نامه 065-به معاويه











نامه 065-به معاويه



[صفحه 295]

بيان: قال ابن ابي‏الحديد: هذا الکتاب هو جواب کتاب وصل من معاويه اليه بعد قتل علي- عليه‏السلام- الخوارج، و فيه تلويح بما کان يقوله من قبل: ان رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- و عدني بقتال طائفه اخري غير اصحاب الجمل و صفين، و انه سماهم المارقين. فلما واقفهم في النهروان و قتلهم في يوم واحد و هم عشره الاف فارس، احب ان يذکر معاويه بما کان يقوله من قبل و يعد به اصحابه و خواصه، فقال له: قد آن لک اي قرب و حان ان تنتفع بما عاينت و شاهدت معاينه من صدق القول الذي کنت اقوله للناس و يبلغک و تستهزي به. و قال: يقال: قد رايته لمحا باصرا اي نظرا بتحديق شديد- و مخرجه مخرج رجل لابن و تامر اي ذو لبن و تمر- فمعني باصر ذو بصر. و عيان الامور معاينتها اي قرب ان تنتفع بما تعلمه يقينا من استحقاقي للخلافه و برائتي من کل شبهه. و قال ابن‏ميثم: وصف اللمح بالباصر مبالغه في الابصار کقولهم ليل اليل. و المدرج المسلک. و قال ابن ابي‏الحديد: الاباطيل جمع باطل علي غير القياس. و اقتحامک اي القاوک نفسک بلا رويه في غرور المين و هو الکذب. و بانتحالک اي ادعائک کذبا. ما قد علا عنک اي لم تبلغه و لست اهلا له. و ابتزازک اي استلابک. لما اختزن

دونک اي منعک الله منه من امره المسلمين و بيت ما لهم، من قولهم اختزن المال اي احرزه. فرارا اي فعلت ذلک کله فرارا من الحق. لما هو الزم لک يعني فرض طاعتي عليک. قال ابن‏ميثم: لانهما دائما في التغير و التبدل بخلاف وجوب الطاعه فانه امر لازم. انتهي. و يمکن ان يقال: لانک تفارقهما و لا تفارقه، و الظاهر ان ذلک مجاز عن شده اللزوم. مما قد وعاه سمعک اي من النص. و کلمه ما في ماذا استفهاميه، او نافيه. علي لبستها- في بعض النسخ بالضم و في بعضها بالکسر- قال في النهايه: اللبسه بالکسر، الهيئه و الحاله. و قال ابن ابي‏الحديد: اللبسه بالضم يقال: في الامر لبسه اي اشتباه و ليس بواضح، و يجوز ان يکون اشتمالها مصدرا مضافا الي معاويه، اي اشتمالک اياها علي اللبسه، اي ادراعک اياها و تقمصک بها علي ما فيها من الابهام و الاشتباه. و يجوز ان يکون مصدرا مضافا الي ضمير الشبهه فقط، اي احذر الشبهه و احتوائها علي اللبسه التي فيها. و قال: اغدفت المراه قناعها اي ارسلته علي وجهها. و اغشت الابصار اي جعلتها سترا للابصار- و في بعض النسخ بالعين المهمله و هو سوء البصر بالليل او العمي-، فالظلمه مرفوعه بالفاعليه. ذو افانين اي اساليب مختلفه لا يناسب بعضها بعض

ا. ضعفت قواها عن السلم قال ابن‏ميثم: اي ليس لها قوه ان يوجب صلحا. قال ابن ابي‏الحديد: اي عن الاسلام، اي لم تصدر تلک الافانين المختلفه عن مسلم و کان کتب اليه ان يفرده بالشام و ان يوليه العهد من بعده و ان لايکلفه الحضور عنده. و قرا ابوعمرو ادخلوا في السلم کافه ليس المعني الصلح بل الاسلام و الايمان لاغير. و قال: الاساطير الاباطيل، واحدها اسطوره و اسطاره بالکسر. و حوک الکلام صنعته و نظمه. و الحلم العقل، او الاناه. و قال ابن‏ميثم: لان الکتاب کان فيه خشونه و تهور، و ذلک ينافي الحلم و ينافي غرضه من الصلح. و قال الجوهري: الدهس و الدهاس- مثل اللبث و اللباث- المکان السهل اللين لايبلغ ان يکون رملا و ليس هو بتراب و لا طين و لونه الدهسه. و قال: الديماس السرب المظلم تحت الارض. و السرب البيت في الارض تقول: السرب الوحشي في سربه. و الغرض عدم استقامه القول. و المرقبه الموضع العالي، اي دعوي الخلافه. و المرام المقصد، و بعده کنايه عن الرفعه. و نزوح الاعلام عن صعوبه الوصول اليها. و في الصحاح: نزحت الدار نزوحا بعدت. و قال: الانوق علي فعول، طائر و هو الرخمه، و في المثل اعز من بيض الانوق لانها تحرزه فلا تکاد يظفربها، لان او کارها في

رووس الجبال و الاماکن البعيده و هي تحمق مع ذلک. انتهي. و حاش لله اصله حاشا لله اي معاذ الله و هو فعل ماض علي صيغه المفاعله ماخوذ من الحشا اي الناحيه، و فاعله ان قلي). و قال الزجاج: معني حاش لله برائه لله. و الصدر بالتحريک رجوع الشاربه عن الماء کالورد بالکسر الاشراف علي الماء. فتدارک نفسک اي تدبر آخر امرک. حتي ينهد اي ينهض. ارتجت عليک اي اغلقت.


صفحه 295.