كلمة الصدوق











کلمة الصدوق



قال في «کمال الدين» ص 20: فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية حتي لقي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ورأي منه علامات الامامة وشاهد منه دلالات الوصية فسأله عن الغيبة فذکر له انها حق و لکنها تقع بالثاني عشر من الائمة عليهم السلام وأخبره بموت محمد بن الحنفية وان أباه محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام شاهد دفنه فرجع السيد عن مقالته، و استغفر من إعتقاده، ورجع إلي الحق عند إتضاحه له ودان بالامامة.

حدثنا عبدالواحد بن محمد العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حيان السراج قال: سمعت السيد إبن محمد الحميري يقول: کنت أقول بالغلو واعتقد غيبة محمد بن علي الملقب بابن الحنفية قد ظللت في ذلک زمانا فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام وأنقذني به من النار، وهداني إلي سواء الصراط فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها[1] منه انه حجة الله علي وعلي جميع أهل زمانه، وأنه الامام الذي فرض الله طاعته، وأوجب الاقتداء به فقلت له: يابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائک عليهم السلام في الغيبة وصحة کونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله

[صفحه 246]

صلي الله عليه وآله، أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض وصاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا کما ملات جورا وظلما. قال السيد: فلما سمعت ذلک من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلي الله تعالي ذکره علي يديه وقلت قصيدتي التي أولها:


ولما رأيت الناس في الدين قد غووا
تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا


وناديت باسم الله والله أکبر
وأيقنت ان الله يعفو ويغفر


ودنت بدين غير ما کنت داينا
به ونهاني سيد الناس جعفر


فقلت: فهبني قد تهودت برهة
وإلا فديني دين من يتنصر


وإني إلي الرحمن من ذاک تائب
وإني قد أسلمت والله أکبر


فلست بغال ما حييت وراجع
إلي ما عليه کنت اخفي واضمر


ولا قائلا حي برضوي محمد[2] .
وإن عاب جهال مقالي فاکثروا


ولکنه مما مضي لسبيله
علي أفضل الحالات يقفي ويخبر


مع الطيبين الطاهرين الاولي لهم
من المصطفي فرع زکي وعنصر


إلي آخر القصيدة وهي طويلة وقلت بعد ذلک قصيدة اخري:


أيا راکبا نحو المدينة جسرة
عذافرة يطوي بها کل سبب[3] .


إذا ما هداک الله عاينت جعفرا
فقل لولي الله وابن المهذب


: ألا يا أمين الله وابن أمينه
أتوب إلي الرحمن ثم تأوبي


إليک من الامر الذي کنت مطنبا
احارب فيه جاهدا کل معرب


وما کان قولي في إبن خولة مبطنا
معاندة مني لنسل المطيب


ولکن روينا عن وصي محمد
وما کان فيما قال بالمتکذب


بأن ولي الامر يفقد لا يري
ستيرا[4] کفعل الخائف المترقب


فيقسم أموال الفقيد کأنما
تعيبه بين الصفيح المنصب

[صفحه 247]

فيمکث حينا ثم ينبع نبعة
کنبعة جدي من الافق کوکب[5] .


يسير بنصر الله من بيت ربه
علي سودد منه وأمر مسبب


يسير إلي أعدائه بلوائه
فيقتلهم قتلا کحران مغضب


فلما روي ان إبن خولة غايب
صرفنا إليه قولنا لم نکذب


وقلنا هو المهدي والقائم الذي
يعيش به من عدله کل مجدب[6] .


فإن قلت لا فالحق قولک والذي
أمرت فحتم غير ما معتصب


واشهد ربي ان قولک حجة
علي الخلق طرا من مطيع ومذنب


بأن ولي الامر والقائم الذي
تطلع نفسي نحوه بتطرب


له غيبة لابد من أن يغيبها
فصلي عليه الله من متغيب


فيمکث حينا ثم يظهر حينه
فيملا عدلا کل شرق ومغرب


بذاک أمين الله سرا وجهرة
ولست وإن عوتبت فيه بمعتب


وکان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الکيسانية، ورواه الاربلي في کشف الغمة.



صفحه 246، 247.





  1. ستقف علي بعض تلکم الدلائل.
  2. في لفظ ابن شهر اشوب: ولا قائلا قولا بکيسان بعدها.
  3. الجسرة: العظيمة من الابل. والعذافرة: الشديدة منها.
  4. في لفظ المرزباني والمفيد: سنين.
  5. وفي رواية المرزباني:


    ويمکث حينا ثم يشرق شخصه
    مضيئا بنور العدل اشراق کوکب.

  6. في رواية الحافظ المرزباني: يعيش بجدوي عدله کل مجدب.