في تزويجها
2/8794- وعنه: عن اُمّ سلمة وسلمان الفارسي، وعليّ بن أبيطالب عليهالسلام وکلّ قالوا: إنّه لمّا أدرکت فاطمة بنت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله مدرک النساء، خطبها أکابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال، وکان کلّما ذکرها رجل من [صفحه 20] قريش لرسولاللَّه صلي الله عليه و آله أعرض رسولاللَّه صلي الله عليه و آله عنه بوجهه حتي کان الرجل منهم يظنّ في نفسه أنّ رسولاللَّه ساخط عليه، أو قد نزل علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فيه وحيٌ من السماء، ولقد خطبها من رسولاللَّه أبوبکر الصديق، فقال له صلي الله عليه و آله: أمرها إلي ربّها، وخطبها بعد أبوبکر عمر بن الخطاب، فقال له رسولاللَّه کمقالته لأبي بکر، وإنّ أبابکر وعمر کانا ذات يوم جالسين في مسجد رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري ثمّ الأوسي، فتذاکروا أمر فاطمة عليهاالسلام بنت رسولاللَّه، فقال أبوبکر: لقد خطبها من رسولاللَّه الأشراف فردّهم رسولاللَّه وقال: أمرها إلي ربّها، إن شاء أن يزوّجها زوّجها، وأنّ عليّ بن أبيطالب لم يخطبها من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ولم يذکرها له ولا أراه يمنعه من ذلک إلّا قلّة ذات اليد، وانّه ليقع في نفسي أنّ اللَّه عزّوجلّ ورسوله إنّما يحبسانها عليه، قال: ثمّ أقبل أبوبکر علي عمر بن الخطاب وعلي سعد ابنمعاذ، فقال: هل لکما في القيام إلي عليّ بن أبيطالب حتّي تذکري له هذا؟ فإن منعه منه قلّة ذات اليد واسيناه وأسعفناه، فقال له سعد بن معاذ: وفّقک اللَّه يا أبابکر فما زلت موفقاً، قوموا بنا علي برکة اللَّه ويُمنه، قال سلمان الفارسي: فخرجوا من المسجد فالتمسوا علياً في منزله فلم يجدوه، وکان ينضح ببعير کان له الماء علي نخل رجل من الأنصار باُجرة، فانطلقوا نحوه فلما رآهم نظر إليهم علي عليهالسلام قال: ما وراءکم وما الذي جئتم له؟ فقال أبوبکر: يا أباالحسن إنّه لم يبق خصلة من خصال الخير إلّا ولک فيها سابقة وفضل، وأنت من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله بالمکان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة، وقد خطب الأشراف من قريش إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله إبنته فاطمة عليهاالسلام فردّهم وقال: أمرها إلي ربّها إن شاء أن يزوّجها زوّجها، فما يمنعک أن تذکرها لرسولاللَّه وتخطبها منه، فإنّي أرجو أن يکون اللَّه عزّوجلّ ورسوله إنّما يحبسانها عليک، قال: فتغرغرت عينا علي عليهالسلام بالدموع وقال: يا أبابکر لقد هَيّجت [صفحه 21] منّي ما کان ساکناً وأيقضتني لأمرٍ کنت عنه غافلاً، وباللَّه إنّ فاطمة لموضع رغبة، وما مثلي يقعد عن مثلها، غير أنّي يمنعني من ذلک قلّة ذات اليد. فقال له أبوبکر: لا تقل هذا يا أباالحسن فإنّ الدنيا وما فيها عند اللَّه تعالي وعند رسوله صلي الله عليه و آله کهباء منثور، قال: ثمّ إنّ عليّ بن أبيطالب عليهالسلام حلّ عن ناضحه وأقبل يقوده إلي منزله فشدّه فيه وأخذ نعله، وأقبل الي رسولاللَّه فکان في منزل زوجته اُمّ سلمة إبنة أبياُميّة بن المغيرة المخزومي، فدقّ عليّ عليهالسلام الباب، فقالت اُمّ سلمة: من بالباب؟ فقال لها رسولاللَّه قبل أن يقول علي أنا علي: قومي يا اُمّ سلمة فافتحي له الباب ومُريه بالدخول، فهذا رجلٌ يحبّه اللَّه ورسوله ويحبّهما، فقالت اُمّ سلمة: فداک أبيواُمّي ومن هذا الذي تذکر فيه هذا وأنت لم تره؟ فقال: مَه يا اُمّ سلمة هذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق، هذا أخي وابنعمي وأحبّ الخلق إليّ. قالت اُمّ سلمة: فقمت مبادرة أکاد أن أعثر بمرطي، ففتحت الباب فإذا أنا بعليّ ابنأبيطالب عليهالسلام، واللَّه ما دخل حين فتحت له حتّي علم أنّي قد رجعت إلي خدري، قالت: ثمّ إنّه دخل علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فقال: السلام عليک يا رسولاللَّه ورحمة اللَّه وبرکاته، فقال النبي صلي الله عليه و آله: وعليک السلام يا أباالحسن اُجلس، قالت اُمّ سلمة: فجلس عليّ بن أبيطالب بين يدي رسولاللَّه وجعل يطرق إلي الأرض کأنّه قصد لحاجة وهو يستحي أن يبديها لرسولاللَّه، فهو مطرق إلي الأرض حياءً من رسولاللَّه، فقالت اُمّ سلمة: فکأنّ النبي علم ما في نفس علي عليهالسلام فقال له: يا أباالحسن إنّي أري أنّک أتيت لحاجة فقل حاجتک وأبدِ ما في نفسک فکلّ حاجة لک عندي مقضيّة، قال علي عليهالسلام: فقلت: فداک أبيواُمّي إنّک تعلم أنّک أخذتني من عمک أبيطالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبيّ لا عقل لي، فغذّيتني بغذائک وأدّبتني بأدبک، فکنت لي أفضل من أبيطالب ومن فاطمة بنت أسد في البِرِّ [صفحه 22] والشفقة، وإنّ اللَّه تعالي هداني بک وعلي يديک واستنقذني ممّا کان عليه آبائي وأعمامي من الحيرة والشرک، وأنّک واللَّه يا رسولاللَّه ذُخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة، يا رسولاللَّه فقد أحببت مع ما قد شدّ اللَّه من عضدي بک أن يکون لي بيت وأن تکون لي زوجة أسکن إليها وقد أتيتک خاطباً راغباً أخطب إليک إبنتک فاطمة فهل أنت مزوّجني يا رسولاللَّه؟ قالت اُمّ سلمة فرأيت وجه رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يتهلّل فرحاً وسروراً، ثمّ تبسّم في وجه علي عليهالسلام فقال: يا أباالحسن فهل معک شيء اُزوّجک به؟ فقال له علي: فداک أبيواُمّي واللَّه ما يخفي عليک من أمري شيء، أملک سيفي ودرعي وناضحي، وما أملک شيئاً غير هذا. فقال له رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: يا علي أمّا سيفک فلا غناء بک عنه تجاهد به في سبيل اللَّه وتقاتل به أعداءه، وناضحک تنضح به علي نخلک وأهلک وتحمل عليه رحلک في سفرک، ولکنّي قد زوّجتک بالدرع ورضيت بها منک. يا أباالحسنء أبشرّک، قال علي عليهالسلام: فقلت: نعم فداک أبيواُمّي بشّرني فإنّک لم تزل ميمون النقيبة، مبارک الطائر، رشيد الأمر صلّي اللَّه عليک، فقال لي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: أبشر يا أباالحسن فإنّ اللَّه عزّوجلّ قد زوّجکها في السماء من قبل أن اُزوّجکها في الأرض، ولقد هبط عليّ في موضعي من قبل أن تأتيني ملک من السماء له وجوه شتّي وأجنحة شتّي، لم أر قبله من الملائکة مثله، فقال لي: السلام عليک ورحمة اللَّه وبرکاته، أبشر يا محمّد باجتماع الشمل وطهارة ا لنسل، فقلت: وما ذاک أيّها الملک؟ فقال: يا محمّد أنا سبطائيل الملک الموکّل بإحدي قوائم العرش، سألت ربّي عزّوجلّ أن يأذن لي في بشارتک، وهذا جبرئيل في أثري يخبرک عن ربّک عزّوجلّ بکرامة اللَّه عزّوجلّ، قال النبي صلي الله عليه و آله: فما استتمّ الملک کلامه حتّي هبط عليّ الأمين جبرئيل عليهالسلام فقال: السلام عليک ورحمة اللَّه وبرکاته يا نبيّ اللَّه، ثمّ إنّه وضع في [صفحه 23] يدي حريرة بيضاء من حرير الجنّة وفيها سطران مکتوبان بالنور، فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة وما هذه الخطوط؟ فقال جبرئيل عليهالسلام: يا محمّد إنّ اللَّه عزّوجلّ اطّلع إلي الأرض إطّلاعة فاختارک من خلقه وابتعثک برسالاته، ثم اطّلع الي الأرض ثانية فاختار لک منها أخاً ووزيراً وصاحباً وختناً، فزوّجه إبنتک فاطمة رضي اللَّه عنها، فقلت: يا حبيبي جبرئيل من هذا الرجل؟ فقال لي: يا محمّد أخوک في الدنيا وابنعمّک في النسب عليّ بن أبيطالب صلوات اللَّه عليه-، وأن اللَّه أوحي إلي الجنان أن تزخرفي فتزخرفت الجنان، وإلي شجرة طوبي أن احملي الحليّ والحلل، فحملت شجرة طوبي الحلي والحلل وتزخرفت الجنان وتزيّنت الحور العين، وأمر اللَّه الملائکة أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور، قال (فهبط مَن فوقها إليها وصعد مَن تحتها إليها)، وأمر اللَّه عزّ وجلّ رضوان فنصب منبر الکرامة علي باب البيت المعمور، وهو المنبر الذي خطب فوقه آدم يوم علمه اللَّه الأسماء وعرضهم علي الملائکة، وهو منبر من نور، فأوحي اللَّه إلي ملک من ملائکة حُجبه يُقال له راحيل أن يعلو ذلک المنبر وأن يحمده بمحامده ويمجّده بتمجيده، وأن يثني عليه بما هو أهله، وليس في الملائکة کلها أحسن منطقاً، ولا أحلي لغةً من راحيل الملک، فعلا المنبر وحمد ربّه ومجّده وقدّسه وأثني عليه بما هو أهله، فارتجّت السماوات فرحاً وسروراً. قال جبرئيل: ثمّ أوحي اللَّه إليّ أن أعقد عقدة النکاح فإنّي قد زوّجت أمتي فاطمة أبنة حبيبي محمّد من عبدي عليّ بن أبيطالب، فعقدت عقدة النکاح، وأشهد علي ذلک الملائکة أجمعين، وکتبت شهادتهم في هذه الحريرة، وقد أمرني ربّي عزّوجلّ أن أعرضها عليک وأن أختمها بخاتم مسک أبيض، وأن أدفعها إلي رضوان خازن الجنان، وأنّ اللَّه عزّوجلّ لما أن أشهد علي تزويج فاطمة من علي عليهالسلام، أمر شجرة طوبي أن تنثر حملها وما فيها من الحليّ والحلل فنثرت ما فيها [صفحه 24] والتقطته الملائکة والحور العين، وأنّ الحور العين ليتهادَينَهُ ويفخرن به إلي يوم القيامة، يا محمّد وإنّ اللَّه عزّوجلّ أمرني أن آمرک أن تزوّج عليّاً فاطمة وتبشّرهما بغلامين زکيين نجيبين طاهرين طيّبين خيّرين فاضلين في الدنيا والآخرة. يا أباالحسن فواللَّه ما خرج ملک من عندي حتّي دققتَ الباب، ألا وإنّي منفّذ فيک أمر ربّي عزّوجلّ امض يا أباالحسن أمامي فإنّي خارج إلي المسجد ومزوّجک علي رؤوس الناس، وذاکر من فضلک ما تقرّ به عينک وأعين محبّيک في الدنيا والآخرة. قال علي عليهالسلام: فخرجت من عند رسولاللَّه صلي الله عليه و آله مسرعاً وأنا لا أعقل فرحاً وسروراً، فاستقبلني أبوبکر وعمر وقالا لي: ما وراءک يا أباالحسن؟ فقلت: زوّجني رسولاللَّه إبنته فاطمة وأخبرني أنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجنيها في السماء، وهذا رسولاللَّه صلي الله عليه و آله خارج في أثري ليظهر ذلک بحضرة الناس، ففرحا بذلک فرحاً شديداً ورجعا معي إلي المسجد فواللَّه ما توسّطناه حيناً حتي لحق بنا رسولاللَّه وأنّ وجهه ليتهلّل سروراً وفرحاً، وقال: أين بلال فأجابه فقال: لبّيک يا رسولاللَّه، قال: اجمع إليّ المهاجرين والأنصار، فانطلق بلال لأمر رسولاللَّه، وجلس رسولاللَّه صلي الله عليه و آله قريب من منبره حتّي اجتمع الناس، ثمّ رقي علي درجة من المنبر فحمد اللَّه وأثني عليه وقال: معاشر المسلمين إنّ جبرئيل أتاني آنفاً فأخبرني عن ربّي عزّوجلّ بأنّه جمع الملائکة عند البيت المعمور وأنّه أشهدهم جميعاً أنّه زوّج أمته فاطمة إبنة رسولاللَّه من عبده عليّ بن أبيطالب، وأمرني أن اُزوّجه في الأرض واُشهدکم علي ذلک، ثمّ جلس وقال لعلي عليهالسلام: قُم يا أباالحسن فاخطب أنت لنفسک، قال: فقام فحمد اللَّه وأثني عليه وصلّي علي النبي وقال: الحمد للَّه شکراً لأنعمه وأياديه، ولا إله إلّا اللَّه شهادة تبلغه وتُرضيه، وصلّي اللَّه علي محمّد صلاةً [صفحه 25] تزلفه وتحظيه، والنکاح ممّا أمر اللَّه به ورضيه، ومجلسُنا هذا ممّا قضاه اللَّه ورضيه وأذن فيه، وقد زوّجني رسولاللَّه صلي الله عليه و آله إبنته فاطمة وجعل صداقها درعي هذا، وقد رضيت بذلک فاسألوه واشهدوا. فقال المسلمون لرسولاللَّه صلي الله عليه و آله: زوّجته يا رسولاللَّه؟ فقال: نعم، فقالوا: بارک اللَّه لهما وعليهما وجمع شملهما، وانصرف رسولاللَّه إلي أزواجه فأمرهنّ أن يَدفِفنَ لفاطمة، فضرَبنَ بالدفوف، قال علي عليهالسلام: فأقبل رسولاللَّه فقال: يا أباالحسن انطلق الآن فَبِع درعک وأتني بثمنه حتّي اُهيّئ لک ولابنتي فاطمة ما يصلحکما، قال علي: فانطلقت به إلي السوق وبعتُهُ بأربعمائة درهم سود هجرية، من عثمان بن عفّان، فلمّا قبضت الدراهم وقبض الدرع، قال: يا أباالحسن ألست أولي بالدرع منک وأنت أولي بالدراهم منّي؟ فقلت: بلي، قال: فإنّ الدرع هدية منّي إليک، فأخذت الدرع والدراهم وأقبلت إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فطرحت الدراهم والدرع بين يديه وأخبرته بما کان من أمر عثمان، فدعا له بخير، وقبض رسولاللَّه قبضة من الدراهم ودعا بأبي بکر فدفعها إليه، وقال: يا أبابکر اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها، وبعث معه سلمان الفارسي وبلالاً ليعيناه علي حمل ما يشتريه، قال أبوبکر: وکانت الدراهم التي دفعها إليّ رسولاللَّه ثلاثة وستين درهماً، فانطلقت إلي السوق واشتريت فراشاً من خيش مصر محشوّاً بالصوف، ونطعاً من أدم ووسادة من أدم محشوة ليف النخل، وعَباة خيبريّة، وقربة للماء وکيزاناً وجراراً، ومطهرة للماء، وستر صوف رقيقاً، وحملناه جميعاً حتّي وضعناه بين يدي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا نظر إليه بکي وجرت دموعه ثمّ رفع رأسه إلي السماء وقال: اللّهمّ بارک لقومٍ جلّ آنيتهم الخزف. قال علي عليهالسلام: ودفع رسولاللَّه باقي ثمن الدرع إلي اُمّ سلمة وقال: اُترکي هذه [صفحه 26] الدراهم عندک، ومکثتُ بعد ذلک شهراً لا اُعاود رسولاللَّه في أمر فاطمة عليهاالسلام بشيء استحياءً من رسولاللَّه غير انّي إذا خلوت برسولاللَّه قال لي: يا أباالحسن ما أحسن زوجتک وأجملها، أبشر يا أباالحسن فقد زوّجتک سيدة نساء العالمين. قال علي: فلما کان بعد شهر، دخل عليّ أخي عقيل بن أبيطالب فقال: واللَّه يا أخي ما فرحت بشيء کفرحي بتزويجک فاطمة بنت محمّد، يا أخي فما بالک لا تسأل رسولاللَّه أن يدخلها عليک فتُقرّ أعيننا باجتماع شملکما؟ فقلت: واللَّه يا أخي إنّي لأحبّ ذلک وما يمنعني من مسألته إلّا الحياء منه صلي الله عليه و آله، فقال: أقسمت عليک إلّا قمت معي، فقمنا نريد رسولاللَّه، فلقينا في طريقنا اُمّ أيمن مولاة رسولاللَّه فذکرنا ذلک لها، فقالت: لا تفعل ودَعنا نحن نکلّمه فإنّ کلام النساء في هذا الأمر أحسن وأوقع بقلوب الرجال، ثمّ انثنت راجعة فدخلت علي اُمّ سلمة فأعلمتها بذلک وأعلمت نساء النبي، فاجتمعن عند رسولاللَّه في بيت عائشة، فأحدقن به وقلن فديناک بآبائنا واُمّهاتنا يا رسولاللَّه قد اجتمعنا لأمرٍ لو أنّ خديجة في الأحياء لقرّت بذلک عينها، قالت اُمّ سلمة: فلمّا ذکرنا خديجة بکي رسولاللَّه ثمّ قال: وأين مثل خديجة، صدّقتني حين کذّبني الناس، وآزرتني علي ديني وأعانتني عليه بمالها، إنّ اللَّه عزّوجلّ أمرني أن اُبشّر خديجة ببيتٍ في الجنّة من قصب الزمرد لا صخب فيه ولا نصب. قالت اُمّ سلمة: فقلنا فديناک بآبائنا واُمّهاتنا يا رسولاللَّه إنّک لم تذکر من خديجة أمراً إلّا وقد کانت کذلک غير أنّها قد مضت إلي ربّها فهنّاها اللَّه بذلک وجمع بيننا وبينها فيدرجات جنّته ورضوانه ورحمته، يا رسولاللَّه هذا أخوک في الدنيا وابنعمّک في النسب عليّ بن أبيطالب عليهالسلام يحبّ أن تدخل عليه زوجته فاطمة عليهاالسلام وتجمع بها شمله، فقال: يا اُمّ سلمة فما بال علي لا يسألني ذلک؟ فقلت: [صفحه 27] يمنعه الحياء منک يا رسولاللَّه، قالت اُمّ أيمن: فقال لي: انطلقي إلي علي فأتني به، فخرجت من عند رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فإذا أنا بعلي ينتظرني ليسألني عن جواب رسولاللَّه، فلمّا رآني قال: ما وراءک يا اُمّ أيمن؟ قلت: أجب رسولاللَّه، قال: فدخلت عليه وقمن أزواجه فدخلن البيت، وأقبلت فجلست بين يديه مطرقاً نحو الأرض حياءً منه، فقال: أتحبّ أن تدخل عليک زوجتک؟ فقلت وأنا مطرق: نعم فداک أبيواُمّي، فقال: نِعمٌ وکرامة يا أباالحسن أدخلها عليک في ليلتنا هذه أو في ليلة غدٍ إن شاء اللَّه. فقمت فرحاً مسروراً، وأمر أزواجه أن يزيّنّ فاطمة عليهاالسلام وطيّبنها ويفرشن لها بيتاً ليدخلنها علي بعلها، ففعلن ذلک وأخذ رسولاللَّه صلي الله عليه و آله من الدراهم التي سلّمها إلي اُمّ سلمة عشرة دراهم فدفعها إلي علي عليهالسلام و قال: اشتر سمناً وتمراً وإقطاً، فاشتريت وأقبلت به إلي رسولاللَّه، فحسر عن ذراعيه ودعا بسفرة من أدم وجعل يشدّخ التمر والسمن وجعل يخلطه بالأقط حتّي اتخذه حيساً، ثمّ قال: يا علي اُدع من أحببت، فخرجت إلي المسجد وأصحاب رسولاللَّه متوافرون، فقلت: أجيبوا رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، فقاموا جميعاً وأقبلوا نحو النبي فأخبرته أنّ القوم کثير، فجلّل السفرة بمنديل وقال: أدخل عليّ عشرة بعد عشرة ففعلت وجعلوا يأکلون ويخرجون والسفرة لا ينقص ما عليها، حتّي لقد أکل من ذلک الحيس تسعمائة رجل وامرأة ببرکة يده صلي الله عليه و آله. قالت اُمّ سلمة: ثمّ دعا بنته فاطمة عليهاالسلام ودعا بعليّ عليهالسلام فأخذ علياً بيمينه وفاطمة بشماله وجمعهما إلي صدره فقبّل بين أعينهما ودفع فاطمة إلي علي وقال: ياعلي نعم الزوجة زوّجتک، ثمّ أقبل علي فاطمة وقال: يا فاطمة نعم البعل بعلک، ثمّ قام معهما يمشي بينهما حتّي أدخلهما بيتهما الذي هيّئ لهما، ثمّ خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال: طهرّکما اللَّه وطهّر نسلکما، أنا سلمٌ لمن سالمکما أنا حربٌ لمن [صفحه 28] حاربکما، استودعکما اللَّه واستخلفه عليکما. قال علي عليهالسلام: ومکث رسولاللَّه بعد ذلک ثلاثاً لا يدخل علينا، فلما کان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا فصادف في حجرتنا أسماء بنت عميس الخثعمية، فقال لها: ما يَقِفک هاهنا وفي الحجرة رجل؟ فقالت له: فداک أبي واُمّي إنّ الفتاة إذا زفّت إلي زوجها تحتاج إلي امرأة تتعاهدها وتقوم بحوائجها، فأقمت هاهنا لأقضي حوائج فاطمة عليهاالسلام وأقوم بأمرها، فتغرغرت عينا رسولاللَّه صلي الله عليه و آله بالدموع وقال: يا أسماء قضي اللَّه لک حوائج الدنيا والآخرة. قال علي عليهالسلام: وکانت غداة قرّةً، وکمنت أنا وفاطمة تحت العباء فلما سمعنا کلام رسولاللَّه صلي الله عليه و آله لأسماء ذهبنا لنقوم، فنظر إلينا رسولاللَّه فقال: بحقّي عليکما لا تفترقا حتّي أدخل عليکما، فرجعنا إلي ما لنا، ودخل صلي الله عليه و آله وجلس عند رؤوسنا وأدخل رجليه فيما بيننا، وأخذت رجله الُيمني فضممتها إلي صدري وأخذت فاطمة رجله اليُسري فضمّتها إلي صدرها وجعلنا نُدّفي رجليه من القُر حتّي إذا دُفِيتا، قال: يا علي ائتني بکوز من ماء فأتيته فتفل فيه ثلاثاً وقرأ عليه آيات من کتاب اللَّه تعالي، ثمّ قال: يا علي اشربه واترک فيه قليلاً، ففعلت ذلک فرشّ باقي الماء علي رأسي وصدري وقال: أذهب اللَّه عنک الرجس يا أباالحسن وطهّرک تطهيراً، وقال: آتني بماء جديد فأتيته به ففعل کما فعل وسلّمه إلي إبنته عليهاالسلام وقال لها: اشربي واترکي منه قليلاً، ففعلت فرشّه علي رأسها وصدرها، وقال: أذهب اللَّه عنک الرجس وطهّرک تطهيراً، وأمرني بالخروج من البيت وخلا بابنته وقال: کيف أنت يا بنيّة وکيف رأيتِ زوجک؟ قالت له: يا أبة خير زوج إلّا أنّه دخل عليّ نساء من قريش وقلن لي: زوّجک رسولاللَّه من فقيرٍ لا مال له، فقال لها: يا بنيّة ما أبوک بفقير ولا بعلک بفقير ولقد عُرضت عليّ خزائن الأرض من الذهب والفضّة فاخترت ما عند اللَّه [صفحه 29] ربّي عزّوجلّ، يا بنيّة لو تعلمين ما علم أبوک لَسَمجَتِ الدنيا في عينيک، واللَّه يا بنيّة ما آلوَنکِ نصحاً أن زوّجتک أقدمهم سلماً وأکثرهم علماً وأعظمهم حلماً، يا بنيّة إنّ اللَّه عزّوجلّ اطّلع إلي الأرض إطّلاعة فاختار من أهلها رجلين، فجعل أحدهما أباک والآخر بعلک. يا بنيّة نعم الزوج زوجک لا تعصي له أمراً، ثمّ صاح بي رسولاللَّه: يا علي، فقلت: لبيک يا رسولاللَّه، فقال: اُدخل بيتک والطف بزوجتک وارفق بها، فإنّ فاطمة بضعةٌ منّي يؤلمني ما يؤلمها ويسرّني ما يسرّها استودعکما اللَّه واستخلفه عليکما، قال علي عليهالسلام: فواللَّه ما أغضبتها ولا أکرهتها من بعد ذلک علي ما أمر حتّي قبضها اللَّه عزّوجلّ إليه، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، وقد کنت أنظر إليها فتنکشف عنّي الهموم والأحزان، قال علي عليهالسلام: ثمّ قام رسولاللَّه لينصرف، فقالت له فاطمة: يا أبة لا طاقة لي بخدمة البيت فاخدمني خادماً يخدمني ويعينني علي أمر البيت، فقال لها: يا فاطمة أيما أحبّ إليک، خادم أو خير من الخادم؟ فقال عليّ: قولي: خير من الخادم، قالت: يا أبة خير من الخادم، فقال: تسبّحين اللَّه عزّوجلّ في کل يوم ثلاثاً وثلاثين مرّة، وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرّة وتکبّرينه أربعاً وثلاثين مرّة، فذلک مائة باللسان وألف حسنة في الميزان، يا فاطمة إنّک إن قلتيها في صبيحة کلّ يوم کفاک اللَّه ما أهمّک من أمر الدنيا والآخرة.[2]. 3/8795- عن علي عليهالسلام قال: خطب أبوبکر و عمر إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فأبي رسولاللَّه عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي، فقال: ما لي من شيء إلّا درعي أرهنها، فزوّجه رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فاطمة، فلما بلغ ذلک فاطمة- سلام اللَّه عليها-بکت، قال: فدخل عليها رسولاللَّه [صفحه 30] فقال: ما لکِ تبکين يا فاطمة، فواللَّه لقد أنکحتک أکثرهم علماً وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً.[3]. 4/8796- الحاکم النيسابوري، حدّثنا أبوبکر بن إسحاق الفقيه، وأبوبکر بن بالويه، قال الشيخ أبوبکر: أنبأ، وقال ابنبالويه، ثنا محمّد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه قال: جهّز رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم فاطمة رضي اللَّه عنها في خميل وقربة ووسادة من أدم، حشوها ليف.[4]. 5/8797- عن مجاهد، عن علي عليهالسلام قال: خُطِبَتْ فاطمة عليهاالسلام إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، فقالت مولاة لي: هل علمت أنّ فاطمة قد خُطِبت إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله؟ قلت: لا، فقالت: قد خُطِبَت فما يمنعک أن تأتي رسولاللَّه فيزوّجک؟ فقلت: وهل عندي شيء أتزوّج به، فقالت: إنّک إن جئت إلي رسولاللَّه زوّجک، فواللَّه ما زالت ترجّيني حتّي دخلت علي رسولاللَّه وکانت له جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه صلي الله عليه و آله اُفحمتُ فواللَّه ما استطعت أن أتکلّم، فقال: ما جاء بک ألک حاجة؟ فسکتُّ فقال: لعلّک جئت أن تخطب فاطمة؟ قلت: نعم، قال: فهل عندک من شيء تستحلّها به؟ قلت: لا واللَّه يا رسولاللَّه، فقال: ما فعلت الدرع التي (سلحتکها)؟ فقلت: عندي والذي نفسي بيده إنّها لحطمية، وما ثمنها إلّا أربعمائة درهم، قال: قد زوّجتکها فابعث بها، فإنها کانت لصداق فاطمة بنت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله.[5]. [صفحه 31] 6/8798- الصدوق، عن جعفر بن نعيم الشاذاني، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبيالحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهالسلام قال: قال لي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: يا علي لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة، وقالوا: خطبناها إليک فمنعتنا وزوّجت عليّاً، فقلت لهم: واللَّه ما أنا منعتکم وزوّجته، بل اللَّه منعکم وزوّجه، فهبط عليّ جبرئيل فقال: يا محمّد إنّ اللَّه جلّ جلاله يقول: لو لم أخلق عليّاً، لما کان لفاطمة إبنتک کفوٌ علي وجه الأرض آدم فمن دونه.[6]. 7/8799- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه، قال: قال علي عليهالسلام: قالت الأنصار: يا رسولاللَّه ماذا نقول إذا زففنا النساء؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله: قولوا: أتيناکم أتيناکم، فحيّونا نحيّيکم، لولا الذهبة الحمراء ما حلّت فتاتنا بواديکم.[7]. 8/8800- الصدوق، حدّثنا الشيخ الفقيه الجليل أبوجعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي قدس سره، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن سلمة بن الخطّاب البراوستاني، عن إبراهيم بن مقاتل، قال: حدّثني حامد بن محمّد بن عمرو بن هارون، عن الصادق عليهالسلام، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبيطالب عليهالسلام قال: لقد هممت بتزويج فاطمة عليهاالسلام إبنة محمّد صلي الله عليه و آله ولم أتجرأ أن أذکر ذلک للنبي صلي الله عليه و آله، وإنّ ذلک اختلج في صدري ليلي ونهاري، حتّي دخلت علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فقال: يا علي، قلت: لبّيک يا رسولاللَّه، قال: هل لک في التزويج؟ قلت: رسولاللَّه أعلم، وإذا هو يريد أن يزوّجني بعض نساء قريش وإنّي لخائف علي فوت فاطمة، فما شعرت [صفحه 32] بشيء إذ أتاني رسولرسولاللَّه صلي الله عليه و آله فقال لي: أجب النبي وأسرع، فما رأينا رسولاللَّه أشدّ فرحاً منه اليوم، قال: فأتيته مسرعاً فإذا هو في حجرة اُمّ سلمة، فلمّا نظر إليّ تهلّل وجهه فرحاً، وتبسّم حتّي نظرت إلي بياض أسنانه يبرق، فقال: أبشر يا علي فإنّ اللَّه عزّوجلّ قد کفاني ما قد کان همّني من أمر تزويجک، فقلت: وکيف ذلک يا رسولاللَّه؟ قال: أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنّة وقرنفلها فناولنيهما فأخذتهما وشممتهما، فقلت: ما سبب هذا السنبل والقرنفل؟ فقال: إنّ اللَّه تبارک وتعالي أمر سکّان الجنان من الملائکة ومن فيها أن يزيّنوا الجنان کلّها بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها، وأمر ريحها فهبّت بأنواع العطر والطيب. وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق، ثمّ نادي منادٍ من تحت العرش ألا إنّ اليوم يوم وليمة عليّ بن أبيطالب، ألا إنّي اُشهدکم أنّي قد زوّجت فاطمة بنت محمّد صلي الله عليه و آله من عليّ بن أبيطالب عليهالسلام رضيً منّي بعضهما لبعض، ثمّ بعث اللَّه تبارک وتعالي سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها، وقامت الملائکة فنثرت من سنبل الجنّة وقرنفلها، هذا ممّا نثرت الملائکة، ثمّ أمر اللَّه تبارک وتعالي ملکاً من ملائکة الجنّة يقال له راحيل وليس في الملائکة أبلغ منه، فقال: اخطب يا راحيل فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض، ثمّ نادي منادٍ ألا يا ملائکتي وسکّان جنّتي بارکوا علي عليّ بن أبيطالب عليهالسلام حبيب محمّد صلي الله عليه و آله وفاطمة بنت محمّد فقد بارکت عليهما، ألا إنّي زوّجت أحبّ النساء إليّ من أحبّ الرجال إليّ بعد النبيين والمرسلين، فقال راحيل الملک: يا ربّ وما برکتک فيهما بأکثر ممّا رأينا لهما في جنانک ودارک؟ فقال عزّوجلّ: يا راحيل إنّ برکتي عليهما أن أجمعهما علي محبّتي وأجعلهما حُجّة علي خلقي، وعزّتي وجلالي لأخلقنّ منهما خلقاً ولأنشأنّ منهما ذريّةً، أجعلهم [صفحه 33] خزّاني في أرضي ومعادن لعلمي ودعاة إلي ديني، بهم احتجّ علي خلقي بعد النبيين والمرسلين، فأبشر يا علي فإنّ اللَّه عزّوجلّ أکرمک کرامة لم يکرم بمثلها أحداً، وقد زوّجتک إبنتي فاطمة علي ما زوّجک الرحمان، وقد رضيت لها بما رضي اللَّه لها، فدونک أهلک فإنّک أحقّ بها منّي، ولقد أخبرني جبرئيل أنّ الجنّة مشتاقة إليکما، ولولا أنّ اللَّه عزّوجلّ قدّر أن يخرج منکما ما يتّخذه علي الخلق حُجّة لأجاز فيکما الجنّة وأهلها، فنعم الأخ أنت ونعم الختن أنت ونعم الصاحب أنت، وکفاک برضي اللَّه رضيً. قال علي صلوات اللَّه عليه: فقلت: يا رسولاللَّه بلغ من قدري حتّي أنّي ذُکرتُ في الجنّة وزوّجني اللَّه في ملائکته! فقال صلي الله عليه و آله: إنّ اللَّه عزّوجلّ إذا أکرم وليّه وأحبّه أکرمه بما لا عينٌ رأت ولا اُذُنٌ سمعت، فأحباها لک يا علي، فقال علي عليهالسلام: ربّ أوزعني أن أشکر نعمتک التي أنعمت بها عليّ، فقال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: آمين.[8]. 9/8801- الطوسي، أخبرنا أبوعبداللَّه محمّد بن محمّد النعمان رحمه الله قال: حدّثنا أبونصر محمّد بن الحسين البصير السهروردي، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد الأسدي، قال: حدّثنا أبوعبداللَّه جعفر بن عبداللَّه بن جعفر العلوي المحمدي، قال: حدّثنا يحيي بن هاشم الغساني، قال: حدّثنا محمّد بن مروان، قال: حدّثني جويبر بن سعد، عن الضحّاک بن مزاحم، قال: سمعت عليّ بن أبيطالب عليهالسلام يقول: أتاني أبوبکر وعمر فقالا: لو أتيت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فذکرت له فاطمة، قال: فأتيته، فلمّا رآني رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ضحک ثمّ قال: ما جاء بک يا أباالحسن؟ حاجتک، قال: فذکرت له قرابتي وقدمي في الإسلام، ونصرتي له وجهادي، فقال: يا علي صدقت فأنت أفضل ممّا تذکر، فقلت: يا رسولاللَّه فاطمة تزوّجنيها، فقال: يا علي [صفحه 34] إنّه قد ذکرها قبلک رجال فذکرت ذلک لها فرأيت الکراهة في وجهها، ولکن علي رسلک حتّي أخرج إليک، فدخل عليها فقامت إليه فأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالوضوء فوضّأته بيدها وغسّلت رجليه ثمّ قعدت، فقال لها: يا فاطمة، فقالت: لبّيک حاجتک يا رسولاللَّه؟ قال: إنّ عليّ بن أبيطالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإنّي قد سألت ربّي أن يزوّجک خير خلقه وأحبّهم إليه، وقد ذکر من أمرک شيئاً فما ترين؟ فسکتت ولم تولّ وجهها، ولم ير فيه رسولاللَّه صلي الله عليه و آله کراهة، فقام وهو يقول: اللَّه أکبر سکوتها إقرارها، فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال: يا محمّد زوّجها عليّ بن أبيطالب فإنّ اللَّه قد رضيها له ورضيه لها، قال علي عليهالسلام: فزوّجني رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ثمّ أتاني فأخذ بيدي، فقال: قم بسم اللَّه، وقل علي برکة اللَّه وما شاء اللَّه لا قوّة إلّا باللَّه توکّلت علي اللَّه، ثمّ جاء بي حين أقعدني عندها عليهالسلام ثمّ قال: اللّهمّ إنّهما أحبّ خلقک إليّ فأحبّهما وبارک في ذريّتهما واجعل عليهما منک حافظاً، وإنّي اُعيذهما وذريّتهما بک من الشيطان الرجيم.[9]. 10/8802- روي ابنبطّة في (الإبانة)، أنّه خطبها عبدالرحمن فلم يجبه، وفي رواية غيره أنّه قال: بکذا من المهر، فغضب صلي الله عليه و آله ومدّ يده إلي حصي فرفعها فسبّحت في يده وجعلها في ذيله فصارت درّاً ومرجاناً، يعرض به جواب المهر، الخبر.[10]. 11/8803- الطبري، أخبرني أبوالحسين محمّد بن هارون بن موسي التلعکبريّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبوعلي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي، قال: حدّثنا عبدالعزيز بن يحيي، قال: حدّثنا أبوالقاسم التستري، قال: حدّثنا أبوالصلت [صفحه 35] عبدالسلام بن صالح، عن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليعليهمالسلام، عن آبائه، عن عليّ عليهالسلام قال: لمّا زوّجني النبي صلي الله عليه و آله بفاطمة قال لي: أبشر فإنّ اللَّه قد کفاني ما همّني من أمر تزويجک، قلت: وما ذاک؟ قال: أتاني جبرئيل بسنبلة من سنابل الجنّة وقرنفلة من قرنفلها، فأخذتهما وشممتهما، وقلت: يا جبرئيل ما شأنهما؟ فقال: إنّ اللَّه أمر ملائکة الجنّة وسکّانها أن يزيّنوا الجنّة بأشجارها وأنهارها وقصورها ودورها وبيوتها، ومنازلها وغرفها، وأمر الحور العين أن يقرأن حمعسق ويس، ثمّ نادي منادٍ: اشهدوا أجمعين اللَّه يقول: إنّي قد زوّجت فاطمة بنت محمّد من عليّ بن أبيطالب، ثمّ بعث اللَّه سحابة فأمطرت عليهم الدرّ والياقوت واللؤلؤ والجواهر، ونثرت السنبل والقرنفل، فهذا ممّا نثرت عليّ الملائکة.[11]. 12/8804- أخرج ابنعساکر، عن عليّ [عليهالسلام] أنّ النبي صلي الله عليه وسلم حين زوّجه فاطمة، دعا بماء فمجّه ثمّ أدخله معه فرشّه في جيبه (جنبه) وبين کتفيه، وعوّذه بقل هو اللَّه أحد والمعوّذتين.[12]. 13/8805- أخبرنا أبوالقاسم عليّ بن إبراهيم، أنبأنا أبوالحسن المقري، أنبأنا أبومحمّد المصري، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا جعفر بن محمّد، أنبأنا إسحاق بن إسماعيل، أنبأنا أبواُسامة، عن مجالد عن عامر، عن عليّ [عليهالسلام] قال: لقد تزوّجت فاطمة بنت رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم وما لي فراش غير جلد کبش ننام عليه بالليل، ونعلف عليه ناضحاً بالنهار، وما لي خادم غيرها.[13]. 14/8806- بالسند المتقدّم، قال: وأنبأنا أحمد، أنبأنا جعفر بن محمّد السائغ، أنبأنا [صفحه 36] عليّ بن عبداللَّه، أنبأنا محمّد بن فضيل، أنبأنا مجالد، عن عامر، عن الحرث، عن عليّ ابنأبيطالب [عليهالسلام]، قال: اُهديت إليّ بنت رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم، وما لنا فراش إلّا حسک کبش[14]. 15/8807- إبراهيم بن محمّد، أنبأني الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب أبوطالب الخازن البغدادي بها، عن جدّي شيخ الإسلام جمال السنة أبيعبداللَّه محمّد بن حمويه بن محمّد الجويني بواسطة واحدة، قال: أنبأني شيخ الشيوخ ضياء الدين أبوأحمد عبدالوهاب بن علي إجازة، عن شيخ الإسلام إجازة، عن الشيخ أبيالحسن عليّ بن أحمد المديني إجازة، قال: أنبأنا الشيخ أبوعبدالرحمن محمّد بن الحسن بن موسي السلامي إجازةً وإملاءاً، قال: حدّثنا أبوالفضل محمّد بن عبداللَّه الشيباني، حدّثنا محمّد بن يزيد بن أبيالأزهر البوشنجي النحوي، أنبأنا أبوهاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبداللَّه بن جعفر بن أبيطالب، حدّثنا أبيالقاسم بن إسحاق، حدّثني أبيإسحاق بن عبداللَّه، قال: سمعت أبيعبداللَّه بن جعفر يحدّث عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال: سمعت عمي أميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب عليهالسلام يقول: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: يا علي إنّ الأرض للَّه يورثها من يشاء من عباده، وانّه أوحي إليّ أن اُزوّجک فاطمة علي خُمس الأرض فهي صداقها، فمن مشي علي الأرض وهو لکم مبغض فالأرض حرامٌ عليه أن يمشي عليها.[15]. 16/8808- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبيالمفضل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثني أسد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفري، قال: حدثنا محمد بن عکاشة، قال: حدثنا أبوالمغرا- وهو حميد بن المثني-، عن يحيي بن طلحة النهدي، وعن أيوب بن الحر، عن أبيإسحاق السبيعي، عن [صفحه 37] الحارث، عن علي عليهالسلام قال: إن فاطمة عليهاالسلام شکت إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فقال: ألا ترضين أني زوجتک أقدم اُمتي سلماً، وأحلمهم حلماً، وأکثرهم علماً، أما ترضين أن تکوني سيدة نساء أهل الجنة، إلّا ما جعله اللَّه لمريم بنت عمران، وإن ابنيک سيدا شباب أهل الجنة.[16]. [صفحه 38]
1/8793- الخوارزمي: عن علي عليهالسلام قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: أتاني ملک فقال: يا محمّد إنّ اللَّه عزّوجلّ يقرأ عليک السلام ويقول: قد زوّجت فاطمة من علي فزوّجها منه، وقد أمرت شجرة طوبي أن تحمل الدرّ والياقوت والمرجان، وإنّ أهل السماء قد فرحوا بذلک، وسيولد منهما ولدان سيّدا شباب أهل الجنّة، بهم يزين أهل الجنّة، فأبشر يا محمّد فإنّک خير الأوّلين والآخرين[1].
صفحه 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، 35، 36، 37، 38.