كلمة المرزباني











کلمة المرزباني



قال في أخبار السيد: کان السيد إبن محمد رحمه الله بلا شک کيسانيا يذهب أن محمد بن الحنفية رضي الله عنه هو القائم المهدي وإنه مقيم في جبال رضوي وشعره في ذلک يدل علي انه کان کما ذکرنا کيسانيا فمن قوله:


يا شعب رضوي مالمن بک لا يري
وبنا إليه من الصبابة أولق[1] .


حتي متي؟ وإلي متي؟ وکم المدي
يابن الوصي وأنت حي ترزق؟


إني لآمل أن أراک وإنني
من أن أموت ولا أراک لافرق


غير انه رحمه الله رجع عن ذلک وذهب إلي إمامة الصادق عليه السلام وقال:


تجعفرت باسم الله والله اکبر
وأيقنت أن الله يعفو ويغفر


ومن زعم إن السيد أقام علي الکيسانية فهو بذلک کاذب عليه، وطاعن فيه

[صفحه 248]

ومن أوضح ما دل علي بطلان ذلک دعاء الصادق له عليه السلام وثناؤه عليه فمن ذلک ما أخبرنا به محمد بن يحيي قال: حدثنا أبوالعينا قال: حدثني علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قيل لابي عبدالله عليه السلام وذکر عنده السيد: بانه ينال من الشراب. فقال عليه السلام: إن کان السيد زلت به قدم فقد ثبتت له اخري.

وبإسناده عن عباد بن صهيب قال: کنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام فذکر السيد فدعا له فقال له: يابن رسول الله أتدعو له وهو يشرب الخمر، ويشتم أبا بکر وعمر، ويوقن بالرجعة؟! فقال: حدثني أبي عن أبيه علي بن الحسين أن محبي آل محمد صلي الله عليه وآله لا يموتون إلا تائبين. وإنه قد تاب ثم رفع رأسه وأخرج من مصلي عليه کتابا من السيد يتوب فيه مما کان عليه[2] وفي آخر الکتاب


يا راکبا نحو المدينة جسرة
إلي آخر الابيات کما مرت


و روي بإسناده عن خلف الحادي قال: قدم السيد من الاهواز بمال ورقيق وکراع فجئته مهنئا له فقال: إن أبا بجير[3] إمامي وکان يعيرني بمذهبي ويأمل مني تحولا إلي مذهبه فکتبت أقول له: قد إنتقلت إليه، وقلت:


أيا راکبا نحو المدينة جسرة
وذکر الابيات إلي آخرها کما مرت


ثم قال: فقال له أبوبجير يوما: لو کان مذهبک الامامة لقلت فيها شعرا. فأنشدته هذه القصيدة فسجد وقال: ألحمد لله الذي لم يذهب حبي لک باطلا. ثم أمر لي بما تري. وروي باسناده عن خلف الحادي قال: قلت للسيد: ما معني قولک؟


عجبت لکر صروف الزمان
وأمر أبي خالد ذي البيان


ومن رده الامر لا ينثني
إلي الطيب الطهر نور الجنان


علي وما کان من عمه
برد الامامة عطف العنان


وتحکيمه حجرا أسودا
وما کان من نطقه المستبان


بتسليم عم بغير امتراء
إلي ابن أخ منطقا باللسان


شهدت بذلک صدقا کما
شهدت بتصديق آي القران

[صفحه 249]

علي إمامي لا أمتري
وخليت قولي بکان وکان


قال لي: کان حدثني علي بن شجرة عن أبي بجير عن الصادق أبي عبدالله عليه السلام: إن أبا خالد الکابلي کان يقول بإمامة إبن الحنفية فقدم من کابل شاه إلي المدينة فسمع محمدا يخاطب علي بن الحسين فيقول: يا سيدي فقال أبوخالد: أتخاطب إبن أخيک بمالا يخاطبک بمثله؟ فقال: إنه حاکمني إلي الحجر الاسود وزعم انه ينطقه فصرت معه إليه فسمعت الحجر يقول: يا محمد؟ سلم الامر إلي إبن أخيک فإنه أحق منک. فقلت شعري هذا، قال: وصار أبوخالد الکابلي إماميا. قال: فسألت بعض الامامية عن هذا، فقال لي: ليس بإمامي من لا يعرف هذا. فقلت: للسيد: فأنت علي هذا المذهب أو علي ما أعرف؟!؟! فانشدني بيت عقيل بن علفة.

خذا جنب هرشي[4] أوقفاه فإنه
کلا جانبي هرشي لهن طريق


ومما رواه ألمرزباني له في مذهبه قوله:


صح قولي بالامامه
وتعجلت السلامه


وأزال الله عني
إذ تجعفرت الملامه


قلت من بعد حسين
بعلي ذي العلامه


أصبح السجاد لل
اسلام والدين دعامه


قد أراني الله أمرا
أسأل الله تمامه


کي الاقيه به في
وقت أهوال القيامه



صفحه 248، 249.





  1. الاولق: الجنون أومس منه.
  2. في الاغاني 7 ص 277: أخرج کتابا من السيد يعرفه فيه: انه قد تاب ويسأله الدعاء له.
  3. هو ابوبجير عبدالله بن النجاشي الاسدي والي الاهواز للمنصور.
  4. ثنية في طريق مکة قريبة من الجحفة وله طريقان يفضيان إلي موضع واحد.