کلمة الصدوق
حدثنا عبدالواحد بن محمد العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حيان السراج قال: سمعت السيد إبن محمد الحميري يقول: کنت أقول بالغلو واعتقد غيبة محمد بن علي الملقب بابن الحنفية قد ظللت في ذلک زمانا فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام وأنقذني به من النار، وهداني إلي سواء الصراط فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها[1] منه انه حجة الله علي وعلي جميع أهل زمانه، وأنه الامام الذي فرض الله طاعته، وأوجب الاقتداء به فقلت له: يابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائک عليهم السلام في الغيبة وصحة کونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله [صفحه 246] صلي الله عليه وآله، أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض وصاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا کما ملات جورا وظلما. قال السيد: فلما سمعت ذلک من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلي الله تعالي ذکره علي يديه وقلت قصيدتي التي أولها: ولما رأيت الناس في الدين قد غووا وناديت باسم الله والله أکبر ودنت بدين غير ما کنت داينا فقلت: فهبني قد تهودت برهة وإني إلي الرحمن من ذاک تائب فلست بغال ما حييت وراجع ولا قائلا حي برضوي محمد[2] . ولکنه مما مضي لسبيله مع الطيبين الطاهرين الاولي لهم إلي آخر القصيدة وهي طويلة وقلت بعد ذلک قصيدة اخري: أيا راکبا نحو المدينة جسرة إذا ما هداک الله عاينت جعفرا : ألا يا أمين الله وابن أمينه إليک من الامر الذي کنت مطنبا وما کان قولي في إبن خولة مبطنا ولکن روينا عن وصي محمد بأن ولي الامر يفقد لا يري فيقسم أموال الفقيد کأنما [صفحه 247] فيمکث حينا ثم ينبع نبعة يسير بنصر الله من بيت ربه يسير إلي أعدائه بلوائه فلما روي ان إبن خولة غايب وقلنا هو المهدي والقائم الذي فإن قلت لا فالحق قولک والذي واشهد ربي ان قولک حجة بأن ولي الامر والقائم الذي له غيبة لابد من أن يغيبها فيمکث حينا ثم يظهر حينه بذاک أمين الله سرا وجهرة وکان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الکيسانية، ورواه الاربلي في کشف الغمة.
قال في «کمال الدين» ص 20: فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية حتي لقي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ورأي منه علامات الامامة وشاهد منه دلالات الوصية فسأله عن الغيبة فذکر له انها حق و لکنها تقع بالثاني عشر من الائمة عليهم السلام وأخبره بموت محمد بن الحنفية وان أباه محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام شاهد دفنه فرجع السيد عن مقالته، و استغفر من إعتقاده، ورجع إلي الحق عند إتضاحه له ودان بالامامة.
تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
وأيقنت ان الله يعفو ويغفر
به ونهاني سيد الناس جعفر
وإلا فديني دين من يتنصر
وإني قد أسلمت والله أکبر
إلي ما عليه کنت اخفي واضمر
وإن عاب جهال مقالي فاکثروا
علي أفضل الحالات يقفي ويخبر
من المصطفي فرع زکي وعنصر
عذافرة يطوي بها کل سبب[3] .
فقل لولي الله وابن المهذب
أتوب إلي الرحمن ثم تأوبي
احارب فيه جاهدا کل معرب
معاندة مني لنسل المطيب
وما کان فيما قال بالمتکذب
ستيرا[4] کفعل الخائف المترقب
تعيبه بين الصفيح المنصب
کنبعة جدي من الافق کوکب[5] .
علي سودد منه وأمر مسبب
فيقتلهم قتلا کحران مغضب
صرفنا إليه قولنا لم نکذب
يعيش به من عدله کل مجدب[6] .
أمرت فحتم غير ما معتصب
علي الخلق طرا من مطيع ومذنب
تطلع نفسي نحوه بتطرب
فصلي عليه الله من متغيب
فيملا عدلا کل شرق ومغرب
ولست وإن عوتبت فيه بمعتب
صفحه 246، 247.
ويمکث حينا ثم يشرق شخصه
مضيئا بنور العدل اشراق کوکب.