نامه 054-به طلحه و زبير











نامه 054-به طلحه و زبير



[صفحه 270]

بيان: قوله- عليه‏السلام- من قبل متعلق بقوله فارجعا. اقول: قال ابن ابي‏الحديد في شرح النهج: قال کل صنف من اهل السير و الاخبار: ان عائشه کانت من اشد الناس علي عثمان حتي انها اخرجت ثوبا من ثياب رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- فنصبته في منزلها و کانت تقول للداخلين اليها: هذا ثوب رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- لم يبل، و عثمان قد ابلي سنته. قالوا: اول من سمي عثمان نعثلا عائشه، و النعثل الکثير شعر اللحيه و الجسد. و کانت تقول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا. و روي المدائني في کتاب الجمل قال: لما قتل عثمان کانت عائشه بمکه و بلغ قتله اليها و هي بشراف فلم تشک في ان طلحه صاحب الامر و قالت بعد النعثل: و سحقا ايه ذا الاصبع ايه اباشيل ايه يا ابن عم لکاني انظر الي اصبعه و هو يبايع له حنوها لابل و ذعذعوها. قال: و قد کان طلحه حين قتل عثمان اخذ مفاتيح بيت‏المال و اخذ تجائب کانت لعثمان في داره ثم فسد امره فدفعها الي علي- عليه‏السلام-. و قال ابومخنف في کتابه: ان عايشه لما بلغها قتل عثمان و هي بمکه اقبلت مسرعه و هي تقول: ايه ذا الاصبع لله ابوک. اما انهم وجدوا طلحه لها کفوا فلما انتهت الي شراف استقبلها عبيد بن ابي‏سلمه،

فقالت له: ما عندک؟ قال: قتل عثمان. قالت: ثم ماذا؟ قال: ثم حارت بهم الامور الي خير محار، بايعوا عليا. فقالت: لو ددت ان السماء انطبقت علي الارض ان تم هذا، انظرما تقول! قال: هو ما قلت لک يا ام‏المومنين. فولولت، فقال لها: ما شانک يا ام‏المومنين؟ و الله ما اعرف بين لابتيها احدا اولي بها منه و لا احق و الا اري له نظيرا في جميع حالاته فلماذا تکرهين و لايته؟ قال: فما ردت جوابا. و في روايه قيس بن ابي‏حاذم: ثم ردت رکابيها الي مکه، فرايتها في مسيرها تخاطب نفسها: قتلوا ابن عفان مظلوما، فقلت لها: يا ام‏المومنين! الم اسمعک آنفا تقولين: ابعده الله؟ و قد رايتک قبل اشد الناس عليه و اقبحهم فيه قولا. فقالت: لقد کان ذلک و لکني نظرت في امره فرايتهم استتابوه حتب اذا ترکوه کالفضه البيضاء اتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه. قال: و کتب طلحه و الزبير ال عائشه- و هي بمکه- کتبا ان خذلي الناس عن بيعه علي و اظهري الطلب بدم عثمان. و حمل الکتب مع ابن اختها عبدالله بن الزبير فلما قرات الکتب کاشفت و اظهرت الطلب بدم عثمان. قال: و لما عزمت عائشه علي الخروج الي البصره طلبوا لها بعيرا ايدا يحمل هودجها فجائهم يعل بن اميه ببعير يسمي عسکرا و کان ع

ظيم الخلق شديدا. فلما راته اعجبها و انشا الجمال يحدثها بقوته و شدته، و يقول في اثناء کلامه عسکر، فلما سمعت هذه اللفظه استرجعت و قالت: ردوه، لا حاجه لي فيه. و ذکرت حيث سئلت ان رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- ذکر لها هذا الاثم و نهاها عن رکوبه و امرت ان يطلب لها غيره فلم يوجد لها ما يشبهه فغير لها بجلال غير جلاله و قيل لها: قد اصبنالک اعظم منه خلقا و اشد منه قوه و اتيت به فرضيت. قال ابومخنف: و ارسلت ال حفصه تسالها الخروحج و امسير معها، فبلغ ذلک عبدالله بن عمر فاتي اخته فعزم عليها فاقامت و حطت الرجال بعد ما همت. و کتب الاشتر من المدينه الي عائشه و هي بمکه: اما بعد، فانک ظعينه رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- و قد امرک ان تقري في بيتک، فان فعلت فهو خير لک و ان ابيت، الا ان تاخذي منساتک و تلقي جلبابک و تبدي اللناس شعيراتک قاتلتک حتي اردک الي بيتک و الموضع الذي يرضاه لک ربک. فکتبت اليه في الجواب: اما بعد، فانک اول العرب شب الفتنه و دعا الي الفرقه و خالق الائمه و سعي في قتل الخليفه. و قد علمت انک لن تعجز الله حتي يصيبک منه بنقمه ينتصر بها منک للخليفه المظلوم و قد جائني کتابک و فهمت ما فيه و سنکفيک و کل من اصبح مما ي

لالک في غيک و ضلالک ان‏شاءالله. قال ابومخنف: لما انتهت عائشه في مسيرها الي الحواب و هو ماء لبني‏عامر بن صعصعه نبحتها الکلاب حتي نفرت صعاب ابلها، فقال قائل من اصحابها: الا ترون ما اکثر کلاب الحواب و ما اشد نباحها؟! فامسکت زمام بعيرها و قالت: و انها لکلاب الحواب ردوني، فاني سمعت رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- يقول:... و ذکرت الخبر. فقال لها قائل: مهلا يرحمک الله فقد جزنا ماء الحواب. فقالت: فهل من شاهد؟ فلفقوا لها خسمين اعرابيا جعلوا لهم جعلا فخلفوا لها ان هذا ليس بماء الحواب، فسارت لوجهها. و لما انتهوا الي حفر اب موسي قريبا من البصره ارسل عثمان بن حنيف (و هو يومئذ عامل علي- عليه‏السلام- علي البصره) الي القوم اباالاسود الدولي يعلم له علمهم فجاء حتي دخل علي عائشه، فسالها عن مسيرها، فقالت: اطلب بدم عثمان. قال: انه ليس بالبصره من قتله عثمان احد. قالت: صدقت، و لکنهم مع علي بن ابي‏طالب- عليه‏السلام- بالمدينه و جئت استنهض اهل البصره لقتاله، انغضب لکم من سوط عثمان و لا نغضب لعثمان من سيوفکم؟! فقال لها: ما انت من السوط و السف؟! انما انت حبيس رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- امرک ان تقري في بيتک و تتلي کتاب ربک و ليس عل

ي انساء قتال و لا لهن الطلب بالدماء و ان عليا- عليه‏السلام- لاولي بعثمان منک و امس رحما فانهما ابنا عبدمناف. فقالت: لست بمنصرفه حتي امضي لما قدمت له، افتظن يا اباالاسود ان احدا يقدم علي قتالي؟ فقال: اما و الله لنقاتلن قتالا اهونه الشديد. ثم قام فاتيي الزبير فقال: يا اباعبدالله عهد الناس بک و انت يوم بويع ابوبکر آخذ بقائم سيفک تقول: لا احد اولي بهذا الامر من ابن ابي‏طالب و اين هذا المقام من ذاک؟ فذکر له دم عثمان، قال: انت و صاحبک و ليتماه فيما بلغناه. قال: فانطلق الي طلحه فوجده مصرا علي الحرب و الفتنه فرجع الي عثمان بن حنيف فقال: انها الحرب فتاهب لها. قال: و لما نزل علي- عليه‏السلام- البصره، کتبت عائشه الي زيد بن صوحان العبدي: من عائشه بنت ابي‏بکر الصديق زوج النبي الي ابنها الخالص زيد بن صوحان اما بعد، فاقم في بيتک و خذل عن علي و ليبلغني عنک ما احب فانک اوثق اهلي عندي، والسلام. فکتب اليها: من زيد بن صوحان الي عائشه بنت ابي بکر اما بعد، فان الله امرک و امرنا بامر، امرک ان تقري في بيتک و امرنا ان نجاهد، و قد اتاني کتابک فامرتني ان اصنع خلاف ما امرني الله فاکون قد صنعت ما امرک الله به و صنعت ما امرني به، فامرک ع

ندي غير مطاع و کتابک غير مجاب، والسلام. بيان: حنوها اي جعلوا اصبعه منحنيه للبيعه لابل. و ذعذعوها اي کسروها و بددوها لهجومهم علي البيعه. و الظعينه الامراه في الهودج. و المنساه العصا، تهمز و لا تهمز.


صفحه 270.