآخر علي عاتقه الايسر فقلت: طوبا لکما نعم المطية مطيتکما. فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: ونعم الراکبان هما وأبوهما خير منهما. ألجامع الکبير للسيوطي کما في ترتيبه 7 ص 106.

وأخرج ابن عساکر في تاريخه 4 ص 317 عن عمر: قال: رأيت الحسن والحسين علي عاتقي النبي فقلت: نعم الفرس راحلتکما. وفي لفظ إبن شاهين في السنة: نعم الفرس تحتکما: فقال النبي صلي الله عليه وآله: ونعم الفارسان هما.

7- عن سليمان بن أرقم قال: کنت مع السيد فمر بقاص علي باب أبي سفيان إبن العلاء وهو يقول: يوزن رسول الله صلي الله عليه وآله يوم القيامة في کفة بامته أجمع فيرجح بهم، ثم يؤتي بفلان فيوزن بهم فيرجح، ثم يؤتي بفلان فيوزن بهم فيرجح، فأقبل علي أبي سفيان فقال: لعمري ان رسول الله صلي الله عليه وآله ليرجح علي امته في الفضل، والحديث حق، وإنما رجح الآخران الناس في سيئاتهم، لان من سن سنة سيئة فعمل بها بعده کان عليه وزرها ووزر من عمل بها[2] قال: فما أجابه أحد فمضي فلم يبق أحد من القوم إلا سبه. ألاغاني 7 ص 271.

8- عن محمد بن کناسة قال: أهدي بعض ولاة الکوفة إلي السيد رداءا عدنيا، فکتب إليه السيد فقال:


وقد أتانا رداء من هديتکم
فلا عدمتک طول الدهر من وال


هو الجمال جزاک الله صالحة
لو أنه کان موصولا بسربال


فبعث إليه بخلعة تامة وفرس جواد وقال: يقطع عتاب أبي هاشم واستزادته إيانا.

9- روي المرزباني مسندا عن الحرث بن عبيدالله بن الفضل قال: کنا عند المنصور فأمر بإحضار السيد فحضر قال: أنشدني مدحک لنا في قصيدتک الميمية التي أولها:


أتعرف دارا عفي رسمها......

[صفحه 267]

ودع التشبيب. فأنشده وقال:


فدع ذا وقل في بني هاشم
فإنک بالله تستعصم


بني هاشم حبکم قربة
وحبکم خير ما يعلم


بکم فتح الله باب الهدي
کذاک غدا بکم يختم


الام وألقي الاذي فيکم
الا لائمي فيکم ألوم


ومالي ذنب يعدونه
سوي أنني بکم مغرم


وإني لکم وامق ناصح
وإني بحبکم معصم


فأصبحت عندهم مأثمي
مآثر فرعون أو أعظم


فلا زلت عندکم مرتضي
کما أنا عندهم متهم


جعلت ثنائي ومدحي لکم
علي رغم أنف الذي يرغم


فقال له المنصور: أظنک اوديت في مدحنا کما اودي حسان بن ثابت في مدح رسول الله صلي الله عليه وآله وما أعرف هاشميا إلا ولک عليه حق. والسيد يشکره وهو يکلمه بکلام من وصفه ما سمعته يقول لاحد مثله.

10- روي المرزباني في أخبار السيد بإسناده عن جعفر بن سليمان قال: کنا عند المنصور فدخل عليه السيد فقال له: أنشدني قصيدتک التي تقول فيها:


ملک ابن هند وابن أروي قبله
ملکا أمر بحله الابرام


وأضاف ذاک إلي يزيد ملکه
إثم عليه في الوري وغرام


أخزي الاله بني امية إنهم
ظلموا العباد بما أتوه وحاموا


نامت جدودهم وأسقط نجمهم
والنجم يسقط والجدود تنام


جزعت امية من ولاية هاشم
وبکت ومنهم قد بکي الاسلام


إن يجزعوا فلقد أتتهم دولة
وبها تدوم عليکم الايام


فلکم يکون بکل شهر أشهر
وبکل عام واحد أعوام


يا رهط أحمد إن من أعطاکم
ملک الوري وعطاؤه أقسام


رد الوراثة والخلافة فيکم
وبنوا امية صاغرون رغام


لمتمم لکم الذي أعطاکم
ولکم لديه زيادة وتمام

[صفحه 268]

أنتم بنو عم النبي عليکم
من ذي الجلال تحية وسلام


وورثتموه وکنتم أولي به
إن الولاء تحوزه الارحام


ما زلت أعرف فضلکم ويحبکم
قلبي عليه وإنني لغلام


اوذي واشتم فيکم ويصيبني
من ذي القرابة جفوة وملام


حتي بلغت مدي المشيب فأصبحت
مني القرون کأنهن ثغام[3] .


قال: فرأيت المنصور يلقمه من کل شيئ کان بين يديه ويقول: شکرا لله و لک يا إسماعيل حبک لاهل البيت صلي الله عليهم، ومدحک لهم، وجزاک عنا خيرا، يا ربيع إدفع إلي إسماعيل فرسا وعبدا وجارية وألف درهم واجعل الالف له في کل شهر.

11- عن الجاحظ عن إسماعيل الساحر قال: کنت أسقي السيد الحميري وأبا دلامة فسکر السيد وغمض عينيه حتي حسبناه نام فجاءت بنت لابي دلامة قبيحة الصورة فضمها إليه ورقصها وهو يقول:


ولم ترضعک مريم ام عيسي
ولم يکفلک لقمان الحکيم


ففتح السيد عينه وقال:


ولکن قد تضمک ام سوء
إلي لباتها وأب لئيم


«لسان الميزان 1 ص 438»

12- روي شيخ الطايفة کما في أمالي ولده ص 124 باسناده عن محمد بن جبلة الکوفي قال: إجتمع عندنا السيد بن محمد الحميري وجعفر بن عفان الطائي[4] فقال له السيد: ويحک أتقول في آل محمد عليهم السلام شرا:


ما بال بيتکم يخرب سقفه
وثيابکم من أرزل الاثواب؟!؟!


فقال جعفر: فما أنکرت من ذلک؟ فقال له السيد: إذا لم تحسن المدح فاسکت أيوصف آل محمد بمثل هذا؟! ولکني أعذرک هذا طبعک وعلمک ومنتهاک وقد قلت

[صفحه 269]

أنحو عنهم عار مدحک:


اقسم بالله وآلائه
والمرء عما قال مسئول


إن علي بن أبي طالب
علي التقي والبر مجبول


وإنه کان الامام الذي
له علي الامة تفضيل


يقول بالحق ويعني به
ولا تلهيه الاباطيل


کان إذا الحرب مرتها القنا
وأحجمت عنها البهاليل


يمشي إلي القرن وفي کفه
أبيض ماضي الحد مصقول


مشي العفرني[5] بين أشباله
أبرزه للقنص[6] ألغيل[7] .


ذاک الذي سلم في ليلة
عليه ميکال وجبريل


ميکال في ألف وجبريل في
ألف ويتلوهم سرافيل


ليلة بدر مددا أنزلوا
کأنهم طير أبابيل


فسلموا لما أتوا حذوه
وذاک إعظام وتبجيل


کذا يقال فيه يا جعفر؟ وشعرک يقال مثله لاهل الخصاصة والضعف. فقبل جعفر رأسه وقال: أنت والله ألراس يا أبا هاشم. ونحن الاذناب. وهذا الحديث رواه أبوجعفر الطبري في الجزء الثاني من «بشارة المصطفي» عن الشيخ أبي علي إبن شيخ الطايفة عن أبيه باسناده.



صفحه 265، 266، 267، 268، 269.





  1. الشيصبان: اسم الشيطان.
  2. أخرج حديث: من سن. ابن ماجة في سننه 1 ص 90 ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم.
  3. ألثغام: شجر ابيض الزهر واحدته: ثغامة. يقال: صار الراس ثاغما. أي أبيض.
  4. أبوعبدالله المکفوف من شعراء الکوفة له في اهل البيت مراثي استنشدها الامام الصادق صلوات الله عليه.
  5. يقال: أسد عفرني. أي: شديد.
  6. قنص الطير قنصا: صاده. والقنص بفتح القاف والنون: المصيدة.
  7. ألغيل: ألاجمة. موضع الاسد ج أغيال وغيول.