نقد أو إصحار بالحقيقة











نقد أو إصحار بالحقيقة



قال الدکتور طه حسين المصري في- ذکري أبي العلاء- ص 358: التناسخ معروف عند العرب منذ أواخر القرن الاول والشيعة تدين به وببعض المذاهب التي تقرب منه کالحلول والرجعة، وليس بين أهل الادب من يجهل ما کان من سخافات الحميري وکثير في ذلک. اه

[صفحه 253]

کنت لا أعجب لوکان هذا العزو المختلق صادرا ممن تقدم طه حسين من بسطاء الاعصر الخرافية الذين قالوا وهم لا يشعرون، وجمعوا من غير تمييز، وألفوا لا عن تنقيب، وعزوا من دون دراية. لکن عجبي کله من مثل هذا الذي يري نفسه منقبا ويحسبه فذا من أفذاذ هذا العصر الذهبي، عصر النور، عصر البحث والتنقيب الذي مني بمثل هذا الدکتور وأمثال من جمال مستنوقة[1] يسرون حسوا في ارتغاء[2] يريدون أن يفخذوا امة کبيرة تعد بالملايين عن الامة الاسلامية بنسبة الالحاد إليهم من تناسخ وحلول، فتلعن هؤلاء أولئک لاعتقادهم بکفرهم، وتغضب أولئک علي هؤلاء عندما يقفون علي مثل هذا الافک الشائن، فيقع مالا تحمد مغبته من شق العصا وتفريق الکلمة، وذلک منية من قيض طه «حسين» لمثل هذا المعرة وأثابه عليها.

ألم يسائل هذا الرجل باحث عن مصدر هاتين الفريتين؟! هل قرأهما في کتاب من کتب الشيعة؟! أم سمعهما عن شيعي؟! أو بلغه الخبر عن عالم من علماء الامامية؟! وهؤلاء الشيعة وکتبهم منذ العصور المتقادمة حتي اليوم تحکم بکفر من يقول بالتناسخ والحلول وتدين بالبرائة منه، فهلا راجع الدکتور هاتيک الکتب قبل أن يرمي لا عن سدد؟! وتخط يمينه لا عن رشد؟! نعم سبقه في نسبة التناسخ إلي السيد إبن حزم الاندلسي في «الفصل» وقد عرفت إبن حزم ونزعاته في الجزء الاول ص 323 -339. وأما القول بالرجعة فليس من سنخ القول بالتناسخ والحلول وقد نطق بها الکتاب والسنة کما فصل في طيات الکتب الکلامية وتضمنته التآليف التي أفردها أعلام الامامية فيها، وقد عرف من وقف علي أخبار السيد وشعره وحجاجه برائته عن کل ما نبذه به من سخافة إن لم يکن الدکتور ممن يري ان التهالک في موالاة أهل البيت ومودتهم ومدحهم والذب عنهم سخافة.



صفحه 253.





  1. مثل ساير.
  2. مثل يضرب.