قصة قوم ثمود















قصة قوم ثمود



1/7927- علي بن إبراهيم، حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رياب، عن أبي‏عبيدة، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: وجدنا في کتاب علي عليه‏السلام: أن قوماً من أهل أيلة من قوم ثمود، وأن الحيتان کانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر اللَّه طاعتهم في ذلک، فشرعت اليهم يوم سبتهم في ناديهم وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم، فبادروا اليها فأخذوا يصطادونها، فلبثوا في ذلک ما شاء اللَّه لا ينهاهم عنها الأحبار ولا يمنعهم العلماء من صيدها، ثم إن الشيطان أوحي إلي طائفة منهم إنما نُهيتم عن أکلها يوم السبت فلم تنهوا عن صيدها، فاصطادوا يوم السبت وأکلوها فيما سوي ذلک من الأيام، فقالت طائفة منهم الآن نصطادها، فعتت، وانحازت طائفة اُخري منهم ذات اليمين فقالوا: ننهاکم عن عقوبة اللَّه أن تتعرضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسکتت فلم تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهم: «لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِکُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً»[1].

[صفحه 40]

فقالت الطائفة التي وعظتهم: «مَعْذِرَةً إِلي رَبِّکُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»[2] قال: فقال اللَّه عزّوجلّ: «فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُکِّرُوا بِهِ»[3] يعني لما ترکوا ما وعظوا به مضوا علي الخطيئة، فقالت الطائفة التي وعظتهم: لا واللَّه لا نجامعکم ولا نبايتکم الليلة في مدينتکم هذه التي عصيتم اللَّه فيها مخافة أن ينزل بکم البلاء فيعمنا معکم.

قال: فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء، فنزلوا قريباً من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما أصبح أولياء اللَّه المطيعون لأمر اللَّه، غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية، فأتوا باب المدينة فاذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها خبر واحد، فوضعوا سلماً علي سور المدينة ثم أصعدوا رجلاً منهم فأشرف علي المدينة فنظر فاذا هو بالقوم قردة يتعاوون، فقال الرجل لأصحابه: ياقوم أري واللَّه عجباً، قالوا: وما تري؟ قال: أري القوم قد صاروا قردة يتعاوون، ولها أذناب، فکسروا الباب، قال: فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة، فقال القوم للقردة ألم ننهکم.

فقال علي عليه‏السلام: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة اني لأعرف أنسابها من هذه الاُمة، لا ينکرون ولا يغيرون بل ترکوا ما اُمروا به فتفرقوا، وقد قال اللَّه عزّوجلّ: «فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»[4] وقال تعالي: «أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا کَانُوا يَفْسُقُونَ».[5] [6].

[صفحه 41]


صفحه 40، 41.








  1. الأعراف: 165.
  2. الأعراف: 164.
  3. الأعراف: 165.
  4. المؤمنون: 41.
  5. الأعراف: 165.
  6. تفسير القمي 244:1، تفسير العياشي 33:2، تفسير البرهان 42:1، البحار 52:14، تفسير الصافي 247:2.